تَنَهَدت مارِي و هِي تَقِف فِي غُرفَة الأشِعَة تَنظُر إلَى الورَقة ذَات اللَون الأزرَق القاتِم و قَد سُلِّط علَيهَا الضَوء ليُظهِر رَسمًا للمُخ. التَفَتت مارِي إلَى الطَبِيب الواقِف جَانبها و عَلى وَجِهها معَالِم الأَسَى التِي لَم تتَغَيّر مُنذُ أسبُوعين "الكُسور لَيسَت سَهلة، عمِيقَة بدَرجة مُخِيفَة، هذَا مُروِع يا هِنرِي" ، ضَم هِنرِي ذِراعَيه إلَى صَدره و قَال و هُو لا يزَال يَنظُر للأشِعَة المُعَلقة "لا نَستطِيع فِعَل أيُ شيء مِن تَقدِير لِقُوة الضَرَر أو طَرِيقَة عِلاجِه إلّا قَبْلَ أن تَستَفِيقَ رُوز."
أخَذَت مارِي نَفَسًا مُرتَعِشًا و أخفَضَت رَأسَها مُغمِضَةً عَينَيهَا بِقوة لَا تَعلَم أ هُو مِن التَعبَ و الإنهَاك ، أَم مِن حَقِيقَة أنَّه قَد مرّ أسبُوعَان و لَم تُبدِ رُوز أَي استِجابَة للإفَاقَات المُتعدِدَة التِي قَام بِها الفَرِيق. بدَأ هِنرِي الحَدِيثَ مُجدَّدًا بِنَبرةٍ قَلِقَة "أخْشَى أنْ يَتبَع تِلكَ الغَيبُوبَة شَللًا أو حَتّى فُقدَانًا للنُطق أو رُبَّما هُناك أسوأ" . رَفعَت مارِي رَأسَها فَجأة لِتنظُر لَه و قد فَتحت عَينَيها إلَى حَد قَد آلَامَهُما ، تَابَع هِنري و قَد بدَأ بالشَرح و الإشارة إلَى الأشعة "لَقد أثَرت قوة الضَربة عَلى عدّة مراكِز في المُخ و مِن الـ.." قَاطَعته مارِي بحِدّة ، "لَقد قُلتَ للتَوّ أنّه لا يُمكِن تَقدِير الضَرر قَبل أَن تَستَيقظ رُوز، رجاءً هِنرِي لَا تَختَبِر أعصَابِي فِي القُدرَة عَلى تَحمّل أحدَاث رُبّما يكُون نسبَة احتمَال حدُوثِها لَا يتَعدَّى الصِفر."
قَبلَ أن يُجِيب هِنرِي و يُبرِر بالأدِلة الطِبِّية ، اندَفع ستِيڤ إلَى دَاخِل الغُرفَة بقُوة و هُو يُحارِب لالتِقاط أنفَاسِه مُحاوِلًا أن تُكون كَلِماته واضِحة رَغم أنَفاسِه المُتلاحِقة "مارِي .. رُوز .. لَقد استَيقَظَت .." و تَركَهُما ستِيڤ عائدًا بسُرعَة إلَى غُرفَة رُوز.
_________________
ألَمٌ حاد لَا يُحتَمَل فِي الرَأس ، كُل شَيئ مُظلِم ، أصوَات غَيرُ واضِحة تَبدُو و كَأنّها تتَكَلم مِن مسافَة هائلَة أو تَتَكلَّم تَحت الماء. هذَا ما شَعرَت بِه رُوز عِندَما بدَأت باستعادة وَعِيها، و بمرُور الوَقتِ بدأَت الأصوات تتضِح و تمِيل إلَى النَقاء رَغم أنَّها لَم تَستَطِع التَعرُّف عليها بَعد. حاَوَلَت تَحرِيك يَدَيها الَخدِرَتَين ، شَعَرت و كَأنَّهُما ثَقِيلتَان للغَاية. و فَتَحَت عَينَيها و هِي تُحاوِل التَكَيُّف عَلى كِمّية الضَوء، لَقد كَانَت مُتأكِدة أنَّها لَم تَرَ هذَا الضَوء مُنذُ مُدّة كَبِيرة فَقَد شَعرَت بعَينَيها تَحتَرِقان و يُؤلِمانِها.
سَمِعَت رُوز أحَدُهم يَصرُخ فَرِحًا "لَقد استَيقَظت ، سَوف أذهب لإحضَار مارِي" ، استَطاعَت رُوز أن تتَخذ وَضعًا مُريحًا في الجلُوس. وقَف تُومَاس و وَالِدا رُوز المُتَلهِفَين بجَانب السَرِير مُبتَسِمِين ، قَال تُوماس بابتسَامة "رُوز، أنَا سَعِيد أنَّكِ استَيقَظتِ ، لَقد مرَّ أسبُوعان".
أنت تقرأ
مَـارِي رُوز | Marie Rose.
Короткий рассказ"حتَّى و إنْ لَم تظَلّي كمَا أنتِ. حتَى و إنْ ظَلمَكِ العالم و نالَ مِنكِ ، لن أكونَ أبدًا مِثلَه ، لن أقِف فِي صَفّه أمامَكِ. سأحمِلُكِ و نَقِف سويًّا. حَتى و إن لَم تَذكُرِينِي. سأظَلُّ صدِيقَتَك."
