الجزء الثانى (2)

13.8K 366 11
                                    

****
هناء: مش عليا , انا هتصل علي واحده من بلدنا ممرضه تيجي وتقعد هنا مكاني علي ما ارجع
سمر: ممرضة؟؟ و هيوافق0
هناء: انا اقنعته بكلمتين , وبعدين البنت دي الوحيده اللي اضمنها بت جد موووت وملهاش في الدلع خالص و بعدين بتاعة قال الله و قال الرسول يعني لا هتفكر تخطفه ولا هو عمره هيفكر فيها
سمر: هي حلوه
هناء: يعني مش قوي بس لا ليها في الميك أب و لا لبس ولا اي حاجه بينت ناس فقرا قوي
سمر: ربنا يستر يا هناء أنا مش مطمنه 
هناء: بت يلا روحي نامي انتي جبتيلي احباط كل شويه مش مطمنه مش مطمنه امال لو مكنتيش شوفتي بنفسك المبلغ اللي نماه في الفيزا النص مليون اللي اخدته ده مكسبه في اسبوع
سمر: انتي حره بس انا حذرتك
هناء: سمر انتي هتجبيلي الضغط يا بت يلا روحي نامي علشان ارتب افكاري كده و اشوف هعمل ايه
وفي غرفه صغيره مقسومه بحائط خشبي كانت تجلس حنين علي سجادتها تبكي في صمت و تدعوا الله و تناجيه بحرقه عندما سمعت صوت رنين هاتفها المحمول ذو الماركه القديمة جدا
حنين: خير ياربي مين بيتصل متأخر كده
ثم فتحت الخط وقالت بتوجس عنداما رأت رقم غريب
حنين: ألو
هناء: الو ازيك يا جميل كويس انك لسه صاحيه
حنين: مين معايا
هناء: اخس عليكي بجد زعلتيني , نسيتي العيش والملح بسرعه كدخ 
حنين(وبعد وقت من التذكر) : دكتوره هناء؟
هناء: كويس والا كنت زعلت قوي لو نسيتي صوتي
حنين: لا مقدرش ياقمر بس اصلي مش مركزة
هناء: اسفه لو صحيتك
قاطعتها حنين: لا أبدا انا كنت صاحيه ازيك عامله ايه وحشاني
هناء: وانتي وحشاني اكتر اخبارك ايه و عامله ايه في الشغل
حنين: الحمد لله ماشي الحال انتي عامله ايه في شغلك و الغربه 
هنا: غربه ايه يا بنتي انتي محسساني اني في الخليج هي القاهره غربة 
حنين: المهم تكوني بخير
هناء : الحمد لله بس كنت عاوزاكي في خدمة ضروري ضروري ضروووووووووووووري
حنين: عنيا ليكي خير؟
هناء: بصي أنا دلوقتي واخدة اجازة من المستشفي اللي بشتغل فيها و قاعده عند واحد عامل حادثه و رجليه مدمرة ومحتاجه 4 عمليات هو عمل عمليتين و لسه اتنين وبصراحه العمل مريحني قوي قوي يعني قاعده في اوضه خاصة والاكل بيجيلي جاهز و المقابل 20ألف في الشهر ده غير ان الشغل بسيط قوي مجرد بعطيله العلاج في معاده و بساعد دكتور العلاج الطبيعي في جلساته
حنين: ربنا يباركلك يا دكتور انتي تستاهلي كل خير
هناء: ما هو فيه مشكلة جامدة
حنين: ربنا يسلم خير؟
هناء: في مؤتمر طبي في تركيا وعاوزة اروحة ضروري قوي لأنه هيفرق معايا كتير في الماجستير و هاخد حوال شهر في تركيا وخايف الشغل ده يروح مني فياريت تخدميني وتيجي بدلي الشهر ده وهعطيكي 20 ألف و برضه المريض هيعطيكي 20 ألف حق الشهر قولتي ايه
حنين: والله يا هناء نفسي اخدمك بس انتي عارفه انا مش بحب اروح مكان لوحدي 
هناء: حنين اعرفي اني عمري ما هطلب منك حاجه تضرك المكان هنا أمان جدا جدا وانا هنا بقالي فتره ومتخافيش و انا هحاول مقعدش شهر كامل علشان خاطرك
حنين: ممم طيب سيبيني أفكر لبكره و اخد رأي بابا و ماما كده بس لو وافقوا أنا مش هاخد منك فلوس كفايه الفلوس اللي هقبضها
هناء: شكلي هتخانق معاكي هتاخديها يعني هتاخديها بالاجبار و القوة بس يلا روحي نامي دلوقتي و فكري لبكرة كده و هستني ردك بس بليز متتأخريش عليا علشان معاد المؤتمر ضرووري
حنين: ماشي يا حببتي يلا سلام
هناء: سلام
أغلقت حنين الخط ثم أغمضت عينيها و ابتسمت ثم قالت: معقول ربنا استجبلي بالسرعه دي اللهم لك الحمد يارب , اروح افرح ماما بقي
ثم اتجهت ناحية الغرفة المجاورة ودقت الباب برفق فسمعت صوت والدها: ادخل
دخلت حنين وهي تكاد تطير من الفرحة ثم قالت: افرحي يا ماما ربنا دبرهالك من عنده
نظر لها والدها ووالدتها باستغراب فأكملت : مش لسه محتاجين 30 ألف علشان نكمل فلوس العمليه ربنا بعتلك 40 ألف
رزق: منين يا بنتي رفعتي البلاطه اللي تحت سريرك
حنين وهي تضحك :لا يا بابا ربنا كبير ثم قصت لهم ما حدث بينها و بين هناء
رزق: لا يا بنتي مينفعش..
فقاطعته حنين وهي تكاد تبكي: بابا ارجوك انت شايف حياة ماما في خطر وكل يوم تأخير مش في صالحها يعني يرضيك نسيبها كده وبعدين ده رزق ربنا بعتهولنا في الوقت اللي محتاجينه فياريت منرفضش النعمه اللي ربنا بعتها ومتخفش انا هعرف احافظ علي نفسي كويس ده غير اني عارفه دكتورة هناء كويس وواثقه فيها وانا هصلي صلاة استخارة قبل اي حاجة
رزق:ماشي يابنتي وانا كمان هصلي استخارة و ربنا يقدم اللي فيه الخير
ماجدة وهي تبكي: ربنا يرضيكي يابنتي و يخليكي ويسترك و يرزقك ابن الحلال
حنين: طيب بتعيطي ليه بس ياماما المهم عندي ربنا يشفيكي و يخليكي لينا يا ماما
ماجده: يخليك ليا انتي و اخواتك يارب
حنين: طيب اسيبكم بقي وادخل انا علشان اشوف هعمل ايه بكره
وفي اليوم التالي اتصلت حنين بهناء و أخبرتها بموافقتها واتفقوا علي ان تقابل هناء حنين في الموقف في اليوم التالي وبعد يومين كانت هناء و حنين مع بعضهما في سيارة اجرة في طريقهم الي الفيلا
دخلت حنين الفيلا وانبهرت بما رأته بمنظرها و فخامتها فهي من اسرة تحت خط الفقر بمراحل يعيشون و يعملون و يجتهدون من أجل توفير " لقمة العيش" دخلت مع هناء غرفة كبيرة بها غرفة نوم و انتريه و حمام داخلي في قمة الفخامة
هناء: دي الأوضة اللي انا مقيمة فيها و هتقيمي انتي فيها مؤقتا
حنين: ماشي
هناء: الأوضة اللي في المقابل دي هي أوضة باسم 
حنين: المريض تقصدي حضرتك
هناء: ايوا بالضبط وانا هقعد معاكي كمان اسبوع علي ما تاخدي علي البروجرام بتاع علاجه وتمارينه وبعدها هسافر
حنين بتوتر : ربنا ييسر
هناء: متخافيش كلها شهر او شهر ونص بالكتير و هرجع وترجعي انتي لبيتك وأهلك تاني متحسسنيش ان انتي اتخطفتي كده
حنين : لا ابدا بس انتي عارفه ان انا عمري ما بعدت عن اهلي و دايما برفض اي عمل بعيد عنهم لولا الظروف وعلشانك يا دكتوره هناء
هناء: مرسي ليكي و انا برضه هعطيكي مبلغ مش قليل يستاهل بعدك عن أهلك
حنين: ربنا يصلح حالك يا دكتوره و ييسرلك أمرك و تروحي و ترجعي بالسلامه
هناء: طيب يلا غيري هدومك علشان نروح اعرفك علي بسومتي
حنين: مين؟؟
هناء: اقصد باسم المريض يعني 
حنين نظرت لها باستغراب و استنكار: ؟؟؟
هناء: متخديش في بالك انتي مش غريبه يا حنين و احنا اصحاب و زي اخوات فأنا مش هخبي عليكي أصل انا و باسم بنحب بعض و أول ما ربنا يشفيه هنتخطب علطول
حنين: بجد ربنا يتمملك علي خير يارب و يشفيهولك 
هناء: آمين يارب يلا بقي بطلي رغي وغيري هدومك
حنين ماشي
دخلت حنين الحمام و اخذت حماما دافئا و استبدلك ملابسها بالاخري التي في حوزتها فهي من كثرة فقرها لا تملك سوي عبائتين من ماركة رديئة منذ أن كانت في دراستها و لا تستطيع شراء غيرهم
في الحجرة المقابلة كان يجلس باسم شاردا في حاله , هل سيشفي أم سيبقي كما هو فمع أن الاطباء طمئنوه علي حالته و قالوا له أنه يحتاج الي عمليتين و بعض العلاج الطبيعي و سوف يتم شفاءه بإذن الله الا انه كان خائفاَ 
كان رأسه يدور و يدور بالافكار 
سمع دقات علي الباب ثم دخلت هناء برقتها المصطنعه و مشيتها المتمايله 
هناء: بسومه معلش اتأخرت عليك أصل الطريق كان زحمة
باسم: عادي ولا يهمك
هناء: البنت جات معايا ربع ساعه و هجيبها اعرفها عليك وابدأ اعرفها علي العلاج و مواعيده و برنامج العلاج الطبيعي
باسم ماشي
هناء: طيب انا هنزل اقول للداده تحضر الغدا احسن انا عصافير بطي عامله هيصه
باسم: اوك
هناء: صحيح هي طابخه ايه النهارده
باسم: مش عارف هي جات قالتلي تتغدي قلتلها مليش نفس
هناء: طيب اجيب و نتغدا سوا
باسم: لا مليش نفس
هناء: ماشي براحتك زي ما تحب
نزلت هناء الي الطابق السفلي من الفيلا واتجهت نحو المطبخ فلم تجد عفاف الطباخه فنادت: عفاف يا عفاف
كانت عفاف تجلس مع زوجها حمدي في غرفه خاصة بهما
عفاف: شوف يا حمدي قلة الأدب, عيله انا في دور امها و بتناديني عفاف كأني عيله بلعب معاها
حمدي: معلش يا عفاف ما هي لو متربيه كانت احترمت نفسها
عفاف: هي لو متربيه مكنتش جات هنا من اساسه
حمدي: الله اعلم متظليميهاش دي دكتورة جايه تتابع حاله باسم مش اكتر وقومي يلا شوفيها عاوزه ايه
عفاف: وبرضه فاكريني هصدق انها جايه تتابع حالته
ثم خرجت من الغرفه واتجهت نحو المطبخ فوجدت هناء في قمة غضبها تبحث عنها
هناء: انتي فين ايه اتطرشتي بقالي ساعه بنادي عليكي
عفاف: أؤمريني يا دكتوره
هناء بعصبيه: هكون عاوزه منك ايه يعني ده ايه الغباء ده حطيلي أكل واعملي حساب فردين
عفاف وهي تكتم غيظها : حاضر 
وذهبت لتحضر السفره
صعدت هناء الي الغرفه التي بها حنين وعندما دخلت وجدت حنين ترتدي عبائتها القديمة السوداء الفضفاضه و تصلي فنظرت لها بفرحه و قالت في نفسها" ميه ميه ولا الزبالين يا حنين كده اسافر و انا مطمنه"
انهت حنين صلاتها والتفتت الي هناء وقال: انا خلصت
هنا: طيب يلا تعالي نسلم علي بسومتي وننزل نتغدا وبعد ما تريحي من السفر اعرفك بروجرام العلاج
حنين: ان شاء الله
هناء: يلا
واتجهتا نحو الغرفه المقابلة , دقت هناء الباب ثم دخلت ودخلت بعدها حنين بحياء شديد و توتر
ولكنها تعجبت جدا جدا بل صدمت 
اولا: تحول هناء . نعم تحولت في كل شيء في مشيتها و صوتها ورقتها واسلوبها في الكلام
ثانيا: من باسم انه يبدو كطالب جامعي وليس شابا يصلح للزواج من هناء التي اقتربت علي الثلاثين
اتجهت هناء إلي باسم وعلي محياها ابتسامة صفراء كعادتها: باسم اعرفك بحنين البنت اللي هتابع معاك علي ما ارجع من تركيا ..... حنين ده باسم
استشاطت حنين غضبا عندما سمعت هناء تقول عنها " بنت" وقالت في نفسها " ايه قلة الادب دي " ولكنها كتمت غيظها نظرا لحاجتها لهناء بسبب ظروف والدتها الصحيه
حول باسم نظره الي حنين وقال مبتسما: اهلاً يا حنين اسمك جميل قوي – ثم مد يده ليسلم عليها
ثارت هناء غضبا وكادت أن تنفجر ولكن رد حنين طمئنها كثيراً
حنين : انا أسفه يا استاذ باسم مش بسلم علي رجال و اتشرفت بحضرتك 
باسم: لا اسف ولا حاجه يا حنين دي حريه شخصية وبلاش استاذ خليها باسم علطول
حنين بثبات: أولا دي مش حريه شخصيه دي حدود الدين فرضها عليا و علي غيري وياريت يا استاذ باسم تعرف ان انا جايه هنا في شغل مش علشان اصاحب و اتصاحب وياريت تناديني استاذه حنين يا استاذذذذذ باسم واسفه لو ازعجت حضرتك
باسم وقد تعجب كثيرا من اسلوبها وشعر انها الاولي من نوعها بهذا الاسلوب فجميع صنف البنات يتهافتون عليه ويتمنون لو يحظوا ولو بنظرة او كلمة منه
باسم: اوك
استأذنت هناء من باسم ان يذهبوا ليتناولوا الطعام وتوجهت مع حنين الي مائدة الطعام بالدور السفلي من الفيلا
****
يتبع ..
#رحاب_عمر

ابن سيادة الوزير  للكاتبه رحاب عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن