الْفَصل الثَّانِي.

425 29 16
                                    

أخذَت رُوز طرِيقَها إلَى المَطعَم فِي الدَور السُفلِي و وَقفَت عندَ بابِه تَبحَث عَن مارِي الّتِي لَوَحت لَها ما إن رأتْها ، اقتَربَت رُوز مِن الطَاولة و ألقَت بجَسدِها عَلى الكُرسِيّ ، قَالت مارِي و هِي تَنظُرُ إلى طَبقِها "بالنَظَر لَكِ يبدُو و كَأنّ قَلبَه كَان سَينفَجِر" ، خَلَعَت رُوز غِطاء الرأس الذِي أحاطَ بشعرِها و وضَعتهُ جانِبًا "كانَ سينفَجِر بالفِعل ، وجَدتُ تَضخُمًا في شُريانِه التاجيّ و كَانت أورِدَتُه الإكلِيليَة تَختَنِق ، عَلى الرَغم أنّه لَم يشتَكِ مِن شَئ مُماثِل ، ما أنقَذه هو خَوفُه المُبالَغ فِيه مِن الأمراض".

"أحيانًا يُولِد الخَوف نتائجَ إيجابِية ، لَم تأكُلِي شَيئًا مُنذ الصبَاح ، كُلِي" قالت مارِي جُملَتها الأخيرة و هِي تُشِير برَأسِها إلى الصَحنِ أمام رُوز. أمسَكت رُوز بمِلعَقتِها ثُم نَظَرَت إلَى مارِي و عَلى وجِهها ابتسامَة جانبِية ساخرة "مَا كُنتُ سأبقَى جائعة حَتّي الآن لو أنّ إحدَاهُن أصرّت علَى إيقاظِي" ، قلّبَت مارِي عَينيها فِي ملَل و زَفرَت "إحدَاهُن حاوَلت إيقاظَك حتَى رأَت المُنَبِه يُحلِّق فَوق رأسِها لا يَفِصل بَينَهمُا إلّا سَنتِيمترَان فَقط."

ضَحكِت رُوز عِندمَا ذكَرَت مارِي أنَها قذَفَتها بالمُنبِّه لتَترُكها تنَام ، كانَت الصدَاقة بَينَ مارِي و رُوز قَوية و قدِيمَة ، كانتَا زمِيلتين فِي كُلّية الطِب و رفِيقتَي سكنٍ واحد ، و عِندمَا قرَرَت رُوز تَركَ عائلِتِها فِي الساحِل الغَربيّ فِي كالِيفُورنيَا و الاستِقرار فِي نيُويُورك مِن أجل عمَلِها ، اشترت رُوز و مارِي الشِقة التِي يَقطُنان فِيها حاليًا ، و كصدِيقتِها ، كانت مارِي من أفضَلِ جرّاحِي المشفَى ، لَكنها تَخصصَت في جراحَة المُخ و الأعصَاب. كَان الشَبه بَينَ الفتاتَين قَريبًا إلَى حَدٍ مُرِيب ، بالرَغمِ أنّ مارِي كانَت بَيضَاء و تَملِكُ شعرًا أشقَر يَصِل إلى كَتِفَيها ، و رُوز كانَت قَمحِية اللَون و شَعرُها أسوَد يَصِل طُولُه إلَى آخِر ظَهرِها ، إلّا أنّ ستِيڤ سألَهُمَا مرّات عدِيدة فِي اليَوم الذِي بدأتَا فِيه العَمَل فِي المُستَشفَى إن كانتَا أختَين.

قطعَت رُوز الصَمت السائد بَينَهُما لتسأل بِنبرة خَبيثَة لَكنّ مَقصَدها المُزاح "كَيفَ حَالُ سَيد سبَاجِيتِّي ؟" ، قَطبَت مارِي حَاجِبَيها باستغرَاب "سَيد ماذَا ؟!". قالَت رُوز و هِي تَلعَب بمِلعَقتِها و علَى وَجِهها ابتسَامة عرِيضَة "تَعلَمِين مَن ، ستِيڤ". ظَهرَ علَى وَجه مارِي شَبَح ابتسامَة إثَر ذِكر ستِيڤ حارَبَت لإخفائها عَن نَظرِ رُوز.

اعتَادَت رُوز عَلى إطلَاق لَقَب (سَيّد سبَاجِيتّي) علَى ستِيڤ بسَبِب طُوله ، و شَعرِه الأصفَر الجذّاب الذي تتَخلَله خُصلاتٌ مائلَة للَونِ البُنْيَّ الفاتِح. لَم يَكن ستِيڤ يُمانِع الاسم فَقَد كَان يُطلِق علَى مَارِي و رُوز أيضًا عدّة أسماء مِنها (التَوأم المُختَلِف).

مَـارِي رُوز | Marie Rose.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن