١٣

8.5K 337 41
                                    

الفصل الثالث عشرا ...
******
نهض من على الفراش يتمتم بغضب
-ايه الجنان الي على الصبح ده ....
ابدل ملابسه وخرج ينادي
-يمنى .....
التقطه الداده وسألته بملامح مندهشة
-خير يا ابني في ايه ...؟
سألها علي وعيونة تبحث عنها
-يمنى فين ....؟
بغرابة هتفت الدادة
?-مش نايمة فوق ....
هز رأسة بمعنى لا ثم سلمها الورقة قائلا
-ايه الكلام ده وعِرفته منين يا دادة ..؟
ابتلعت الدادة ريقها بخوف وعيونها تطوف على ملامح علي الجامدة
-كلام ايه ...؟
لوح علي بعدم اهتمام وبنبرة صادقة
-ابوها وابويا ومعرفش مين خد ايه ...
توسعت عينا الدادة وهي تتسأل
?-يعني أنت عرفت
ضرب كفيه ببعضمها ساخرا مستهزا
-ايوه ...وميفرقش معايا الاتنين ماتو ربنا بقا يحاسبهم مش أنا ...ومش بعد ده كله اجي أنا اتحمل ذنوبهم ...لو عالفلوس فأنا مكنتش هعيش أحسن وأفضل مم ما كنت عايش ...
طفرت الدموع من عين الدادة ويدها تمتد للربت على كتف علي بإمتنان...فانسحب علي دون كلمة
ارتدى ملابسة وخرج هائماً يبحث عنها بقلق... الم تثق به بعد كل هذا؟... .كيف صور لها شيطانها أنه سيأخذها بذنب أموات عند ربهم... .لم سيحاسبها ..؟والمعنيين بالشأن عند من سيحاسبهم وسيقضي في خصومتهم...
منذ متى الأموال تعنية وتأخذ حيزا ً من تفكيرة... .
لعن غبائها داخله الف مره... .
سأل عنها مراد لكن لم يجد أجابه شافية... وما زاد الأمر سواء أن يمنى وحيدة لا تملك أقارب... رغم غضبه منها ومن تهورها إلا أنه خائف عليها للغاية... لا ينام ولا يغمض له جفن وهو لا يعرف إين ذهبت معذبتة وكيف حالها...
صدع صوت الآذان ..يخبره بموعد الصلاة... فخرج من سيارته يلبي النداء... وصل للمسجد وصلى ..جلس يذكرالله ويدعوه أن يحفظها أينما كانت...
صوت أنين وشهقات مكتومة صفعت أذنه... فدار بعينيه يبحث عن مصدر تلك الأصوات... .
شاب جلس منكمشاً... يضم ساقية لصدره لحيته نامية ووجهه شاحب كاﻻموات... أشفق عليه علي وغادر ببطء ليواسية ويعرف منه سبب حالته ربما بإمكانه المساعدة ..
جلس بجانبة يربت على ذراعه قائلا
-وحِد الله كل مشكلة وليها حل بس قول يارب .
رفع الشاب رأسه يرى صاحب تلك الكلمات الدافئة...
لتتسع عيون علي بذهول وينطق بهذيان
-طارق...
نظرات طارق ضائعة لا حياة فيها... لا دهشة ولا ذهول بل ضياع...
عاد ليخفض طارق رأسه ودموعه تنساب خجلاً وحزناً... جال علي بنظراته يبحث عن مناديل ورقية فوجدها سحب منها البعض ووجهه لطارق بيد واليد الآخرى تربت بمواساه
-اهدأ... ووحد الله
أخذها منه طارق ومسح دموعه وهويتمتم
-ونعم بالله...
صمت علي حتى هدأ طارق وبدأ يهمس بخجل مصحوب بإرتجاف
-كويس شوفتك... كنت ناوي اروحلك أنت ويمنى
عقد علي حاجبيه بعدم فهم التقطه طارق ليوضح بكلمات متقطعة
-كنت عايزكم تسامحوني... .
ابتسم علي ببشاشة وربت على ساقه قائلا
-المسامح ربنا...
اجهش طارق بالبكاء وهويقول بصوت مخنوق
-تفتكر هيسامحني...
ارتجفت ابتسامة على لكنه تملك وهتف بصبر
-دا اسمه الغفور الرحيم... .
بنبرة صادقة ورهبة رفع طارق عينيه للأعلى قائلا
-يارب...
توجس علي في نفسه خيفة وشعر بشئ مقبض مما دفعه ليسأل بتلعثم
-هو في أيه وأيه عمل فيك كده ..،؟
نظر طارق أمامه وكأن الذكرى حية متجسدة أمامه وبدأ يسرد ودموعة تنساب قربانا لتلك الذكرى
-فيوم زي أي يوم طلعت سهرت مع أصحابي وخدت عربية بابا واحد من اصحابي بيتاجر فالمواد المخدرة طلب مني احفظلة كمية عندي من المواد دي لانه شاكك أن البوليس بيراقبة... يومها كنت فحالة سكر شديدة ومكنتش دريان...بالي بعمله ولا بالي بوافق عليه صاحبي حط المخدرات فالعربية وأنا رجعت البيت ونمت عادي ..والعصر صحيت على خبر القبض على بابا... اتصلت بصاحبي... اتخانقنا ورفض ييجي يعترف أن الحاجه بتاعته... ..وبعدها قفل التلفون ..وأنا كمان كنت اضعف واحقر من أني اعترف واتسجن... .بابا مستحملش الفضيحة والي حصل... جاتله أزمة قلبية ومات...
مات بسببي... كل ما أشوف نظرات اخواتي بموت الف مره... .ياريتني أموت وارتاح...
بدأ طارق يضرب جسده زاعقاً متوسلاً
-يارب خدني وريحني... .
أقترب علي منه مشفقاً وضمة بقوة....ثم ابتعد عنه قائلا ...
أذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث
-علم ينتفع به
-والد صالح يدعو له
-صدقة جارية
صدق رسول الله
ظهرت على وجه طارق البلاهه لكن على ببسالة شجعة
-كون الابن الصالح الي اتمنى يشوفه ...والي هيدعيله بالرحمة ...والدك عمره انتهى سواء رضيت أو لا ...الي حصل كان سبب ...يا طارق ..حاول تتغير ...الندم مش هينفع بس التغيير الصح هو الي هينفع...دموعك مش هتغير حاجه بس الاستقامة والدعوة من ابن صالح يمكن تغير ..
-هتساعدني ...
لايدري طارق لما همس بها وكأن للسانه ارادة مختلفة
تبتسم علي ببشاشة وهو يربت على خد طارق بحنان
-هساعدك بس لازم أنت كمان تساعدني ...لازم تكون مقتنع وعندك ارادة
همس طارق بإمتنان وعيون يملأها الخجل والأعجاب
-متشكر يا علي ...
شاكسة علي قائلا
-قوم بقا نشوف مكان ناكل فيه ..أنا جعان جدا أنت مش جعان ..؟
نظر له طارق بقوة والدموع تتوسد عينيه بداخله حرقة وندم على ما فعله بعلي من قبل ...لكن علي لطيبته وسماحة نفسة تقبل الجميع وغفر اخطائهم برضا .....
****
بعد مرورخمسة أشهر
رن هاتف علي ليرفع ويجيب بسعادة
-رجب ..كيف حالك بيقولو سار عندك اولاد
ضحك رجب قائلا
-ازيك يا بشمهندس وحشتنا مش هتيجي ..
همزات ولمزات وابتعاد مفاجئ وكتم لصوت رجب فهتف علي
-رجب روحت فين ...؟
همس مكتوم وصلة لم يفهم منه شيئا وكلمات متفرقة
-ييجي فين....مينفعش....هتزعل ..
ضحك علي فيبدو أن رجب ورباب يتشاجران ..اخيرا جاءه صوت رجب متوشح بإرتباك
-ازيك يا بشمهندس اخبارك ايه
-الحمدلله ..
-اخبار الست يمنى ..
تنهد علي بحسرة وهو يقول بلوعة وشوق
-إن شاء الله كويسة
-اكيد وفلة كمان
صوت رجب وكلماته لها مخزى لم يفهمه وكأنه يوصل له رسالة ما ...شجار آخر بين رجب ورباب مما دعاه ايضحك ويغلق الخط ...
طرقات اجفلته ليأذن للطارق الذي لم يكن سوى طارق
-تعالى يا طارق ..
دخل طارق وأعطاه الأوراق قائلا بنشاط ودبلوماسية شديدة
-محتاجين امضتك على الورق ده ..
ابتسم علي وتناول الأوراق منه ثم طبع إمضته ...انتهى علي مُلقياً رأسه للخلف فباغته طارق بسؤال
-لسه مفيش خبر ..
هز علي راسه بيأس ..فطارق أصبح سكرتيره الخاص بمرتب أضعاف ما كان يأخد ...اثبت طارق جديته ...تغيير كثيرا ...أصبح ملتزما صبوراً يواظب على الصلاة وزيارة والده والدعاء له ..يراعي اختيه الصغيرتين ويلبي طلباتهم ويهتم بهم ...مقرب من علي ....بعدما توطدت علاقتهم
تنفس طارق وهو يقول بصدق وجدية ملازمة له
-مش حابب ادخل فتفاصيل وخصوصية خط أحمر عندك
ابتسم علي لتفهم طارق وصراحته ثم اهداه نظره مشجعة فأكمل طارق
-يمنى بتحبك بجد....فحاسس انها مبعدتش عنك كتير ياعلي ..يمنى قريبة منك . .لانها متمتلكش الجرأة للفراق ..
ضرب علي الطاولة بصبر نافذ
-يعني راحت فين ..؟دورت عليها وتعبت
نهض طارق من مقعده وهو يقول
-فكر كويس ودور تاني يمكن في مكان متتوقعهوش أو مكان هي عارفة مش هيبجي على بالك وتصدق أنها فيه... بمعنى مكان غير متوقع ...
ضوضاء وتشوش اصابه بعد خروج طارق يكرر كلمات طارق لكن فجأة اختلطت كلمات طارق بهمهمات رجب ورباب ..لينهض فجأة وهو يهذي بعدم تصديق وقد وصل عقله لإستنتاج
-فالبلد ....
******
جالسة أمام التلفاز القديم ترفع كوب الشاي بالخلطة السرية ..ابتسمت داخلها فهي قد عرفتها من اجندة علي التي وجدتها داخل حجرتة بالمنزل ومن يومها وهي تصنعها ...تلاشت ابتسامتها وتحول طعم الشاي للمرارة بحلقها ..شعور بالبرودة تسلل لجسدها ...وألم اجتاحها ...لقد تعودت أن ترتشفة من بين انامله وبداخل احضانه ..كطفلة لا تعرف كيف تشرب أو يخشى عليها فيتولى هو سقيها منه ومساعدتها ...
تأوهت بضعف لتمتد كفها وتمسد بروز بطنها لعلها تأخذ دفئاً تحتاجه ...
لكن مالم تتوقعه هي ذراع تلتف حول كتفيها وكف تقبض على كفها الحاملة للكوب وترفعه لفمها ..
ارتعشت خوفاً ...هل هى الذكرى والشوق يهذيان بها ...فيفرضا تخيلات وهمية ...لكن كيف للخيال أن يكون حقيقياً بهذا الشكل ...نفس الرائحة والدفء ...ليأتي الصوت مُكملا
-بتشربي من غيري يا آمنه ..؟
لا لا ليس خيالاً بل حقيقة ...رفعت نظراتها فاصطدمت بنظراته ..همس بشوق
-علي ...
ليبادلها الهمس بآخر حزين
-ليه يا يمنى ..؟
لم تدري إلا وهي تفلت كوب الشاي من كفها وتحتضنه بكل قوتها تتنفس عبقه بقوة وتشبع منه ..تتأوه بشوق وبهمس
-وحشتني يا علي ...
تركها تفعل ما يحلو لها فهو ايضا اشتاق لها ولأحضانها لقربها ورائحتها ...
فجأة انسحبت يمنى وابتعدت تخفض رأسها خجلاً ..فأقترب على ومد انامله رفع رأسها لتواجهه عينيه العاصفة بغضب
-لسه معرفتيش علي يا يمنى ..؟
جاهدت الكلمات لتخرج لكن باءت محاولاتها بالفشل فأغلقت شفتيها ...هتف علي بلوم
-للدرجادي معندكيش ثقة فيا ..
همس والدموع تتجمع بعينيها
-كنت خايفة ...
-مني
بضياع سألها وحزن يطوف بملامحه ...
عادت لتخفض رأسها فاسترسل علي
-لو كنتي تعرفي علي ..كنتي عرفتي أنه عمره ما هيحاسبك على حاجه حتى مش ملكه هو ...أنا معنديش استعداد أدفع فاتورة غيري ولا اجبرك لدفعها ...لو تعرفي علي بجد كنتي عرفتي أنه ميفرقش معاه حاجه غيرك ...
همست وهي تنظر له يملأها ناحية والدها
-دمرك وحرمك من حاجات كتير
-وأنا مسامح يا ستي ...
توسعت عيناها ونظرت له بعدم تصديق
أنا متحرمتش زي ما أنتي فاكرة أنا كنت عايش أحسن من غيري ..راضي باكل من تعبي وبنيت نفسي ..
فعادت تهتف بغضب
-بس كان ممكن يكون عندك حاجات كتير
ابتسم قائلا
-وأنا راضي بالي خدته ..مبسوط ومسامح...
هتفت بهياج وهي تلوح
-ليه يا علي ..؟متصعبهاش عليا
اقترب أكثر ثم نظر لعينيها بقوة وهو يقول
-عمي كفر عن غلطه فيا بأنه منحني قاهرة خاصة بيا قاهرتي أنا يمنى ..ودا سبب كافي يخليني اسامحه واجبلة ثلاجة ميه كمان احطها فالشارع صدقة .
لا تدري اتبتسم على مزاحة أم تبكي لانها ضيعت كل هذا الوقت بعيداً عنه
اقترب منها وادارها لتواجهه قائلا
-متصعبيهاش أنتي بس على نفسك ...سيبك من كل ده ..يا ستي هتحاسبي ميتين متجوزش عليهم غير الرحمة ..سيبي كل واحد فحاله ربنا يحاسبه ...وابويا وابوكي يحلو بقا أشكالهم فوق وياخدو على دماغهم احنا مالنا ...اخوات فبعض نتدخل أحنا بينهم ليه ..
-أنت طيب أوي يا علي
همستها وهي تدفن نفسها بأحضانه دون مقدمات ...فضمها هو الآخر قائلا
-وأنتي عنيدة ودماغك ناشفة يا آمنه ومطلعه عيني انتي وابوكي الف رحمة ونور عليك يا عمي ..
ضحكت يمنى بخفر وهي تضربه معاتبة
-بتهزر ...
ابعدها علي قائلا
-بتستخبي فبيتي يا آمنه ....أنا كنت ناوي أعاقبك بس أسلام حاشك مني ..
همست بحيرة وعقدة جبين
-مين أسلام ..؟
مسد علي بطنها ساخرًا
-ده ..ولا ده أنتفاخ حضرتك ...
هزت كتفها قائلة بحيرة
-مين قالك ...؟
هو بضحكة مستمتعة
-توفي ....قابلتها رايحة تجبلك تِرمس ...
مطت يمنى شفتيها قائلة
-الظاهر بتوحم عليه يا ويكا ..
هتف علي بفخر
-بس ..بس ...أنا هعملك برميل ترمس يا آمنه ...
احتضنها بذراعة وسار بها للأعلى لكنها هتفت بتوسل
-علي عايز مِشش
سحب علي ذراعه قائلا بنفور
-مشش ..يا فلاحة ...آسف أنا مبفطرش غير كرواسون وقهوة
ضحك الاثنان في نفس واحد واكملا صعوداً للأعلى
..*******
اقترب علي من رجب قائلا بعتاب
-بقا كده يا رجب متقوليش
تلعثم رجب وهو يخطو للخلف بحذر وخوف
-أنا مالي دول هما نبهو عليا
اشار رجب لرباب ويمنى الجالستين كلتاهما ببطن منتفخه تتأفف تعبًا ...
هتفت يمنى وهى تشير للبقرة
-علي اني عايزة أشرب لبن من البجرة ...
نظر علي لرجب متسائلا
-ايه بجره دي ...نوع جديد من الحيوانات؟
حك رجب رأسه قائلا
-مش عارف ...
ابتعد علي وجلس بجانبها مستفهمًا
-ايوة يعني منين ..؟
بعدم تصديق هتفت يمنى وهى تُشير للبقرة
-?بجرة يا علي معارفش بجرة
نظر علي لما تشير إليه وقد بدأ يفهم ليصححها
-قصدك بقرة ..بتلوحي بؤك ليه وانتي بتقوليها
مطت شفتيها نافره
-معرفش ...مش انتو بتتكلمو كده ..؟
فغر علي شفتيه ..قائلا
-مين قالك كده ..؟...
ببساطة هتفت يمنى وهي تنهض
-الروايات يا علي ..
همس وهو يشيع مغادرتها
-روايات ايه دي ..؟
****
دخل علي المطبخ حيث وقفت يمنى تعد الطعام
-بتعملي ايه ...؟
انتفضت يمنى قائلة بفزع
-خرعتني اباي عليك ...
ضرب علي كفيه قائلا
-لا حولا ولاقوة إلا بالله دا مرض مفاجئ
تجاهلته يمنى قائلة وهي تواصل تجهيز العشاء
😀
-احنا مغادرين لموصر متى...ابقا جولي علشان اجهز عوايزنا ...قبيل ما انعس ...
زفر علي بضيق مبتعدًا
فتبعته يمنى واقتربت متسألة
-في أيه زعلان ليه ..؟
بضيق لفظ علي عتابه وسؤاله الساخط
-وانتي شيفانا معاقين مثلا ...؟
امسكت يمنى كفه قائلة بإستنكار
-لا طبعا ..بس أنا حبيت اكون زيكم مش أكتر
عاد علي ليضمها وهو يسأل
-قابلتي حد بيتكلم كده هنا ؟
هزت يمنى رأسها برفض
-لا مش كده ..
عض علي شفتيه مستنكرًا
-امال جبتيها منين ...؟
مدت كفها واراحتها على صدره وهي تهمس
-قرأت روايات كدة ..علشان اتعلم لغتكم ..
ابتسم علي قائلا برزانة
-يا ستي اللهجة حواليكي اتعلمي وابعدي عن روايات عايزة تشوهنا ..وتلزق فينا حاجات غريبة ...احنا مش من كوكب زحل ولا مخلوقات فضائية ..احنا ناس زينا زيكم والله ....بتختلف عاداتناومعتقداتنا لكننا واحد وكل بلد وليها عاداتها ...احنا مش مثال للسخرية ولا مادة فكاهة وتندر...ووسيلة لنجاح مزيف قايم على الاستهزاء والسخريه وعدم الفهم ...لو كل واحد احترم عقلية القارئ واحترم أن له متابعين من نفس الفئة مش هيعمل كده ..الفروق دي انتو الي مصرين تحطوها بينا وبينكم ...وبتغذوها بشهرتها وتداولها بينكم ..لو كل واحد شاف حاجه غلط قال غلط...ولو كل واحد بحث ودور بمصداقية قبل ما يكتب ...مكناش هنبقا كده ...
التار الي بتهاجموه ده وبتستنكروه وبتقولو اننا متخلفين ...ايوه هو غلط وكبير ..بس صدقيني لو الشخص ده فنفس المكان هيعمل اكتر من كده ...
انا مثلا لو حد قتلني يا يمنى ..
قاطعتة بلوم وهي تحتضن وجهه بكفيها
-بعد الشر عليك ياحبيبي
ربت على ظهرها قائلا
-?أنا بفترض ...لو حد قتلني هتعملي فيه ايه ..
اجابت بحدة
-طبعا هعمل كل حاجه أني أخد حقك منه ..
-بالضبط وهو ده التار ...وجع فوجع..انهردا لو أم حد خطف ابنها أو قتله حتى لو بطريق الخطأ . هيبقا نفسها تقتل الي قتله وحرمها منه مهما عمل ...خلاص شيطان الفراق والفقد اتلبسها ..
اه هو غلط وسلسال دم مبينتهيش بس لو كل واحد مكانه بدل اهل المقتول مش هيعمل اقل من كده ...
ياريت نِحكم عقولنا ..ونبطل سخرية وتحقير فالناس ...قبل مانتكلم ونصدر أحكام ظالمة نحطنا نفسنا فنفس المكان
همس يمنى بإنبهار وهي تنظر لعينيه المشتعلة بالحماس
-بحبك اووي ياصعيدي ...
ضمها علي بقوة وهو يسألها
-مقولتليش يا قاهرية ...ليه أنا مشمهندس ..؟
ضحكت برقة وهى تدفن رأسها بصصدره والخجل يحيطها
-. .انت فنظري مش مهندس..أنت حبيبي وبطلي ...
همس بخفوت وقد عصرها بأحضانه
-وأنا بحبك ياقاهريه ...
اسدل الستار وختم الفلاح القصة وزينها بإعتراف ناري ما كان ليقوله إلا لتمكن العشق منه
ويابختها الي صعيدي يحبها
تمت بحمد الله
11-3-2018

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 26, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

المشمهندس فلاح(كاملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن