الفصل الثامن والاخير ( 2)

12.1K 304 1
                                    

----------------------------------------
ومر الاسبوع واستعادت حنين هدوئها النفسي نسبيا و استعادت صحتها التي تدهورت كثيرا وكانت عفاف تلازما كل الوقت و لا تفتر عن اقناعها بالموافقه علي رأي باسم وان باسم مستعد بأن يفعل اي شئ من اجلها
وجاء اخر يوم بالاسبوع الذي حدده باسم عندما كان يجلس بريسيبشن الفيلا فرأي عفاف تحمل بعض الطعام وتصعد نحو غرفة حنين فناداها: عفاف
عفاف: نعم
باسم : هي حنين لسه محبوسه في الاوضه ومش راضية تخرج
عفاف بأسي: اه
باسم : طيب هي قالت ايه فو موضوعنا
عفا: انا بقعنها والله من يومها هي من عيونها مواقفه بس كلامها لسه معترضه
باسم: يبقي هي وافقت , انا عارفها طيب قوليلها باسم بيكلم باباكي تحت وبيطلب ايدك منه لو اتعصبت قوليها ده لسه هيتكلم ولو لقيتيها سكتت عرفيني وانا اتصل عليهم حالا
عفاف: ماشي بس ادعي معايا كده
وصعدت وهي تردد الادعيه حتي وصلت غرفة حنين ودخلت وهي تتصنع التوتر
عفاف: حنين ياحنين انا سمعت باسم بيكلم باباكي وبيطلب ايد منه
حنين بهدوء: اياك بس يكون عند كلمته وشهر ويطلقني
عفاف: والله باسم طيب وغلبان وملوش حد في النيا و بيعشقك موت
حنين : لا بناقصه وناقص عشقه ربنا يبعده عني و ينجيني منه
عفاف: يوه انا نسيت المخلل مش بعرف اكل من غيره 
حنين : والله المخلل ده اللي هيجيب اجلك
عفاف: استني متكليش من غيري
ثم نزلت مسرعه تسبقها فرحتها الباديه علي وجهها وقال لباسم بفرحه عارمة: شكلي هزغرد قريب اتصل يلا يابني 
باسم : الحمد لله الحمد لله
واتصل من فوره علي رزق فآته الرد: السلام عليكم
باسم : وعليكم السلام ازيك ياعمو
رزق: الحمد لله عاملين ايه وحنين البرد عامل معاها ايه
باسم : الحمد لله بقيت كويسه
رزق: ورجلك عامله ايه مش هتيجوا المزرعه بقي
باسم : ما هو المفروض نيجي المزرعه بس ليا طلب
رزق: اتفضل يا حبيبي
باسم بتوتر وهو يبتلع الغصة التي في حلقه: انا ....انا عاوز اطلب ايد حنين 
تهلل رزق وظهر الفرح بصوته وهو يقول: ده يوم المني يا ابني انا لو لفيت العالم كله مش هلاقي حد احسن منك لحنين
باسم : بس يعني كنت عاوز نجهز نفسنا كده علي ما حسن وحسين يخلصوا امتحانات و نتجوز علطول ملهاش لازمة الخطوبة احنا خلاص اتعرفنا علي بعض
رزق: بس يا ابني ده حسن وحسين هيخلصوا كمان 4 ايام 
باسم : خلاص يبقي كتب الكتاب والفرح كمان اسبوعين 
رزق: طيب والشقه اللي هتتجوزا فيها
باسم : ما هو شهر العسل هنقيضه برا مصر وعلي ما نرجع تكونوا جهزتوا انتوا الجناح الفاضي اللي في الفيلا لينا ونيجي نعيش معاكم "ثم برم شفتيه بأسي"
رزق: انا معنديش مانع يا ابني بس ده متوقف علي رأي حنين انا وامها بنحلم باليوم اللي نشوف فيه حنين عروسه
باسم : خلاص كلمها كده واعطيني الرد انا مرضتش اتعدي حضرتك واكلمها انا 
رزق : طول عمرك ابن اصول يا باسم
باسم : ربنا يخليك يا عمو ومستني من حضرتك الرد
رزق: ماشي يا ابني هكلمها و هرد عليك
باسم : ماشي ياعمو سلام
رزق: سلاام
وبعد ان اغلق باسم الخط وجد عفاف تقف قريبا منه تسترق السمع و تستنبط تفاصيل المكالمة كعادة جميع النساء
باسم: اطلعي بقي حاولي تقنعيها
عفاف: مش تقولي الاول تفاصيل المكالمة
باسم: يا شيخه علي اساس اني مش شايفك وانتي قاعدة تسمعي
عفاف وهي تضحك: سمعتك انما مسمعتش ابوها بيقول ايه
فحكي لها باسم تفاصيل ما قاله رزق فحملت عفاف كل ماسمعت علي احر من الجمر واسرعت تنقله لحنين وبعد ان سردته بالتفصيل قالت لحنين: لما يتصلوا عليكي هتقوليلهم ايه
ولم ترد عليها حنين بسبب سماعها لصوت رنين الهاتف
أمسكت به بتوتر وقالت: دي ماما
عفاف: طيب ردي واهدي كده يا حنين وربنا يقدرلك اللي فيه الخير
ماجده بفرحه لا يسعها صدرها: السلام عليكم
حنين بهدوء: وعليكم السلام
ماجده: ألف ألف ألف مبورك يا حببتي "ثم اختلط صوتها بالبكاء وهي تقول" اخير هشوفك عروسه يا حببتي
حنين وهي تبرم شفتيها: خير يا ماما مش تاخدوا رأيي الاول
ماجده: ما هو استحاله ترفضي ده واحده انتي بتعزيه معزة اخواتك تتخيلي مين؟
حنين بفتور: مين يعني؟
ماجده بفرحه تكاد تفجر الهاتف: باسم ياحنين يااااااااه انا مش مصدقه نفسي 
وعنما رأت حنين فرحة والدتها بالامر لم تستطع منع عبراتها حتي لاحظت ماجده فقالت: متعيطيش ياحببتي , انتي تستاهلي كل خير ياما ضحيتي علشانا واتنازلتي بفلوسك و أجلتي جوازك علشان تعبي انتي تستاهليه وربنا يكرمكم يارب
حنين : ربنا يخليكي ياماما
ماجده: جهزي نفسك كده علشان اربع ايام وهجيلك انا واخواتك علشان اجهزك لعريسك يا عروسه 
حنين : ماشي
ماجده: حقي هتسافروا تقضوا شهر العسل بره مصر
حنين: ايوا شهر العسل(ثم قال بنفسها شهر البصل مش العسل)
ماجده: هتقضوه فين
حنين : لسه مقررناش
ماجده: ربنا يتمملك علي خير يا حببتي و يسعدكم ببعض ويهدي سركم ويصلح حالكم
حنين بفتور: الله يخليكي 
ماجده: طيب اسيبك بقي يا عروسه علشان اطبخ قبل ما اخواتك يجوا من الامتحان دول هيطيروا من الفرح لما يعرفوا
حنين: ماشي ياماما
ماجده: وعقبال ما ترجعولنا بالسلامة يارب وتيجوا معايا تاني تونسوني زي زمان
حنين : يارب(وقالت في نفسها أرجع لوحدي)
ثم انهيا المكالمة وبعدها لم تستطع حنين كبح جماح دموعها وظلت عفاف تربت علي ظهرها و تقول لها معلش يا حببتي
حنين: بس ارجوكي خليكي جنبي ومتسبنيش انتي اقرب حد ليا في الدنيا في المحنة دي
عفاف: متخفيش يا حببتي مش هسيبك , يلا ناكل بقي
حنين: لا مش هقدر اكل 
عفاف: طيب هقوم انزل الاكل
ثم خرجت تزف الخبر لباسم الذي كان يزرع بهو الفيلا ذهابا وايابا في قلق
عفاف: افرح يا عريس العروسه وافقت يلا شوفوا هتسافروا فين
نظر لها باسم باستهزاء وهو يهز رأسه: قال عريس اومال لو مكنتيش انتي اللي حاطه الخطه
عفاف: يا باسم قدامك شهر حاول فيه علي قد ما تقدر تستعيد حب حنين وترجعوا لبعض 
باسم : ربنا يسهل
عفاف: هتسافروا فين بقي
باسم : تايلاندا
عفاف: متاخدونيش معاكم
باسم : اكيد لازم تبقي انتي وحمدي معانا
عفاف: بقولك شهر تحاول فيه وانت تقولي تيجي معانا
باسم : صديقني انا عارف حنين لازم تبقوا معانا
عفاف سيبها لوقتها بس

ومرت الايام علي حنين بملل ويأس تشعر وكأنها تعيش داخل كابوس طويل نال منها بالكثير من الالم والأسي والقهر, ولكن باسم دب فيه الامل مره اخري بأن يستعيد حنين لقلبه و حياته بعد كلام عفاف
وانشغل باسم وحمدي بالتجهيز ليوم العرس من حيث حجز قاعة الاحتفال ولوازم العرس وكانت عفاف تحاول اقناع حنين بأن تفعل اي شيء ولكنها أبت فقامت هي باختيار فستان الزفاف و اقتناء بعض الملابس حتي يقتنع اهلها ببأنه عرس حقيقي

وفي عصر ذلك اليوم البهيج وصلت السيارة التي بها حسن و حسين و ماجده ورزق وما ان حطت ماجده قدما علي ارض الفيلا حتي أخذت تصدر الزغاريد واحده تلو الاخري

ثم اسرعت تحتضن ابنتها بشدة و هي تبكي دموع الفرحه ومن بعدها رزق الذي لم تقل فرحته عن زوجته بشئ وأيضا حسن و حسين الذين اقبلوا علي باسم يرفعوه للاعلي بفرح ويدعونه بالعريس
كانت حنين كالمخدره تحاول ان تمشي علي وصايا عفاف بأن تتصنع الفرحه و تمثل دور المكسوفه ولكن هذا لم يمكنها من حبس دموعها
احتضنتها ماجده مره اخري وقالت لها: متعيطيش يا حببتي انا مبسوطه ان ربنا كرمك بباسم وهترجعوا تعيشوا في وسطنا مع بعض تاني 
نظرت حنين من بين احضان والدتها نحو باسم , تلاقت اعينهم بأسي وكلا منهم يفهم ما يجري برأس الاخر
وظل الجميع يحتفل باقي اليوم وكان باسم يشاركهم الفرحه بكل ابعادها فقد بثت عفاف بداخله الامل انه باستطاعته استعادة حنين و الفوز بها مرة اخري وعاش علي هذا الحلم
بينما عفاف لم تنجح مع حنين بسوي ان تقنعها بالصمود امام أهلها حتي يمر الشهر و تعتق من تحت رحمة باسم بسلام دون فضيحة
واثناء تسامرهم قالت ماجده: ها ياولاد هتسافورا فين
باسم :تايلاندا ان شاء الله
حسن: تايلاندا وعاوز تقنعني انكم هتقتنعوا ترجعوا تعيشوا في مصر تاني
باسم : مادام معاكم يبقي اكيد هنتمني نرجع
حسين : الله الله علي العرسان الي بطلع كلام زي العسل
رزق: طيب وانتوا هتقضوا اول ليله هنا و لا هتخرجوا من القاعه علي المطار
باسم: لا اول ليلة هنا هنأجر شقه مفروشه ليلة واحده لأن الطيارة الساعه 12 الظهر
كانت حنين تستمع بصمت تام تابع فرحة الجميع وتنصت لحديثهم وكانت كل كلمة تسمعها تقف في حلقها حتي شعرت وكأنها ستنفجر فسحبت نفسها لغرفتها قبل ان تخونها اعصابها وتفلت مرة اخري
فاستدرات عفاف لماجده وقالت لها : بنتك حساسه قوي شكلها كانت متعلقة بيكي قوي ربنا يتمملها علي خير
ماجدة: ماهي بنتي الوحيده وانا والله متعلقه بيها اكتر بس زيي زي اي ام نفسي افرح بيها واشوفها عروسه
عفاف لتمهد لهم اي شيء يصدر من حنين: انتوا برضه اعذروها الموضوع برضه جه مفاجأه عليها هو في حد خطوبته اسبوعين
ماجده وهي تشعر بأصابع الاتهام تشير تجاهها: انتي عارفه الارياف بقي البنت اللي تخلص علامها ومتتجوزش بتقي بايره وحنين مخلصة دبلبوم التمريض من 7 سنين ومش عاوزاها تتأخر اكتر من كده
عفاف: متقلقيش هي زمانها مصدومه علشان الموضوع سريع بس هتتأقلم وكويس انها عارفه باسم قبل كده
------------------------------------------------------------------
يتبع

ابن سيادة الوزير  للكاتبه رحاب عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن