الْفَصل الثَالِث عَشر

103 11 0
                                    

"ذَاكِرَة العَضلَات". هذَا أوَّل مَا قَالَه تُومَاس عِندَما دَخلَت مَارِي و رُوز غُرفَة المكتَب لدَيه. بدا الارتِبَاكُ عَلى وَجهَيهمَا، فأخذَ تُومَاس مُهِمَّة الشَرح عَلى عَاتِقه، فَقَام بوَضعِ بَعض الأشعَات عَلى الجِهَاز الضَوئيّ و بدَأ حَدِيثَه مُجدَّدًا.

"عِندَما نَظرَت رُوز للأشِعَات و التقَارِير و بَدَأت فِي تَسمِيَة الحَالَات، أدرَكتُ أنَّها لَازَالت مُحتَفِظَة بقُدرَتِها عَلَى التَشخِيص. و هذَا مَا دَفعنِي للبَحث عَن تشخِيصَاتٍ مُشَابهَة لَها."

"وَ توصَّلتُ إلَى ذَاكِرَة العضَلَات، أيًا كَانتَ حَالتُكِ يا رُوز، فأنتِ تَستطِيعِين تَشخِيص الحَالَات و العمَل علَيها، لأنَّه و ببسَاطة مَا يعمل هُنا لَيس مُخُكِ، أعنِي أنَّ مَا يتوَلَّى القيَادَة فِي هَذِه الحَالة هِي عضلَاتُكِ. أمَّا تَسمِيَة الحَالَات فَيأتِي بَعد أنْ تَعرِفِي مَاذَا يُمكِنُكِ أَن تَفعلِي فِي المَرِيض أمَامَكِ."

تَحمحَمت مَارِي و سَألَت بنَبرَة أمَلٍ فَهِم بِها تُوم مَا تَرمِي إلَيه "أتَعنِي أنَّ بإمكَانِها أَن تَتَذَكَّر مَا كَانَت تَقُوم بِه سَابقًا ؟" ، هزّ تُومَاس رَأسَه مُؤكِدًا "تمَامًا، لَكن كُل عَملٍ عضَلَيّ يتَطلَّب مَجهُود فهَي تَستَطِيع تَذَكُّرُه، لَكن أَيُّ شَىء آَخر، فَهو يَعتَمِد عَلى استِجَابَة الذَاكِرَة لَدَيها."

التَفَت تُوم لرُوز قَائلًا "كُنتِ تُمَارسِين المُلاكَمة مِن قَبل" ، هزَّت رُوز رَأسَها لَا تَعرِف إنْ كَان سؤَالًا أم جُملَةً خَبَريَّة. مدَّ تُوم يَدَه لَها لتَقف فأخذَتها و وقَفَت عَلى مسافَةٍ مِنه. قَال تُوم قَبل أنَ يَأُخُذَ نَفسًا و يلَكُم رُوز "أنَا أيضًا أمَارِسُها." صدَّت رُوز لَكمَتَه سَرِيعًا و نَظرَت لَه.

استمَّر تُوم بالحدِيث و هُو يَلكُمُها و هِي تَصدُّه "أنتِ قُلتِ أنَّك تُمَارسِينَها مُنذُ السَنَة الثانِيَة فِي الجَامِعَة، أيّ خَارِج نِطاق مَا تَملكِينَه مِن ذَاكِرَة الآن. و مِن المُستَحيل أن تَصُدِّي ضربَاتٍ بتلكَ الاحترَافِية إن لَم تتذَكَّرِي الأسَاسيَّات. و هذَا يُثبتُ صِحَّة كلَامِي" و مَع آخر لَكمَةٍ صدَّتها رُوز رَمَته علَى الأرضَ

سَألَت رُوز و لَازَال الارتِبَاكُ مُسَيطِرًا علَى مَلَامِحِها لَاهِثَةً مِن المَجهُود التِي قَامَت بِه "هَل هَذَا يَعنِي أنِّي أستَطِيع العَودَة للعمَل ؟". مدَّت رُوز يدَها لَه فقَام و نَفَض الغُبار مِن مِعطَفِه و قَال "بالتَأكِيد، أنَا بالفِعل قَد قدَّمتُ حَالَتكِ للمَجلِس الأعلَى للأطِبَّاء و وَافَق علَى القيَام بتَجرِبَة كنَوعٍ مِن التَأكِيد. سنحضُر الأسبُوع القَادِم."

ابتَسَمت مَارِي "هذَا رَائِع، إنْ وَافَقُوا فستَعُودِين إلَى العمَل مُجدَّدًا و بشَكلٍ طَبيعِيّ". هزَّت رُوز رَأسَها و هِي تَبتَسِم، كُلُّ مَا تُرِيدُه هُو الَعودَة إلَى حيَاتِها الطَبِيعيَة.

مَـارِي رُوز | Marie Rose.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن