يجلسان بجانب بعضهـما في غرفة المعيشة ، تلُمُ هـي اقدامها بيديها و تحدقُ في الجدران ببلاهـة..يعبث هـو بهـاتفه النقال تتأرجع اصابعه على الشاشة تبحث عن الإلهـام .يبتسم تارة و يعبس تارة..
قالت هـي بصوت منخفض جاف : أن الاخبار لا تبدو جيدة..
غمغم قائلاً و هـو ينظر للشاشة : إن الخبر التعيس الوحيد الذي عرفته الى الان..هـو انكِ اختي..
إبتسمت هـي بسخرية و قالت : و هـل تظنني اهـتم بشأن لسانك الجارح..مارك..
قال مراوغاً : و متى اهـتميتي انتي في الاصل؟
قالت و هي تحرك جسدهـ للأمام و للخلف بشكل متكرر : تصدع قلبي و اصبح كالأرض الجافة، جفت عيناي لدرجة الاحتراق ، توقف عقلي عن التفكير ، و انتهـت صلاحيتي منذ دهـر..
مارك بعدما نظر اليهـا اخيراً : و هـل تودين الموت ؟
قالت : بل اشتهـيه!
مارك: إذن كفي عن تخديش معصمك بالمشرط اللعين، و اغرزي سكينة او انتحري من السطح..
قالت بعدما حدقت به بشكل مخيف : و لكنني احب تعذيب نفسي..، لا املك القوة الكافية لشنق نفسي حتى الموت..
مارك : عقلك يحتاج للصيانة..
قالت : اما انت فتحتاج ان تكون ملائكياً؟..
مارك : ملائكي؟ كفاك هراء ... هل تقولين هذا لإثبات قسوتي؟ من القاسي الان؟
ابتسمت : و ليس مستحيلاً ان تصير ملاكاً..
مارك : يبدو ان المورفين الذي تتعاطينه قد اثر على دماغك بشكل غريب..
وقفت من مكانها و ظلت تحدق به : الم اقل لك ماهي هوايتي المفضلة؟
مارك محدقاً : تعاطي المورفين؟
اقتربت : غير المورفين..
مارك مازحاً : ماذا؟ تحويل الناس لملائكة؟
ضحكت : لقد اصبت!
مارك : هاه؟
قالت : بل ارسالهم للجنة!
ثم غرزت و بقوة السكينة في رقبته و اخذ يراوغ لثوان ، حتى ارتعش و انتفض نفضته و انفاسه الاخيرة..بينما غطى الدم سترته البيضاء...
في اليوم التالي ، وجد مارك اسفل الشارع و قد اسقطته هي من الشرفة ، الدماء على الارض ، و وجهه الشاحب و عيناه المفزوعتين مازالت مفتوحه..
و قد تركت رسالة على صدره فيهـا
"انني انسان سيء ، و انتهت صلاحيتي ، وداعاً ايهـا العالم الحقير!"مقولةً اشتهرت في المدينة التي سكن فيها مارك ، بعد وفاته ،و وجدت اكثر من خمسين جثة ، تحمل نفس الرسالة...
يبدو ان المسيرة المرعبة بدأت لتوهـا...
و يبدو ان مارك كان الافتتاحية ..
أنت تقرأ
||.الخَسيــــف.||
Horor|| إنهـا دوامة غبارية و انت الغائص فيهـا || || خرجت او لم تخرُج منهـا ، يعتمدُ على حظك و صمودك|| || ان اصحاب القلوب الضعيفة ، غير مرحب بهم هـنا ، لن اتقبل اللوم|| || أراكَ يا طفل تحت السن القانوني ، اعلم كم هذهـ الكلمة تُزعجك ، لكنني لا أوزن العقل...