dein Sohn[ إبنك ]

245 31 12
                                    

والدي، اشتقتُ إليك و لدي علم كافٍ أنك لم تشتق إلي او تفكر بي يوماً، او ربما تقرأ هذه الرسالة بعد ستة شهـور من استلامها، محتواها سخيف و كاتبها اسخف، كلانا يعلم مدى غبائي و حماقة تصرفاتي، و جهـلي، اسلم عليك الان فإنني لا انوي المشي خلف المصالح، مجرد...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


والدي، اشتقتُ إليك و لدي علم كافٍ أنك لم تشتق إلي او تفكر بي يوماً، او ربما تقرأ هذه الرسالة بعد ستة شهـور من استلامها، محتواها سخيف و كاتبها اسخف، كلانا يعلم مدى غبائي و حماقة تصرفاتي، و جهـلي،
اسلم عليك الان فإنني لا انوي المشي خلف المصالح، مجرد تحية من ابن فاسد لأبٍ محترم و بريء، تحية تحمل معها مشاعر ترسخت و تكاثرت مع مرور السنين،..
اعلم انني العار على شرفك و على عائلتك الراقية، و اعلم كم تحمل حقداً تجاهـي و كم لا تبالي بالنظر او السؤال عني، فإنني منبوذ في الوجود و الفاسق للأجيال،
أعلم أنني لستُ طبيعي، اعلم انني اللعنة التي ولدت في منزلنا العريق، و شوهـت اصلها الرفيع، من بصق عليه الشيطان و احتضنه إبليس..،
من سُكبت عليه المياه الحارقة لتذيب طهـارة الروح او الحنين..،
من طعن بسرطان قاتل ليس لأعراضه اي رحمة..،
سرطان غير مؤلم و لكنه يقتل القلب ليجعل منه كتلة لحم باهـتة تتدحرج في الارض ليلتصق بهـا غبار الارض و الاتربة..،
انا الروح الساكنة التي تنتظر إشارة من المولى لتنفجر بالجنون!..،
ابي، لقد سكتت مدة طويلة..، و عندما نطقت اخيراً اتُهِمت بالكذبَ..،
و عندما انشرح صدري و قررت التعبير ، سدني صراخ عالٍ و صفعة اورمت فؤادي و نزِفَ..،
صفعةً اخرستني و اخسفتني و رمتني في حاوية مظلمة..،
فهـل تركني الحديث؟ ام انني من هربت الى التهلكة..،
مريضٌ إعاني من ضعف شخصية..،
لم اتمكن من الوقوف على قدمي و قول الحقيقة..،
بل قالها شخص اخر عني و ياليته مات قبلها..،
تصور ابي؟ ابنتي ماريا..،
ابنتي اللتي خلقت من لحمي..، و تربت بين اضلعي..،
تغطت في فراش جلدي..،
كيف لي ان انهـيها؟ كيف لي ان اضيع روحها و ان اسلب منها ايامها..،
كيف لي ان اقتل روحي؟ التي كانت المصدر الوحيد للسعادة لي من بعد امي و زوجتي..،
هـل خلاياك معطلة؟ ام انها مبرمجة على كرهـي..،
هل خلاياك لا تستوعب انني لم اكن انوي على شيء!..،
نبض قلبي و مضخة انفاسي اساس وجودي و افضل مربية .،، امي..، كيف لي ان ابتر رأسها..، من جذوره..،
او لست انسانا يا ابي؟ الست بشري مثلك مثلي..،
وريدي و الدم الذي يسري في جسدي..، حبيبتي التي هـي عيني و فمي و سمعي..،
هـي من استحوذتني و لمتني بأناملها الرقيقة بحجمي!..،
عيشتني اسعد لحظات عمري..، و ابكتني كالرضيع حين تسري..، ذهبت و هل من وسيلة للعودة هل لي ان اعيدها بعدما انهيتها؟..،
رحلوا و كيف لهـم العودة؟..،و قد انتهـى وجودهـم كالصفحة التي قطعت من كتابٍ و كانت محور القصة..،
كانت اهم جزء في القصة و كانت سبب نهايتها التعيسة..،

والدي هـل انا من انا عليه؟ ، ام انك تراني جزار انفسٍ يمشي على سطح الارض.،
ام انك تود الخلاص مني و لكنك عجوز..،
و ركلتني بقوة لأرتطم بجدران حديدية..،
تحت سقف ابيض ليس به لمحة ضياء.،
نعم انا المنبوذ انا القاتل المأجور..،
انا من انهـي وجود اشخاصٍ كانوا محور حياتي..،
انا مختل عقلياً؟
انا ضحية اطباء مستشفى الامراض النفسية..،
انا فأر تجاربهـم و مستنقع فشلهـم و كلبهـم الوفي المطيع..،
سجن مؤبد..، سرير قطني و لكنه حديدي.،
جدران لا تحمل سوى عبارات ايجابية..،
و لكن خلفها الجحيم..،
هل كرهتني الان يا والدي؟ هل كرهتني اكثر الان بما انني اعترفت بمرضي..،
استحق السجن الذي من المفترض ان ينقذني؟..،
ام استحق بيت الراحة بين احضانك يا ابي..،
و لكنك لا تبالي و انا اخر همومك الحياتية..،
ابنك المجرم الذي يعاني..، اما انت مستمتع بالثروة التي كسبتها خلف ضحايا افعالي..،
الى اللقاء والدي..، او .. لن نلتقي..
-إبنك

 ||.الخَسيــــف.||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن