10_الخاتمة

11.9K 342 24
                                    


شدت تابي بطنها و تأملت نفسها في المرآة. لا, لن يفيدها هذا "فهى حامل و ما مفر من بروز حملها مهما كانت ملابسها متقنة التفصيل. و نزلت السلالم لتتحقق من الترتيبات الأخيرة لحفل عيد ميلاد أمبير الرابع و الابتسامة ترتسم على وجهها.
تولى متعهد حفلات تنظيم الحفل و اعد كل شئ لتسلية اصدقاء أمبير في دار الحضانة.
وضعا في حديقة منزلهما في لندن قلعة مخصصة للوثب, قلعة اشترياها بعد ولادة طفلهما الأول اندروس الذى اصبح اليوم طفلاً قوى البنية و كثير الضجيج. قطع اندروس, الذى لحقت به مربيته تيريزا و التى اصبحت جزء من العائلة كـ الأولاد, البهو ليرفع ذراعيه مطالباً امه بأن تحمله.
حاولت تابي ان لا تتذمر من وزن ابنها لكن حمل طفل يتقدم في الحجم و الوزن على من هم في مثل سنه و هى حامل في شهرها الثامن يشكل تحدياً. احتضنها بقوة, وداعبت خصلات شعره السوداء المجعدة مثل ابيه عنقها فيما التمعت عيناه الزرقاوان في وجهه الصغير الباسم. ما زالت تابي تخشي احياناً ان ترمش بعينيها فتختفى حياتها العائلية السعيدة و تكتشف انها كانت عالقة في حلم يقظة رائع و مقنع. لكنها تنظر إلى آشرون و الاولاد فتهدّئها الروابط الوثيقة بينهم.
لم ترّ في آشرون صورة الأب عندما التقته للمرة الأولى, إلا ان سحر أمبير أثار فيه رغبة في ان يصبح له ولد من لحمه و دمه.
عندما انتهت اجراءات تبنى أمبير القانونية و اصبحت ابنتهما رسمياً, كانت تابي حاملاً بأبنهما اندرروس. اما الحمل بالطفلة التى في احشائها الآن فجاء عن طريق الخطأ, بفضل رغبة شديدة في ممارسة الحب على شاطئ منزل سردينيا حيث اكتشفا للمرة الأولى انهما يحبان بعضهما البعض, و هو المنزل الذى يترددان عليه اكثر من اى ملكية اخرى من ملكيات آشرون, علماً انهما وسعاه سريعاً ليضيفا إليه غرف نوم جديدة.
اقامت ارملة والده و ولديها معهما في منزل سيردينيا ليحضرا جنازة كازما. كانت مناسبة حزينة و كئيبة لكنها ساهمت في بناء جسر من التواصل بين آش و عائلة والده. اعترفت ايناس, ارملة والده, بأنها كانت قلقة على صحة ابنتها العقلية لكن والد آش رفض ان يواجه هذه الحقيقة. و كان لـ سيمون شقيق كازما, اولاد صغار فارتبط الثنائيان بصداقة حميمة منذ لقائهما الأخير الحزين.
فُتح الباب الرئيسي فنزل اندروس على عجل من بين ذراعى والدتهليرمى بنفسه على والده و هو يصيح بأعلى صوته. "بابا!"
راقبت تابى آشرون و هو يرفع ابنه و ارتسمت على ثغرها ابتسامة دافئة لأنها لم تحب آشرون يوماً بقدر ما احبته حين رأته مع اولاده. كان لطيفاً, محباً و صبوراً, و هى الأمور التى لم يعرفها كلاهما في طفولتهما.
"ظننت انك لن تصل في الوقت المناسب."
سألها آشرون "اين صاحبة العيد؟"
نزلت امبير السلالم راكضة, و الحماسة مرتسمة على وجهها, ثم ارتمت بين ذراعى والدها إنما بحماسة اقل من اخيها الصغير. قالت الفتاة الصغيرة التى ارتدت فستاناً جديداً للحفل "انت هنا! جئت من اجل حفلة عيد ميلادى؟"
قال آشرون و هو يقدم لها هدية اخفاها خلف ظهره "بالطبع."
وراح يضحك حين فتحت مدبرة المنزل الباب لتدخل صديقة امبير المفضلة و امها, و غادرت الفتاتان الغرفة مسرعتان.
"يا له من اهتمام, ظننت انى الشخص المفضل هنا."
سارعت تابى تطمئنه قبل ان تتجه للترحيب بالضيوف الذين بدأوا بالتوافد "ستبقى المفضل لدىّ دوماً."
راقبها آشرون بإعجاب صامت و هى تلعب دور المضيفة.
هذه هى تابي, افضل اكتشاف في حياته, تابي الحنون و الدافئة و الفرحة و هى مُحبة أكثر من اى شخص آخر عرفه في حياته. و لم يتفاجأ لأن حبه لها يتضاعف و يتزايد مع مرور كل سنة من حياتهما معاً.

تمت بحمد الله

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 16, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أكثر من حلم أقل من حب روايات عبير للكاتبة لين غراهامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن