9_ القصر

30 6 13
                                    

.
.
.

#الكاتبة

كان الأمير هاملت جالس باسترخاء على كرسيه الفاخر في وسط عتمة قاتمة

ينير غرفته شموع قليلة موضوعة في زواياها ، بالكاد تتسلل لوسط الغرفة

هالة سوداء تحيط تحت عينه ، شعره كان مبعثر و حتى ملابسه كانت في حالة فوضوية بينما يطرق باصبع السبابة على خشب المقعد

دخل عليه شخص و إنحنى له ، حرك الأمير برأسه ليباشر الحارس بالحديث

" مولاي لم يجدها الحراس , و لا الباحثون "

ضرب بذراعه مجموعه الكؤوس الموضوعة في طاولة صغيرة بجانبه ، لينتفض رعبا ذلك الشخص

تناثرت شظايا الزجاج حوله ، ليقف الحارس مذعورًا فإحتمال أن يُقطع رأسه بسبب إيصاله الخبر ليس بإحتمال بعيد

سار الأمير على الشظايا و لم يهتم لأمر إختراق معظمها لحذائه المنزلي

تقدم نحو الحارس و الآخر لو كان بيده لحرك رجليه للهروب بعيدًا

نظراته قد تذيب الجليد الصاقع و تخيف الصخر الأصم

بلع الحارس ريقه بصعوبة و تصبب عرق خفيف على جانبه بكل خطوة يتقدمها نحوه و جمع شتات نفسه كاد يفوق طاقته لكنه تماسك

ترك بينهم مسافة ، ليرسم إبتسامة شريرة بمجرد رؤية ملامح الذعر واضحة عليه ثم نطق

_ سأمنحك فرصة ، أحضرها لي

ظغط على كلماته بصوت مخيف حاد ، ثم أضاف

_ أحضر أميرتي

أومئ الحارس ، فأشار له الأمير بالخروج

و كم شكر خالقه لنجاته من هذا الأمير المجنون ، اُغلق الباب ليعود الأمير أدراجه

جلس على كرسيه الهزاز و أخذ كأس زجاج بين يديه

هز بمقعده و أخذ يجول في شوارع ذاكرته ، بالنسبة له ذكريات الألم التي عاشتها نورسين هي ذكريات جميله

غذت غضبه و شحنته بما فيه الكفاية لقتل معظم الحراس الذين كانوا يرافقونه بسبب أنهم لم يحموها

قتلهم بدم بارد و كل ما يشغل باله أنه ضيع محبوبته التي ضاع بهيامها

هُيام التملك

ضغط على الكأس بقوة حتى أصبح أشلاء يسبح بين دمائه ، رمي الشظايا من بين يده كأنها حبات رمل

لتسقط و تنضم لسابقاتها ، كانت رجله تنزف و يده أسوء

لكنه تجاهل الألم و سار ناحية مدفأته حيث المزهريات و الزينة الزجاجية تنتظر دورها

رماها بذراعه و صرخة مدوية هزت أركان المكان ، حمل سيفه و ضرب به طوب المدفأة الصلب

ضربة ثانية فثالثة يليها وابل من الضربات فقط لإفراغ غضبه

ضحايــا ٱمل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن