♡الفصل الاول♡

14.2K 303 10
                                    

الفصل الأول

وقف شامخًا كأحد الجبال التي تُحيط به ،القرص الذهبي الذي يزين السماء قد بدأت أشعته بالخفوت خلاف خيوط من ظلام تحتل صفحة السماء، وما يزيد من سرعة اختفائها قطع سحب سوداء قاتمة  تحيط بالسماء كغلالة سوداء ، مهنئة بليلة قارسة البرودة وأمطار غزيرة، ولكن مهلًا هل هناك أقسي من برودة وحدته وخواء قلبه كما باتت الليالي موحشة، حمل فأسه الصغيرة خلف كتفة المتهدلة بتعب ، مسح حبات العرق المتلآلآة عن جبينه وتقدم ناحية منزلة شديد الفراغ ،شديد الرهبة ،شديد الاتساع ، بينما كانت قدماه تغوصان داخل ذرات التراب لتقترب من باب منزله ، قفزت الأسئلة داخل عقلة وبدأ بمحاورة عقيمة يعلم تمام العلم بفشلها.
أي كتاب سيقرأ الليلة ؟ سياسة -علوم تاريخ_ أم رواية رومانسية يُشعره بطلها بعجزة عن صنع واحدة من تلك القصص .
ضحك في قرارة نفسه فغالباً ما تنتهي تلك الأمُسيات بإنسحابه لعالم الأحلام دون جهد يذكر منه ، صوت لاهث من خلفه جعله يستدير ببرود ليواجه جسداً قصير للغاية ممتلىء أعلن هذا الجسد الصخب
- بش مهندس علي ، خلصت ولا إيه ؟

التوىء جانب فمه في ضحكة مستهينة ليجيبه ببرود وهو يعاود التقدم لداره

- امشي من جدامي يا رجب علشان ، تعبان ومش عايز أطلعه عليك

- ضحك رجب بسماجة ليسير خلفه قائلا

- سماح بجا يا بشمهندس علي أمي مكنتش أجدر أسيبها .

دخل علي المنزل وضع ما يحمله بعيداً ليشير لرجب وهو يصعد درجات السلم القديم

- طيب حضرلي أي حاجه أكلها جبل ما تمشي .

هتف رجب بطاعة وهو يتقدم بحيوية ناحية ركن جانبي يبدو أنه المطبخ

- عنيا يابشمهندس علي .

- ----------

أنهى علي تناول طعامه وأتكأ بعدها على الحائط، عقله يدور ودومات من التفكير تبتلعه ، حياته كالمياه الراكدة ،ووحدته تزداد يوماً بعد يوم لم يكن بمثل هذا الشعور من قبل فالجدران باتت باردة قاسية ربما لأن أنفاس والدته الحانية غادرتها منذ أشهر قليلة وهى آخر ما تبقى له في الحياة ، تأوه بصوت مسموع نافثاً عن صدرة نيران الحزن الُمتآججة ثم أغمض عينيه يبتلع تلك الدمعات التي توخز عينيه وتحجب رؤيته ،، ظلت الذكريات تحوم بعقله كالطائر الحزين تلتقط حبات الرضا من داخله تتوارى خلف كيان بات مهزوزاً برحيل أحبابه ،استكفى من العبث بصندوق ذكرياته و نهض واقفاً ينتزع أقدامه انتزاعاً حتى وصل لحجرة والدته تمدد على فراشها يشتم عطرها عله يشعر بالدفء يسري داخل أوردته منتزعاً برودة الجسد وثلجية الوحدة، جذب أقرب كتاب قد وصل إليه كفه فتحه دون أن يلقي بالاً بالاسم لتقع عينيه أسيرة لجمله أخذته لعالم النوم الساحر وكأن الهروب يجتذبه حتى لا يُنهك عقله وقلبه أكثر وأكثر

المشمهندس فلاح(كاملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن