صدمت لوارا لرؤية اخيها غير الشقيق ، بسترته المدرسية وقميصه القطنى ، يقف هناك .. ولم تعد تتحرك بعد ان اخرجتها الصدمة الاولى من كرسيها .. ثم تقدم بونى ، وقد اساء فهم صدمتها ، بخطوتين واسعتين الى جانبها ، وجهه الشاب الجاد كله قلق ، ليسالها : اهناك ما يمنع من مجيئى الى مكتبك ؟ لااريد ان اورطك فى متاعب ، لكن ، كنت مضطرا لرؤيتك لوارا 0
منتديات ليلاس
-طبعا لامانع .. لكننى لم اتوقع رؤيتك ، هذا كل شئ 0
ابتسمت له بحرارة وسالته : ماذا تفعل فى سيدنى ، على اى حال ؟ هل جئت من المدرسة ؟
ظنته قد جاء مع صفه لمعرض ما ، لكن تفكيرها معه الى القلق بان يكون قد ترك صفه دون ان يلاحظ احد ذلك . لكنه قال لها : لم اذهب الى المدرسة اليوم 0
الطريقة التى كان ينظر فيها الى قدميه ، جعلتها تفهم اكثر ، لانه لم يخف يوما من ان يتطلع الى اى شخص يتحدث اليه وجها لوجه 0
صاحت ، وقلقها يتجه الى اتجاة اخر : اوه .. بونى !
علمت ساعتها ان لزيارته هدفا ما ، وليست مجرد نتيجة لسوء تصرف تلميذ مدرسة ... وقال مرة اخرى : كان على رؤيتك لوارا ..
ثم ، وكانه يريد اخراج مايختلج فى داخله ليريح صدره ، وبسرعة ، دخل راسا فى الموضوع : قالت لى امى انها اخبرتك بامرى على الهاتف ليلة امس ، وعلمت ان هذا سيقلقك 0
كم انه ولد عزيز .. انه يحمل مسؤولياته بكثير من الجدية ، ورات من النظرة المرتسمة على وجهه انه لن يتحسن الا بعد ان يتوصل الى اقناعها بوجهه نظره ، فقالت له : اصغ الى بونى ...
بقدر ما كانت تريده ان يشعر بالارتياح ، ارادت ان تدخل صلب الموضوع ، مصممة ، وقد حضر الى هنا ، ان تفعل ما بوسعها ليغير وجهة نظره ... واكملت : ليست هناك حاجة اطلاقا لتركك المدرسة فى نهاية الفصل .. قلت لجولى على ..
قاطعها بالم : اوه لوارا .. ارجوك لاتعطينى نفس غسيل الدماغ الذى اعطيته لامى .. امضيت اياما افكر بما قلته لها يوم الاحد .. ولم استطع موازنة الامر 0
لماذا .. يالهى .. لماذا لايتقبل ما سمعه كما هو ؟ حاولت ان تتذكر كل ما قالته لجولى ، لكنها كانت تعلم ان كل هذا بسبب ان عقله اليافع يميل الى التحليل القوى . وقالت كاذبة : ما قلته صحيح بونى ... كل كلمة قلتها كانت صحيحة 0
-انك لم تتزوجى لان الرجل المناسب لم يطلبك بعد ؟
انه يذكر كل كلمة من كل جملة قالتها لجولى اكثر مما تذكرها هى 0
-هذا صحيح .. انت لازلت صغيرا بونى ، ولاتعرف الكثير من هذه الامور . لكن .. حين تكبر ستعرف بنفسك انك لن تتزوج لمجرد .. لمجرد ان هذا متوقع منك .. اذا لم تجد الحب المشترك .. حسنا .. ستبقى اعزبا . صدقنى حبيبى ، لقد ضخمت امر ما سمعته كثيرا .. انك ...
-اتقولين انك لم تجدى بعد الحب المشترك ؟
ابتسمت له بلطف .. تحس بحرجه .. ثم خطرت لها فكرة ، وعلمت انها يجب ان تبقى على حذرها . وتصاعد ادراكها ، بان بونى ، وبقدر ما يريدها ان لا تقلق ، فهو يسعى الى ان يقتنع بنفسه ، ان ما ساور ذهنه من خلال حديثها مع امه قد لايكون كما ظنه 0
-اسمع بونى .. انا لم اكن صادقة كما يجب مع امك يوم الاحد ، لكن صدقنى انا اعلم انها كانت قلقة على . وهكذا لم ارد ان اعطيها اى شئ اخر يقلقها .. لذلك لم اقل لها الحقيقة كلها 0
-الحقيقة كلها ! اتعنين ان امى كانت محقة فى ظنها انك تضحين 0
-لا .. لااعنى هذا .. انت وانا كنا نتحدث لتونا عن اشخاص يقعون فى الحب ...
تراجع بونى عن تصلبه : قلت ان الامر شئ مشترك ..
استطاعت ان ترى ان عقله اليافع اخذ يفكر ، فهو يصمت لحظات يفكر بما يقول قبل الوصول الى الاستنتاج الذى يريده ان يصل اليه : اتقولين انك تحبين شخصا ما ، لكنه لايريد ان يتزوجك ؟ اهذا هو الامر ؟
ليتبارك ذكاؤه .. تنهدت تبعد القلق عن نفسها : هذا هو الامر بالضبط 0
اذا استطاعت ان تدفعه لان يصدق ان حبها من طرف واحد .. عندها ، وبمرور السنين عليه فى الدراسة ، ومع شئ من الحظ ، سيؤمن ان عدم زواجها هو بسبب معاناتها من الآم حب غير متبادل 0
وحين يصبح اكبر ، واكثر ادراكا ، لربما ظن ان اخته غير الشقيقة ، هى من الفتيات اللواتى لايعطين قلبهن سوى مرة واحدة 0
كانت تهز نفسها لتخرج من احلامها ، حين شاهدت احمرار الخجل والحرج على وجهه مرة اخرى ، ثم ادركت ، وقد قارب السابعة عشرة من عمره ، انه ليس ساذج كما تظن 0
-ذلك الرجل .. الرجل الذى تقولين انك تحبينه .. هل .. هومتزوج ؟
كانت تفكر ان تقول اجل ، فهذه الطريقة بدت اسلم كيلا تساوره شكوك مستقبلية .. لكن ، ومع ان سؤاله كان يظهر تقدم تفكيره ، الا ان احمراره ذكرها بافكارها السابقة .. لم يبلغ بعد السابعة عشرة ، ولايمكنها ان تدفعه ليصدق انها وقعت فى حب شخص له زوجة ، فطعم الكذبة هذه مرير 0
-لا .. يا بونى .. انه غير متزوج .. حتى انه لايعلم بوجودى 0
من السخرية ان تظهر لها صورة لروب ماكفرسون يحدق فيها كما كان ذلك الصباح . لكنها تذكرت كذلك انه قد يحضر الان فى اية لحظة ، فنظرت الى ساعتها واتخذت قرارا 0
-هناك مقهى قريب .. انذهب لتناول فنجان شاى ؟ ونستطيع الكلام هناك براحة اكثر0
انتظر بونى الى ان التقطت حقيبتها ، ولكنه قال بانه يجب ان ينتبه للوقت لكى لايفوته القطار العائد فتقلق امه عليه اكثر مما هى قلقة الان .. واملت لوارا بانه حين يصل الى البيت ، سيقول شيئا سيريحها من حمل افكارها القلقة الثقيلة
كانت الساعة تقارب الرابعة حين عادت لوارا اكثر سعادة الى مكتبها فى دارموند . نظرت الى باب روب ، فلم تسمع صوتا وراءه ، وظنت ان هذا يوم سعدها على اى حال .. فهو لم يعد بعد ، ولم يفتقدها . مع انها ليست قلقة على الوقت الذى تاخرته . ثم عملت بما يكفى من جهد يوم الاربعاء لكى لاتكون متاخرة فى عملها .. لكنها لم تكن ترغب فى التفكير بعذر لغيابها .. وهذا كل ما فى الامر 0
اعادت التفكير بحديثها مع بونى ، قبل ان توصله بالتاكسى الى محطة القطار .. كان قد حاصرها فى نصف ساعة محرجة ، وفكرت باعجاب بمنطق اسئلته . لكن ، فى نهاية تلك المدة ، استطاعت ان تدخل فى راسه انه سيخذلها بشكل سئ لو ترك المدرسة الان . واصبحت كذلك واثقة انه لم يعد يعتقد انها تضحى لاجله .. ومع انه لم يعطها وعده بالعودة عن قراره ، فقد امنت انه حين يعيد التفكير بكل ما قالته له ، فلسوف يتصل بها ، هو او جولى ، قريبا ليقول لها انه تراجع عن قراره 0
والان .. اين كانت قبل ان يحضر بونى ، ويشتت افكارها بوقوفه عند بابها ؟ اه .. اجل .. كانت على وشك ان ترى ما اذا كان روب قد ترك لها شيئا لتطبعه ، ومن الافضل ان تعود الى عملها ..ادارت الة التسجيل ، لكنها لم تسمع شيئا .. ثم ، ولانها ظنت انه نسى اعادة الشريط الى اوله بعد التسجيل ، اعادت الشريط الى الوراء ، ثم الى الامام .. واعادته الى الوراء بعيدا .. الى ان سمعت الرسالة التى سجلتها بنفسها قبل الغداء 0
انتظرت ، متوقعة ان تسمع صوته ، ثم اجفلت لسماع صوتها هى يصيح بونى .. ماذا تفعل هنا ؟ تبع ذلك صوت اخيها غير الشقيق يسال ما اذا كان لاباس من زيارته لها .. على الفور ادركت فعل الصدمة لرؤية بونى مما جعل اصبعها ينزلق الى زر التسجيل بدل الايقاف 0
استمعت الى الشريط كله لم تسمع فيه اية تعليمات من روب حتى نهايته .. حسنا هذا مريح لها . كان يمكن له ان يدخل ويدير الشريط كما فعلت ويستمع اليه ، وهى لاتريده ان يعرف حديثها الخاص مع اخيها 0
لكن ارتياحها تبخر حين سمعت صوتا من مكتبه .. انها تتخيل دون شك ، ومع ذلك اتجهت الى بابه دون تفكير ، وادارت المقبض دون ان تقرع الباب ، وهذا امر تفعله عادة حين يكون معه شخص اخر 0
التقت عيناها بعينين كسواد الليل المكتمل .. الاحساس الوحيد الذى احست به كان الانزعاج المؤلم .. فقد كان روب ماكفرسون يجلس هناك مسترخيا ، بكامل سيطرته على نفسه ، دون الغضب الذى كان يتملكه ذلك الصباح ، يراقب بهدوء وحذر كل تعابير وجهها المضطرب ، وهى تذرك ان من طبيعته تفحص الة التسجيل قبل ان يدخل 0
-اوه .. انا .. انا اسفة . لم اكن هنا حين عدت 0
لم يرد .. بل استمر ينظر اليها برضى .. ثم اخذت افكارها تتشوش ، ومع الامل بانه قد يكون وصل لتوه ، ولم يصغ الى التسجيل ، اجبرت نفسها على الظهور بمظهر الهدوء ، واضافت بمحاولة باردة : اضطررت للخروج لفترة 0
تلاشت واجهتها الباردة فجاة حين قال متسائلا : هل لحق بونى بقطار العودة ؟
باتساع عينيها الزرقاوين فى محجريهما ، تابع : اجلسى لوارا .. يبدو لى اننى مدين لك باعتذار 0
احست بسعادة لان تجلس .. وسالت : اعتذار ؟
تتساءل عن ماذا سيعتذر .. وفكرته بانه صحيح ان هناك عشرات الاشياء يمكن ان ياسف لها .. لكن ، ما تبادر الى ذهنها ، هو ان اعتذاره على الارجح سيكون عن سماع حديثها مع بونى صدفة . فقالت : لم اكن اعلم اننى ادرت الالة على التسجيل .. ظننت نفسى اطفاتها 0
-كان ضوء التشغيل ظاهرا حين عدت . وظننت انك تركت لى رسالة تعلميننى فيها الى اين ذهبت 0
اذا كانت تتوقعه ان يعتذر عن عدم اقفاله الة التسجيل فور سماعه الحديث الخاص ، وهى تعرف انه سمعه الى اخره ، فقد كانت مخطئة فى توقعها فقد قال لها روب : من هو بونى على اى حال ؟
-انه اخى غير الشقيق 0
كانت قد صممت على ان لاتخوض معه فى نقاش حول اى شئ سمعه .. لكنه افتتح النقاش قبل ان تقول له ان الامر لايعنيه : وهو اخ قلق حتما عليك .. استطيع القول .. هل يهرب دائما من المدرسة ؟
-لا .. انه عادة مخلص لدروسه .. لكن .. كما قلت انت .. كان قلقا .. حول شئ ما 0
النظرة فى عينيه قالت لها انه لن يتركها بسلام قبل ان يجعلها تتكلم عما يقلق اخاها 0
-لابد انه تجاوز السادسة عشرة ليتمكن من ترك المدرسة 0
وجدت نفسها ترد : لقد قارب السابعة عشرة 0
-ولماذا من المهم ان يبقى فى مدرسته ؟
كان الفخر ببونى ، والفخر الصافى البسيط ، الذى جعلها تبقى جالسة هناك ، ونظرة دفء على وجهها قائلة لروب : انه له دماغا من الدرجة الاولى .. ولقد صمم على ان يصبح طبيبا .. مخططاتنا .. مخططات جولى له ستتدمر لو ترك المدرسة الان 0
-بما ان بونى هو اخيك غير الشقيق ، اظن ان جولى هى زوجة ابيك ... ويبدو انكم جميعا تمرون فى اوقات قلقة .. وكان بونى مؤمنا انك ستكونين قلقة بعد حديثك مع امه على الهاتف ليلة امس لم ترد .. فقلقها ، او احد افراد عائلتها ، امر ليس من شانه .. وعلى اى حال ، فان هذا الحديث قد تمادى كثيرا بالنسبة لها . رفعت نظرها الى روب ، وشاهدت بريق الفولاذ فى عينيه ، وعلمت انها كان يجب ان تخرج حين نوت اول مرة .. وتابع : اكان القلق هو الذى تسبب بمظهر التعب عليك هذا الصباح ؟ الم يكن لبريستونز دخل فيه ؟
وقفت لوارا .. انها لاتحب ان تناقش امر عائلتها معه .. ولاتريد لجوناس ان يدخل فيه .. فقد بدا لها ان اسمه حين يذكر ، ينتهى بها الامر مع روب الى شجار ، واذا لم يكن شجارا ، فحرب باردة هى النتيجة الطبيعية التى تلى .. قالت بصراحة : انا لم لر جوناس ليلة امس 0
والتفتت لتغادر ، لكن روب وقف بدوره وتقدم ليسد لها الطريق 0
-وانت لم تذهبى معه فى عطلة نهاية الاسبوع كذلك ؟
بينما يوم الاثنين لم يعطها مجالا للشك 0
اغضبها حاجته لسماع بونى يشير الى حديثها مع جولى يوم الاحد قبل ان يغير رايه فيها . واغضبها اكثر انه لم يكن مستعدا يوم الاثنين لان يستمع اليها ، لكنه الان ، والمنطق يقول له ان ليس من الممكن ان يكون جوناس قد رافقها ، والا لذكر بونى اسمه ، الان فقط ، اصبح مستعدا للاستماع .. وزاد غضبها اكثر ، لو ان هذه طريقة روب ماكفرسون فى الاعتذار لتصرفه القذر يوم الاثنين ، فانها تشعر بالاحباط ..
حسنا .. انها لاتنوى ان تقول شيئا . وجمعت كل حذاقتها وتكلفها ، بقدر ما استطاعت ، ونظرت الى عينيه ببرود لتقول بتكدر : ابدات تشك فى مصدر معلوماتك الخاص ؟ بالتاكيد لم تبدا الشك فى اننى محطمة للزيجات كما تعتقد ؟
لم تعجبه لهجتها ، لكنها رفضت ان تضعف فى موقفها حين علت وجهه نظرة قاسية ، قال : ابدا لن اغير رايى .. فلدى دليل رايته بعينى الم يحدث هذا ؟
حين راى ان لا رد لها على تحديه ، تابع : انكرى علاقتك به قدر ما تريدين ... لكن لاتحاولى تبيض صفحتك معى .. شاهدت بريستونز بنفسى يغادر شقتك فى الصباح الباكر ، حتى قبل ان تتمكنى من ارتداء ملابسك 0
دفاعاتها اهتزت امام هذه الملاحظة ، لكنها ابقت ذقنها عالية .. فهى لم تفعل شيئا تخجل منه ، لكنها كانت قد تجاوزت وقت الشرح ، بان جوناس كان يريد فقط حقيبة اوراقه ذلك الصباح .. ولن تنسى تلك الملاحظة التى اسمعها اياها روب يومها .. فى تلك اللحظة تحرك ، يفسح لها الطريق نحو الباب . دون كلام ، تجاوزته ، لاشئ لديها تقوله له ، وكم تواقة لاغلاق الباب بين المكتبين 0
لكن ، اذا لم تكن تريد قول شئ له ، فان صمتها اثار فيه ردودا اخرى غير مرغوبة .. فقد قال ببرود وهى تفتح الباب : كنت اظنك شجاعة .. كنت اظنك قادرة على الاعتراف لزوجة ابيك وابنها ، بالسبب الحقيقى لعدم زواجك بعد 0
استدارت غضبا .. ورات من نظرة الازدراء فى عينيه كم يظنها وضيعة ، لكن ، بعد الذعر الاولى من نظرته تلك ، ادركت انه لايمكن ان يعرف بانها قررت عدم التورط مع اى رجل قبل ان ينهى بونى ومارك تعليمهما . فسالته ، تحاول التماسك : وما يمكن ان يكون ذلك السبب ؟
-الحقيقة لوارا ويلكنسون ...
واستدار عنها ، ليعطيها فكرة بانه لديه اشياء اهم من مجرد جدالها .. لكنه اضاف : لكن ، على اى حال ، ليس لديكهذا النوع من الصدق فى نفسك .. صحيح ؟ الصدق الذى يتطلب ان تقولى لعائلتك ان الرجل الذى تريدين الزواج منه ، متزوج ، وعلى الارجح سيبقى هكذا 0
طوال ليل الجمعة ، وطوال يوم السبت ، انتظرت لوارا رنين جرس الهاتف كى يقال لها ان بونى سيبقى فى المدرسة ، وكادت تتصل بنفسها حين بدا الانتظار يرهق اعصابها .. لكنها اجبرت نفسها على ان لاتندفع .. كانت مقتنعة ان بونى سيفكر جيدا ، وحركة خاطئة واحدة منها قد تفسد كل شئ 0
وصلها اتصال هاتفى يوم السبت ، لكن من جوناس . يطلب منها الخروج معه . تلك الليلة خرجت معه ، لكن بعد مرور الساعة التاسعة حيث تاكدت ان جولى ستعرف انها خرجت مع ، ولن تتصل بها ، ولابونى فى مثل هذا الوقت 0
بدا لها جوناس افضل حالا ، وسرها ان تجده اكثر حبورا مما كان . حين اخبرها عن عشاء عمل دعى اليه يوم الاثنين المقبل ، وانه من المتوقع منه ان يرافق شريكة له ، وافقت على الذهاب معه ، فهى تعتقد انه سيحس بوحدته لو اضطر للذهاب دون شريكة 0
لم يصلها اتصال من بروكن هيل يوم الاحد .. مرة اخرى اضطرت الى كبح التحفز للاتصال . وبوصول صباح الاثنين ، كان توتر الانتظار قد بدا يظهر على وجهها 0
حياها روب بطريقة متمدنة ، لكنها لاحظت عينيه الماكرتين تقعان عليها اكثر من مرة ، حين كانت ترفع راسها من تسجيل املائه . وكانت فى مكتبها تراجع بعض المراسلات ، فى منتصف الدوام الصباحى ، حين وصل مراسل خاص يحمل باقة زهور لها .. توقف روب فى الحال عن العمل ، ولم ينتظر خروج المراسل ليقول بلؤم : ايغازلك بريستونز بالزهور ؟
تجاهلته لوارا ، وهى تفتش عن البطاقة .. جوناس لم يكن يرسل الازهار ، ولاسبب يدعوه لان يبدا الان .. لكن من غيره .. وجدت البطاقة ، وقراتها 0
لم تكن الازهار من جوناس ، وكادت تبكى لان بونى خسر مصروف بضعة اسابيع لشراء ازهار تخفف الصدمة التى كتبها على البطاقة : لاتغضبى منى لوارا...! ولم تستطع فعل شئ لمنع اهتها او لمنع دموعها التى قفزت من عينيها .. وقد عرفت ان كل انتظارها لملئ بالامل فى عطلة الاسبوع انتهى يوم عودته عن قراره 0
ترك روب مقعده ليجلس على زاوية طاولتها .. وسال : ما الامر ؟
كان يرى بنفسه المعركة التى تخوضها كلا لا تنهار بالكامل امامه 0
قبل ان تتمكن من منعه ، اخذ البطاقة من يدها . وعرف ان مرسل النرجس البرى ، والنرجس الزنبقى ، والتوليب لم يكن جوناس بريستونز ... قبل ان يقرا الرسالة .بعد هذا رات لوارا امامها شخصا مختلفا عن روب ماكفرسون الذى ظنت انها تعرفه .. احست بيدها تؤخذ بين يديه بلطف وهو يقول : اتودين ان تخبرينى عن هذا الامر ؟
رفعت بصرها اليه ، متاثرة بلطفه تبتلع ريقها بقوة لتسيطر على مشاعرها التى لم تكن فى تلك اللحظة معها .. وقالت بصوت متحشرج : اوه ... روب ...
أنت تقرأ
هل تجرؤين للكاتبة جيسيكا ستيل
Romanceاذن انت الانسة ديكنسون 000 المصدر الوحيد لمشاكلى فى الوقت الحاضر ؟ لم تفهم لورا السكرتيرة البسيطة كيف تشغل بال روب ماكفرسون رئيس مجلس الادارة العظيم الى هذه الدرجة ، ولكنها ادركت ان مستقبلها محكوم بالدمار من هذا الرجل ، ومع هذا قبلت التحدى : -حياتى...