الْفَصل الرَابِع عَشر

207 12 0
                                    

كَانَت المُحَاكَمَة تَقلِيدِيَّة للغَاية، لَا شُهُود و لَا أدِلَّة لَكن الاعترَاف سَيِّد الأدِلَّة. مُحامٍ يُقدِّم دِفَاعَهُ و هَيئَةُ مُحلَّفِين تُقِيم حُجَتَها علَى الجَانِي و حُكمُ عَشرِ سنَوات للشرُوعِ فِي القَتل و هَكذَا تَجرِي الأمُور.

بَعدَ الحُكمِ خرَجَت رُوز و مَارِي مِن القَاعة لتتَوجَّها إلَى مقَرِّ نِقَابَة الأطِبَّاء لإجرَاء التَجرِبَة التِّي حدَّدها تُوم. عنِدَما وصلَتا وجَدَتا تُوم و ستِيڤ بانتظَارِهما. لَم تَأخُذ الجَلسَة وقتًا طَوِيلاً لتَبدَأ و استَمرَّت لمُدَّةٍ لَيسَت بطَوِيلَة، لَكنَّ الجَمِيع قَد شَعرُوا  باَنَّها قَد مرَّت كَالدَّهر عَقِب إنهَاء رُوز للتَجرِبَة التّي مرَّت بنجَاح و التِي قد أثَارَت إعجَاب أعضَاء الهَيئَة الكِبَار. حتى تَكلَّم أحدُ المُختَّصِين القَانُونيِّين " إذًا، أنتُم تُحَاوِلُون الآن إقنَاعِي و إقنَاع الهَيئَة أنَّ الطَبِيبَة رُوز مَاكأَدَمز رَغم الحَادِث الّذي تَعرَّضت لَه و الإصَابة بفُقدَان الذَاكِرَة إلَّا أنَّه لَازَال باستطَاعَتها القيَام بعملِها مَن خلَال ذَاكِرَة عضلَاتِها؟!"

تقدَّم أَحد المُحَامِين قَائلًا "تمَامًا، و إنْ أثبَتَ ذَلِك شَيئًا فَهُوَ كفَاءَتُها حَتَّى و إنْ لَم تَكُن بأحسَن حَال". حكّ المُختَّصُ القَانُونِيّ صَدغَه و هُو يُفكِّر ثُمَّ قَال "لَكِنَّنا نَتَكلَّم عَن أروَاحِ بَشَرٍ هُنَا، إنَّها أمَانَات و .." ، قُوطِع المُختَّص سَرِيعًا "و نَحنُ لَا نَنوِي أبدًا التلَاعُب بتِلكَ الأمَانَات، نَحنُ فَقَط نَطلُب أنْ تَعُود لعمَلِها و لحيَاتِها الطَبِيعيَّة، مِثلُ رُوز و كفاءَتِها لَا يُترَك بسهُولة"

امتَلَأ الجَو فِي القَاعَة بالتَوَتُّر و الضَغط و كَان آخِر مَا قَالَه المُختَّص هُو مَا جَعلَ رُوز تُدرِكُ أنَّه لَا مفَرَّ مِن أَن رَحِيلِها الآن، مَا إن تفَوّه بجَملَة "لَن نَنتظِرَ حتَّى تَخُونُها ذَاكِرَة عضَلَاتِها كمَا خَاَنتَها ذَاكِرَتُها الأصليَّة و تُودِي بأحَد المَرضَى."

هُنَا نَهَضَت رُوز و خَرجَت سَرِيعًا مِن القَاعة و هِي تَرتَجِف و لَا تَسمَعُ إلَّا اسمَها مُكوَّنًا فِي صَوت مَارِي و تُوم و ستِيڤ. عِندَما اقتَرَبت مِنها مَارِي همَسَت لَها قَائلَة "أُرِيد العَودَة للمَنزِل" ، نظَرَت لَها مَارِي بعدَم تَأكِيد، كرَّرَت رّوز طَلَبَها بإصرَارٍ أكبَر "أُرِيد العَودَة للمَنزِل، الآن. رجَاءً". أومَأت لَها مَارِي بالمُوافَقَة و اتَّجَهتَا و مِن خَلفِهما تُوم و ستِيڤ إلَى السيَّارَة للعَودَة للمَنزِل.

اندَفَعت رُوز إلَى غُرفَتِها بمُجرَّد دخُولِها و جَذَبَت حَقِيبَةَ سفَرٍ كَبِيرَة و همَّت تَضَع كُل حَاجِيَاتِها فِيها، تَبِعَتها مَارِي و تسَمَّرَت تَنظُر لَها بذهُول "مَاذَا تَفعَلِين يا رُوز !"

مَـارِي رُوز | Marie Rose.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن