|| إنهـا دوامة غبارية و انت الغائص فيهـا ||
|| خرجت او لم تخرُج منهـا ، يعتمدُ على حظك و صمودك||
|| ان اصحاب القلوب الضعيفة ، غير مرحب بهم هـنا ، لن اتقبل اللوم||
|| أراكَ يا طفل تحت السن القانوني ، اعلم كم هذهـ الكلمة تُزعجك ، لكنني لا أوزن العقل...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
لم اكن مستعدة لكل هـذا ، لم اتوقع ان يبدأ يومي بهـذا السوء ، استيقظتُ متأخرة و ارتديت ثيابي الصيفية المُبهـدلة ، و لم اتعب نفسي بترتيب شعري تركته على طبيعته ، لم اغسل وجهـي و حتى كدت انسى مفاتيح شقتي! و لكن القدر اعادني الى حيث كانت ..
وصلت للشركة متأخرة على موعد الدوام بساعة ، و بتوبيخ من مديرتي العجوزة و القيل و القال خلفي و جوانبي ، انهـمكت بالعمل في المكتب اللامنتهـي بمعدة فارغة تصرخ تستغيث الطعام و لكنني اتجاهـلها ..،
مر الوقت كالشهـاب و خرج كل العملاء متوجهين لمنازلهم ،لشققهم او الى حيث لا تعلم! فقد انتهـى وقت الدوام، ، و المديرة ترمقني بنظرات و هـي راحلة تكاد ان تبلعني بحقدهـا و كرهها لي ، و لكنني ابادلها بابتسام فترحل صامتة ..،
الا انا ، مازلت اريد ان استوعب ، انني فوتت الحافلة التي اركبها في كل اليوم للذهاب للشقة ، من المتوقع انها غادرت محطة الوقوف قبل اربعون دقيقه ، هل لذلك كانت ترمقني المديرة بنظرات كريهة لأنني لم استأذن بخروجي مبكراً كعادتي؟ حسناً بدأت لا افهـم نفسي لم مازلت اعمل على حاسوبي ؟ و اضواء الغرف و المكاتب انطفأت ، فقط المصباح اليدوي على مكتبي ، لم اشعر بالذنب و اريد تكفير ذنبي انني تأخرت و انجز زملائي من العمل اكثر مني ..
الوقت متأخر و الساعة تشير الى الثامنة مساءً ، و حاستي السادسة تقول لي ان الحافلة لن تأتي هنا مرة اخرى ، سيتوجب علي ركوب سيارة اجرة ، شابة وحيدة تخرج وحدهـا ليلاً في سيارة اجرة مع رجل لا تعرفه يقودها ، يا له من عار!
اغلقت الحاسوب الذي بدأ يصدر صريرا من المروحه ، اطفأت المصباح اليدوي و حملت حقيبة يدي الكبيرة التي اجهـل سبب حجمهـا المبالغ فيه ، لألتقط منها و انا امشي لوح شوكولاه اكاد اقسم لك يا عزيزي انه منتهي الصلاحية ، لأنني اشتريته قبل قرون متوقعة حالة كهذه قد تمر علي يوماً ، و ها قد اتت الحاله، انزل بالمصعد للطابق السفلي ، و هـا قد غسل القمر بضوءه الارض السيراميكية المزخرفة بأشكال هندسية لا معنى لها.
صرخت بفزع "اللعنه انهـا تُمطر!" اهـرول بسرعة في ممشى العابرين وسط تلك الظلمات تحت القمر ، اضع حقيبتي فوق رأسي لعلهـا تنقذني من الغرق ، امطار غزيرة! بللت كل ملابسي، لم احضر معي مظلة ، او حتى ثياب تقيني ، يا الهـى كم حمقاءٌ انا ، ارتدي ملابس صيفية في بلدة فيضانات ..