7_كوني قوية

35 7 22
                                    

#الكاتبة

تسلل الخادمات إلى غرفتها في محاولة لعدم إيقاظها إنقضت خادمتان على خزانتها مُحملين بالحقائب و باشروا في توضيب أمتعتها و أغراضها في حقائب جلدية

خادمة أخرى تعمل على توضيب مجوهراتها و أدواتها

أيقظتها الضوضاء المحيطة بها ، لترفع ظهرها و تتفاجئ بِهم مُحِيطين حولها

" ماذا هناك ؟ " قالت بصوت ناعس بينما تفرك عينها

إستدار الجميع نحوها ، و قد كانت ملامح الحزن بادية عليهم

هي إستيقظت توًا لذا على الأرجح لم تتعب نفسها بالتفكير عما حدث أو سيحدث

تقدمت آلوديا نحو مكان جلوسها ، و نورسين تنتظر الرد

" أتركونا وحدنا لبعض الوقت " قالت آلوديا تأمر الخادمات

ليطيعوا أمرها و يتركوا كل ما عملوا عليه أرضا ، خرجوا مغلقين الباب خلفهم

" ماذا يحدث ؟؟ " أعادت السؤال مجددًا و لعل تصرفات آلوديا أنستها أنّ اليوم هو آخر يوم لها

و أنّ هذا سيكون خطاب الوداع

_ نحن نوظب أغراضك من أجل السفر

قالت آلوديا بنبرة حزينة و هذا ما أنعش ذاكرة نورسين ... تأوهت بصوت مسموع و قد رفعت رأسها علامة على الفهم

_ إذا سيكون هذا وداعنا الأخير

قالت نورسين و قد مسكت يد آلوديا بقبضتها

_ آنستي أنت تستحقين أفضل من هذا

قالت و قد أدمعت وسط كلامها

حاولت نورسين تصَّنُع الإبتسامة و قالت " كلنا نستحق الأفضل ، لكن القدر لا يعطي فرص متساوية للكل ، أعتقد أنني أخيرًا إقتنعت بمصيري و عليك الإقتناع أيضًا "

بكت آلوديا و آبت الكلمات أن تُعبر عن حزنها ، كانت تعتبر نورسين كإبنة لها

و نورسين إعتبرتها الحنان الذي لطالما لم تره في والدتها

" أعتقد أنكِ أخيرًا ستتخلصين مني ، من هرائي ، ثرثرتي الكثيرة ، قفزاتي العالية في مطبخك و طلباتي المجنونة منك "

أضافت نورسين رغم محاولة ضمرها لنبرتها الباكية لكنها لم تمنع تدفق ذكرياتها السعيدة مع آلوديا و التي بدى توديعها كتوديع الحياة بذاتها

" نورسين " نادت إخواتها و قد طرقن الباب

تقدمن نحو سريرها ، نهضت آلوديا لكن نورسين منعتها و حركت رأسها يمينا و يسارًا

لتعود حيث كانت ، جلست ريفال في الجهة المقابلة بينما قربت ليفيا كرسي خشبي و جلست

بدت لحظة حاسمة ، حيث يودعون أختهم

ضحايــا ٱمل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن