#الكاتبة
تسلل الخادمات إلى غرفتها في محاولة لعدم إيقاظها إنقضت خادمتان على خزانتها مُحملين بالحقائب و باشروا في توضيب أمتعتها و أغراضها في حقائب جلدية
خادمة أخرى تعمل على توضيب مجوهراتها و أدواتها
أيقظتها الضوضاء المحيطة بها ، لترفع ظهرها و تتفاجئ بِهم مُحِيطين حولها
" ماذا هناك ؟ " قالت بصوت ناعس بينما تفرك عينها
إستدار الجميع نحوها ، و قد كانت ملامح الحزن بادية عليهم
هي إستيقظت توًا لذا على الأرجح لم تتعب نفسها بالتفكير عما حدث أو سيحدث
تقدمت آلوديا نحو مكان جلوسها ، و نورسين تنتظر الرد
" أتركونا وحدنا لبعض الوقت " قالت آلوديا تأمر الخادمات
ليطيعوا أمرها و يتركوا كل ما عملوا عليه أرضا ، خرجوا مغلقين الباب خلفهم
" ماذا يحدث ؟؟ " أعادت السؤال مجددًا و لعل تصرفات آلوديا أنستها أنّ اليوم هو آخر يوم لها
و أنّ هذا سيكون خطاب الوداع
_ نحن نوظب أغراضك من أجل السفر
قالت آلوديا بنبرة حزينة و هذا ما أنعش ذاكرة نورسين ... تأوهت بصوت مسموع و قد رفعت رأسها علامة على الفهم
_ إذا سيكون هذا وداعنا الأخير
قالت نورسين و قد مسكت يد آلوديا بقبضتها
_ آنستي أنت تستحقين أفضل من هذا
قالت و قد أدمعت وسط كلامها
حاولت نورسين تصَّنُع الإبتسامة و قالت " كلنا نستحق الأفضل ، لكن القدر لا يعطي فرص متساوية للكل ، أعتقد أنني أخيرًا إقتنعت بمصيري و عليك الإقتناع أيضًا "
بكت آلوديا و آبت الكلمات أن تُعبر عن حزنها ، كانت تعتبر نورسين كإبنة لها
و نورسين إعتبرتها الحنان الذي لطالما لم تره في والدتها
" أعتقد أنكِ أخيرًا ستتخلصين مني ، من هرائي ، ثرثرتي الكثيرة ، قفزاتي العالية في مطبخك و طلباتي المجنونة منك "
أضافت نورسين رغم محاولة ضمرها لنبرتها الباكية لكنها لم تمنع تدفق ذكرياتها السعيدة مع آلوديا و التي بدى توديعها كتوديع الحياة بذاتها
" نورسين " نادت إخواتها و قد طرقن الباب
تقدمن نحو سريرها ، نهضت آلوديا لكن نورسين منعتها و حركت رأسها يمينا و يسارًا
لتعود حيث كانت ، جلست ريفال في الجهة المقابلة بينما قربت ليفيا كرسي خشبي و جلست
بدت لحظة حاسمة ، حيث يودعون أختهم
أنت تقرأ
ضحايــا ٱمل
Fantasy" لا أريد إمضاء ما تبقى لي من عمري أطارد أمل غير موجود ، الأمل مؤلم " _ دمعة _