الجزء الثالث (2)

15.1K 352 2
                                    

........
عفاف: باسم ده ابن وزير واكيد انتي عارفه ساكن لوحده هنا واحنا التلاته معاه سيد بواب و بينظف الحديقه وانا بطبخ و بنضف الفيلا من جوه و عمك حمدي السواق و بيجيب الطلبات
حنين باستغراب: بتقدري تطبخي و تنضفي الفيلا كلها مش ارهاق عليكي
عفاف: لا ارهاق و لا حاجه الفيلا اصلاً كل غرفها مقفوله مفيش الا غرفه باسم بيه و قريب فتحنا الغرفه اللي انتي و الدكتوره بتناموا فيها و الريسيبشن بس وعمك حمدي ايده معايا دايما بيساعدني 
حنين : اومال فين عيلة باسم هو ساكن لوحده هنا 
عفاف وهي تحمل الطعام و تهم بالمغادرة : هروح اعطي الاكل لعمك حمدي و السيد واجي اكمل واحنا بناكل
حنين: ماشي
قامت حنين و اخذت تصف الاطباق علي مائدة صغيرة بالمطبخ وبعد دقائق دخلت عفاف
عفاف: نكمل يا ستي باسم مامته ماتت وهو صغير و ابوه اتجوز واحده لبنانيه و خلف منها بنتين بس مكنتش بتحب باسم و بتعامله وحش كنت انا أيامها لسه جايه اشتغل هنا وفي الأخر مرات ابوه اتطلقت و راحت لبنان و أبوه بيموت في الفلوس سابه مع دادة كانت شغاله هنا و سافر يدرس في أمريكا و يشتغل هناك وبقي يبعت فلوس كتير وانا سبت الشغل و رحت مكان تاني وبعد تسع سنين كنت بدور علي شغل لقيت الفيلا هنا فاضيه خالص من الشغالين وكأنها مهجوره سألنا لقينا باسم قاعد في فندق وكان ايامها في الثانويه 
ثم صمتت برهه واكملت في حزن: هو اه معاملته وحشه واخلاقه وحشه بس غلبان ملقاش حد يوجهه ولا يربيه
المهم أول ما شافني افتكرني مع اني سيباه وهو عنده ست سنين وقعد يعيط وقالي انه زهق من قعدة الفنادق ومش واخد راحته وعاوز يرجع يفتح الفيلا وانا وجوزي نشتغل في الفيلا ومرتبنا اللي احنا عاوزينه
طبعاً وافقت لأنه صعب عليا بس لما اشتغلت هنا عرفت ليه كل اللي اشتغلوا معاه سابوه لان معاملته وحشه قوي و لقيناه ملموم علي شله فاسده و مخدرات وقرف وبنات ومشي غلط
قالت حنين بقلق واضح وهي تلوك الطعام في فمها: طيب وكملتوا معاه ليه 
عفاف: بصي لسببين هقولك علي واحد والتاني مش هقدر قاعدين هنا لأن هو بيعاملنا غير الناس كلها لأنه حاسس اننا جزء من ماضيه فبيحس اننا أهله غير انه سايبلنا الفيلا بحريتنا وكأنها بيتنا بشتري اللي عاوزينه و نطبخ اللي عاوزينه و كأنه بيتي
وهنا قاطعها صوت هناء وهي تنادي من الأعلي ياعفااااااااااااااااااف
عفاف وهي علي عجله من أمرها: بصي متقلقيش انا معاكي اعتبريني مامتك و بعدين هو مش وحش قوي يعني اهم حاجه حافظي علي نفسك , ثم انصرفت لتلبي نداء هناء
وبعد مرور ايام جاء موعد جرعه دواء باسم 
كانت هناء تعد بعض مستلزمات سفرها فهي ستغادر الليله إلي تركيا سمعت صوت المنبه فتوجهت ألي غرفة باسم فلم تجده فنظرت من الأعلي ألي ريسيبشن الفيلا فوجدته يتابع التلفاز فدخلت غرفتها و عدلت من مكياجها ثم نزلت اليه وهي تتمايل في مشيتها
هناء بابتسامه: بسوم معاد العلاج جه
أومأ باسم برأسه دلاله علي الموافقه
نادت هناء بأعلي صوتها: حنييييييييييين يا حنيييييييييين
لم ترد حنين فعاودت هناء النداء مره اخري ولكن لم ترد حنين فاستشاطت هناء غضباً
باسم: اهدي كده يا هناء واقعدي جايز في ال w.c 
وبعد دقائق خرجت حنين من الغرفه وقالت بهدوء: نعم يا دكتوره
هناء بغضب: مش بنادي وبعدين مش المفروض تكوني عرفتي ميعاد العلاج ولا هنبدأها نسيان
حنين و هي تنزل الدرج: لا منسيتش ولا حاجه أنا مجهزاه اهو بس كنت بصلي العصر 
هناء : حنين انتي هنا في شغل يبقي تخلصي شغلك و بعدين تصلي براحتك
حنين و قد طفح بها الكيل: اولاً يا دكتوره زي ما حضرتك بتقوليلي احنا في شغل يبقي اسمي الاستاذه حنين زي ما اسمك دكتوره هناء ثانياً انا جايه هنا مش اشتغل عندك انا جايه أقوم بشغل انتي كنتي بتشغليه يعني تكلميني بأسلوب كويس و إلا ميلزمنيش ألف شغلانه من النوع ده ثالثا الصلاه اهم عندي من اي حاجه و اي حد
حاولت هناء ان تتمالك اعصابها فقد تفسد حنين كل شيء في لحظه و هي علي مشارف سفرها 
هناء وهي تربت علي كتف حنين: معلش يا حنين مش قصدي ازعلك ده عشم مش اكتر و علشان متوتره بس بسبب السفر
حنين: حصل خير حصل خير
اتجهت هناء تجاه باسم تساعده في الجلوس معتدلا لكي يأخذ علاجه
حنين باستنكار: ولو سمحت يا استاذ باسم انا عاوزه شاب يساعد معايا لأني مش هدخل اصحيك ولا هساعدك في نزول كرسي و لا طلوعه انا وظيفتي اعطيك الدوا في معاده
هناء: حنين احنا اتفقنا انك تقومي مكاني في كل حاجه
حنين: لا مكنش اتفقنا كده وحتي ولو , انا مينفعش اعمل كده
باسم ليقطع الحوار: خلاص يا استاذه حنين عمي حمدي هيساعدك في كل حاجه
وفي المساء جهزت هناء حقائبها ثم جلست مع حنين 
هناء: حنين احنا كان اتفاقنا 40 ألأف اتفضلي دو 20 ألف وفي نهاية الشهرباسم هيعطيكي 20
حنين بحسره: 20 ألف قي اخر الشهر ماشي ربنا يسهلها
ثم اتجهت نحو غرفة باسم تودعه : خلي بالك من نفسك يا بسوم علي عيني والله المؤتمر ده
ثم اذهبت نحو حنين: حنين مش هوصيكي علي باسم جوه عنيكي
حنين: بأذن الله تروحي وترجعي بالسلامة
وبعد أن غادرت هناء اتجهت حنين نحو غرفة عفاف وقالت لها: لو سمحتي يا مدام عفاف محتاجه عم حمدي يشتريلي موبايل علشان اكلم اهلي لو مش هتعبه معايا
عفاف: لا تعب ولا حاجه يا بنتي هو في مشوار هكلمه واخليه يجيبلك وهو جاي ولا تحبي تنزلي تختاري بنفسك الموديل
حنين: لا مش هختار ولا حاجه بس خليه يجيب حاجه علي القد علشان الفلوس بس
عفاف: ماشي يا بنتي هتصلك عليه و تعالي اسمعي معايا المسلسل ده حلو قوي
وبعد قليل حضر حمدي و معه موبايل صغير
حمدي: سلام عليكم
فردت عفاف و حنين: و عليكم السلام
حمدي: اتفضلي يا استاذه الموبايل 
حنين: متشكره يا عم حمدي و اسفه لو تعبتك معايا
حمدي: لا تعب ولا حاجه يا بنتي
حنين: طيب هو عامل كام
حمدي: 200 جنيه ولو مش معاكي خلاص يا بنتي
حنين : لا معايا ثواني هطلع اجيبهم و اجي
حمدي: لا انا هدخل انام دلوقتي و الصباح رباح يا بنتي 
حنين: طيب هستأذن انا يا مدام عفاف علشان تناموا
عفاف: ماشي يا بنتي تصبحي علي خير
اتجهت حنين نحو غرفتها ودخلت و اغلقت الباب عليها بإحكام ثم اتجهت نحو الشرفه و فتحت الموبايل و اتصلت علي اهلها وفي هذه الأثناء كان باسم يقف خلف باب الشرفه من حجرته فهي شرفه كبيره مشتركه بين الغرفتين الخاصه بحنين و غرفته
وبعد ثواني رد الطرف الآخر: ألو
حنين: السلام عليكم ازيك يا حسن
حسن: حنوووووون وحشتينا قوي عامله ايه
حنين: والله انتوا اللي وحشتوني قوي كل حاجه فيكم غلاستكم و رخامتكم وحتي خناقاتكم
حسن: بقي كده يا رخمه بدأ المكالمه بمشاكسه طيب انا مش هخليكي تكلمي لا ماما ولا بابا
حنين: لا لا والله ده انتوا الاتنين زي العسل والسكر و الشربات كمان
حسن: ايوا ناس مش بتيجي الا بالعين البمبي
حنين: ههههههههههه بمبا ايه بس اللي خلاها بمبا
حسن: وقع عليها لبن هههههه
حنين: طيب المهم انت عامل ايه في مذاكرتك شد حيلك معلش يا حسن و تعالي علي نفسك هي سنه بس لو تعبت فيها هتريحك باقي العمر
حسن: ادعيلي يا حنين في كل صلاه
حنين: والله بدعيلكم كلكم ربنا يوفقك انت وحسين و يوسع رزق بابا "ثم اختلط صوتها بالدموع" و يشفي ماما و يخليها لينا
حسن: طيب ما اطولش عليك خدي ماما معاكي اهو
ماجدة: ازيك يا حنين عامله ايه يا حببتي
حنين: الحمد لله يا ماما انتي اللي عامله ايه و صحتك عامله ايه كشفتي و لا لسه
ماجده: الحمد لله يا بنتي علي كل حاجه انا عاوزه بس اطمن عليكي انتي عامله ايه في الشغل الجديد
حنين بعدم اقتناع: الحمد لله يا ماما كويسه والشغل كويس وعند ناس كويسين متقلقيش عليا خالص واه صحيح انا قبضت 20 ألف و هاخد في نهايه المده ال20 ألف التانين عاوزه بابا يجي ياخدهم علشان تبدأي تجري في اجراءات العمليه و الاشعه
ماجده: انا قدامي اسبوع كده و هدخل العمليه فقولي لأبوكي لما يجي من بره يجي ياخدهم لما يفضي
حنين :ماشي يا ماما
ماجده: طيب اسيبك علشان الرصيد يكفي وخلي بالك من نفسك يا حنين" ثم بدأت في البكاء" والله يا بنتي علي عيني بعدك و غربتك دي بس اعمل ايه حكم ربنا
حنين: ماما ارجوكي متعيطيش انا كويسه و زي الفل وصديقيني ربنا مش بيقدر الا الخير
ماجدة: ونعم بالله يا بنتي يلا تصبحي علي خير
حنين : وانتي من أهله
اغلقت حنين الخط ثم بدأت دموعها تنساب علي خديها وهي تقول: ربنا يشفيكي يا ماما ربنا يشفيكي و يقومك بالسلامة
ثم اتجهت الي غرفتها لتنام
وفي هذه الأثناء كان باسم يجلس علي كرسه المتحرك وهي يبكي في صمت لا يعرف لماذا ولكنه شعر باختناق كبير لم يشعر به من قبل
ثم همهم وقال لنفسه: كان نفسي يبقي عندي ام تخاف عليا و اخاف عليها عمري ما حد خاف عليا ولا عيط علشان عمليه هعملها ولا علي تعب ولا غيره
وفي اليوم التالي استيقظت حنين فجرا و شرعت في صلاتها و اذكارها حتي أتي ميعاد دواء باسم فاتجهت نحو الأسفل فوجدت عفاف تنظف الردهه
حنين: صباح الخير يا مدام عفاف
عفاف: صبح النور يا بنتي
حنين: معلش ممكن تنادي علي عم حمدي يصحي باسم علشان علاجه و حضريلي فطاره علشان يعرف ياخد المسكن
عفاف عنيا ليكي 
ثم اتجهت حنين نحو المطبخ لتساعد عفاف في تحضر الافطار
وفي غرفة باسم كان يغط في نوم عميق فدخل عليه حمدي وأخذ يهزه برفق: باسم يا باسم قوم يلا علشان معاد دواك
تململ باسم في فراشه ثم قال : هو انت اللي هتعطيهولي ولا ايه
حمدي : لا الاستاذه حنين بس هي مكسوفه تدخل الأوضه وانت نايم يلا علشان اساعدك تقعد
اعتدل باسم وجلس بمساعدة حمدي و قال: حمدي النهارده الخميس يعني معاد البارتي يعني صحابي كلهم هيجوا علي العشا كده فحضروا بقي كل حاجه
حمدي: بس انا مش لاقي خمرا ..
قاطعه باسم: دي اشتغاله يا حمدي هي الخمرا هتتقطع ولا ايه متتعبش نفسك هما هيجيبوا و هما جايين
وبعد دقائق دخلت حنين وهي تحمل الافطار و ضعته علي الطاوله و اتجهت نحو خزانه الدواء واحضرت اللازم منه واتجهت الي باسم
ثم اعطته نوعان من الحبوب
باسم باستنكار: هناء كانت بتعطيني اربع انواع الصبح
حنين: انا أجلت المسكن لما تاكل و لغيت دوا المعده ما دام هتاخد المسكن بعد الاكل
باسم بمزح : فطار اوك بس بشرط تفطري معايا علشان مش بيجيلي نفس وانا باكل لوحدي
حنين بصرامه: عم حمدي موجود اهه يفطر معاك 
ثم اتجهت خارج الغرفه متجهه نحو الدرج فنادي عليها باسم: حنين هاتي المسكن وحبايه المعده علشان عاوز اكمل نوم
نظرت له حنين بتعجب ثم قالت : براحتك واعطته الدواء
ثم استأذنت و خرجت نحو غرفتها
وبعد أن أخذ باسم الدواء قال له حمدي: تؤمر بحاجه يا باسم بيه
باسم: ياريت تجبلي موبايلي من علي التربيزة قبل ما تمشي 
أحضر له حمدي تليفونه المحمول ثم استأذن و خرج ليؤدي باقي اعماله فيوم الخميس يوم مليئ بالاعمال
ضغط باسم علي بعض الأزرار وانتظر الرد فلم يرد أحد فأخذ يكرر المحاوله مرات و مرات حتي رد تامر
تامر: ايوا يا ابني ده وقت تتصل علي الناس فيه ايه معندكش ذوق
باسم: بلا زوق بلا بتاع قوم يلا حالاً وتعالي ليا فورا 
تامر بصوت ناعس: خير مي عز الدين عندك 
باسم : يا بارد خمس دقائق وألاقيك عندي
تامر : باسم اتغطي ونام يا بابا الجو برد
باسم: خلاص اخفي يلا وانت ملكش لازمة خالص كده دي حته بنت بفيونكات هيبقي لها فايده عنك
تامر: هو الامر مهم قوي كده 
باسم: ايوا انا عاوزك تعمل معايا خطه نحاول أقرب بيها من حنين و اخليها تحضر الحفله
تامر: هههههههههههههههه باسم السيوطي بيسألني ازاي يقرب من بنت , أومال لو مكنتش انت المستر بتاعنا وكلنا متربين في مدرستك يخرب بيتك علي بيت حنين يعني مصحيني من النوم علشان حنين أومال لو كانت مي عز الدين بجد
باسم : هتفيد ولا تروح تنام احسن
تامر: بص يا عم هقولك اللي عندي في التليفون بس علي الله تكوني تستاهلي يا برنسيس حنين 

ابن سيادة الوزير  للكاتبه رحاب عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن