الفصل الثامن .❤❤
لولا تلك الأنفاس المترددة داخل صدرها برنين الدهشة لظن من رأها أنها تمثال حجري منحوت هذا الغبي ..ربااه ماذا يفعل بها وما ذلك التخبط الذي يلقي بها فيه؟ ..حانت منها التفاته اشتبكت بنظراته التي كانت نبع صافي من الحنان يتدفق ويغمرها ..يشملها ويحتويها ..يعانق غضبها الثائر ويحوله لرضا وراحة تسري منها مسرى الدم .....
نظراته تعلن بكل رضا أسف بين طياتها أعتذراً يغدقه عليها وابتسامة تتراقص بعذوبة طاغية
غادر ..وتركها .تعود لواقعها هل زلزل تلك الارض الثابتة تحت أقدامها بأعتذاره؟ تخطط وتدبر لتنتقم ..فيأتي هو بهمس دافئ كرياح تذري رماد خططها ..
صعدت للأعلى أعصار من الحيرة يغرقها .وحتى تعود كما كانت ودون أن تتعب بالتفكير وتكلف نفسها عناء الفهم. قررت أن تضيع وسط الصخب وتغرق بأمواج اللاوعي ..ارتدت ملابسها وغادرت .
*******
وقف شامخاً تحديه يرسله للجميع بثبات وثقة ثقة تتحدث عن نفسها .من خلال افعاله تنازل عن المحضر ..والمقابل ..مبلغ مُرضي لصبري ..بالأضافة لشرط رفض بتشدد أن يتنازل عنه ويخضع لإلحاح مراد في تركه .
بنظرة قوية تلونها الارادة متزامنة مع حركة صامتة من يده للعم صبري ..كان يحث طارق أن ينفذ شرّطه.
كظم طارق غيظه ..رفع أنامله يتحسس جروحه وهو ينظر لعلي بحقد طغى على نظراته توقفت نظراته على صبري الذي أخفضها بسرعه حين التقى بنظراته خوفاً ورهبة
زفرة حانقة من علي قضت على الصمت وركلت الهدوء المستتر هتف والده بنفاذ صبر وضيق يعتمل صدره
-خلصنا يا طارق
سار طارق ناحية صبري عيونه تشع غضباً وساقيه تترددان في السير حاوط نظرات علي المتشفية ..أمسك رأس صبري وقربها ..لينتفض صبري متلعثماً
خلاص يا بيه
زجرة عنيفة من علي كبلت صبري ليسكن جسده ويتقبل قبلة طارق برحابه وفرحة ودعاء داخل الصدر ينبض بالحياة
دون أن يحيد طارق بنظراته عن علي طبع قُبلة متمهلة على رأس صبري لكنها لم تكن إلا وعيداً ارسله طارق لعلي الذي تقبله بإبتسامة ساخرة ونظرات محتقرة
انتهت الاجراءات واستلم علي المال وسلمه لصبري الذي انطلق يهمس بحشرجة إمتنان
-ربنا يخليك يا بشمهندس
ربت علي على كتفه قائلا بلمعه لا تفارق عينيه
-قول الحمدلله يا راجل يا طيب دا رزق أنا ماليش دخل فيه
قفزت الدموع لعيني صبري حينما تذكر اتصال زوجته المفاجئ وإخبارها له أن خطيب ابنتها يستعجل الجواز وإن رفضو سيتركها فهو لن يتحمل البقاء أكثر والصبر المال شحيح وقلة الحيلة تكبلهم ..واحتياجات تثقل الكاهل .