مقدمه

26.2K 638 13
                                    


  ليس زوجي المعاق !!

_ يا لها من مدعية!!!.
_ هذا هو لسان حال فتيات هذا الجيل مدعيات، لقد استغلت زوجها من أجل الشهرة، لعنه الله عليها وكان الله في عون هذا المسكين!.
_ لقد انفطر قلبي حالما رأيته .
_ لا بد وأنه عبئ عليها كيف توفق بين الكتابة وبين رعايته؟!.
_ تتغزل بأبطالها وزوجها أخرق، هل تعوض نقصها هذا بأبطال الروايات؟ وما ذنب الفتيات المسكينات اللاتي يتعلقن بكتاباتها؟، إن مثيلاتها يفسدن هذا الجيل بريائهم .
_ دعوهم وشأنهم لربما كانوا سعداء.
_ حقيرة متسلطة لعينة تتاجر بمرض زوجها من أجل الحصول علي الشهرة ... .
أغلقت جهازها اللوحي بعنف ورمت به علي سريرها وكتمت فمها بشدة بعد أن شعرت بإعياء شديد ، هرعت الي طاوله الزينة واستنشقت بعض من العطر كي تكبح جماح هذا الإعياء الذي اجتاحها ثم أطلقت العنان الي بكائها وشهقاتها وتهدج أنفاسها، هل وصل بي الحظ السيء الي هذا الحد؟! ولكن تلك المرة أصاب شخص برئ، شخص لا ذنب له سوي إنه رجل بكل ما للكلمة من معني في زمن قل فيه الرجال، ولكنه يعد بمقاييسهم أخرق، ما الذي يعلمونه هم؟ كيف يصدرون الأحكام علي هكذا؟.
تركت ألاف التساؤلات تنهش فيها وفي عقلها ثم انتزعت نفسها من كل هذا وحاولت مسح كل تلك
التعليقات السخيفة من عقلها التي قرأتها منذ قليل والتي تتراوح بين السب والقذف والإشفاق عليها وعلي حالها وكل من الأثنين كان يؤلمها بنفس القدر.
دخلت الي غرفة مكتبة بهدوء شديد وحاولت تبين ملامح وجهه تري هل رأي التعليقات؟!
وجدته هادئ نوعا ما أمام حاسوبه، ظلت تشاهده بهدوء لعده دقائق ثم وأخيرا رفع رأسه لها وأغلق الحاسوب وربت علي ذراعها أثناء عبوره من جوارها ومن ثم اتجه الي غرفته وأغلق الباب خلفة، ذهبت خلفه بهدوء وجلست الي جواره علي السرير وكتبت علي ذراعة بإصبعها بهدوء وبأصبع مرتعش .
:_ هل يمكنني المبيت هنا الليلة ؟.
ظل صامت لبرهة ولم يجيبها ثم هز رأسه موافقا وأزاح نظارته الثقيلة من علي وجهه ووضعها علي الكومود الي جواره ومدد قدمه وظل جامد هكذا والتفتت هي ونامت الي جواره ووضعت رأسها بحذر علي صدره، كانت تشعر بخوف كبير عليه لا تريده أن يحزن أبدا وليس بسببها هي شعر بتهدج انفاسها المتقطعة وربت علي ظهرها بهدوء كي تهدأ ثم رسم بإصبعه الكلمات بهدوء.
:_ لا بأس، أنه ليس خطأك.
بكت أكثر ورسمت بإصبعها علي صدره:_ بلي انه خطأي لو لم أكن جبانه لما حدث أي من هذا.
رسم علي ظهرها مرة أخري:_ لا ليس خطأك.
:_ لن أكتب مرة أخري أقسم أنني لن أنشر أي شيء ولن أذهب لأي من تلك الحفلات مرة أخري.
وضع يده علي فمها رغم أنها لم تكن تتحدث بشفتيها ثم رفعها وأشار نحو فمه وهو يضمه أي أن
تصمت عن حديثها هذا.
رسم علي ظهرها مره أخري برقة:_ نامي الآن وكل شيء سوف يصبح بخير في الغد.
ظل يربت عليها الي أن هدأت ونامت وفي الصباح مع أول شعاع للشمس استيقظت هي، لوهله بدي كل شيء بخير وكأن تلك الكارثة لم تحدث وكأن شيء لم يكن، ثم وحالما رفعت رأسها عن صدر زوجها ووجدت وجهه الجامد الذي لم يذق للنوم طعم استعادت كل شيء، نظر لها ثم أتي بعويناته السميكة وتأمل ملامح وجهها من خلفها وتكلم بلغة الإشارة بما أنهم في الصباح وتستطيع هي رؤيته الآن .
:_ صرتي أفضل؟.
هزت رأسها موافقه ثم تمتمت:_ أسفه للغاية.
تكلم بلغه الإشارة مره أخري:_ لا تأسفي علي شيء البته لم ترتكبين أي شيء خطأ.
عضت شفتيها من الندم والخجل أنه حتي لا يلومها علي أي شيء رغم أن بعض التعليقات كانت مخجله للغاية وصلت الي حد البذائة!، ومع هذا لا يلومها علي أي شيء من أي كوكب أنت أيها
الرجل؟!.
سأل:_ أريد منكِ طلب، هل فعلته من أجلي؟.
أشارت له بلغة الإشارة هي الأخرى:_ أجل وفي الحال فقط أطلب أي شيء.
:_ أريد أن تكتبي قصه من أجلي.
لوحت بيدها في الهواء رافضة بشدة وكانت تصدر الإشارات من يدها بعصبية شديدة:_ لن افعلها
مره أخري أبدا ولن أكتب أي شيء ولن أنشر أي قصه سواء تحت اسم مستعار أو بأسمى لقد انتهيت من هذا الأمر الي الأبد ...، قاطعها بعد أن أمسك بيدها التي تلوح بها بعصبيه شديدة مرسلا لها الإشارات :_ سوف تكتبين تلك القصة من أجلي هذا أخر طلب أطلبه منك ألم تخبريني بأن كل طلباتي مجابة الي أن أجري العملية، هذا هو طلبي الوحيد أريد منك أن تكتبي قصتنا وأريد قرأتها قبل أجراء العملية.
هزت رأسها نافيه بشدة وأشارت له:_ لم يبقي سوي عشرة أيام علي العملية خاصتك مستحيل لن أضيع الوقت بالكتابة أريد أن أظل الي جوارك ... ، أحكم قبضته علي كفيها مره أخري وأشار لها :_ هذا هو طلبي الأخير منك لنصلي ونتناول فطورنا وعليك بالبدأ بها في الحال .
هزت رأسها غير مصدقة: _ ماذا ؟!!.

*** *** ***  

ليس زوجي المعاق !! الجزء الأول.. للكاتبه المميزة هالة الشاعرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن