الجزء الثالث (3)

17.3K 377 4
                                    

........ .....
 قامت بالاتصال علي أهلها و حاولت أن يبدو صوتها طبيعيا 
والدها (رزق) بصوت يبدو فيه الدموع و القلق: السلام عليكم أزيك يا حنين يا حببتي عامله ايه
اغمضت حنين عينيها بقوه فصوت والدها ينذرها أنها ستضطرأن تبقي في هذا المكان القذر
ردت حنين بحزن: و عليكم السلام ازيك يا بابا أخبارك ايه وماما عامله ايه دلوقتي
رزق: الحمد لله يا بنتي علي كل حال مامتك تعبانه قوي يا حنين ادعيلها والدكتور قال لازم نعمل بكره أشعه و بعد بكره تحليل و أول ما هيطلعه امك هتدخل العمليه علطول يعني كلها اسبوع أو عشرة ايام بالكتير ادعيلها ربنا يهون عليها
حنين وهي تبكي : ربنا يشفيها يارب و يقومها بالسلامة وشوف هتيجي امتي يابابا تاخد الفلوس
رزق: حاولي يا حنين قبل ما أمك تعمل العمليه بيوم تبعتيهم في أي مكتب بريد علشان انت عارفه اني مش بقدر عالسفر بسبب ظهري واخواتك عمرهم ما سافروا قبل كده و معلش يا بنتي عمري ما كنت اتخيل في يوم ان الأمر يوصل بينا لكده و ربنا يرجعك لينا بالسلامة سالمة غانمة
حنين: ادعيلي يا بابا
رزق بقلق : خير يا بنتي في حاجه
حنين بألم تحاول أن تخفيه: لا مفيش بس ادعيلي ارجعلكم بالسلامة أحسن و حشتوني قوي
رزق: والله يا بنتي بدعي في كل صلاه وفي كل وقت انتي واخده قلبي و عقلي معاكي
حنين: طيب هي ماما صاحيه علشان اطمن عليها
رزق: دي رجعت تعبانه قوي فخدت المسكن و نامت ربنا يتولاها 
حنين: ماشي يا بابا هكلمها بكره
رزق: ماشي يا بنتي في أمان الله
أغلقت حنين الخط وجلست علي سريرها و هي تضم رجلها في حضنها و كأنها تحاول أن تحمي نفسها من هذا المكان القبيح و من هذه الظروف الصعبه و بعد دقائق علت اصوات الموسيقي الصاخبه وأصوات صرخات تعلو من حديقة الفيلا
انزعجت حنين و خرجت مسرعه لتري ما اذا كان هناك شئ مكروه حدث , خرجت فوجدت الحفله قد بدأت و الفتيات و الشبان يصرخوا بمرح و يقفزوا و يرقصوا مع بعضهم و قد أخذ الخمر يفعل بهم الأفاعيل
فدخلت غرفتها ثانيه و لكنها لم تتمالك نفسها و أخذت تبكي بشدة

وفي الأسفل في الحفل كان الجميع في عالم أخر رقص و اختلاط و خمر ولكن باسم لم يرد أن يشرب في تلك الليله خمرا فلم يكن مزاجه في التمام ثم اتجه بكرسه المتحرك نحو نانسي و سحبها من يدها وأخذها في جانب و سحبها للأسفل حتي صارت اذنها عند فمه و قال لها بصوت عالي و لكنها كانت تكاد أن تسمعه بالقوه بسبب الموسيقي العاليه
باسم: نانسي متقليش في الشرب النهارده عليشان تعرفي تتكلمي مع حنين
نانسي: أنا مشربتش النهارده مخصوص علشانها " ثم قالت في نفسها و الله لأعلمك الادب يا باسم الكلب"
فأمطئن باسم وبعد انتهاء الحفلة و ذهاب الجميع تبقي باسم و نانسي وصعدا نحو غرفه حنين أشارت نانسي لباسم أن يختبأ خلف باب غرفته وبعد دخلوها عند حنين يخرج لكي يسمع ما سيدور بينها و بين حنين ففعل ما طلبت
طرقت نانسي باب غرفة حنين برفق و نادت بهدوء حنين يا حنين"
ردت حنين من الداخل بقلق: أيوا مين
نانسي: انا نانسي افتحي متخافيش 
حنين : خير يا نانسي
نانسي : هسلم عليكي مش أكتر و لا أمشي
ترددت حنين لدقائق ثم فتحت: ايوا اتفضلي
سلمت عليها نانسي ثم بادرت بتقبيلها بحراره 
نانسي : ازيك يا حنين انتي هنا مكان هناء مش صح
فإبتسمت حنين بارتياح عندما سمعت اسم هناء: ايوا انتي تعرفيها
شعرت نانسي بارتياح حنين مجرد سماع اسم هناء: اعرفها ايه دي صدقتي الروح بالروح 
حنين: اهلا بيكي اتفضلي ادخلي
دخلت نانسي داخل الغرفه و اغلقت الباب خلفها و جلست مع حنين علي الأريكه ثم قالت: معلش اصلي مستعجله هنتعرف علي بعض بس و نبقي نكمل بعدين
حنين: احتمال مكملش
نانسي بخبث: ليه مش مرتاحه المكان مش علي هواكي
حنين : خالص
نانسي هامسه: معاكي حق واللي يغيظك ان باسم فاكر انك جايه بتحاولي تتقربيله و توقعيه بس بتعملي نفسك تقلانه
وقفت حنين فجأه بصدمة و عينيها مفتوحتين علي وسعيهما وصرخت بعلو صوتها: ايه ؟؟ أنا ؟؟ هو اتهبل في عقله ولا اتجنن علي أخر الزمن ملقتش لإلا البني أدم ده , ده لو كان ده أخر راجل في الدنيا بناقصه 
ثم صمتت بره و أكملت بعصبيه: والله ما استني دقيقه كمان اكتر من كد بكره الصبح همشي ده مكان مشبوه و صاحبه مشبوه بناقص الفلوس اللي هتيجي من شغله قذره زي دي, الله الغني
نانس بلؤم و هي تشير لها أن تهدأ: اهدي بس لباسم يسمعك و يزعل 
حنين: يزعل و لا يتفلق وأنا يفرق معايا زعل بني أدم زي ده في ايه
نانسي : طيب انا هسيبك تهدي وهجيلك بكره و خرجت وهي تشعر بالانتصار
وعندما خرجت وجدت باسم يكاد يدخل حجرته فدخلت معه و اغلقت خلفهما الباب
نانسي: ايه ده يا باسم دي حته بقره بتخبط انت سمعت اللي دار بينا
باسم: مكنتش سامع صوتك بس سمعت زعيقها
نانسي: بس دي معندهاش ذوق خالص بناقص التجربه اللي انت عاوز تخوضها معاها معقول أقولها ده باسم بيعزك وبيقول دي محترمه جدا تقولي وأنا ميهمنيش رأي حته مشلول فيا أنا عارفه نفسي كويس مش محتاجه حد يعرفني
صدم باسم من الكلام فآخر ما يريد أن يقنع نفسه به أنه مشلول ثم قال : بجد قالت كده مسمعتش
نانسي: ده قبل ما تتعصب و تزعق حتي قلتلها في الاآخر بلاش كلمة مشلول دي علشان باسم هيزعل قالتلي يزعل و لا يتفلق 
باسم بصوت يكاد أن يختفي و عينان تحتقن بالدموع: سمعتها فعلا بتقول كده
نانسي لكي تنتقم منه: متزعلش يا باسم من كلام حد و حاول تتأقلم مع وضع شلل رجلك الكل خلاص عرف الموضوع علشان متعشمش نفسك وفي الآخر تتصدم احنا راضيين بيك كده ده مش عيب فيك انك مشلول انت عندنا لسه باسم اللي كلنا بنحبه سواء ماشي وسطينا أو قاعد علي كرسي
لم ينطق باسم بكلمة واحده و بقيت عيناه معلقتان في سقف الحجره من وقع الكلمات الحارقه التي تحرقه بها نانسي
نظرت في ساعة تليفونها ثم قالت : اوه اتأخرت أوي وقامت نحو باسم و قبلته في جبهته و قالت له همشي بقي وهبقي اطمن عليك باي
خرجت و تركت خلفها باسم في حاله دوران شعر وكأن جدران الحجره ستطبق فوقه وشلالان من الدموع تشق طريقها علي وجنيتيه وصدر ملئ بالحزن و اليأس و الألم ثم ضغط علي الزر الملحق بكرسه المتحرك و نزل علي الجزء الأملس المائل من الدرج الذي خصصه له حمدي لكي يصعد و يهبط بكرسه فهو منذ أن وقع في حادث قدمه و هو يحاول ألا يعتمد علي أحد إلا في الضروره القصوي كي لا يشعر بأنه سيفقد جزء من جسده أو يصبح مشلول و أنها ظروف طارئه و ستزول بعد مده
فتح باب الفيلا و خرج إلي الحديقة و سط زجاجات الخمر الفارغة وبقايا الطعام و الكثير من الفوضي و ظل جالساً علي كرسه و لا يفعل أي شئ سوي البكاء المخنوق بالصرخات و الصيحات المكتومه التي لا يسمعها إلا قلبه المنفطر 

ابن سيادة الوزير  للكاتبه رحاب عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن