الْفَصل الحَادِي عَشر

119 10 0
                                    

فَتَحَت رُوز الصُندُوق مُجدَّدًا و جَلَسَت علَى أرضِّيَة غُرفَة المَعِيشَة و بدَأَت تُقَلِّب فِي الأغرَاضِ دَاخِله. قَالَت مَارِي و هِي تُقَلِّب فِي الصُندُوق معَها "لَقد اعتَقَلُوا الفتَى الذِي هَاجَمَكِ. كَما تَوقَّعَت هُو ابنُ المَرِيض الذِي فشَلَت عمَلِّيتُه، لَم يَكُن يَقِصدُكِ بَل كَان أنَا. أنتِ الآن تُعَانِين بسَببِي." تَمتَمت مَارِي جُملَتَها الأخِيرَة بصَوتٍ خَفِيضٍ للغَاية لَكِنَّ رُوز تَمَكَنَت مِن سَماعِها و مَلَأتها بحُزن و ذَنبٍ شَدِيدَين.

أمسَكَت رُوز يَد مَارِي و ضَغطَت علَيها ضَغطًا خَفِيفًا لتُطَمئِنَها "لَيس ذَنبُكِ، و لَن يُكُون أبدًا كذَلِك. أتَعلَمِين شَيئًا؟ أشعُر بشَىءٍ مِن الرَّاحة أنَّنِي مَن تلقَّى تِلك الضَربات و لَيس أنتِ. مَا كُنت لأحتَمِل أنْ أراكِ تُعانِين يا مَارِي"

بدَأت مَارِي بالبُكَاء فاحتَضَنَتها رُوز و ربَّتت علَى ظَهرِها برِفق، تحَدَّثت مَارِي لَكِنَّ صَوتَها بدَا مَكتُومًا مِن كَونِها لَازَلت تبكِي و قَد دَفَنت وَجهَها في كَتِف رُوز "أنا فَقَط آسِفة، آسفَة لُكلِّ شَىء. أنَا لَا أستَحِقُك."

أبعَدَتها رُوز عَن كَتِفَها و نَظرَت لَها بحَاجِبَين مَعقُودَين "لِم تَقُولِين ذَلك، أنتِ تستَحقِينَني و تسَتَحقِين مَن هِي أفضلُ مِنكِ." ابتسَمَت لَها مَارِي "لا يُوجد مَن هِي أفضَلُ مِنكِ، يَا صَدِيقتِي".

ابتسَمَت رُوز ابتسَامَة وَاسِعة ثُمَّ عَادت تستَكشِف الصُندُوق، "ستحتَاجِين للحضُور" ، سَحبَت رُوز بعضَ الصُوَر و هِي تَقُول "طَالَما أنَّ حضُورِي مَطلُوب سَأحضُر." ركَّزَت رُوز نظرَها عَلى الصُورة التِي فِي المُقدِمة و عقَدت حَاجِبَيها مُجدَّدًا "ألَيس هذَا مَاكس، مَاكس كِين ؟ مِن صَفّ .."
أكمَلَت مَارِي و هِي تُقلِّب عَينَيها ".. مِن صَف البَاطِنَة". نظَرَت رُوز للصُورَة مُجدَّدا "و مَا الذِي يفعَلَه مَاكس كِين تَحدِيدًا بَيدَه حَولَ خَصرِي ؟!"

نظرَت لَها مَارِي و ضغَطَت شَفَتيها فِي شَكل خَط، امتَعَض وَجه رُوز عِندَما فَهمِت حرَكَتها و نظَرَت للصُورَة بعدَم تَصدِيق "أنَا كُنت أُواعِد ذَلك الأبلَه ! لَكنِّي أذكُر أنِّي كُنتُ أكرَهُه." ، "كَان ذَلك حتَّى السَنة الرَابِعَة، لَقد كُنت مُتفاجئَة عِندمَا رتَبتِ مَوعِدًا لكلَينَا مَعه هُو و صَدِيقه"

نظَرَت لَها رُوز مُجدَّدًا بأشَدِ تعَابِير المُفاجَأة مَرسُومَة علَى وَجهِهَا القَمحِيّ البَشرَة "أنتِ أيضًا واعدتِ صَدِيقَهُ! يَا إلٰهِي!"
ضَحِكَت مَارِي "لَا لَم أواعِده، لَقد جرَى مَوعِدُنا بشَكلٍ سَىء، كَم أنا مُمتَنَّة لذَلِك" ، "لَازِلتُ لَا أُصَدِّق أنِّي كُنتُ أُواعِدُه، هذَا بالتأكِيد شَىءٌ لَا أودُّ تذَكُّرَه أو مَعرِفَته"

"أنَا أيضًا لَم أُصَدِّق أنَّه أقنَعكِ بمواعَدِته، كُنتَ علَى خلافٍ دَائمٍ أنَا و هُو و كُنتُ أشُكُّ بِه، اتَّهمنِي أنِّي أغَار لأنَّ علَاقتكُما نَجحَت بَينمَا مَوعدِي الأَول هُو و صَدِيقِه قَد فَشِل فشَلًا ذرِيعًا."

مَـارِي رُوز | Marie Rose.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن