أنت ملكي

4.5K 71 5
                                    


رتبت جورجينا أمر لقاء روبرت في بلدة سترامور. كانت متأكدة من أنه يبدو مهذباً، إلا أنها قررت أن لا تعلمه بانها تقيم لوحدها في كوخ معزول....ولكن بينما هما يتجاذبان أطراف الحديث ذلك المساء زل لسانها وأخبرته، وقد اذهله إصرار ليون على ان تقيم وحدها،
قطبت: تتكلم عن ليون وكأنك تعرفه جيدا؟
رد: اعرفه فعلاً لقد عملت معه في عدة مشاريع
كان يرتدي ثياباً صيفية عادية وقد قصدا مطعماً شعبياً يطل على البحيرة.
وأكمل : هل أنت واثقة أن لا شيء بينكما؟ لقد بدت عليه الغيرة حين اقترحت أن أدعوك إلى العشاء.
الغيرة؟ليون؟ هذا مدعاة للضحكك! قالت بخبث: بالتأكيد هناك شيء، فأنا أقوم بعمل له وهو مصمم على أن يستوفي مني ما يعادل قيمة المال الذي أتقاضاه
_ليون لا يؤمن بالكسل، بل هو مدمن على العمل، لذا فلا أحد يتذمر......لكني لم اعن هذا.....أليس هناك . رباط رومانسي بينكما؟
_كادت أن تنشاء بيننا علاقة عاطفية.لكن ذلك لم يحدث بسبب ظروف طارئة علاقتنا الآن تقتصر على العمل معاً
ترددت قبل أن تتذوق الطبق الغريب الذي قدم لها وهو مزيج من كبد الخروف المسلوق ودقيق الشوفان
راقبها روبرت باهتمام: هل اعجبك
_ليس كما توقعت، ولكن اجل، إنه لذيذ.
_هل هناك شيء أخر تريدين معرفته عن ليون؟
هزت رأسها: اجد صعوبة في فهمة، مثلاً لماذا لم يتزوج؟ إنه يواعد الكثير من النساء، ولا بد أن قابل الفتاة المناسبة !
_قابلها فعلاً، حتى إنه خطبها، كانت تعمل في إحدى شركاتها، وفي مركز جيد جداً، كما أعرف.
_وماذا حدث
_سلبت منه الكثير من المال.
شهقت جورجيا، فأكمل : هذه مفاجاة، لا؟ ربما لا تصدقين انه كان من الغباء بحيث سمح بحدوث ذلك؟
_ومتى حدث ذلك؟
_ليس من وقت طويل، سنة أو سنتين على الأكثر.
قالت بنعومة:أوه لقد فعل أبن اخيه الشيء عينه.
جاء دور روبرت ليصاب بالدهشة: حقا يا إلهي لا بد أن هذا دمره.
_وكنت أنا صديقته، أعني كريغ .. تحجج كريغ بان له صديقة ذات ذوق متكلف...لذلك نفاه ليون إلى أميركا، وأنا هنا الآن اتلقى نار غضبه.
لماذا تخبر قصتها لذلك الرجل الغريب؟
- لاحظت أن العلاقة بينكما متوترة، لكنك بكل تأكيد لست مضطرة لأن تكملي العمل هناك مصممين آخرين.
_لقد طلب من رئيستي أن ترسلني أنا بالذات واجبرها على هذا بطريقة ما. إنه يفهم العدالة بطريقة غريبة.
قال روبرت بلطف: ساكون هنا، إذا احتجت إلى كتف تبكين عليها .
قالت بقوة : شكراً.. لكنني استطيع الدفاع عن نفسي، فلا تقلق.
ضخك وهز رأسه: انت فتاة رائعة. هل تسمحين لي بدعوتك مرة أخرى؟
تمتمت: بكل سرور، إن كان لا يزعجك أن اتذمر امامك من ليون.
_هل تشعرين بشيء نحوه رغم معاملته السيئة لك؟
_لن أكون من البشر إذا أنكرت ذلك، نظرا لجاذبيته لكني استطيع معالجة الأمر.
وهي مضطرة، لأجل فاليري ليس من الإنصاف أن تدفع فاليري ثمن مشاكلها الشخصية في هذه المرحلة، ولن تسمح له بأن يتسلط عليها، أو يضغط عليها ويتلاعب بها كأنها كرة.
بعد انتهاء الطعام، قاما بنزهة على الأقدام على ضفاف البحيرة، وتطلعت جورجينا إلى حيث يقع سترامور هاوس على تلة مشرفة في الجهة المقابلة، موقعه لا مثيل له، وليون على حق سيكون رائعا لكل من يرغب بعطلة نائية عن حياة التنافس، والمجتمع الحديث.
حين أوصلها روبرت في منزلها، اكتشفت بانزعاج أن سيارة ليون متوقفة أمام الكوخ ماذا يريد الآن؟ لما هو هنا؟ ألا يمكن أن ينتظر إلى الصباح؟هل هو هنا لمراقبة روبرت؟
حين دفعت الباب لتفتحه كان الكوخ خاليا ، فدعت روبرت لشرب فنجان من القهوة، لكنه هز راسه : افضل الا ادخل . ليس وليون يترصد، أنا احب هذا الرجل حقاً، ولا أريد أن اثير لديه اية مشاعر سلبية.
لامس جبينها بشفتيه.
_شكرا لخروجك معي...سأتصل بك.
اخذت جورجينا تذرع الغرفة غاضبة بعد رحيل روبرت، تنتظر ليون، تعرف أنه سيظهر، وما هي إلا لحظات حتى كان يقف بالباب.. فصاحت به متوترة
_انا لا أحتاج إلى كلب حراسة.
والتقت العينان الخضراوان بالرماديتين .
رد والابتسامة على شفتيه : أردت فقط أنا اتأكد من عودتك سالمة.
_حسن جدا. لقد وصلت. شكرا لك، ليلة سعيدة.
وتعمدت أن تدير ظهرها لكنه لم يرحل بل دخل الغرفة وتقدم نحوها.
احست بشعرها يقف وازداد غضبها .
_لا مثيل لوقاحتك سيداليكسندر
واستدارت تواجهه صائحة : صحيح أنك اعطيتني الكوخ لأسكن فيه . لكن هذا لا يعطيك حق دخوله كلما احببت.
_كان الباب مفتوحا ، وبدا لي انك تتوقعين حضوري.
_هذا لأن سياراتك كانت متوقفة في الخارج.....ماذا كنت تفعل تتجسس علينا؟
_حقا جورجينا. هل هذا ما تظنينه؟ضميري لن يسمح لي أن أكون بمثل هذه الوضاعة.....لكني مندهش لماذا لم يبق روبرت؟ .
_أنه رجل مهذب سيد اليكسندر
_اسمي ليون، هل عانقك روبرت؟
قالت ببرود: ارى ان هذا شيء لايخصك.
وتوهج شعرها الأحمر كشعلة نار حول وجهها.
- ربما علي أن أكلمه
قطبت: وماذا ستقول له
_انك من ممتلكاتي
شهقت : يالجرأتك ، انا لست ملكا لك سيد ليون اليكسندر، لا الآن ولا في أي يوم من الايام
هبطت يداه بثقل على كتفيها،
_لو كنت مكانك انسة جورجينا غريغوري، لما كنت أثق بذلك كثيراً....حين أصمم على شيء، من النادر أن أغير رأي.
ابتلعت ريقها بصعوبة ، والتقت بالبرودة الرمادية في عينيه
_اظنك تفهمني جيدا.....أنا حره....ولا أحد يملكني، وأنت أخر الناس.
ارتفعت زوايا فمه: روحك القتالية هي التي تعجبني .. لكنك لي..
جورجينا ،لي إلى أن أعتبر انني حصلت على تعويض كاف عن المال الذي اخذه كريغ
وتحركت يداه تحت ثقل شعرها الكثيف لتصلا لمؤخرة عنقها.
وصلت أحاسيس غربية إلى كل نهاية عصب في جسمها لكنها تمكنت من الصمود بهدوء، لا تريد أن تفضح نفسها ولو برفة جفن .
- لست أرى كيف تدعي هذا وانا موظفة عند فاليري أردن. أنا حرة في ان أعود في أي وقت أشاء . ، ولست مضطرة للبقاء هنا.
قال : أوه، لكنك مضطرة، لم يعد لك وظيفة عند فاليري.
شهقت جورجيا مرة اخرى، وابتعدت عنه بحدة، عيناها متسعتان مصدومتان : عم تتحدث بالطبع لي وظيفة.
قال بهدوء: ليس بعد ظهر اليوم اتصلت بالسيدة أردن، وقلت لها إنك لن تعودي وإنك قررت العمل معي بشكل دائم، وبالطبع لم اكبدها أية خسارة ماليه اعرف انها تمر في ازمة ، لكن.....
صمت مع رؤيته لتعبير جورجينا المصدوم.
_ألاتصدقينني؟
ارتفع صوتها غضبأ: او . أصدقك وهذه بالضبط الخدعة القذرة النتنه الدنيئة التي اتوقعها من وغد وضيع مثلك انا اكرهك. ولا أنوي البقاء هنا ثانية واحدة.
برقت عيناها بنار خضراء، وتصلب كل جسمها غضبا.
ابتسم ببرودة: لن تحصلي على عمل آخر، لقد عنيت ماقلته لك عن تشوية سمعتك.. ليس لديك خيار جورجينا، اهربي من هنا، وستنتشر الشائعة قبل أن تلتقطي انفاسك انا قادر على ذلك وتعرفين هذا
اخذصدرها يعلو ويهبط وهي تقاوم لتسيطر على نفسها ، قالت لنفسها ! إضحكي ، اضحكي في وجهه بددي ثقته بنفسه ، لكن لأول مرة فشلت نصيحة أمها، بدلاً من هذا أخذت تضرب بقبضتها على صدره بغضب بارد.....وتركها تفعل وكأنه لا يشعر بشيء.
حين توقفت مهزومة ، قال : هل انتهيت؟
صاحت: اعتقد أني قد اغرز سكيناً في قلبك وانت نائم هذا إن كان لك قلب، فأنا أشك في هذا.
- وهل تكرهينني إلى هذا الحد؟
- أكثر مما يمكن للكلمات أن تعبر عنه، وبما أن رأيك بي هابط كذلك، اعتقد أن هذا يجعلنا متساوين، وهذه ليست علاقة عمل جيدة.. أليس كذلك؟....وأعتقد أنك ترتكب غلطة كبيرة.
راقبتها عيناه الضيقتان : لا أعتقد هذا
_وماذا سأفعل بعد انتهاء العمل في سترامور هاوس
- تعجبني فكرة امتلاك مجموعة من الفنادق الريفية أنا واثق من أننا سنجد الأماكن المناسبة.
إنه ينوي فعلا جعلها مرتبطة به.
- كيف تعرف ان هذا سينجح؟
_أشعر بتفاؤل كبير،
_في امكاني أن أحول داخل الفندق إلى كتلة من الفوضى.
_لكنك لن تفعلي، وأنا لا اريد ان تخرجي مع روبرت مرة أخرى.
هزت جورجينا راسها : لا اصدق كل هذا لا يمكنك التحكم بحياتي..وأريدك أن تخرج من هنا....الآن.
_ليس قبل أن تعديني.
ـ لن اعدك بشيء، أعرف أنك ستفعل ما بوسعك لتدمير حياتي , لكن اختيار اصدقائي من شأني انا.
_أذن يجب أن أعرف إن كانت تفضليني عليه
كانت تعرف ما ينويه قبل أن يمد يده إليها وخفق قلبها بألم هي تتراجع.....لكن، ليس هناك مكان تتراجع إليه، وسعت أصابعها الى الجدار البارد خلفها
والتقت عيناها بعينيه بازدراء.
- هذا كثير القد جئت إلى هنا مدعياً انك تحاول حمايتي من روبرت وها انت الآن تقوم بالتهجم.
_أنا لا أتهجم على أية امرأة.
_وماذا تسمي هذا اذن، خاصة إن كانت المرأة غير راغبة
_لكنك راغبة ، وحده عقلك الذي يعارض .
رفعت جورجينا ذقها بحدة، وحدقت به.
- إذا كانت هذه هي الطريقة التي ترفع بها معنوياتك وترضي بها غرورك فأنا آسفة عليك .
توقف على الفور.
_أنت محقة، , هذا غباء ، فلا بهجة في عناق امراة لاتستجب ، سانتظر....وفي المرة القادمة ساحرص على أن تكوني متجاوبة
- وهذا لن يحدث أبدا.
خرجت ضحكة مكبوتة من أعماق حنجرته : الأبد زمن طويل.
جورجينا، ومن الأفضل أن تتذكري هذا.
حين خرج، انهارت في مقعد إنه أسوأ رجل قابلته في حياتها ، هيلين على حق ولا شك آبدا في هذا، لكنها لم تكن تنوي أبداً أن تتركه ينجو بفعلته، فهو لايستطيع فعل هذا بها....لن تدعه يفعل ، أول ما ستفعله في الصباح من أن تتصل بفاليري، لتعرف ما إذا كان كلامه صحيحاً أم لا، فهي تجد صعوبة في تقبل فكرة
فقدانهاً لوظيفتها الأولى وانتقالها إلى وظيفة أخرى دون معرفتها، هذا مستحيل بالتأكيد.
طوال تلك الليلة، تقلبت جورجينا في فراشها، وافكارها مشوشة جدا.....لماذا يحدث هذا لها لم تطلب شيئاً منه....لذلك لا تستحق من يحصل لها.....لم تفعل شيئا، كيف يمكن أن يلومها على شيء لم تفعله؟ أي نوع من الوحوش هو؟لم يعد أي شيء يبدو منطقياً كان يجب أن تعرف منذ لحظة إصراره على أن تقوم هي
بالعمل، أن هذا لن ينجح.
لقد احبت عملها كثيراً قبل أن يحدث هذا كله، احبت التنويع والحرية في الابتكار .. ما من زبون عاملها بطريقة ليون السيئة هذه. وها هو الآن يقول إنه يريدها أن تعمل لحسابه بشكل دائم، وأن تتعاون معه ليشتري املاكا جديدة يحولانها إلى فنادق من الدرجة الأولى لكن ذلك مستحيل فهي ليست معتادة على العمل حيث مثل هذا الضغط. إنه يحصي عليها أنفاسها في كل ثانية من اليوم، ولو أنه كان مختلفاً، لو ظل كما عرفته في البداية، لكانت شعرت بسعادة لاتوصف لكن الآن وفي هذه الظروف، لامجال للتفكير
في التاسعة من الصباح التالي، سارت جورجينا إلى سترامور، حيث كانت مع روبرت ليلة أمس، لمحت كشك هاتف، واتجهت إليه الآن.
حين ردت فاليري، اخذت جورجينا نفسا عميقاً وقالت بسرعة: انا
جورجينا، فاليري. ذالك الرجال وحش. ..... لا استطيع البقاء معه لحظة اخرى.....من المستحيل العمل معه....... انا عائدة
ساد الصمت للحظات، ثم قالت فاليري: جورجينا، أرجوك أهداي.
فهمت من السيد اليكسندر انك تريدين الاستقالة من عملك هنا معي؟ قال إن.......
صاحت جورجينا بقرف: أنا أردت؟هذه كذبة ! لقد قام بكل شيء من دون علمي ليواجهني بالأمر الواقع قال لي انني الآن أعمل لحسابه هل هذاصحيح؟
_حسن جدا أجل نوعاً ما،....كما أعتقد،..... قال ان هذا ما تريديه
انت، واعتقدت انه
قاطعتها جورجينا بقوة: هذا ليس ما أريده.......لقد لفق كل شيء انا أكرهه وارفض العمل لحسابه ، ، وأريد استعادة وظيفتي معك
ساد صمت طويل اخر ثم قالت فاليري: اخشى الا يكون الأمر بهذه البساطة جورجينا.....
_ماذا تعنين؟
_لقد أنجزت كل المعاملات والغي عقد عملك معي.
- لا يمكنك أن تفعلي ذلك دون استشارتي.
- أو، جورجينا لقد دفع لي مبلغاً محترماً تعويضا عن المشروع ظننت حقاً أن هذا ما اردته انت....كان مقنعا جدا
انتاب جورجينا إحساس بالغدر وقالت بصوت ضعيف: اللعنه عليه الا يمكنك إعادة ماله اليه؟
وكانت تعرف رد فاليري مسبقاً.
-إن فعلت فساخسر كل شيء وأواجه الافلاسي . انا أسفة جورجينا.
تمتمت، وتفكيرها يبحث بجنون عن طريقة لمعالجة الأمر دون جدوى:
_وأنا آسفة كذلك.
قالت فاليري: لقد عرض الأمر لي بكل فتنة.. واقنعني بأنك سعيدة
هناك....أوه.....جورجيا انا حقأ أسفه هل الأمر بهذا السوء؟
ابتلعت جورجينا غصة في حلقها، فهي لا تريد التسبب بقلق أكبر لفاليري
_انا واثقة من قدرتي على التحمل ، لكنني صدمت بقوله إنه رب عملي الآن..وهذا كل شيء.
- إنه رجل رائع جورجيا. وأعتقد أنك تظلمينه. ، امنحي نفسك بعض الوقت لتعرفيه جيداً، ولسوف تصطلح الأمور.
تنهدت جورجيا
ـ أجل أنت على الأرجح محقة ، لقد أحببت العمل ، ويجب أن اغرق نفسي فيه
_أفعلي هذا جورجينا أنت ممتازة في عملك ولسوف تنجحين للسيد اليكسندر العديد من المعارف، وأنا واثقة أنه سيدخلك في الأوساط المناسبة.
وله القدرة كذلك على تشويه سمعتي ، لكن جورجيا لم تقل هذا لفاليري اردن....فمن طموحاتها آن تمتلك يوماً شركة تصميم داخلي خاصة بها. لكن يبدو ان هذه الفكرة ماتت قبل أن ترى النور.......سارت ببطء، إلى جانب البحيرة، ترفس الحصى بقدمها من حين إلى آخر.....وتتساءل عما إذا كان مستقبلها المهني يستحق أن تتحمل خشونة ليون لأجله، لقد صدقته حين قال إنه قادر على تشويه سمعتها .. فلديه الاتصالات، وسلطة كفيلة ان تحطم مستقبلها أو تصنعه.
كانت تخطط للاستمرار في العمل مع فاليري لبضع سنوات أخرى، لكسب الخبرة وتصنع لنفسها اسماً ثم حين يصبح الوقت مناسباً، تبدأ العمل وحدها ، ولم تواجه أية مشاكل تعيق هذا المخطط ، الى أن دخل ليون اليكسندر حياتها؟
لكن لماذا يفعل كل هذا، لا تدري.. ربما تستطيع أن تفهم نيته أن يعاقبها على ما فعله كريغ ، فهو يعتقد أنها السبب الذي دفع كريغ الى السرقة لكن ما يفعله يتخطى حدود المعقول
دون أن تدرك، توقفت جورجينا تتطلع صعوداً إلى سترامور هاوس، ليت ليون يبتعد ويتركها تكمل عملها ، فبقاؤه هنا ليس ضرورياً، وكذلك تأسيس مكتب له هنا.. لكن يبدو أن هذا كله جزء من مؤامرة جهنمية لتحويل حياتها إلى جحيم
تابعت السير مجددا.. وعندما بلغت النزل، قررت أن تدخل لترى
ايزابيل، لم تكن شينا قد دبرت لها شيئاً، والوقت مبكر.. ، وثبت لها أن المرأة لاتقدر بثمن فهي تعرف شخصياً اناسا كثيرين،وممولين يمكنهم المساعدة.
تسلحت جورجينا بلائحة أسماء وصعدت إلى مكتب ليون وسألت شينا: هل استطيع استخدام الهاتف؟
جلست إلى مكتب ليون، وأنجزت الترتيبات مع الصناعيين والممولين وحددت لهم مواعيد لمقابلتها. ، وكانت شينا تراقبها طوال الوقت، بعد أن انتهت قالت الفتاة الشقراء : لماذا يقضي ليون كل هذا الوقت في المنزل؟
كانت لهجتها وقحة، ولاح في نظرتها اتهام وعرفت جورجينا أن الفتاة تشعر بالغيرة.
قالت بهدوء : لأنه يشعر دائماً أن علية الإشراف على المشاريع الجديدة، قبل هذا كان هناك مؤسسة إنتاج سوفت وير للكومبيوتر في الميدلاند، فهو يحب أن يضع إصبعه على النبض إلى أن يتأكد من سير الأمور على هواه.
_إذن لماذا وضع مكتبه هنا . بدلاً من الفندق؟
ابتسمت جورجينا : هل رأيت سترامور هاوس" إنه في حالة فوضى كاملة.....لكنه سينقل إلى هناك ما أن ينتهي العمل في البناء طبعاًوتصله شبكة الهاتف .
-وكم تقضين من الوقت معه؟
كان سؤالأ صريحاً، لكن جورجينا عرفت أن الرد مهم بالنسبة لها
_الكثير، كما أعتقد، لكن، إذا كنت تتسائلين عما إذا كان يواعدني خارج ساعات العمل فالجواب لا، فليس بيننا هذا النوع من العلاقات.
في تلك اللحظة وصل ليون ، واتجهت عيناه فورا نحو جورجينا.
_اذن انت هنا
قفزت واقفة: كنت اجري بعض المكالمات الهاتفية قابلت ايزابيل هذا الصباح، واعطتني لائحة طويلة باسماء اشخاص قد يساعدوننا لكني انتهت الآن، وساعود .
هز رأسه : إذا انتظرني قليلاً ، سأخذك معي.
اشارت بالقبول، ووقفت قرب النافذة بينما كان يعطي شينا التعليمات، ويتلقى عدة مخابرات هاتفية......واخيرا أصبح مستعداً
في سيارته، لم يتكلم لكن جورجيا احست بتأثيرة الكامل، بقربه،
بجاذبيته ، وبكل المشاعر التي اثارها في أول لقاء لهما، كانت تتصور احيانا تلك المشاعر تتغلب على كراهيتها . . فيبدو لها أنها لن تتمكن أبداً من كبح ذالك التفاعل الكيميائي الجامح الذي جمع بينهما في أول لقاء
تابع القيادة مبتعداً عن سترامور هاوس قطبت جورجينا : إلى أين نذهب؟
- أعتقد ان الوقت حان لتنالي راحةمن عملك.
ارتفع رأسها بارتجاج، وراقبته عيناها بحذر، لا يبدو ان هذا هو ليون
_مجرد نزهة في السيارة لمشاهدة المناظر هذا كل شيء، انت لم تري بعد شيئا مما يحيط بك.
وذنب من هذا؟ أرادت أن تسأل.....لكنها، بكل حكمة، ابقت أفكارها لنفسها
مع اتجاه الطريق صعوداً، أخذت المناظر فوق البحيرة تبدو اجمل فاجمل كان في وسطها جزيرة، وتسألت جورجينا إن كان أحدهم يعيش هناك ، وخطر لها انها كانت محظوظة لأن ليون لم يفكر بتلك الجزيرة لإقامتها.
اخيرا اوقف السيارة ، وخرجا منها كانت الطريق تلتف، لتصل إلى قمة الجبل ومن موقعهما البارز عن حافة صخرة، لا شيء يفوق المنظر روعه .
كانت البحيرة تلمع كالذهب تحت اشعة الشمس، والبحر ورأها بامواجه المزبدة البيضاء، وقوارب الصيد، وطيور النورس تطير وتصيح، وعند ، أقدام الجبل اشجار تحيط بالبحيرة ، لا يمكن للكلمات أن تصف تلك المشاهد التي تخطف الأنفاس،
همست جورجينا: إنها كنهاية العالم.
وقال موافقا:ً لهذا المكان رهبة غربية. .. لطالما أحببت اسكتلندا
ضاقت عيناه الرماديتان عليها : اتعلمين جورجينا اعتقد أني سأستمتع بهذا المكان أكثر الأن وانت تعملين لجانبي
كان في عينيه شيء لم تفهمه تماماً، بدا وكأنه ينظر مباشرة إلى روحها ، يحاول ان يعرف بماذا تفكر في اعماقها ، وكان الأمر يهمه؟......فجاة خفق قلبها في صدرها ، فأشاحت بوجهها عنه إنها تتخيل، فقد أوضح ليون تماما، بالكلمة وبالفعل ، أنه لم يعد يهتم بها .......وسارت مبتعده قليلاً عنه، حين لم يلحق بها ، توقفت، ورفعت وجهها إلى الريح ، تتنشق عطر النسيم الصيفي الدافىء، واغمضت عينيها في لحظة صفاء.
وكانت هذه غلطه فقد تقدم ليون خلفها، واصبح قريباً يكاد يلامسها....سرت قشعريرة في جسمها، واحست بقوته تلتف حولها بدا وكأنه ينتظر إشارة ما، دليلاً على أنها تريد قربه
غلفهما سحر المكان ، وفجاة، أصبح الوقت وقت المشاعر لكن جورجينا كانت تخشى أن تتركه يعرف مدى تأثيره عليها ، وكم هي ضعيفة أمامه ، فقد يودي بها ذلك إلى موقف ليست مستعدة له، إنه رجل يثير في النفس اضطراباً عميقاً....مع كل قسوته، ولم تكن واثقة من أنها تستطيع التعامل معه.
قالت بصوت مرتفع، ناعم، دون أن تعرف ما أذا كان سيسمع أو
يرد
_ماذا تفعل هنا؟ ماذا تريد مني؟
طوال الوقت كانت احاسيسها تتخبط في قلبها ، ، وكل نبض في شرايينها كان يتسارع ترقباً وخوفا....من السهل الآن أن تفضح نفسها إنها تعيش على حد سكين ، تكرهه ، وتريدة في أن معاً.
كان الجو حولهما مشحونا، وكل عصب في جسم جورجينا متوترا الى اقصى الحدود، قربه منها يرهق أعصابها....وارادت ان تهرب...... أن تحرر نفسها من هذا العذاب، لكنها كانت مربوطة إليه بسلاسل خفية.
لم يرد على سؤالها، لكنه دس ذراعيه حول خصرها وارجعها إلى الوراء لتلتصق به فإذا بسيل من العواطف يكاد يجرها إلى واد سحيق. كانت تعرف أن عليها المقاومة، والاحتجاج، والغضب إلا أنها لم تفعل شيئا من كل هذا ، لقد عاد مرة أخرى ليكون الرجل الجذاب الذي التقته أول مرة. ونسيت كل خلافاتهما كان سحره يغلفها ويجعلها تشعر بسعادة لا توصف، واكتشفت حقيقة
إحساسها المدمر، إنها تريد ان تشعر بقربه تريد أن تكون له من السخف أن تقول إنه الرجل الذي كانت تنتظره طوال حياتها، لكن هذا ما كانت تشعر به في هذه اللحظة التي كاد قلبها ان يتوقف فيها، كان من السهل نسيان مافعله، والتفكير فقط بما يحدث لها .
- يمكن أن أكون أشياء كثيره لك جورجينا.
كان صوته هامساً، دافئاً، ويداه تشدانها إليه أكثر فأكثر، وأرتجفت أوصالها فأحست بالضعف والضياع، ولم تصدق أن هذا يحدث لها.......شعورها كان غامرا لم تعرف مثله من قبل......لم يسبق لها أن تغلبت عواطفها على إرادتها من قبل
سمعت جورجينا، كما لو من مكان بعيد، تنهيدة خرجت من حنجرته...
وأسندت رأسها على كتفه وتحرر عقلها من روابط أفكارها لتنعم بسحر هذه اللحظة النادرة
أدارها إليه بلطف.. واخذت أصابعه تتلمس وجنتها برقة ولطف أما هي فتركت يديها تمتدان إلى عنقة، رفعت رأسها لتلاقي عينه كانتا قد أصبحتا قاتمتين......لم تع أن عينيها كانتا تعكس المشاعر العنيفة في داخلها....واحست بوهن في ساقيها فتشبثت به بقوة لتكشف بهذا دون وعي عن مشاعرها، ضربات قلبها خرجت من السيطرة، وتسألت في نفسها عما إذا كانت هذه نقطة تحول في علاقتهما.
لكن هذه الفكرة لم تدم أكثر من ثواني قليلة فجأه، أبعدها عنه ولم يعد في عينيه سوى الازدراء.
سألت بحيرة كاملة، والصدمة تبدو في عينيها: ما الأمر؟
_هل ذاكراتك ضعيفة إلى هذا الحد؟
جف الدم من وجهها وهي تنظر إليه دون أن تفهم شيئاً لفت ذراعيها حول نفسها تخفي أرتجاف اطرافها.
_لقد وعدتك بالأمس أنني لن أعانقك إلا إذا كنت جاهزة لي.
صاحت بصوت مختنق: اللعنة عليك
_لكنني لم أكن أدرك إلى أي حد يمكنك الادعاء.. هل ظننت انك
تستطيعين خداعي هكذا لتغيير الأمور بيننا؟
وتلاشى السحر، لكن الإذلال جرحها في العمق ونظرت إليه متحدية: لم اكن انا من ابتدأ هذا وما من امراة تمتلك عقلاً واعياً يمكن أن تتورط معك.
_لا؟ يمكنني بسهولة ان اجعلك تقعين في حبي جورجينا غريغوري.
سخرت منه: لابد أنك تمزح.
_إذا........ كانت على حق........... هذا لم يكن يعني لك شيئا
وادركت جورجينا انها وقعت في الفخ الذي نصبه لها.
لقد ظنت بكل غباء أن ذلك الموقف يعني له شيئاً، وانه بدأ يرى وجهها الحقيقي.. لكن لا...... لم يعن هذا له شيئاً...... لا شيء إطلاقاً .... . انه لا يهتم بها أبدا....... كل ما كان يهتم به تحجيمها وفي هذه اللحظة كرهته.....كرهته بكل ذرة من كيانها.
قال: أرى من وجهك انني على حق.
الثقة الجافة بالنفس، كادت تجعل جورجينا تهرب راكضة، لكن الى اين؟ كانا يبعدان أميال عن أي مكان، وهي تحت رحمته تماماً، ولا مجال للخلاص فقد أجبرها على القبول بالعمل له.
اجبرها؟كيف يمكنه أن يفعل هذا؟ أي نوع من الضعفاء هي؟ لو تركه الآن فلن يؤثر ذلك على فاليري، فقد وصلها تعويضها كل ما ستفعله هو أن تدمر فرصتها في مستقبل ناجح لكنها تستطيع أن تجد عملاً آخر لا يمكن أن يدمر حياتها بالكامل.
صاحت بشراسة: أكرهك ليون اليكسندر .. أكرهك.....، أكرهك
واستدارت راكضةتوقعت سماع وقع خطواته ، لكن لا شيء ولم تجرؤعلى أن تستدير وتنظر.
تابعت ركضها نزولاً على الطريق الغير مستوية لو وصلت الى الطريق العام، ربما تستطيع ان تجد من يقلها ، وقد تتمكن من العودة الى الميدلاند، حيث تعيش قبل ان يأتي ليفتش عنها. هذا إذا فعل لا بد أنه يحتقرها الآن، ولن يزعج نفسه.
كيف تجاوبت معه هكذا؟ كيف فضحت شعورها نحوه؟ ،كان يجب أن تعرف أنه سيسيء التفكير بها
كادت تصل الى الطريق العام. حين سمعت صوت سيارة خلفها......، مرتين خلال ركضها، وقعت وجرحت ركبتها، لكنها راحت تركض بشكل اسرع لا بد انه ليون ، لايمكن أن يكون غيره، هل من الممكن ان تجد نجده؟
توقفت بصعوبة ، والتفت، عبر الزجاج الأمامي للسيارة القريبة، رأت ضحكة ليون الشبيهة بضحكة القرش وهي تلتفت مجدداً علق كعب حذائها بالأرض الوعرة، وبصيحة ذعر، اندفعت إلى الأمام في طريقه، ولم تستطع منع نفسها من السقوط وكانما بالحركة البطيئة، رأت نفسها تقع ورأت ليون ينظر
إليها برعب، وسمعت صرير المكابح.

ليلة نام السهر _مكتوبة_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن