.........
واثناء انغماسه بأفكاره المضطربه وصل به رزق إلي بوابة الفيلا و هنا كانت المفاجأة
الكثير و الكثير و الكثير من البالونات مختلفة الالوان و الحجام و الاشكال كلها كتوب عليها" حمد الله علي السلامة" و الكثير من ثلوج الحفلات ترش فوق رأسه من قبل حسن و حسين و زغرودة تلوها الاخري ثم الاخري من عفاف و ماجده والعديد من اللوحات المكتوب عليها الكثير من العبارات التي تبعث الحب و الاحساس بالامان و الدفء الاسري ظل ينتقل ببصره بين تلك المشاهد بكثير من المشاعر الساميه المختلطه و لكن المشهد كان ينقصه الجوهره ظل يبحث عنها في جميع الأرجاء فلم يجدها واثناء الترحيب ظهرت وكانت اجمل من زي قبل و كأن الفرحه اضافت إلي ملامحا بريقا اخاذ زادها جمالا و تأنقا
شعر أنه يريد ان يقفز من كرسه و يندفع تجاهه و يضمها إليه من شدة شوقه لها فهو لم يراها من يومين كاملين أبقلت نحوه و ابتسامة أخاذه تعلو شفتيها , تلاقت اعينهم فهربت سريعا بنظرها للاشئ و لكنه لم يستطع ان يبعد عينيه عنها ولو لحظة
حتي وصلت إليه و قالت بصوت مهتز و لكنه ينم عما بداخلها من فرحه: حمدالله علي السلامة يا باسمصوب اليها باسم طلقات ناريه من نظرات الحزن و اللوم حتي شعرت انها ذابت داخل ملابسها و احمرت و جنتيها بشدة
رد عليها باسم بصوت مستهزءا وكأنه رساله عتاب: الله يسلمك
ثم زم شفتيه وحول ناظره بعيدا عنها ليشعرها بخطئها
شعرت حنين و كأن جميع عيون الحاضرين مصوبه تجاها تنهش من لحمها
نظرت للأسفل و اتجهت نحو كرسي فارغ و جلست و يديها ترتعشان من صدمة و خجل الموقف الذي حدث للتو
هدأت لحظة و استعادت استقرار دقات قلبها ثم نظرت حولها تتفحص وجوه الجالسين فوجدت الجميع منشغل عنها بحديثهم القائم من قبل وصولها
يبدو انها تضخم المواقف و ان الوضع ابسط بكثير مما يدور بداخلها ولم يلحظ احد ما كانت تخشاه
كان الجميع يتحدث عن حال باسم و نجاح العمليه و عن موعد اول تجربه للمشي له
وصمم باسم علي عودة حسن و حسين إلي البلدة و مباشرة دراستهم و التركيز في اعمالهم الدراسيه و ايضا عودة رزق معهم لأن تلك الايام هي اهم ايام في السنه من حيث محصول الفاكهه و ضرورة استغلال تلك الفرصه حتي ينهضوا بمصنعهم الجديد وعدم تضييع الاموال التي انفقت في الدعايه له , اعترض الجميع في البدايه فباسم اهم بالنسبه لهم من اي شئ ولكن اصرار باسم علي المحافظة علي المصلحه للجميع و ايضا كونه بأمان مع حنين و ماجده جعلهم يوافقون علي العودة في نهاية اليوم بعد أن يقضونه مع باسم
لم تتشارك حنين معهم ذلك الحوار سوي بالصمت المطلق و كل ما كانت تفعله هو الهروب بعينيها بعيدا عن باسم و لكن لم يمنعها ذلك من اختلاس بعض النظرات اليه فهي كانت في اشد الشوق له كانت تحاول الصمود بملامحها أمامه و لكن قلبها كان في وضع مخالف , كان في حالة اضطراب ما بين الفرح لرؤيته و الشوق له و بين القلق و الاضطراب بسبب نظرته المعاتبه تجاهها و اسلوبه الحزين معها
عندما سمعت الجميع يوافق علي المغادرة الليله امام اصرار باسم شعرت وكأن العالم كله يدور حولها , قفز قلبها و كأنه يصرخ و يقول (لااااااااااااااا ارجوكم , انتظروا قليلا حتي استعيد استقراري و استطيع التعامل مع تلك العيون التي اذوب فيها و منها) ولكن لا مجال للاعتراض فرحيلهم الليله شئ لا بد منه , وحتما ستواجه باسم وجها لوجه وستتعامل معه مباشرة
ظلت تقلب الافكار و التساؤلات برأسها( ياتري هقدر اتكلم معاك عادي , ده انا مش قادرة بس ابص في وشك , معلش انا اسفه والله لولا خجلي المسيطر عليا كنت خدتك بإيدي و حطيتك فوق راسي ارجوك سامحني و قدر كسوفي ده و متفهمهوش غلط)
أنت تقرأ
ابن سيادة الوزير للكاتبه رحاب عمر
Romanceالمقدمة عندما تشعر ان الحياه تضيق بك حتي تحس وكأنك تعيش داخل قنينه زجاجيه ضيقة , بالكاد تستطيع التقاط انفاسك من تلك الفوهه الصغيرة من الأعلي , تجاهد و تثابر كي تستطيع ان تبقي علي قيد الحياه و فجأه, وفي الوقت الذي كنت تظن انه آن الأوان كي تكتفي من تج...