عشيقة !
كانت صدمتها كبيرة لسماع وصفها بانها عشيقة جوناس بريستونز ، حتى انها وقفت دون ان تعى انها فعلت هذا واكملت غاضبة : كيف تجرؤ على قول هذا ؟
لكنها وجدت روب ماكفرسون يتجاهل غضبها ، ويسالها ببرود : لمذا الانكار ؟ فمن المعروف لدى الجميع انك تظهرين فى كل مكان معه 0
دفع كرسيه الى الوراء ووقف ببرود ، كما توقعت كان طويلا يعلوها وهو ينظر اليها بسخرية .. ردت بحرارة : ان اشاهد برفقة جوناس ، لايجعلنى عشيقة له !
منتديات ليلاس
بدا روب ماكفرسون ليس متهتما باى دفاع تطرحه .. فذكرها ، وهو يكتف ذراعيه قائلا : لقد قلت بنفسك ان ايلين تركته منذ سنة .. وبريستونز ليس من النوع الذى يخجل من النساء .. لقد بقى متزوجا لمدة سنة قبل ان تتركه ايلين ، ولذا فهو معتاد على صحبة النساء .. هل تتوقعين منى حقا ان اصدق ان علاقتك معه هى مجرد صداقة بريئة وانت المرأة الوحيدة التى اقترن اسمها باسمه ؟
اشتعلت لوارا غضبا : اجل .. اتوقع منك ان تصدق 0
استطاعت ان تلاحظ ، انه ليس بالشخص الذى يختبئ وراء ما يؤمن بانه كذب .. فاضافت : انا وجوناس مجرد صديقين ، ولاشئ اكثر 0
-اتحاولين القول بان بريستونز امضى السنة الماضية كلها بعزوبية كاملة ؟ دعك من هذا انسة ويلكنسون .. من ملفك اعرف انك فى السادسة والعشرين ولابد انك كنت تلعبين لعبة الكبار منذ سنوات . لا استطيع ان اصدق انكما كنتما تتواعدان منذ اثنتى عشر شهرا ، ولازلتما فى مرحلة الامساك بالايدى فقط 0
كانت على وشك ان تصحح معلوماته بانها تخرج مع جوناس منذ تسعة اشهر فقط ، لكنها وجدت الفرصة ضائعة حين اكمل ساخرا : اتحاولين القول انه لم يحاول مطلقا تقبيل هذا الفم الشهى ؟
احست بان اشارته الى فمها ووصفه بالشهى جعلتها تفقد توازنها 0
-اجل .. لا .. انا ..
تاخرت كثيرا فى الرد ، وتلقت نظرة ساخرة اخرى ، تقول انه يفهم من ترددها ، ان بريستونز قد فعل ، وقالت : الامر ليس كما تظن 0
رد ساخرا : طبعا !
-لا تحكم على جوناس بمقاييسك الخاصة !
فى الصمت المتوتر الذى تبع ردها الحاد ، عرفت انها تجاوزت حدها بعد ان تلاشى جو السخرية عنه . فسالها بهدوء شرير : اتسمحين بان تشرحى كلامك ؟
غادرها غضبها ، فقد بدا لها مستعد لان يرميها خارج المكتب لوقاحتها ! ثم عاد الغضب للانتشار مجددا .. من يظن نفسه برميه الاهانات فى وجهها ولايتلقى الرد ؟ وقالت ترفض التراجع : لا اعتقد ان من الممكن ان تكون مرت عليك فترة سنة من العزوبية فى حياتك 0وجدت ان هجومها هذا قد اثار تسليته ، فتلاشت النظرة القاسية عن وجهه ، وشاهدت اطراف فمه تتحرك قبل ان يكبح ابتسامته ، ثم رفع معصمه لينظر الى ساعته ، وادركت انه ربما اعطاها من وقته اكثر مما سمح به لاى موظف عنده0
-اراؤك حول عزوبيتى ، او عدمها ، تبدو مثيرة للاهتمام انسة ويلكنسون .. لكن ، لسوء الحظ ليس لدى الوقت الكافى للسماح بالتوسع فى هذا ، ارجعى الى مكتبك الان .. وساتصل بك ثانية 0
استعدت للرحيل ، كلمة "ارجعى الى مكتبك " صدرت عنه وكانه يوجهها الى شخص من طبقة ادنى من طبقته ، الا انها اعتقدت ان هذه هى طريقته فى الحديث .. لكنها وتوقفت عند كلمة " ساتصل بك ثانية " ماذا يعنى بها ؟ ايعنى ان نقاشهما حول علاقتها بجوناس لم ينته بعد ؟ وانه لكى يحصل على الهدوء والسلام ، مستعد لان يحاول ثانية ان يجعلها تتخلى عن جوناس ؟ قالت له باندفاع : لن اتوقف عن رؤية جوناس 0
-لم اتوقع ان تفعلى .. مع اننى اعتقد ان الفكرة تستحق التفكير .. وارى الان اننى كنت محقا باستنتاجى الاول ... لقد تطورت العلاقة كثيرا بينكما 0
سار معها الى الباب بهدوء وفتحه لها .. فكبحت ردا حادا على تعليقه .. قالت بحزم ، وهى تخرج عبر الباب الى المكتب الخارجى : وداعا سيد ماكفرسون 0
-وداعا انسة ويلكنسون 0
واقفل الباب وراءها 0
لاحظت لوارا ان السيدة شارب لم تكن على مكتبها ، لكنها لم تضطر الى النظر الى ساعتها لتعرف ان مقابلتها مع روب ماكفرسون قد جاوزت موعد الغداء . كانت مضطربة مشوشة الفكر ، لذا لم تفكر الغداء ، واخذ تفكيرها يجول فى كل جزء من حديثهما وهى فى طريقها الى مكاتب غولدر وبروك 0
من الصعب ان تقرر اى جزء مما حدث كان له الاولوية فى التفكير .. واضح ان نيكولاس ماكداف قد اخرج كل سكاكينه وشحذها استعدادا لها .. وواضح كذلك ان ايلين كانت تنظر بسخط كبير الى صداقتها مع جوناس ، لكن لماذا ؟ العلاج فى يدها .. فهى من تركت جوناس ، وليس العكس ، وهى من شعرت اكثر من غيرها ان جوناس يريد عودتها .. فكرت لوارا قليلا بما قاله جوناس عن تحطم زواجه ، وكيف ان الايام الاولى منه كانت عاصفة .. تذكرت انه قال لها " لم اكن اقلق حول مشاجراتنا المتكررة كثيرا .. فكلانا معتاد على تنفيذ ما يريد على طريقته .. وكنت اظن ان الحب الذى نكنه لبعضنا يكفى لان يجعلنا نتخطى الصعاب .. فمن المعروف ان كل زواج تحصل فيه بعض المصاعب فى البداية . وتذكرت لوارا ذلك الحزن على وجهه لان زواجه بالكاد عاش سنته الاولى ، وهو يخبرها عن الشجار المشتعل الذى تسبب فى ترك ايلين له .. " كنا قد تجاوزنا لتونا شجارا عاصفا حين خطرت لوالدها فكرة انظمامى الى مؤسسته .. وقال لها العجوز ان كل شئ معد جيدا لان احتل مركزى فى مجلس الادارة ، ولم يكن بحاجة لان يقول ان هذه الفكرة راقت لايلين فهى تعرف ان تلك الفتاة ذات الخلفية العائلية الثرية ، حاصلة على درجة ممتاز جدا فى العجرفة .. وانها كونت فكرة سريعة عنهما حين التقيا بها مع مرافق لها فى احد المسارح ، وزاد فى اثبات ذلك الراى ، ما سمعته من ايلين وهى تهمس لجوناس ، مع ظنها ان احدا لن يسمعها : " الاتزال تكدح ليل نهار لترفع من قيمة مصنعك الحقير جوناس ؟" ساعتها ، ادارت لوارا راسها كى لا تحرجه ، لكن ليس قبل ان ترى النظرة المتصلبة على وجهه 0
كان اصرار جوناس على رفضه التخلى عن اعماله فى الصناعة ، والتمتع بما يفعل ، حتى ولو كان يقلع فوق الارض ، السبب الرئيسى لقرار ايلين بتوضيب حقائبها والعودة الى منزل ابيها ... مع ان لوارا تعتقد ان المشاكل السابقة ، والتى ذكرها لها جوناس ، هى اسباب اضافية لقرارها بتركه ، وللانصاف ، جوناس لم يقلل ابدا من قدر ايلين ، لكنه كان يرى انه لن يساوى شيئا لو تخلى عن وجهه نظره 0
تركت لوارا التفكير بروب ماكفرسون الى النهاية ، املة ان يكون دمها قد برد حتى الوقت الذى تبدا فيه التفكير بكلامه .. لكن ، بتذكرها لنظرته الساخرة السوداء التى تقول انه لايصدق بانها وجوناس ليسا على علاقة ، مهما حاولت الاحتجاج ، فقد علمت انها ستبقى تشعر بالسخط طويلا لانه تجرا واتهمها بوقاحة0
انها تعرف ان هناك كثيرات فى هذه الايام وهذا العصر لايصلن الى سن السادسة والعشرين دون ان تكون لهن الخبرة التى الصقها بها .. ولكن ان يتهمها هى بها ، وبوقاحة ؟
ذهبت ذلك المساء الى منزلها وهى تعلم ان معاودة التفكير بمقابلتها مع روب ماكفرسون مرة اخرى امر لاطائل وراءه . فتفكيرها تعب من التفكير طوال بعد الظهر ، الى ان اضطرت الى تحويل ذهنها نحو كيفية تدبير امر العمل دون رئيس مباشر . ولحسن الحظ ، فان السيد غولدر كان يهتم بالماكينات اكثر من اهتمامه بالعمل المكتبى ، لذلك لم تتوقع الكثير من المشاكل ، لانه كان يقضى فى مواقع العمل وقتا اكثر من المكتب ، ولهذا اعتادت على التعامل بكل شئ بنفسها0
بعد ان دخلت شقتها .. احست انها فقدت شهيتها للطعام .. لامت روب ماكفرسون وتفكيره القذر على هذا ، وقررت القيام ببعض الاعمال المنزلية اولا ، ثم تحاول ان تاكل بعد ذلك 0
ركزت افكارها على جوناس وهى تجوب فى شقتها الصغيرة ترتبها .. ايجب ان تقول له ماجرى اليوم ام لا ؟ وبعد تفكير قررت ان لا . انه الان غائب عنها ، ومنذ اسابيع ، فى رحلة عمل الى اوروبا ، وسيعود اليوم ، مع امل ان يكون دفتر طلباته ممتلئا .. اوه .. كم تتمنى ان يكون حصل على مايسعى اليه .. ولو حصل هذا ، فكيف ستتمكن من اتعاسه ومحو فرحه باخباره عما حصل . واذا فشل فى رحلته الاوروبية ، فكيف يمكن لها ان تريد من احباطه باعلامه ان حماه يحاول سلبها وظيفتها ، بسبب ذلك التفسير الذى وضعه روب ماكفرسون لصداقتهما ؟ ثم تذكرت ان جوناس لم يعرف بعد بامر بيع الشركة .. وانها لو لم تكن تنظر الى المسالة على انها سرية ، لكانت اخبرته بها اخر مرة التقيا فيها . حينها كان يمكنه ان يقول لها عن علاقة حماه بشركة دارموند 0
كما انه لايمكن ان يكون قد قابل ايلين مؤخرا . والا لقالت له ان دارموند قد اشترت غولدر وبروك ولكان ذكر الامر لوارا .. كانت تعرف ان ايلين تخرج مع جوناس فى بعض المناسبات ، وان هذا قد يعنى انها لا تزال تحبه ، لكن مقابلاتهما لم تكن ابدا تنتهى حبيبا .. ولذلك لايكون بعدها حلو المعشر ابدا .. لكن بديهتها كانت تقول لها انه لابد سيتصل بايلين فور عودته الى سيدنى .. اذ سيكون متشوقا لان يخبر احدا عن نجاحه .. ومن افضل من المرأة التى يحبها ؟
حين رن جرس الهاتف ، قبل الثامنة تماما ، كانت لوارا فى منتصف التفكير بما ستختاره لعشائها .. فخرجت من مطبخها الصغير الى غرفة الجلوس والطعام معا ، والتقطت الهاتف . وصاحت بفرح لسماع صوت المتكلم : جوناس ! لم اتوقع سماع صوتك الليلة 0
-لقد وصلت لتوى 0
-اعرف .. لكننى ظننت ...
ادركت ان ليس من اللياقة ان تقول له انها ظنته سيتناول العشاء مع ايلين خصوصا اذا كان سبب عدم احتفاله مع زوجته ، فشله فى مفاوضاته الاوروبية وسالت مترددة ، مستعدة لابداء العطف ، ودعوته لمشاركتها العشاء ، اذا وجدته محبطا : كيف احوال العمل ؟
لكن المشاركة فى العشاء لم تكن مطلوبة . مع انها لم تكن واثقة من امر العطف حين قال لها : الاعمال كانت رائعة .. لقد حصلت على عدة عقود هناك 0
احست لوارا بالفرح الحقيقى : اوه ... جوناس هذا امر رائع ! لكنك لاتبدو سعيدا0
مرت لحظات صمت ، ثم قال : انا فى الواقع .. شديد الاثارة ، بعد ان اثمرت كل جهودى .. لكن .. خذلت فى الحصول على موعد للعشاء .. واظنك قد تناولت طعامك الان 0
كانت صداقتهما عفوية قوية بحيث انها لم تغضب لانها كانت الثانية . وتعرف جيدا ما حصل . لابد انه اتصل بايلين وطلب منها العشاء معه ، ووافقت ايلين ، ولكن ، وكما هو معروف عنها ، اتصلت فيما بعد ، وفى اخر لحظة لتقول انها لن تقدر على الخروج معه .. خفق قلبها اشفاقا عليه .. وقالت : فى الواقع جوناس ، انت تتحدث الى فتاة تكاد تموت جوعا .. لقد فاتنى الغداء اليوم ومن الممكن ان التهم جوادا كاملا 0
-ايمكن ان تكونى جاهزة فى نصف ساعة ؟ لدى طاولة محجوزة للثامنة والنصف0
تعرف لوارا ان جوناس لابد قد حجز طاولة فى افخم المطاعم التى تفضلها ايلين ، ويمكنها ان تراهن على هذا . ويبدو ان المناسبة تستدعى ارتداء الفستان الاسود الصغير .. فاخرجت ثوب السهرة الاسود من خزانتها .. انها تملكه منذ مدة طويلة وقد شاهده جوناس عليها عشرات المرات ، ولكنها واثقة انه يناسبها ، ولطالما احست انها رائعة فيه فياقته المفتوحة المستديرة ، تظهر بشرتها الكريمية اللون 0ذهب تفكيرها نحو اول لقاء لها مع جوناس وهى تستحم بسرعة .. يومها ، ولانها لايمكن لها ان تسمح لنفسها بالتورط ، كانت دائما تتاكد من انها اذا استجابت لمواعدة اى رجل اكثر من مرة واحدة ، فيجب ان تكون هذه اللقاءات متباعدة كى لايظن ذلك المرافق انها ستخرج معه دائما .. ثم انها نادرا ما كانت تواعد الرجل نفسه اكثر من ثلاث مرات .. التقت جوناس فى حفلة ، واعجبها الرجل الطويل الاشقر الشعر ووافقت على الخروج معه .. لم يقل لها جوناس انه متزوج حتى اللقاء الثالث ، لكن الغضب الذى تملكها لهذا الخبر ، هداته معرفتها الجيدة بالرجل نفسه ، لقد احبت اخلاقه الهادئة ، واحست بالراحة معه .. واحبت اكثر جو النضوج حوله ، فهو على عكس غيره ممن عرفتهم ، لم تعتقد بان مجرد خروجها معه يعنى بانه سيحصل على مكافاة ما فى نهاية السهرة . ثم ، قالت له نهاية موعدهما الثالث ، انها لن تخرج معه بعد .. وكان مستعدا لتقبل الامر ، مع انه شرح لها انه لايريد شيئا منها سوى الصداقة 0
اخبار جوناس لها عن وحدته ، اعادت اليها ذكرى حية عن وحدة ابيها البايسة بعد ان تركته امها . وكم بدا مهجورا يوم طلاقهما .. وبقيت عزلته معه ، لم تبددها سلسلة مدبرات المنزل حاولن التوافق معه 0
لكن كل هذا تبدل يوم جاءت تلك الارملة الجميلة جولى ، فى ذلك اليوم الجميل لتكون مدبرة المنزل ، ومعها ابنها مارك ، ثلاث سنوات ، وبونى المقترب من السنة . كان من الصعب التجهم بوجودها .. ومنذ تلك اللحظة عادت الحياة الى زخمها مجددا . وتزوج ابيها من جولى بعد فترة قصيرة ، واصبحت ايامها الحزينة من الماضى ، وملات جولى المنزل بالضحك ، وعلمت لوارا ، المراهقة الوقورة المتزمتة كيف تضحك .. ولن تنسى لوارا لطف ورقة جولى ابدا . صحيح انه لم يكن هناك المزيد من المال ، لكن جولى اصرت على ان تدخلها الى افضل معاهد السكرتيريا .. والدها ميت الان ، والمال اصبح شحيحا ، واصبح مارك الان فى الرابعة عشرة بينما يكاد بونى يبلغ السابعة عشرة ، وتجاهد لوارا فى ان تفعل ما بامكانها لتامين حياة جولى والاولاد ، ولاعطائهما الفرحة نفسها التى اصرت امهما على اعطائها لها 0
جوناس سيصل عما قليل .. ولامست شفتيها باصبع الاحمر ، تعيد التفكير باللقاء الصدفة الذى جمع بينهما ، واقتراحه المتهور بان تتناول العشاء معه .. وتذكرت الافكار التى استعادتها عن وحدة ابيها وتساءلت ما اذا كانت فى عينى ابيها قبل ان تمحوها جولى .. كلاهما استفاد من هذه الصداقة .. فمن جهتها ، وبما ان الزواج بعيد عن تفكيرها الان الى ان يتامن مستقبل مارك وبونى ، لديها صديق عزيز ، واذا استطاعت مساعدته على تخطئ هذه المرحلة فستكون مسرورة جدا0
حين وصل ، قالت له : تبدو بصحة جيدة .. الم تتعب كثيرا ؟
-امضيت ايامى الاحق الاتفاقيات ، ولم اكن فى اجازة 0
-وحصلت على ما تريد ؟
هز راسه : اجل .. وباستطاعتى الان ان انام لمدة اسبوع 0
-لكن ليس قبل ان تطعم صديقتك القديمة ؟
ابتسم لها : شكرا لموافقتك على الخروج معى 0
لم يذكر اسم ايلين ، لكنها كانت تفهم مشاعره وتعلم ان تراجع زوجته الغريبة الاطوار عن الخروج معه ، كما هى عادتها ، تركه متالما وفى مزاج لا يحتمل فيه صحبة احد 0
كما توقعت ، كان قد حجز طاولة فى افخم مطاعم سيدنى .. وفى الطريق الى هناك بدا حماسه لعمله يظهر وهو يستعيد ذكرى بعض مفاوضاته فى اوروبا . كالعادة ، اهتمت لوارا بما كان يقول لها ، وقررت بان تستبقى خبر بيع الشركة الى وقت اخر ، وهكذا اصغت بانتباه وهو يروى لها كيف سارت الامور ، بعد مواجهته معارضة شديدة .. ثم ، اوقف سيارته امام المطعم 0
وقفت لوارا تتطلع حولها فى مدخل المطعم بينما تقدم جوناس يسال عن طاولتهما .. المكان كان يعجبها ، مع انها لاتتناول الطعام مع جوناس عادة فى مثل هذه الامكنة الفخمة المكلفة . سمعت همس فتح الباب ، لكنها لم تشعر بالاهتما بمن وصل . فمشاعرها كانت مركزة على لوحة مائية رائعة معلقة على الجدار الى يمينها .. حين سمعت اسمها ، كان الصوت الذى لفظة مالوفا بشكل ضبابى ، فاستدارت ببطء ، دون ان تكون متحضرة باى شكل للصدمة التى ستتلقاها : اليست هذه لوارا ؟ لم اتصور رؤيتك هنا !
ثم ، ولصالح مرافقها قالت ايلين بريستونز ، مع معرفتها التامة ان لوارا ترافق جوناس : هل انت هنا وحدك ؟
ردت لوارا باختصار اكثر مما كانت تنوى : انا هنا مع جوناس 0
لم تكن لوارا تنوى الوقوف الى جانب احد فى هذا الخلاف الزوجى ، لكنها كانت تعلم ان جوناس سيحس بالالم الرهيب لرؤية زوجته هنا ، وهى منذ اقل من ساعة ، اتصلت به لتقول انها لاتستطيع العشاء معه 0
نظرت ايلين اليها بحدة ، وتصنعت الالم وكانها تقول انها تكدرت لان جوناس يرافق لوارا ..
ثم تقدم الرجل المرافق لايلين ليخفف من جو التوتر .. وقال روب ماكفرسون برباطة جاش كادت توقف انفاسها : ما اروع ان اراك مجددا لوارا 0
حاولت ان ترد ، لكن لم يكن لديها الوقت بعد عودة جوناس .. لاحظت كيف ان عينيه تشتعلان وهما تركزان على ايلين .. وشاهدت الالم على وجهه قبل ان يتغلب عليه ، ولانها تعرف مدى المه ، كانت بسمتها له اكثر من ترحيب به 0
قال بما اعتبرته لوارا قدرة سيطرة على اعصابه : مرحبا ايلين .. روب 0
كالغريق المتشبث بشئ ينقذه ، احست يده تمسك بيدها ، وكانه يحتاج الى قوتها لتساعده على جمع شتات نفسه 0
مع ملاحظة روب ماكفرسون النظرة التى اطلقتها لوارا لجوناس ، ارتدت نظرته الى ايديهما المتشابكة .. لكن ، بغض النظر عما يعتقد ، رات من الطريقة التى رفع بها حاجبه ، ومن السخرية فى عينيه ، انه يقول لها : مجرد اصدقاء ؟.. لكنها لم تحاول سحب يدها .. وسال روب : هل تناولتما العشاء ؟رد جوناس : لقد وصلنا لتونا 0
تدخلت ايلين ، امام عجب لوارا : اعرف .. لماذا لانتناول الطعام معا ؟
بدت الدهشة على جوناس ، كدهشة لوارا ، لاقتراح ايلين .. لكن ما هو نوع مشاعر روب ماكفرسون .. لااحد يدرى ، مع انه نظر الى ايلين الصغيرة الجسم وتساءلت لوارا عما اذا كان يود التاكد من انها جادة 0
قالت لوارا : لا اظن ان لديهم طاولة غير محجوزة لاربعة اشخاص 0
كانت تعتقد ان جوناس يفضل اى شئ عدا جلسة رباعية تضم ايلين وروب .. وتذكرت تلك الليلة فى المسرح ، حين التقت ايلين لاول مرة .. يومها غار جوناس كثيرا من الرجل الذى كان يرافق ايلين ، حتى انه لم يتبادل الحديث معه .. لكن ، وكانها لم تتحدث ، تجاهلها روب ماكفرسون ليسال جوناس عن رايه ... ووافق جوناس : لاباس عندى 0
دون انتظار راى لوارا ، تحرك روب ليقوم بالترتيبات 0
عاد بعد وقت قصير ليقول ان طاولة لاربعة تحضر لهم .. كان يبدو طويلا ، قوى البنية ، ووسيما حقا ببذلة السهرة ... جو السلطة فيه لم يتركها مع بذلة العمل الرسمية . واشاحت وجهها عنه .. بطريقة ما لم تتوقع ان يجد صعوبة فى تغيير الحجز 0
رافقهم كبير السقاة الى الطاولة ، وجلست ايلين قبالة لوارا ليكون لكل رجل فتاتين من حوله ... ايلين بدت جميلة ، ونظرت لوارا اليها تحاول ان تفهم تماما ما هى اللعبة التى يلعبها .. ولاحظت انها تعتمد على المكياج كى يبدو فمها مغريا اكثر مما هو . ابعدت نظرها عنها لتشاهد فرقة موسيقية من اربعة عازفين ، تعزف الموسيقى لمن يرغب فى الرقص 0
لم يكن الحوار معقدا بعد ان تم اختيار الطعام . تكلمت لوارا قليلا مع جوناس حول ما طلبت من طعام ، وتحدثت ايلين عن السفر ، ثم خاطب روب جوناس : كنت فى اوروبا مؤخرا .. كما قالت لى ايلين 0
رد جوناس باختصار : كان لدى بعض الاعمال هناك 0
سالته ايلين : عدت اليوم ؟
توقعت لوارا ان يقول لها انها تعرف هذا .. لكنه رد باختصار : هذا صحيح 0
-وهل كانت اعمالك ناجحة ؟
لم تكن لوارا تعرف ما كشفه جوناس لزوجته عبر الهاتف .. لكنها ظنت انه كان يوفر الاخبار الطيبة الى ان يختلى بزوجته . ولم تستطع سوى الاشفاق عليه .. خصوصا حين رد : جدا 0
ثم وجه كلامه لروب ، دون عدائية 0
-كيف تسير اعمالك روب ؟
-هكذا وهكذا .. فالسوق هذه الايام تبقيا على حذر 0
-على منافسيك الصحو باكرا فى الصباح ليكسبوا نقطة ضدك 0
سمعت لوارا راى جوناس ، واضطرت الى موافقة عليه ، لكنها كانت اكثر اهتماما بان تنتهى وجبة الطعام هذه بسرعة ، وكان جوناس يتحدث عن شركة انهارت مؤخرا تحت ضغط الركود الاقتصادى . مما ذكرها بانها لم تخبره بعد عن استيلاء دارموند على غولدر وبروك . واذا لم تذكر ايلين له شيئا خلال مكالمتهما فليس لديه فكرة انها الان تتعشى مع رئيس المؤسسة الموظفة فيها ، انه عالم غريب .. فهذا الصباح كانت تهاجم موقفه من العزوبية ، وهذا المساء ، بعد ان صممت ان لاتقترب منه ، تتناول العشاء برفقته . وكانما التقطت ايلين افكارها ، ، انضمت الى الحديث ، وقالت لجوناس : بالحديث عن الشراء والبيع ، تعرف بالطبع ان دارموند اشترت غولدر وبروك ؟
دهشة جوناس كانت واضحة : لا ! .. متى ؟ لم تذكرى لى شيئا لوارا 0
رد روب ماكفرسون قبل ان تتمكن لوارا من الرد : لوارا سكرتيرة موثوقة ..
منتديات ليلاس
ملاحظته ساعدتها على تخطى لحظة الارتباك مع انها شكت فى ان تكون ملاحظته التالية اكثر صفاقة : نحن محظوظون لكونها معنا فى عداد الموظفين 0
نظرت لوارا الى ايلين ، لاترغب فى رؤية نظرة السخرية فى عينى روب التى ترافق كلماته الصادقة .. كانت تشعر بالذنب تجاه جوناس ، لكنها اجفلت لان ترى الفتاة الاخرى تحدق بها بنظرة لايمكن وصفها سوى بالحقد .. لماذا اهتزت ثقتها بنفسها ، بنظرة هذه الفتاة اليها ؟ .. لابد ان ايلين تريد اخراجها من الشركة اكثر مما يريد والدها . واضح جدا من نظرتها انها لاتوافق روب ماكفرسون الراى بان دارموند محظوظة لعمل لوارا ويلكنسون معها . تلك النظرة اخبرتها ان ايلين بريستونز تدفع اباها بشدة لكى يتم صرفها من العمل 0
الذعر ، الذى اصبح مالوفا لها الان ، يمسك بخناقها بعد ان ادركت ان الشخص الوحيد الذى يمكنه الصمود فى حمايتها ضد نيكولاس ماكداف ، هو رئيس مجلس الادارة نفسه ، روب ماكفرسون .. وبوجوده اليوم هنا مع ايلين ، كان يظهر مدى صداقته مع خصمها الاساسى 0
احست ان عينى روب ماكفرسون مركزتان عليها . فابعدت عينيها عن النتائج التى تترتب على اعمال غولدر وبروك ، امام ملاحقة ، ليس فقط صديقته الجميلة ايلين ، بل والدها كذلك العضو فى مجلس الادارة ؟
تردد السؤال فى ذهنها وهى تلتقى بالعينين السوداوين كالليل ، ولاول مرة .. لاسخرية فيهما 0*****
أنت تقرأ
هل تجرؤين للكاتبة جيسيكا ستيل
Romanceاذن انت الانسة ديكنسون 000 المصدر الوحيد لمشاكلى فى الوقت الحاضر ؟ لم تفهم لورا السكرتيرة البسيطة كيف تشغل بال روب ماكفرسون رئيس مجلس الادارة العظيم الى هذه الدرجة ، ولكنها ادركت ان مستقبلها محكوم بالدمار من هذا الرجل ، ومع هذا قبلت التحدى : -حياتى...