كانت المفاجأة أننى أعرف وجه من تقول سارة أنها أختها .. و لكننى لا اتذكر أين قابلتها .. فأنا طبيب و أقابل أشخاص لا حصر لهم .. و لكننى متأكد أننى قابلتها من قبل ...
***
تغيرت ملامحى من الصدفة و المفاجأة ... و لكنها سرعان ما تحولت إلى قلق حين سمعت أمى فى إعياء شديد :
- اه ... اه ... الحقنى يا حا ..... ثم سقطت مغشيا عليها ..
انتفضت من مقعدى و أسرعت إليها ... و صرخت فى سارة من القلق:
- عندك رقم تليفون المستشفى .. اطلبيه بسرعة
بينما بقيت أنا اتفحص أمى ... و أنا أعلم أنه نتيجة إصابتها بمرض السكرى ......
***
انتقلت أمى إلى المستشفى لكنها لم تمكث هناك ... و عادت للبيت و أصبحت حالتها أكثر استقرار ... و كم تعبت سارة طوال تلك الفترة .. فلم تترك أمى لحظة واحدة .. و خففت عنى متاعب كثيرة لم أكن لاحتملها بمفردى ...
***
تمر الايام و تزداد العلاقة بينى و بين سارة .. و يزداد حب والدتى لها ... حتى أنى كنت بجوار والدتى ذات يوم ... و دخلت سارة :
- قوم أنت يا دكتور نام عشان عندك مستشفى الصبح ..
نظرت إليها فى ابتسامة :
- أيه دكتور دى .. أنا حازم و بس
ابتسمت سارة :
- طيب قوم لأنك لازم ترتاح ..
أكملتّ :
- لا .. أنا هخلينى جمبها و نامى أنتى ... أنتى تعبتى أوى معانا .. و مش عارف أشكرك ازاى ...
سارة :- أنا .. تشكرنى .. أماّل أنا أعمل أيه معاكم .. ؟
وضعت أمى يدها على كتف سارة :
- قوم أنت يا حازم و سيب معايا سارة ...
بعدها تركتهما و لم أنم و بدأت افكر ... هل بدأ قلبى يخفق و يدق لأول مرة .. أم إنه إعجاب بجمالها و سينتهى بعودتها لأهلها ..؟
***
أحسست بنظرات سارة تلاحقنى .. يبدو أنها أصيبت بما أصابنى من نار الحب .. حتى أمى قد لاحظت ذلك .. و شعرت بفرحتها فقد نالت سارة ثقتها ..
أما أنا .. فأصبحت سارة مسيطرة على تفكيرى و أصبحت صورتها لا تفارق خيالى .. و تأكدت أننى بدأت أحبها و أشعر أنها تحبنى ...
***
تتوالى الأيام , يوم تلو الآخر .. حتى جاء يوما ممطرا فعدت إلى البيت متأخرا كعادتى من عملى ... و ملابسى مبتله من المطر ... فوجدت سارة فى انتظارى ..
فقلت لها مندهشا :
- انتى لسة صاحية فى البرد ده يا سارة ؟
ردت بابتسامتها الجميلة :
- أنا قلت استنى عشان أحضر لك العشا ... أو تحتاج أى حاجة ..
ابتسمت لها :
- بعد كدة بلاش تتعبى نفسك .. و سيبى العشا فى المطبخ .. و نامى أنتى ..
ردت سارة فى غضب مستتر:
- اطمن أنا مش تعبانة .. قوم أنت غيّر هدومك على اما أحضّر العشا ...
قامت سارة و احضرت العشاء و جلسنا لتناوله .. بعدها سألتنى :
- أنت بتحب الموسيقى ؟
فضحكت :- طبعا .. هو فيه حد ميحبش الموسيقى ؟!
أكملت سارة :
- طيب أنا هسمعك موسيقى أنا بحبها جدا .. و أنت كمان أكيد هتحبها ..
ثم قامت سارة بتشغيل موسيقى رومانسية هادئة لم أسمعها من قبل
فنظرت إلى سارة :
- جميلة أوى الموسيقى دى ..
سارة :- دى مقطوعة ( السراب والحب ) .. أنا بحبها و بسمعها كتير أوى ..
***
بدأنا فى تناول العشاء فى جو لم أعشه من قبل .. حتى فوجئت بسارة تسألنى دون مقدمات :
- أنت حبيت قبل كدة ؟
ابتسمت من جرأة السؤال : - أنا .... لا
سارة : - ليه ؟
أكملت : - يعنى مكنتش لاقى اللى تخلينى أحبها ..
سارة : - طيب هو أنت حاطط لحبيبتك مواصفات خاصة ؟
أكملت :- يعنى زى أى بنت الشاب بيتمناها ... جميلة .... رقيقة ..... محترمة ....
و نظرت إلى عيناها و تلاقت عينانا فى هذا الجو الرومانسى
سارة : كمّل ..
ضحكت : - يعنى ..شعرها أسود حلو كدة ..
خجلت سارة .. و أحمرّ وجهها .. و أدركت أننى اتحدث عنها
و همت للوقوف :
- أنا هقوم أعمل لك الشاى عشان تدفى نفسك ..
***
جرت إلى المطبخ .. بينما جلست أنا أفكر فيها ... نعم أننى أحبها ... حتى سارة تركت الشاى و ظلت تراقبنى من المطبخ .. و أنا اتأملها ..
حتى أحضرت الشاى و جاءت .. و ظهر عليها اضطرابها .. حتى تعثرت فجأة و سقطت ... و معها الأكواب الزجاجية التى كسرت و أصابت يدها اليسرى .... و سالت منها الدماء بغزارة .. فأسرعت إليها أقوم بتطهير جرحها و أضمده .. و هى لا تنظر إلى يدها بل تنظر إلىّ .. و الموسيقى الرومانسية فى ذروتها ... و أنا منهمك فى جرحها ... حتى انتهيت , ففوجئت بأنها تقبلنى ...
![](https://img.wattpad.com/cover/148140771-288-k116412.jpg)