فتَحَت رُوز بَاب الغُرفَة العلُوِيَّة خَاصَتها فِي مَنزِل وَالِدَيها و تقدَّمَت لتَقِف فِي مُنتَصَف الغُرفَة فَاتِحةً ذرَاعَيها لمَارِي و هِي تَبتَسِم قَائلَةً "إذًا، مَا رَأيُكِ بمَنزِلنَا ؟".
ابتسَمَت لَها مَارِي و نظَرَت مِن النَافِذَة للبُحَيرَة "المَنزِل رَائع للغَاية يَا رُوز. و البُحَيرَة تبَدُو هادِئَة للغَاية" ، ثُمَّ التَفَتت لتوَاجِهَها "شُكرًا لإحضَارِي هُنا."
قَاَلَت رُوز و هِي لَازَالَت تَبتَسِم "لَا تشكُرِيني، لقَد وَجدّتُها فُرصَةً رائِعَةً للقضَاء بَعضِ الوَقت قَبل أنْ أحضِرَ كُلَّ أغرَاضِي إلَى برُوكلِين و نبدَأ العمَلَ بالمَشفَى."
فتَحَت مَارِي فَمَها لتَرُدَّ لَكن قَاطَعَها صَوت إلِينُور و هِي تُنَادِي أثنَاء صعُودِها "رُوز، أُمِّي قَالَت أنَّك هُـ.." ، قطَعَت إلينُور حدِيثَها لتَصِيح باسمِ مَارِي و هِي تحتَضِنُها. "لَم أكُن أعلَم أنَّك هُنَا أيضًا". ، هزَّت مَارِي رَأسَها مُؤكِدَةً وجُودَها "أنَا هُنَا لبِضع أيَّام حَتَّى تجمَع أغرَاضَها."
التَفَتت إلينُور لأُختِها "آه، رُوز" ، قلَّبَت رُوز عَينَيها "أجَل شُكرًا عَلى التَرحِيب المَهِيب يَا أُختِي". رَغمَ أنَّ مَارِي و إلينُور تقَابلَتا عدَّة مرَّات، و رَغمَ فَارِق السِّن إلَّا أنَّ العلَاقة بَينَهُما كَانت تُشبِه علَاقَة صَدِيقَتَين مِن نَفس السِّن أو أُختَين، لَم تُمانِع رُوز هذَا و لَم تَشعُر بغَيرَةً أو مَا شَابَه؛ فلَم تُكُن إلينُور تَملُك ذَاكَ القَدر مِن الأصدِقَاء كحَال الفتَيَاتِ فِي سنِّها.
ضَحِكَت رُوز بعدَها و عَانَقَتها، قَالَت إلينُور و هِي لَازَالت فِي حِضن رُوز "أمِّي اشتَرَت تذَاكِر حفلِ مُغنِّيَتِك المُفضَّلَة".
انفرَجَت أسَارِير رُوز لأنَّه كَان مِن النادِر أَن تُقِيم سَارَة مَاكُولكِن حفلًَ غِنائيًّا فِي الجَانِب الغَربِيّ مِن البلَاد. قَالَت رُوز و هِي تنظُر للفتَاتَين "إذًا نذَهَب لمَدِينَة الملَاهِي أولَّا، ثُمَّ للحَفل !، هَل مَسمُوحٌ لَكِ بركُوب أيِّ شَىءٍ هُنَاك، إلينُور ؟"رفَعت إلينُور كَتِفَيها و أخفضَتهُما و هزَّت رَأسَها يَمينًا و يسَارًا فِي أسَى "فقَط الألعَاب عَلَى الأرض". اقتَرَبت رُوز و عَنَقَتها عِنَاقًا خَفِيفًا و همَسَت لَها "ستَستطِيعِين فِعلَ كُلِّ مَا تُرِيدِين، قَرِيبًا أعِدُك"، و أبعَدَت وَجهها مَسافَةً كَافِيَة لتَرَى وَجَهَهَا و تبتَسِمَ لَها ثُمَّ احتَضَنَتها مُجدَدًا و قَبَّلَت جَبِينَها.
__________
قضَت الفتَيَات لَيلَةً رَائِعَةٍ فِي المَلَاهِي، مَا بَين الألعَاب المُرتَفِعَة وصُولًا لرُكنِ الرَمي بالكُرَات مرُورًا ببَيتِ الرُعب الذَي لَم تَتَحمَّلُه مَارِي و عَلى النَقِيض استَمتَعَت بِه رُوز غَايَةَ الاستِمتَاع.
أنت تقرأ
مَـارِي رُوز | Marie Rose.
Short Story"حتَّى و إنْ لَم تظَلّي كمَا أنتِ. حتَى و إنْ ظَلمَكِ العالم و نالَ مِنكِ ، لن أكونَ أبدًا مِثلَه ، لن أقِف فِي صَفّه أمامَكِ. سأحمِلُكِ و نَقِف سويًّا. حَتى و إن لَم تَذكُرِينِي. سأظَلُّ صدِيقَتَك."