يوميات قمر

1

بأحد الاحياء الشعبية في مدينة القاهرة بالتحديد في بيت ابطالنا..
ام محمد.. اصحي بقي يخربيت كده انتي ايه ليلك نهار و نهارك ليل!!
قمر بامتعاض.. حاضر يا ماما خلاص صحيت اهوو.
ام محمد خرجت من الغرفة و اخذت تتمتم بكلمات غير مسموعة.
قمر لنفسها.. ايه ده كل يوم كده؟ مينفعش يسيبوني براحتي! ده احنا باجازة يا ناااس!!! يارب امتا اتجوز و اخلص من العيلة العجيبة المريضة دي!
قامت و هندمت ملابسها و خرجت لهم في الخارج
عند مائدة الافطار..
ابو محمد بصوت عالي ممزوج بغضب.. انت ايه ياخي مفكش منفعة ابداً؟
محمد منكس الرأس.. حاضر يا بابا.
ابو محمد.. لا درجات عِدلة و لا شغل و لا اي نيلة ايه انت عايش ليه؟ تاكل و تشرب و تلبس هتفتح بيت ازاي؟؟!
قمر لنفسها بأسي لحال اخوها.. هيفتحه بمفتاح نيهااهاها. لا ايه ده العيلة عندها اوڤر دوس كآبة علي الصبح و انا مصطبحة هيبوظولي اصطباحتي و روقاني!
محمد لنفسه..  يارب ارحمني ميعرفوش ان الواحد مطحون اد ايه يارب انت المعين يارب انا خلاص تعبت محدش حاسس بيا طول اليل و النهار نقد نقد نقد ايه بقي مبيزهقوش! فاشل الي زي اللبانة في بوقهم دي، ميعرفوش انها كل ما تخرج كل مرة تقتل جوايا حته خلاص انا معودتش موجود!! يارب صبرني يارب و ارحمني.
ام محمد.. ماهو لو انت كنت فالح كنت اتجوزت البت الي ابوك قالك عليها اهي من عيلة كبيرة و يبقي ناسبنا ناس يتقال عليهم عزوة انما مش عارفة مين الي عايز تتجوزها دي متسواش ضفر التانية!
محمد بعصبية..  يا ماما بحبها بحبها و عندي بمليون واحدة احسن منها!!
الام بسخرية.. لو من الحُب نفع كان نفع الي قبلك!
محمد وقف و ضرب الطاولة بعصبية.. كل يوم نفس الاسطوانة كل يوم ايه مبتزهقوش؟! حرااام حراااام عليكوا مبتحسوش كل واحد ضغظ ضغظ من كل ناحية و البنت المسكينة الي لسا مقبتش ع وش الدنيا كرهتوها ف حياتها انتوا ايه مخلفينا ليه تعذبونا!
ابو محمد بعصبية..  انت ازاي تكلم امك كده!!!!
محمد بسخرية ممزوجة بنبرة حزن.. امي؟ انتوا خليتوا فيها ام و لا اب!
الاب استشاط غضباً ورفع يده لصفعه و لكن صوت الصغيرة قمر منعه.. بابااا، انا كمان تعبت انتوا ايه مبتحسوش؟ انا كل صحابي ابهاتهم بيحبوهم و يفسحوهم. انا مبقتش احب وجودك بالبيت من كتر انتقادك ليا *دمعت عيناها* انا عندي و معنديش اب انا اتيتمت من صغري اتيتمت خلاص مبقتش حاسة بوجودك جمبي و ماما *بسخرية لاذعة* الي تقولي انتي صاحبتي و اختي وووو فين ده مش شايفة حاجة؟ انا انتوا انا انا مبقتش عارفة حاجة خلاص *و بصوت مرتفع للغاية* ارحموووووني شوييية!
جرت لغرفتها ساحبةً ورائها بابها تاركةً والديها في حيرة من امرهما فكيف لتلك الكلمات ان تخرج من فم من لم تتجاوز الخامسة عشر من عمرها؟ اهم كذلك ام ماذا؟! يا له من حِمل ثقيل علي عاقبيها ولم و لن يشعر احد سوي الله دائماً نقول لنا الله..
عند قمر بغرفتها.. تبكي و تبكي صغيرتنا ع حالها المُزلزِل لكياني شخصياً تقول لنفسها..  البنات كل واحدة منهم مبتفكرش بالجواز دلوقتي و عايزة تقعد في بيت ابوها اكبر قدر ممكن و انا انا انا الي بستغل اقرب فرصة عشان اهرب من البيت *بسخرية ع حالها*ههههه انا بقيت احب المدرسة اكتر من بيتنا! انا بس اطب علي عتبة الباب اسمع خناق و زعيق و صويت و انا كل واحدة من صحابي تتمني متروحش المدرسة و عايزة تقعد ببيت ابوها للابد و ابوهم بيحبوهم و يخرجهم ووو بس هو انا حسيت بوجوده اصلاً؟هو بيحبني؟ عمره ما قالي تعالي يبنتي اقعدي معايا! مفتكرش ابداً انه لمرة قعدنا سوا لله انا بقيت اكره وجوده بقيت ادعي انه يموت !!مبقتش احب اشوفه بالبيت بس بحِن ايوة بحِن ! ما هو ابويا و عمر الدم ما كان مايا بس نفسي بتصعب عليا اوي آآآآآآآآآه انا تعبت ااوووي اوييي ياااارب يااارب مليش غيرك يارب يا خوفي لو بعد كل الرغبة دي في اني اتجوز ، الاقي جوزي اوحش منهم يارب اقف جمبي و خليك معايا
عند العائلة بالخارج..
صفق محمد خلفه الباب بقوة .ابو محمد بغضب..انتي سمعتي الي اتقال ؟
ام محمد بحسرة .. يارب.
ابو محمد بعصبية..وديني لو عملها ماهواش داخل البيت دا تاني و ينسي اني ابوه .
ام محمد تحاول تهدئته ..خلاص يا حاج اهدي  (اهدي ايه يا امي منتي  الي قومتي الخناقة بكلامك ده حسبي الله و نعم الوكيل فيكي و في كل الي زيك!) يعني مهماً كان ده ابننا.
ابو محمد متوعداً ..هيشوف هو و التانية هيشوفوا!