وبعد مرور يومين جائت اللحظة الحاسمة ارتدت هناء ملابسها وجهزت نفسها و كلامها الذي ستقوله ووضعت الخطط ثم اتجهت نحو فيلا باسم بتاكسي وهي تتوعد وتتخيل بعض اللقاءات المحتمله وبعض النقاشات التي تتوقعها
كانت حنين تتحدث في حديقة الفيلا في الهاتف وبعد ان أنهت حديثها جلست علي كرسي بالحديقة مقابل للبوابه الرئيسية
سرحت بخيالها بعيدا في أرض الاحلام تتخيل علاقتها بباسم المستقبليه و ما يمكن ان تصل إليه حين رأته مقدم عليها و بادي علي محياه أمر ما
جلس في الكرسي المقابل لها يفصل بينهم طاوله صغيرة
ارتبكت حنين ونظرت له بتوتر مبتسمة: ازيك يا باسم
باسم بابتسامة عذبه: ميكنش مشوفتنيش من سنه
ابتسمت حنين وهي تحبس انفاسها خيفة مما سيقوله باسم, نظرت للأسف و احمر وجهها بشدة
ابتسمت حنين وهي تحبس انفاسها خيفة مما سيقوله باسم, نظرت للأسفل و احمر وجهها بشدة
باسم بهدوء: اظن لازم نتكلم , ولا عند اعتراض وانا مش هتكلم
حنين بصوت خافت: اتفضل اتكلم
باسم بصوت رخيم وعيونه مصوبه تجاه حبيبته: حنين... بصراحه انا بس بتمني تسمعيني المره دي بقلبك مش بودانك و اتمني بعد كلامي تعطيني جواب علي الاقل ولوبأي شئ غير مباشر ..ارجوكي
كان الخجل قد أخذ من حنين مأخذه فظلت تحدق بأظافرها تحاول الهرب ولو بنظرها من ذلك الموقف الحرج – ردت بصوت يكاد يسمع بصعوبه : ماشي
أكمل باسم كلامه بأسلوب لم تعهده حنين منه من قبل وكأن قلبه الذي يبعث بالكلمات و ليس لسانه وكان يغلف كل كلمه بحبه وحنانه و يزينها بهيامه و شوقه , فطالما حلم باليوم الذي يعبر به عن مشاعره الدفينه التي يحبسها بصدره من شهور طويله حتي اصبحت مشتعله داخل قلبه تؤلمه كل لحظه تمر عليه و هاهي اللحظة قد جائت و سمحت له الفرصه بأن يعبر عما اعتمل بصدره
باسم: حنين قبل ما اقول اي حاجه عاوزك تعرفي اني مهما حاولت اعبر بكلامي مش هيجي حاجه بالنسبة اللي جويا
اهتز قلب حنين من تلك الكلمات وتسارعت دقات قلبها واصبحت دماؤها تجري بسرعه داخل عروقها وزاد توترها بشدة
ثم أكمل باسم: أنا اعترفتلك بحبي ليكي في وقت أنا كنت متعمد أقولك فيه وكنت متخيله مناسب جدا بس كنت متوقع رد فعل مختلف تماما عن رد فعلك ده , كنت متشوق جدا لردك وكان بالنسبه ليا أما حياه أو موت , لكن انتي لا طولتيني الحياه ولا الموت انتي سيبتيني متعلق بينهم بتكوي بنار كل لحظه بتمر عليا – ثم تنهد تنهيده طويله ينفث بها مشاعره المتراكمه داخله و تابع بصوت يملأه التأثر- أنا يا حنين حبيتك من أول لحظه شفتك فيها , انتي من اول يوم شفتك فيه و انتي بالنسبه ليا كل حاجه , انتي اللي اعطيني لحياتي لون و طعم وحببتيني في الدنيا , انا قبلك كنت ميت و مدقتش طعم الحياه الا بوجودك , انتي حولتيني من انسان ضايع و كاره الدنيا فاقد للابتسامة لانسان سعيد وحاسس ان بكره اجمل طالما انتي موجوده فيه, ولا يمكن اقدر استغني عنك لحظة في حياتي , ولما اعتذرتي وقلتي هتمشي من الشغل حسيت اني بتخنق و هموت من بعدك , كنت يومها بحس بالضياع , زي الطفل اللي بيفارق امه أول مره في حياته , اللي هي بالنسبه له الكون كله ميعرفش غيرها و لا يقدر يعيش من غيرها , فضلت الليل كله ادعي ان ربنا ميحرمنيش منك ومتمشيش , ساعتها كنت مش عارف ربنا هيستجبلي ازاي و كنت مستني معجزة تحصل علشان ربنا يستجبلي فضلت الليل كله اتضرع لله و الحمد لله الحمد لله ربنا استجبلي ودارت الاحداث بقدر الله و من يومها و احنا مع بعض وكل يوم بيعدي وانا بتعلق بيكي اكتر و بحبك اكتر او بمعني اصح انتي بتجبريني اني احبك اكتر وبتتملكي قلبي اكتر بأدبك وقلبك و حنانك ومواقفك معايا, ودايما ببقي خايف احسن يجي يوم لاقدر الله وافقدك ونفترق كان مجرد الخاطر ده يجي في عقلي احس الدنيا بدور بيا وغصب عني اعيط وكنت بجتهد بالصلاه وادعي ان ميجيش يوم ومتشفكيش عيني فيه وكنت عارف انك مقامك كبير قوي وانك ملتزمه صح ومينفعش واحد طيبه مع واحد خبيث فكان دافع التزامي الاساسي بعد توبتي اني اكون استاهلك وجدير بيكي بس طبعا أنا مقدرش اطلب منك انك تحبيني
ثم سكت لحظة و كأنه متوجس من الكلام الذي سيقوله – خاصة انني عاجز او كنت عاجز واي بنت في الدنيا استحاله توافق علي واحد قاعد علي كرسي علشان كده كنت منتظر لما اعمل اخر عملية بس بصراحه مقدرتش اصبر اكتر من كده خاصة اني مكنتش عارف العمليه هتنجح ولا لا , فقررت اني اعترفلك لحظة دخول العمليه علشان تكون لحظة متقدريش تردي عليا فيها و تضطري تفكري وتكوني واخدة قرارك برضه بناء علي نتيجه العمليه
....حنين انا من يوم ماعرفتك ويعتبر فارض نفسي عليكي و علي اهلك ووحتي لما طرديني مره و اتنين استحملت في نفسي و برضه فضلت فارض نفسي عليكم , لكن طبعا في الحب والجواز وافرض نفسي عليكي فيه , فعاوزك تفكري وتعطيني رد و ساعتها اكلم باباكي..........ولم يكمل كلامه حتي فوجئ بتلك الفاتنة التي تدلف من بوابة الفحديقة تسير بمشية متمايله وكأنها قالب من الجيلي و ترتدي ذلك البنطالالذي بالكاد دخل جسدها بالقوة وتلك البلوزة العارية الساقين و الصدر وشعرها االمنشدل وعندما دقق النظر وجدها هناء و مقبله تجاههم
أما عن هناء
عندما وصلت إلي الفيلا اوقفت التاكسي و ترجلت منه واتجهت نحو الفيلا ثم قالت بنفسها: ما شاء الله عمرانه اهي
وعندما دخلت البوابه صعقت مما تراه , حنين و باسم يجلسان سويا وحنين تنظر للأسف بخجل شديد و علي شفتيها ابتسامة عريضه و بعض دمعاتها تسيل بهدوء و مقابلتها الهايم بحبها باسم يصوب لها نظرات حب دافئة و يبدو انه يسمعها كلام عذب واضح علي تقاسيم وجهه و انفعالاته
قالت هناء بغضب بصوت خافت ودمها يغلي داخل عروقها: الـــلــــه الــــلــــه يظهر الموضوع كبييييييييييير لا لا لا دي الحكايه اكبر بكتيير من ماكنت متخيله , ثم تابعت و هي تحاول جاهدة تمالك اعصابها وتضغط بشدة علي حروفه كلماتها : لا لا لازم تهدي خالص يا هناء وتفكري كده بالراحة علشان الموضوع ده وربنا ما هعديه علي خير
تلاقت عينيها مع باسم الذي صدم برؤيتها فبادلته بابتسامة صفراء واقبلت ناحيته مهلله وهمت بأن تحتضنه: بسوووووووووووووووووووم وحشتني موووووووت
وما ان سمعت حنين صوتها حتي اسرعت تمسح دمعاتها وهمت واقفه ترحب بها وهي مازالت مخدره تأثير كلمات باسم
وقف باسم بذهول من فعلتها و دفعها برفق و ارتد للخلف حتي لا تحتضنه وقال لها: اهلا يادكتوره حمدالله علي السلامة
تعجبت هناء من ردة فعل باسم فعاودت احتضانه فجذبتها حنين بشده و تظاهرت باشتياقها الشديد لها واحتضنتها ثم قالت بصوت متأثر بشده الاشتياق المزيف: دكتوووووووووووره وحشتيني موووووت ايه الغيبة الطويله دي بجد بجد وحشتينا
شعرت هناء بما يجري حولها فقالت بنفسها: تمالكي يا هناء تمالكي
جذبتها حنين من يدها و اجلستها بجوارها وهي تقول بفرحه عارمة مزيفة ايضا: تعالي اقعدي ارتاحي
جلست هناء مضطره بجوار حنين و لكنها تجاهلت كل كلامها و لم ترد علي كلامها ثم قالت لباسم: اخبارك ايه يا بسوم ولو اني زعلانه منك جدا
باسم : انا الحمد لله كويس(ولم يسألها عن سبب حزنها)
فأكملت هي: انا زحلانه علشان قافل موبيلك ومش عارفين نوصلك خالص
باسم: معلش مشغول شويه
هناء: مشغول بأيه
باسم وهو يحاول جمع اي كلام لاقناعها: ياه كتير يعني بتابع برامج عالتلفزيون و بحفظ قران واحاديث و كده غير اني فتحت مصنع جديد غير كمان عمليتي وبرامج العلاج الطبيعي وكده
هناء بمياعه: هههههههه وده اسمه انشغال .. ما علينا قولي هتعمل العمليه امتي
باسم: يااااااااااه عملية ايه بس خلاص الحمد لله انا كده بقيت تمام وعملت العمليه و بقيت بمشي كمان
هناء بفرحه ثم قامت وجلست بجوار باسم ولم تحتضنه منعا لاحراجها من ان ينسحب بل وضعت يدها علي ظهره فقد: بجد بجد مبسووووطه موت يا باسم مش مصدقه نفسي
ثم وجهت كلامها لحنين: ومرسي ليكي ياحنين علي واجبك معايا و اديني جيت اهو علشان اعفيكي من التأبيده دي و تقدري من بكرة ترجعي لأهلك معلش طولت عليكي وهستلم انا من النهاردة
نظر باسم الي حنين فوجدها تكتم غيظها بقوة وكأنها بالون سينفجر فضحك بداخله بفرحه ثم رد علي هناء
خلاص يا دكتوره مش مستاهله اساسا أنا معتش محتاج حد معايا
ثم تحامل علي نفسه ليثبت لها وقام بدون ان يستند علي العكاز ومشي بعض الخطوات حتي استندي علي كرسي مقابلتها وقال لها : شفتي الحمد لله , الموضوع مش مستاهل مرافق معايا
هناء بابتسامة صفراء ودلع : لا لا مقدرش اسيبك كده , انت لسه مشيتك ضعيفه جدا علي الاقل محتاج حد معاك شهر ولا اتنين
باسم: بس انا هسافر للمصنع كمان اسبوع
هناء: رجلي علي رجلك انا لايمكن اسمح لنفسي اقصر في حقك تاني , كفايه اني مش قادرة اسامح نفسي علي سفري لتركيا بس كنت مضطرة
باسم ليقطع الحوار الممل و يوجه لها رساله بأن مكانك لم يعد معي: طيب يلا بينا علشان معاد البرنامج جه يا حنين
هناء وهي تكتم غيظها: يا خبر هتترمي في جهنم حالا , انت ازاي تغلط ومتقولش استاااذة حنين (ثم مالت عليه وقالت بصوت خافت: هي لسه معقدة)
لم تجد هناء اي اهتمام لكلامها ولا اي علامات علي وجه باسم ثم وجدته يلتقط عكازه من حنين ويتجه معها للداخل
فسارت بجواره او بمعني ادق ملتصقه به حتي جلسوا مقابل التلفاز
وتعمد باسم بأن يجلس علي كرسي وحده حتي لا تجلس هناء بجواره
فتح باسم التلفاز علي برنامج "ليلة في بيت النبي" فوجده قد بدأ فقال بأسف شديد: يااااا ياخسارة ده بدأ وفاتنا جزء
نظرت له هناء مدهوشه وهي تميل شفتيها بتعجب وقامت مسرعه واختطفت الريموت من يده وقالت: بلا ملل ده اول يوم ليا هنا يعني فرفشه وأخذت تقلب في القنوات بحثا عن فيلم
باسم بغضب : هناء هاتي الريموت ايه القرف اللي انتي جيباه ده
هناء: لاااااااا بقولك ايه الا الفيلم ده بعشقه ولو شفته لازم اتفرج عليه مش بقدر اقاوم
باسم بغضب: هناء تتابعيه عندك انما هنا لا , ممنوع تفتحي اي افلام او اغاني خاااالص
هناء: هو ايه اللي حصل يا باسم ده انت كنت..........
قاطعها باسم حتي لا تخرب الدنيا: ايا كنت ايه خلاص اللي عدي عدي وربنا تاب عليا و بعدين انتي متعرفيش ان كل نظرة بتبصيها علي راجل بتاخدي عليها ذنب وان ده جزء من الزنا"العين تزني وزناها النظر"
ثم استغل الفرصة حتي يضع لها حدا من الاقتراب منه : وكمان"قال رسول الله صلي الله عليه وسلم"لأن يطعن في رأس احدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له"
صدمت هناء مما تسمعه امعقول من تسمعه هو باسم الذي تركته فاحش وعادت اليه لتجده يحفظ حدود الله و يذكر الأدله والاحاديث صحيحه, أخرجها من صدمتها حنين وهي تحمل صينيه المشروب وتقدما لها
حنين: اتفضلي يادكتورة
هناء: ما شاء الله يا استاذه حنين ده انتي محسساني انك صاحبة مكان مش انك في عمل
باسم : ممكن تسيبوني ااتابع البرنامج
هناء بنفسها: اه ارسم الدور قوي يا اخويا قاعدين تحبوا في بعض بره وجاي ترسملي دور الشيخ الواعظ , بس وربنا لأوريكم النجوم في عز الظهر"
ثم قامت وه يتقول: طيب علي ما تخلصوا برنامجكم هروح اجيب الشنط بتاعتي من السكن و اجي قبل ما الليل يدخل
ثم خرجت وهي تزفر وتسب و تلعن ولم يكن اتجاهها نحو سكنها بل اتجهت إلي نانسي لكي تطلب منها المساعده في تلك المصيبة
وعندما خرجت هناء ارتبكت حنين ثانية ثم قامت وهي تقول :طيب انا طالعه...
قاطعها باسم بغضب: برررررررررضه هتهربي يا حنين تاني , والله ما انتي طالعه الا لما تعطيني رد
حنين وهي تشير له ان يخفض صوته وتتلفت حولها: هسسسسسسسس صوتك, هتسمع الناس بينا
باسم بتوتر وغضب: حنين هناء دي مصيبه ربنا ياخدها لازم نتخطب في اسرع وقت علي الاقل اول ما اعرف امشي كويس ده لو انتي وافقتي طبعا
حنين: هو انت ليه دايما تقولي لما تمشي انا مش فارق معيا الموضوع ده انت بالنسبه ليا واحد سواء ماشي او قاعد
باسم وهو يغمز لها : يعني اعتبر دي تصريح رسمي بالموافقه
تداركت حنين كلامها فهمت بأن تقول لا ولكنها تراجعت حتي لا تفسد الامر , فجلست علي كرسي وخبأت وجهها بكفيها خجلا
وقف باسم وظل يهلل بفرح شديد ويقول: هاااااااااااا الله اكبر الله اكبر
نظر لها فوجدها مازلت مخبأة وجهها فقال لها مازحا: خلاص خلاص هتتخنقي , بس اهم حاجه من بكره نمشي من هنا و نرجع المزرعه قبل ما الوباء اللي اسمه هناء دي تيجي هنا تاني
حنين: طيب و جلسات العلاج الطبيعي
باسم : نكملها مع اي دكتور في المنصورة و خلاص
حنين: طيب نتصل عالدكتور الاول نعرف منه
باسم : طيب هتصل اهو
ثم قام بالاتصال علي الطبيب المتابع معه و لكن مكالمته لم تفعل شئ سوي انها عكرت له صفو مزاحه وبعد ان انهي مكالمته ظل ينفث بضيق
حنين: فيه ايه يا باسم
باسم: رافض تماما و بيقول علي الاقل اسبوع كمان وبعد كده ممكن اتابع مع اي دكتور تاني او حتي معاكي في البيت
حنين : خير يا باسم , اسبوع مش كتير
باسم: انا مش عاوز هناء الممله دي تيجي هنا
حنين: حرام عليك متغلطش في حد
باسم : مغلطش دي كارثة , ربنا يخلصنا منها ويشغلها في نفسها و متجيش هنا
حنين : ربنا يهديها وخلاص
ذهبت هناء إلي نانسي و هي تكاد تنفجر من الضيق و بعد ان سلمت عليها و اخذت واجب الضيافه حكت لها ما حدث
نانسي: طيب انتي دلوقتي عاوزة تخلصي من الزفته حنين
هناء: انتقم منها الاول و بعدين اخلص منها
نانسي: المشكله علي فكره مش في حنين المشكله في باسم هو اللي من البدايه كان معجب بيها وهيموت و يتكلم معاها و يصاحبها
هناء: علي ايه يا حسرة
نانسي: اصلك مش فاهمة طبيعه باسم , باسم قبل مايتوب كنا كل ما واحده تتعلق بيه وتيجي تطلب انهم يرتبطوا يقولها مش باخد حاجه مستعمله و كان دايما واثق ان اي واحده اتكلمت معاه و اتعلقت بيه تبقي مستعمله و اكيد حبت قبله حد و اتعلقت قبل كده بغيره , علشان كده لما حنين جات حس ان هي حاجه شاذة و ان هي اللي بيدور عليها
هناء بغضب: طيب يا حلوه علشان نخلص منها نعمل خطه كده و نقوله انها كانت تعرف حد قبله ولا.....يوووووه انتي عارفاه اكتر وعارفه ازاي يكرهها اتكلمي
نانسي: لقيتها ...
هناء: ايه
نانسي: بس مش عارفه ضميرك هيأنبك ولا لا
هناء: متخافيش انتي متعرفيش انا علي اخري من الكلبه حنين دي قد ايه لو قولتيلي علي خطه نقتلها بيها انا موافقه
نانسي: بصي يا ستي , تعرفي باسم لما كان يحب ينتقم من واحده كان بينتقم منها ازاي
هناء: ازاي اخلصي
نانسي: بيخلي البودي جارد بتوعه و سواقه يخربشوها و بعدها يقولها انا مش باخاد حاجه ريسايكل
هناء: مفهمتش حاجه
نانسي: خدي عندك الخطة اهي
واجتمعت الشيطانتان علي التخطيط لأشر انتقام من حنين و باسم
وفي بهو الفيلا كان كل من باسم وحنين يجلسان يحتسيان الشاي أمام التلفاز بعد تناول العشاء عندما دخلت هناء عليهم تجر خلفها حقيبتان ممتلئتان بالملابس
همهم باسم بضيق: هي برضه مصممه تيجي هنا
ردت عليه حنين بصوت خافت: مش مهم ياباسم سيبها
باسم بغضب: والله يومين وامشيها بس انتي اياكي تجيبي قدامها سيرة اي حاجة خالص
حنين : ماشي
تركت هناء الحقائب عند باب الفيلا و دخلت نحوهم بخطي متمايله وجلست معهم وقالت: ايه ده بتشربوا شاي من غيري
باسم بضيق: انتي اللي اتأخرتي فتعشينا وبعدين انا مكنتش متوقع انك ترجعي تاني بعد لما شوفتيني بقيت كويس و العمل معدش مستاهل انك تيجي وتسيبي شغلك وماجستيرك
هناء بدلال: بسووووووووم انت عارف انك اهم عندي من اي ماجستير واي شغل وبعدين سيبك من ده , انت عاوز تقولي انكم اتعشيتوا؟ .. مع بعض؟
باسم: وفيها ايه انتي اتأخرتي.
هناء: معقوله حنين اتنازلت عن اخلاقها ومبادئها واتعشت معاك؟ اه لو اهلك عرفوا يا حنين...
قاطعها باسم : دكتوره مضخميش العمل ويلا علشان هنام
هناء: ايه ده مش هنسهر مع بعض شويه ده احنا في الصيف ومحدش بينام بدري
باسم : علشان نقدر نصلي الفجر
زفرت هناء وقالت : بس مش هيجيلي نوم دلوقتي خالص
لم تجد منهم رد خاصة حنين الذي بدأ الضيق يتخلل اعصابها وصعدت مسرعه الي غرفتها
فنادت هناء: يا حمدي ياحمدي
خرج لها حمدي وعلي وجهه علامات الغضب: ايوا يا دكتورة
هناء: طلعلي الشنط دي فوق
باسم بحزم: عم حمدي هنا سواق مش خدام يا دكتورة
ارتبكت هناء وقالت : بس انا مش هقدر اطلعها فوق لوحدي وفيها ايه لو طلعهالي
باسم : يبقي تطلبي بأدب وتقولي ياعم حمدي مش حمدي كده ده في سن والدك
اتسعت عيني حمدي وهناء باندهاش مما يقوله باسم ولكنه تركهم و صعد إلي غرفته بخطواته البطيئه يستند إلي سور الدرج
فنظرت له هناء نظرة مسمومة متوعده وقالت بنفسها: ماشي يا شيخ باسم والله لأخيلك تبكي بدل الدموع دم
ومر يومان يملأهم التوتر و الضيق علي هناء وأيضا حنين وباسم
فهناء كانت لا تستطيع الصبر حتي تنفذ خطتها التي رسمتها مع نانسي ولكنها تنتظر حتي تأتي الفرصه
وحنين وباسم ينتظرون مرور الاسبوع بفارغ الصبر حتي يرحلوا من ذلك المكان الذي توجد به هناء الدخيله
وجائت اللحظة حيث اتيحت الفرصه
تحجج باسم كعادته انه سينام وتركهم باكرا و صعد إلي غرفته
واقنعت هناء حنين ان تبقي معها يسهروا ويتسامروا مع بعض وبعد مرور ما يقرب من الساعتين استأذنت هناء من حنين ان تنتظر بالاسفل حتي تصعد لتبدل ملابسها في الغرفه لتنام علي ان تلحق بها حنين بعد دقائق
وبالفعل اقتنعت حنين بكلام هناء بكل صفاء نية وظلت ما يقرب من النصف ساعه بالاسفل حتي تعطي هناء الحريه والوقت الكافي لتبدل ملابسها
ولكن تلك الافعي التي تدعي هناء صعدت للاعلي تنفذ خطتها
دقت باب باسم بهدوء فلم تجد رد فدخلت خلسه لتتأكد من كونه نائم وعندما وجدته يغط في نوم عميق خرجت و ارتدت قميص نوم فاضح و تزينت بأفضل زينه و انتظرت أما باب غرفة باسم حتي رأت حنين تصعد الدرج فدخلت غرفة باسم سريعا وظلت تراقب حنين من خلف الباب عندما وجدتها تمرمن امام الغرفه خرجت و تصنعت المفاجأة والحرج و اخذت تجري بسرعه و دخلت غرفتيهما ودثرت بعبائة بحرج
عندما رأت حنين ذلك المنظر ظلت الارض تدور بها وتدور , كادت ان تغمي عليها ولكنها ظلت تتمالك بكل قوتها حتي دخلت علي سريرها وارتمت عليه وهي تشعر بألم شديد برأسها
هناء: بليز يا حنين اعتبري نفسك مشفتيش حاجه
حنين:-------------
هناء: انا كنت فكرتك زمانك طلعتي ونمتي , ثم ضحكت بدلال واكمت: كل يوم ربنا بيسترها بس النهارد قفشتينا
حنين: ----------
هناء: طبعا زمانك من يوم ما انا جيت مستغربه ان باسم بينام بدري ليه , اه يلا حيرتك مطولتش
حنين: ممكن تسكتي بقي علشان ننام وبكره هستأذن وهروح
هناء وهي تضحك ضحك الافاعي: ليه بس كده ولو ان زمانك عاوزة تمشي من يومها بس محرجه مني انا عارفاكي
ثم عادت لتتحدث عن باسم لتزيد من اصرار حنين علي الرحيل : يااااه ده باسم ده شقي قوي , بجد بتبسط معاه قوي خاصة لما ربنا شفي رجله
حنين بغضب: ارجوكي اسكتي مش بحب اسمع الكلام القذر ده وسيبيني انام بقي
هناء بابتسامة الانتصار: براحه شويه في ايه
ثم استلقت بفرح بجوار هناء وهي تمثل دور "المبسوطه"
بزغ أول بصيص من ضوء شمس تاني يوم واستيقظت حنين متعبة من كثرة الألم سواء النفسي او ألم راسها وتسللت و خرجت من الفيلا وهي بالكاد تستطيع المشي تحاول التجلد ولكن كانت تفلت منها بعض عبراتها كلما مر الموقف بخيالها
يبدو أن من صدمتها لم تستطع ولو التفكير بالامر وتفسير ما يحدث انه خطه مدبرة من هناء لتفسد حياتها واحلامها ومستقبلها بأكمله
استيقظت هناء بعد رحيل حنين بساعه فلم تجدها فاتصلت بها فلم ترد عليها حنين ولكن هذا طمأن هناء ان حنين خرجت بالفعل الفيلا
فاتصلت علي حمدي وقالت له: ألو ايوا يا حمدي معلش اني صحيتك في الوقت ده بس انا خايفه اصل باسم متنرفز جدا جدا
حمدي: خير في ايه
هناء وهي تتصنع عدم الفهم: اتخانق مع حنين جامد جدا و هي سابت الفيلا ومشت بعد ما شتمت وهزأت وقلت أدبها فقالي اتصلي علي حمدي وقوليله هاتلي حنين حالا متخربشه والا هيكون رصاصتك في قلبك
حمدي بدهشة:اه
هناء:انا اساسا خايفه من اسلوبه بس ارجوك يا حمدي متضربوهاش قوي ولا تخربشوها جامد وياريت متخربشوش وشها
حمدي بغضب بالغ: وشها ايه انتي كمان انتي مش فاهمة حاجه
واغلق الهاتف مع هناء وهو يزفر ويردد: حسبي الله ونعم الوكيل ده انت حيوان وملكش امان بتعض الايد اللي بتقدملك الخير
عفاف بتعجب: خير يا حمدي في ايه
فحكي لها ما قالته هناء وقال : منه لله اما اتصل عليها اشوفها فين اياك ألحقها قبل ما تركب اتوبيس المنصور وكويس اننا لسه بدري علشان نعرف نجيبها من غير ما حد ياخد باله و تعالي معانا احتياطي
عفاف: طيب هقوم ألبس اهو منه لله لولا الواحد خايف منه ليتهور ويضربك بالنار فعلا كنت قلتلك نقف في وشه بالذات المره دي , حنين كويسة ومش وش القرف ده
بينما هناء لملمت أشياءها و جهزت نفسها ثم تسللت برفق وخرجت من الفيلا متجهه إلي سكنها وتركت رساله لباسم علي منضدة في غرفته تعتذر عن رحيلها بسبب عودتها للعمل ورسالتها في الماجستير"
ولكنها كانت تنوي الهرب إلي تركيا , هاربه بقلب يملأه برودة وفرح وطمأنينه بأنها انتقمت ممن تسببت في ضياع تعب شهور و غربه و سفر
وفي تلك المحطة التي بها الكثير من حافلات النقل الكبيرة كانت تقف حنين وهي تشعر بالدوار ورغبة في الغثيان من كثرة ألم رأسها
وقفت بإعياء في جانب المحطه تحاول تمالك نفسها , سمعت صوت هاتفها فوجدت المتصل حمدي فشعرت بطمئنينه وقالت: كويس اكيد مش هيتأخر لو قلتله يجي يروحني بلدي انا فعلا مش هقدراوصل بالشكل ده
حنين:السلام عليكم
حمدي: وعليكم السلام انتي فين دلوقتي يا حنين
حنين: انا خلاص هركب الاتوبيس اهو بس انا تعبانه ومش قادرة
قاطعها حمدي: طيب متركبيش انا جايلك اهو ومعايا عفاف
فرحت حنين بشدة وقالت :ربنا يخليكم يارب
وظلت منظرة دقائق حتي وجدتهم مقبلين عليها فتهللت اساريرها
عفاف: مالك يا حنين شكلك تعبانه قوي كده ليه
حنين: فعلا انا حاسه اني دايخه جدا ومصدعه
وفي لمح البصر رش حمدي بعض رزاز من زجاجه المجدر فوقعت حنين فاقده للوعي
حملتها عفاف بمساعده حمدي وهي تتظاهر بالبكاء وتقول : بنتي حبيبتي اسم الله عليكي بسرعه ياحمدي عالمستشفي(حتي لا يشك بأمرهم احد
كانت تقف بقلق أمام مكتب سفريات منتظرة قدوم الموظفين كي تحجز تذكرة فوريه للسفر إلي تركيا وعندما جاء أول موظف دخلت خلفه مسرعه وقالت له بتوتر: لو سمحت تذكره لتركيا
الموظف: تركيا مفيش قبل 3 ايام يا افندم
هناء بقلق: لا ارجوك خد اللي انت عاوزه واتصرفلي
الموظف: مش بإيدي والله
هناء: ارجوك حاول ومليش بركة الا انت
الموظفك هحاول اتصلك علي مكاتب تانيه و او اشوف حد هيلغي حجزة واكلمك سيبيلي بس تليفونك وقولي يارب
هناء: طيب اتفضل اهو وياريت يكون النهارده ضروري
الموظف: صعب قوي يكون النهارده بس هحاول
خرجت هناء من عنده وقد تملك القلق جميع اعصابها وظلت تردد: يارب استر غباء مني برضه اني محجزتش قبلها بكام يوم , بس انا كنت اعرف منين اني هقدر انفذ الخطة
منك لله يا نانسي شكلك وديتيني في داهيه
وبعد ما يقرب من ساعه في غرفة باسم استيقظ متملما في فراشة ثم قام بكسل وتوضأ وصلي الضحي وخرج من غرفته متجه للاسف فوجد حمدي يجلس علي كرسي امام غرفته وعلي وجهه علامات غضب و حزن شديدة
باسم: السلام عليكم خير في حاجه
قام حمدي واتجهه ناحيته وقال:احنا قمنا بالمهمه , ياريت تقبل استقالتتي يا استاذ باسم بصراحه معتش هقدر اكمل
باسم بتعجب: ليه كده وبعدين مهمة ايه
حمدي بصدمة: المهمة اللي انت قلت لهناء عليها
باسم بتعجب اكبر: هناء؟ انا مقلتش لهناء علي حاجه
حمدي بخوف: مش انت قلت لهناء قولي لحمدي هات حنين متخربشه
صعق باسم لما يسمعه حتي انه سقط ارضا: اه حنين ؟ وهي حنين كانت فين علشان تجيبوها
اسرع اليه حمدي يساعده علي الوقوف : مش هي اتخانقت معاك وسابت الفيلا , احنا لحقناها قبل ما تركب الاتوبيس
باسم بصراخ: وبعدين انتوا أذيتوها
حمدي بخوف: مش انت اللي قلت
رمي باسم العكاز بوجه حمدي بغضب ثم سقط أرضا وهو يصرخ: حنين حنين ازاي يامجرم ازاي حنين تمد ايدكم عليه
ثم بدأ ببكاء عالي مختلط بالصراخ: انت حيوان مبتفهمش الا حنين يا مجرم ازاي تسمح لنفسك تعمل فيها كده
وظل يولول ويصرخ ويبكي ويسب ويلعن وهو جالس علي الارض بجوار غرفته وغرفة حنين حتي خارت قواه ولم يعد يستطيع الوقوف علي قدمه
وكلما تخيل حنين بين يدي رجل غريب يفعل بها الافاعيل يبدأ نوبة البكاء والصراخ مره اخري وحمدي يجلس بجواره يحاول تهدأته ولكن لا مجال للهدوء فكيف يهدأ وقد هدر عرض حبيبته والتي كانت علي وشك ان تصبح زوجته لو تلك الافعي التي جائت نشرت سمومها وهربت بعيدا
وداخل الغرفة استيقظت حنين فوجد نفسها بوضع لم تتخيل نفسها يوما ان تكون عليه
ملقاه علي سرير كيوم ولدتها امها مغطاة بملاءة وتجلس بجوارها عفاف تبكي
جلست حنين بصعوبة وما ان ادركت ما هي عليه حتي دثرت نفسها جيدا بالملاءة وقالت : هو فيه ايه
عفاف: منه لله باسم طلب ان حد يغتصبك علشان اتخانقتي معاه
صرخت حنين: ااااااااااااااااه يانهار اسود بتقولي ايه
عفاف: اهدي بس يا حنين وألبسي كده
حنين: حد جه ناحيتي , بجد حد اغتصبني
نظرت حولها فوجدت بعض بقع الدم علي الملاءة فأخذت تصرخ وتبكي بشده
أنت تقرأ
ابن سيادة الوزير للكاتبه رحاب عمر
Romanceالمقدمة عندما تشعر ان الحياه تضيق بك حتي تحس وكأنك تعيش داخل قنينه زجاجيه ضيقة , بالكاد تستطيع التقاط انفاسك من تلك الفوهه الصغيرة من الأعلي , تجاهد و تثابر كي تستطيع ان تبقي علي قيد الحياه و فجأه, وفي الوقت الذي كنت تظن انه آن الأوان كي تكتفي من تج...