4

16.1K 516 16
                                    

انتهي من تنظيف الفوضى التي أشاعها جمال كعادته ولكن يده وأعصابه كان بها خطب ما حتي أنه ذهب وجلب عكازة رغم أنه لا يحتاج اليه بالمنزل ولكنه بدي مضطرب وشعر بأنه ساقة سوف تخونه ورغم أن الطبيب أخبره بأنه سوف يستغني عن عكازة تماما في خلال شهر إلا أن ذلك بدي مستحيل له في تلك اللحظة، لاحظ والده ارتباكه.
:_ محمد هل أنت بخير بني.
هز محمد رأسه ودلف الي المكتب يشعر بالندم والذنب لما فعل ما فعله معها؟، لما تصرف كوغد واستغل ضعفها؟ الم يتعهد بألا يجعلها تخسر أكثر مما خسرته؟!.
لقد اتخذ عهد علي نفسه باجتنابها كي لا يجبرها علي فعل ما لا تريد، يعلم أنها اتمت هذه الزيجة من أجل والدها فقط ولا لشيء أخر، وهو الأخر فعل المثل لم يكن ليسمح لنفسه بأن يعيش عمرة كله بخدعه.
عبث بغضب في دفاتر والده ولكنه لم يجد أي شيء عن السيد أشرف، ودلف والده الي المكتب.
:_ محمد ما بك لا تكذب علي، هل تشاجرت مع شهد؟.
كان محمد غاضب ولكنه أراد التأثير علي والده فنطق رغم عنه بتقطع شديد.
:_ أأبي .. أين . هي حســـابات الس سيد أشـــرف؟.
سعد السيد حاتم لحديث أبنه الذي انقطع لسنوات طوال ولكن رغما عنه تكلم بحزم بعد أن دلف وأغلق الباب خلفه كي لا تسمع شهد شيء.
:_ أخبرتك يا محمد أن حسابات السيد أشرف لا شأن لك بها مطلقا منذ اليوم الذي تمت فيه خطبتك علي شهد، هذا لمصلحتك بني العمل لا شأن له بالزواج.
:_ أ أريدهــا الآن أبي من فضَـــلك.
لاحظ السيد حاتم عصابيه محمد الشديدة ولكنه قطع وعد، هز رأسه بأسف:_ لقد تعهدت الي السيد أشرف بألا يعلم أي منكم عن أي شيء، أمر المال أصبح بيني وبينه الآن وأنت وشهد لا شأن لكم هل هذا وواضح محمد؟!.
وترك الغرفة بغضب وهوي محمد في مجلسه وهو حزين يلعن قلبه الذي تمني أن تكون تلك الزيجة طبيعية وأن شهد قبلت به لشخصه هو لا لحماية والدها وضع رأسه بين كفية وظل جالس لمده طويلة بالمكتب لم يشعر بالوقت الذي مر وبأن الساعة أصبحت الواحدة بعد منتصف الليل، كان هذا أول تقارب يحدث بينه وبين امرأة وكم سرته المشاعر التي دغدغت قلبه الذي يريد الحب وبشدة رغم نكران محمد لهذا الأمر بعد أن رفضته الأولي دون أن تعطيه فرصة حتي ليخبرها بأنه يستطيع التحدث أو قراءه الشفاه، والثانية التي استغلته كي تحصل علي أمواله فقط، وشهد التي تزوجت به من أجل إنقاذ والدها من الإفلاس.
ولكنه كان يري علاقته بشهد أكثر واقعية كل منهم تزوج من أجل والده لا داعي أبدا لإيهام نفسه بشيء أخر وإجبارها علي لعب دور الزوجة المحبة السخيف، فهي سوف تلعبه بأي حال من الأحوال لقد تزوجت وانتهي الأمر، فأمسك بهاتفه كي يضع الأمور بمكانها السليم.
_ رن هاتف شهد وفاقت من غفوتها تفحصت الهاتف لتجد أن الساعة أصبحت الواحدة ومحمد لم يدلف بعد همت للخروج والبحث عنه ولكنها فتحت الرسالة عندما علمت أنها موجه منه.
" أسف شهد لما فعلته بالمكتب أعدك بأن هذا الشيء لن يتكرر مطلقا مرة أخري "
هوي قلبها بصدرها وسقطت علي الأريكة رغم عنها، ارتعشت شفتيها بقهر شديد ألا يطيقها لدرجة أنه يعتذر علي عناقه الصغير؟!، بل ويعدها بأن هذا الشيء لن يتكرر مطلقا مرة أخري!، لم تشعر بدموعها التي تنساب من بين وجنتيها وتكورت علي نفسها بمكانها الي أين سوف يأخذها حظها السيء بعد، والي متي سوف تتحمل؟!.
***
استيقظت صباحا وقد اتخذت علي نفسها عهد جديد وهو ألا تأمل بأي شيء بالحياة لم يعد هناك داعي لهذا علي أي حال من الأحوال لقد وثقت به وحكت له عن مشاكلها عله يخبرها بحل ما، ولكن ما حدث هو أنه خطف قلبها أكثر بقبلته ومن ثم القي بها في بئر مظلم عميق.
ذهبت الي المطبخ تعد الفطور وجلست واجمه مع السيد حاتم الذي تنحنح وهو يشاهدها تحشر قطعه الخبز بفمها كي تحاول ادعاء تناول الطعام، ربت علي يدها:_ محمد ذهب الي المحل باكرا ليست عادته فهو لا يحب الذهاب دوني ألم يخبرك السبب؟!.
ضربتها محاوله السيد حاتم للحديث معها بسكين بارد في قلبها وتماسكت وهزت برأسها نافية، واتجهت الي المطبخ وحاولت ادعاء فعل أي شيء ولم تخرج إلا بعدما صاح من الخارج واخبرها بأنه سوف يذهب الي العمل وعندما سمعت صوت إغلاق باب المنزل خرجت وتكورت علي الأريكة.
كم تمنت لو أن هناك أحد من أختيها أو أمها كي يربتوا عليها ولكنها لم تذهب لهم منذ اسبوعين كي يكفوا عن مضايقتها واجبارها علي الذهاب الي الطبيب، وتنهدت بآسي حتي لو كان العكس فهي لن تستطيع اخبارهم بأي مما يحدث معها فهم سوف يتهموها هي بنهاية المطاف بالغباء والبلاهة والحظ السيء... .

ليس زوجي المعاق !! الجزء الأول.. للكاتبه المميزة هالة الشاعرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن