•ماضٍ ليته لم يكن•
لمار:*بدأت تتذكر ووطأت رأسها لأسفل وتحدثت بصوت حزين* أبي كان زير نساء، وقد علمت هذا بعد ما بلغت السادسة من عمري ،كانت أمي تغار عليه وتحبه لذا كانا دوما يتشاجران و يصرخان ، و دوما كانت تنزف امي و تسقط امامي وتبتسم بلطف كي لا اشعر بالخوف ، استمرت الاحوال هكذا حتى بلغت الثامنة و كانت امي تبكي باستمرار و يوم ما ذهبت الى المحكمه و كنت معها ، كان ذاهبة لتطلب الطلاق من أبي ، لكن أبي كان يرفض وكان يهددها بالقتل دوماً ، لكنها لم تستسلم وظلت تحاول بإستمرار ، و يوم ما رأيتها تبتسم وكان هذا نادراً جدا لانها لم تكن تبتسم ابتسامه صادقه منذ وقت و أتت وجلست على الارض ووضعت يدها على ركبتي وقالت لي: أريدك ان تعديني بشيء ! فرفعت كتفيَّ بإستغراب وقلت : ما هو ؟ ، ردت علي وهي تقبِّل يدي : عديني أن تتذكرينني دوماً وتبتسمين عند ذلك ، ومهما علمتي عني اشياء سيئة فتيقني انني احببتك جداً ، لم افهم شيئا وقتها و لكني ابتسمت.
في اليوم التالي ذهبت امي الى المحكمه واخبرت القاضي ان زوجها زير نساء واخبرته بمكانه و أرته الأدله فذهبت الشرطه و قبضو عليه و مع ذلك فلم يوافق علي الطلاق ووضعوه في السجن بعد ما حكم عليه بالسجن المؤبد.
فرحت امي كثيرا و حتى انا فرحت كثيرا و لكن ليتها دامت هذه الفرحة فبعد ثلاثه ايام و في الليلة الرابعه كنت مستلقية مع امي في الفراش نود ان ننام ، عندها كُسر باب المنزل في الاسفل واصدر ضجيجاً ، أيقنت امي انه والدي فأخذت المزهرية وكسرتها لتصبح حادة حتى تستطيع القضاء على أبي ، وعندما دخل إلى الغرفة كان يبتسم، أبي يبتسم ! عرفت وقتها أنه سيحدث شئ فكانت نبضات قلبه تتكلم بصوت الحقد قائلة: لقد عدت وحان وقت ذهابكما ! ، وقال بلطف :عزيزتي انا اعتذر ، انا اتأسف بحق لما فعلته لك ، لقد وضعت قسماً على ألا ألمسك مجدداً أو أواصل فيما افعل لذلك اعطوني مهلة يوم كي ترفعي شكواك عني ، لم تصدقه أمي ولا انا وقالت له : هذا في احلامك حتى لو قتلتني فلن افعل هذا ، ابتسم مجددا وهو يقترب ببطء وقال ما زلتي تشكين فيّ ،اذا أعطني ورقة الطلاق لاوقع عليها ، تفاجئت وأمي كثيرا ولطيبة قلبها ذهبت واحضرتها له ومعها قلم ووقّع عليها والدي ، وثقت فيه من بعدها ووقعت على ورقة تبرئته من السجن إبتسم أخيرا وقال لها : أيمكنني أخذ هذا القلم كذكرى منك ؟ وثقت به امي كل الثقة واعطته اياه ، لكنه خان ثقتها عندما التفتت الي وهي فرحة غرزه في عنقها ، صُدِمت من الرعب والمشهد كان أمامي والدموع تنهمر من عيناي ، وهو لم يكتفي بهذا بل وأخرج نصلا من من معطفه وغرزه في بطنها وربط على طرفيه حبلاً ربطه بالنافذة ورماها عبر النافذة فإنشق. إلى نصفين . إلتفت إلي وقال : هل تحبينني ؟ فصرخ فمي قائلا وبصراخ : لاا ! ،ردّ علي وقال : هذا جيد وصفعني على وجهي بيداه الملطختان بدماء امي فأغمي علي .
عندما استيقظت باليوم التالي كانت ثيابي ممزقة وكنت لا أزال في صدمة البارحة ، وكان المنزل عارماً بالفوضى و الغرفة متسخة بالدماء ، فذهبت ونظمت كل شي ونظفت الغرفة وعندما اتيت لِأنظف النافذة حنيت رأسي إلى عندما لمحت الحبل ووجدت جثة أمي بالأسفل ممزقة ، فشعرت بالدوار وسقطت ، قد يُعتبر هذا حسن حظ لكنه اسوء ما حدث لي إذ سقطت على جثة أمي ولم أصب بأذى فقط تخدر جسدي حتى أناملي وظللت استنشق رائحة دمها لساعات حتى رأنا جارنا وإتصل بالإسعاف .
عندما افقت كان قد مرّ على غيبوبتي ثلاثة اشهر ، فاتجهت مباشرة لأبحث عن ذلك الوغد المدعو أبي ، كنت أقصد كل مكان يذهب إليه ولم اتوقف حتى وجدته - بعد اربعة سنوات- متعفنا في أرض غرفته من كثرة الشرب ، ندمت حقا لأني لم آخذ بثأر أمي . وعدت إلى المنزل ، عشت حياة كئيبة جدا فكنت لا افعل شيئا سوى مشاهدة التلفاز وتناول الوجبات الجاهزة حتى أصبت بتسمم في معدتي وأجريت عملية غسل لمعدتي بعد ذلك عندما خرجت من المشفى كنت قد تركت كل ذكرياتي ورائي وعدت إلى كما كنت عليه . مرّت السنين ولاحظت في التلفاز إعلاناً يتكرر بإستمرار ، كان عن افتتاح أكاديمية جديدة وكان مكتوبا بالاعلان "حقق حلمك وكن ناجحا " أردت ذلك بحق فالتحقت بها وليتني لم افعل ، ليتني لم اولد وأعش ما عشته قط !
أنت تقرأ
Detective Aos: Crime In The Academy || المتحرِّي أَوس:جريمة في الأكادمية
Misteri / Thrillerعالمنا ملئ بالنفاق والإتهامات الكاذبة ، ومهما توالت الأحداث وتغيرت فسيبقى المذنب مذنباً حتى لو كان في أعين الناس بريئا! تجرنا الأحداث إلى فتاةٍ انتقلت حديثا إلى أكادمية جديدة ، وفي اول يوم لها تحدث جريمة قتل وتكون هي في مكان الجريمة فتوجه اليها أصاب...