الجزء الثانى (1)

15.6K 357 4
                                    

الجزء الثاني

وبعد مده لا يعلمها الا الله فتح باسم عينيه فوجد نفسه في حجرة العمليات بالمستشفي وحوله بعض الأطباء و الممرضات
باسم وهو يدور بعينيه حوله بذعر ووهن: هو حصل ايه؟
الطبيب: خير... الحمد لله يا باشا العربيه اتقلبت بيكم بس
باسم بإستهزاء: العربيه اتقلبت وبتقول الحمد لله, ايه الغباء ده؟
الطبيب محاولا التحكم بغضبه: الحمد لله علي كل شئ
باسم وهو يوجه كلامه لإحدي الطبيبات: سيبك منه احسن هيجبلي السكر ايه اللي حصل
الطبيبه: العربيه اتقلبت و فيه رصاصة لقيناها في رجلك و عملنالك عمليه
باسم بصدمه: ايه ؟ و حصل لرجلي ايه؟
الطبيبه: رجلك تقريبا اتدمرت بس هنحاول لسه ليك 3 عمليات كل شهرين عمليه بس أخر عمليه هتكون في ألمانيا
باسم : يا نهار اسود يعني معدتش همشي
الطبيبه لتطمئنه : لا ومين قال كده هتمشي و هتبقي فله بس الصبر, انت دلوقتي هتقعد علي كرسي متحرك لحد ما نمشي في اجراءات العلاج و العمليات و العلاج الطبيعي وهترجع تمشي بس أهم حاجه العلاج في معاده و العلاج الطبيعي
ثم اردفت: انت كده هتحتاج طبيب أو طبيبه معاك في بيتك لما تخرج علشان تحافظ علي كل شيء تمام علشان انت حالتك خطره
أخذ باسم يبكي بشده كطفل ضل عن أمه ويلعن و يسب ليندا و صديقه
وبعد قليل وجد عم حمدي يدخل عليه ويده مجبره ويظهر عليه علامات المرض ومعه زوجته أتت اليه عندما علمت بأمر الحادث
حمدي: حمدلله علي السلامه يا باسم
باسم بعصبية و هو يمسح دموعه بظهر يده: ايه اللي حصل عرفني
حمدي: انتي مخدتش بالك كان فيه مقابل وجيت اخذ يمين بسرعه لقيت العربيه اتقلبت بينا كان ممكن تبقي حادثه صغيره لولا المسدس ....
باسم: منك لله يا ليندا انتي و يوسف والله لو مرجعتش امشي لأكون دفنكم بإيدي
وبعد أن غادر حمدي و عفاف ظل باسم وحيدا في الغرفه وكل فتره تدخل ممرضه تطمأن علي حالته أو طبيب يقوم بما عليه من واجبات بروتينيه تامه كل واجبهم هو محاوله لإصلاح الكسر الجسدي الذي ألم به غير عابئين بذلك الدمار النفسي الذي خلفه ذلك الحلدث لباسم
وخاصه بعدما أجري عدة اتصالات بأصداقه المقربين و الذين يمثلون له عالمه كله ولكن تلقي منهم صفعة قوية من عدم اللهفه و الخوف الذي كان يتوقع ان يجده عندهم و يشبع حاجته الشديده لمن يكون صدره الحنون وقتما يحتاجه , ورغم انهم وعدوه بالمجيء له في نهاية اليوم ورغم توقعه الشديد ايضا بعدم وفيهم لوعدهم هذا ولكنه كان متعلق بخيط أمل وهن رسمه لنفسه كي يساعدها علي الصمود , وظل منتظر
قطع مجري نهر دموعه المتواصل من عينيه بأنامله ليكشف الرؤيه امامه ليري الساعه , وجدها قاربت الثانية عشره ليلا, قال بصوته المختنق : اتصل عليهم اشوفهم اتأخروا كده ليه
وضع الهاتف علي اذنه منتظراً الرد بعدم اتصل علي صديقته هايدي ولكن لم يجد ردا , فعاود الأتصال مرات و مرات ولكن ايضا كان النتيجه واحده فأتصل علي صديقه تامر وما هي إلا لحظات حتي وجد الاتصال فتح و أصوات أصدقائه يتشاجرون , يبدو ان هاتف تامر فتح مكالمته عن غير عمد
هايدي / انتوا أصلاً شلة نحس , حتي كمان باسم بقي كارت محروق و مش هنعرف ناخد منه فلوس و طبعا يوسف بقي مشغول بحبيبة القلب ليندا و مطنشنا خالص ولا بيعبر اتصالتنا و انت فاشل و مفلس علطول
تامر: احترمي نفسك يابيئة , اللي يسمعك يقول البت نايمه علي كنز ولا بنت رجل أعمال
نانسي بصراخ / خلااااااااااص خلونا في المفيد هنعمل ايه دلوقتي , أنا لازم أخد جرعتي
هايدي ببساطه: عادي , زي ما عرفنا نلف علي باسم نشوف غيره , نروح البار هنلاقي بدل باسم ميت باسم , الحياه مش هتقف عنده يعني , انتوا اللي مكبرين الموضوع
تامر: دي شغلتكم بقي , ليلتين حمر كده و حبه من القذاره بتاعتكم دي , بس عاوز أشوف شطارتكم
هايدي / اسكت انت خالص , انا أصلا شاكه في رجولتك بدل ما تقول متشيلوش هم حاجه تقولوا شغلتكم
تامر بغيظ : أتلمي يا هايدي
نانسي : ارجوكم خلاص , وبعدين هتروحوا لباسم
تامر: ركزوا دلوقتي في مصلحتنا و بعدين نشوف باسم ده , لما نعرف انه قرب يخرج من المستشفي و يرجع زي الأول نبقي نعتذرله بأي حاجه هو أصلا محتاجنا اكتر ما احنا محتاجينه , في اي وقت نرجعله عادي
لم يستطع باسم ان يستمع للمزيد من تلك الرصاصات التي تدس داخل قلبه مباشرة ,فأغلق الهاتف و ألقاه بجواره و استسلم لعالمه القاسي بقلب نازف و دموع متجمدة من شدة صدمته.

ابن سيادة الوزير  للكاتبه رحاب عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن