تناول ليون و روبرت طعامهما دون استمتاع كانا مستغرقين في نقاش حول الفندق وتجاهلا جورجينا تماماً.
- قهوة يا سيداي ؟
سؤالها لم يلق أذاناً صاغية، فأعدت القهوة على أي حال ثم تركتهما لتصعد إلى الاستديو. .
كانت الساعة قد بلغت العاشرة عادت لتعمل، وانشغلت بما تفعل بحيث لم تسمع روبرت يغادر ، وليون يصعد إلى الطابق العلوي .
قال : ها أنت إذن ظننتك نمت
رفعت رأسها لترى خطوط التوتر على وجهه، وامتلأت عطفاً عليه.. كان رأسه لا زال يؤلمه : هل توصلتما إلى اتفاق؟
_اعتقد.هذا، حمُلني روبرت رسالة لك.. يريد أن ترافقيه غداً على العشاء ..
ابتسمت جورجينا: هذا لطيف، هل قال في أي وقت سيأتي لياخذني .
كانت تفضل الخروج مع ليون.. من المؤسف أن عشائهماً في الخارج الغي اليوم كانت تتطلع إليه بشوق
نظر ليون إليها ببرود: قلت له إنك مشغولة جداً، وإنكي لن تجدي وقت فراغ لي المرحلة القادمة.
وقفت على قدميها: ماذا فعلت؟ كيف تجرؤ؟ لست مستعدة للعمل وقتا اضافيا لأرضائك
_ستفعلين ما أقوله لك.
لهجته كانت حازمة لاتتحمل الرد
ـ أنا اعمل لك سيد اليكسندر، وأنا أعيش معك الآن، لسوء الحظ. .
لكنك لا تمتلكني إذا أرادت الخروج مع روبرت سأفعل، ولن تستطيع منعي .
ضحك ضحكته التي تشبه ضحكة القرش.
_انت تستخفين بي جورجينا.
_وانت، أيها الجلف المتوحش، تستخف بي أنا امرأة حرّة، افعل ما اريد.
رد وهو لا يزال يبتسم: هل قال لك أحدهم كم تبدين جميلة وانت غاضبة؟
_ما من أحد اغضبني مثلك من قبل.
_مما يعني تصادم الشخصيتين .
_بالضبط فنحن لا يمكن أن نتفق أبداً، أبداً، ولولا اني التزمت
بإكمال هذا العمل لما بقيت هنا.
ضاقت عينه، وبدا أن ردها على سؤاله مهم جداً له: وهل هذا هو الشيء الوحيد الذي يبقيك؟
كذبت بشجاعة : أجل .
_وليس لانك واثقة من أنك لن تجدي عملاً آخر؟
قالت ببرود: لو تركت العمل هنا. فسأبدا عملي الخاص. أعرف أنني لست مستعدة تماماً، لكنني سأتدبر امري.
ظهرت ومضة أعجاب على وجهه، ثم تلاشت فوراً، ، ربما تخيلتها.
قالت : عذراً. سأعد لنفسي شراب ثم أدخل الفراش ليلة سعيدة.
واشاحت عينيها عنه، وكانها بعدم النظر إليه تستطيع تجاهل سلطته الخانقة، ، وسارت مصممة نحو الباب ، واقشعرت وهي تمر بالقرب منه.
_ألن تعانقيني لتتمني لي ليلة سعيدة؟
كانت رنة صوته مخادعة، في خطوة واحدة وكان يقف أمامها، يجبرها أن تنظر إليه وأخذ قلبها يخفق كطير محبوس. لكنها حجبت كل الأحاسيس عن عينيها ، ونظرت إليه ببرود وتباعد : _أرجوك دعني امر
_ليس قبل أن تعانقيني وتتمني لي ليلة سعيدة.
كانت تريد أن تعانقة.. لكنها تعرف إلى أين سيقود هذا ، ثم ما الداعي وهي تعرف أنه لا يهتم بها أكثر من اهتمامه بأية فتاة من منذ علاقته بانيتا هي مجرد لعبةً وشينا لعبة له. لقد قال إنه لا ينوي أبداً الوقوع في الحب مرة اخرى.
كان ينتظر، فاقتربت بنعومة، ورفعت وجهها وعانقته دون مبالاة وقبل أن يحتضنها ، تملصت بسرعة، وابتعدت هاربة لاحظت الانزعاج على وجهه، وابتسمت راضية عن نفسها وهي تنزل إلى الطابق السفلي . ، لقد توقع المزيد،...واراد المزيد، فهل هذه هي الطريقة للوصول إليه....اعدت لنفسها شراباً ساخناً، وأخذته إلى الفراش، حيث جلست ترتشفه وتفكر بليون احست انها معرضة كثيرآ للخطر هنا في هذا المنزل معه . في هدوء
الليل ، ومارأي العمال بهذا الترتيب؟وهل يمكن الوثوق بة؟ هل ستثير كلاماً كثيراً؟
لكن هذا لا يلتها فضميرها مرتاح!
وضعت الكوب من يدها على الأرض، والتمست الدفء تحت الغطاء واغمضت عينيها، تدعو الله أن تستغرق في النوم بسرعه ، لكن كيف تنام في مثل هذه الظروف كيف تنام وليون في الغرفة المجاورة؟ وكيف لها أن تنام جيدا مرة أخرى وهما معاً هنا؟
في مكان ما، صاح بوم، وسعت طقطقة في المنزل.. وكل طقطقة كانت تجفاها، وتتساءل عما إذا كان الصوت صادر من ليون، ، وما إذا كان هو كذلك يجد صعوبة في النوم، تساءلت عما إذا كان سياتي إلى غرفتها ، الفكرة أرسلت رجفة في عمودها الفقري، وخوفاً، وتوقعاً كذلك. يبدو أنها اجتازت أكثر من نصف الطريق المؤدي إلى الوقوع في حبه....كان هذا اكتشافاً مذهلاً.. وأبعدت الفكرة عن رأسها الحب مع ليون....يا لهذا الهراء؟ ما من رجل عاملها بطريقته هذه، فلماذا تقع في حب؟....أخيراً، وبعد ساعات عديدة منها تتلوى وتتقلب، جاءها النوم، لكنها استيقضت باكراً، .. قرابة الساعة الخامسة، وكان يوماً صافيا لذلك قررت الخروج لتتمشى إنها بحاجة إلى بعض الصفاء.
ارتدت تنورة، وكنزة قطنية كان الجو بارداً في مثل هذه الساعة، وهي لاتشعر بدفء داخلي....البحيرة في الأسفل ساكنة صامتة. تغريها بصفائها.
خلف القرية، رصيف خشبي صغير ، وعدة قوارب صغيرة للمتعة والصيد، مربوطة على جانبيه.....رأت هناك رجلاً عجوزاً وجهه متجعد، يجلس في أحد المراكب يدخن غليوناً في سلام كامل مع العالم.
قالت جورجينا بحبور : صباح الخير .
وبدا لها صوتها وكانه تدنيس لقدسية الصمت
وبدا أن العجوز كان يفكر بهذا كذلك، لأنّ الوقت طال قبل أن يرد، وكانه لا يريدها هناك
سألت : هل احد هذه المراكب للإيجار؟
حك ذقنه بغليونه.
_أجل يافتاتي إذا عدت حوال العاشرة.
قالت بخيبة أمل ظاهرة : سأكون عندها في مركز عملي ، اريد الخروج إلى البحيرة الآن، لأنعم ببعض السكون .
رفع حاجباً رمادياً كثيفاً: سكون لفتاة شابة منك؟ هل تواجهين متاعب ؟
هزت كتفها وابتسمت بقلق: أبداً، لكني أجد أن البحيرة تبدو مغرية وأنا أنظر إليها من فوق.
_أنت من المنزل فوق، صحيح؟ إنه يحوله إلى الفندق، كما عرفت ، سيفيد هذا سترامور، يحضر الناس بزيارة إلى هنا وسيرغبون بمراكب للمرح فوق البحيرة، ولن يكون هناك هدوء بعدها......ما علاقتك بالسيد اليكسندر؟
سؤاله المباشر جعلها تبتسم بما لا شك أن الأخبار تنتشر بسرعة.
_أنا أعمل لحسابه، فانا مهندسة ديكور داخلي.
- إذن لماذا تعيشين معه؟
_لأن......
هذا سؤال صعب الإجابة عليه
_ لأننا نعمل معاً على المشروع ولم يكن الكوخ يصلح للسكن .
_هكذا إذن، وهل انت هاربة من الرجل نفسه هذا الصباح الباكر.
يالفضوله!
ولكن هذا صحيح أنها هاربة من ليون الجواب نعم،... ليس منه
بل من الوضع الحرج الذي زجها فيه.
ابتسمت للعجوز وقالت: بالطبع لا. لقد استيقظت باكرا ً واردت الاستمتاع بالجو الصافي،
_خذي مركبي إذا أردت .....، تحسنين التجذيف، أليس كذلك؟
_أووه أجل لي ثلاثة أخوة، وكانت دائماً أحب أن أفعل ما يفعلونه، ولقد جذفت الكثير من المرات،
_ حسن....لا بأس إذن .
قالت بابتهاج: سأعود بعد ساعة .. شكرا لك
حركة القارب، أزعجت السطح الهادىء كالزيت وجذفت طويلاً،
وراحت تراقب شاطىء البحيرة يبتعد ويبتعد، كان العجوز يكلم شخصاً آخر الآن، شخص آخر استيقظ باكرا لتمتع بهواء الصباح العليل بعد عشر دقائق، بلغت الجزيرة. .. جزيرة سترامور، كما تسمى، لم يكن يسمح لأحد بدخولها ، فهي عبارة عن محمية طبيعية. جذفت حولها إلى الجانب الآخر، ثم توقفت، وتركت القارب يقف بصمت فوق الماء .. تصغي الى الأصوات الأتية من أمكنة بعيدة عن النظر.
تحركت من مكانها، ووصلت الشاطىء الآخر كانت السطوح المكسوة بالأشجار، ترتفع عالياً فوقها في مكان ما فوق يقبع ليون، ولا يزال نائماً. رفعت عنقها محاولة رؤية المنزل، وفي اللحظة الثانية صدم القارب صخرة في المياه الضحلة
أطلقت جورجينا شتيمة لغبائها، وعدم انتباهها، ودفعت القارب بسرعة إلى المياه العميقة...نظرت إلى ساعتها، وأذهلها أن ترى كم طال بها الوقت وهي هنا حان وقت الرجوع، وهي تدندن بسعادة، أخذت تشد المجذافين بحركات آلية،،،،،تاركة أفكارها تعود إلى ليون . ستمرح كثيراً وهي تحاول الوصول إليه، هذا إذا كان المرح هو الكلمة المناسبة، فهي ستضطر لان تكون حذرة جداً. من ناحية لن تجرؤ على أن تتركه يشك بمشاعرها نحوه. ومن ناحية أخرى إذا دعاها روبرت للخروج معه سوف تفعل ، وليقل ليون ما يشاء، فهي تحتاج الى أناس آخرين تتكلم معهم....ثم........ ما الذي يبلل قدميها
حين نظرت، رأت برعب أن الماء يتسرب من قعر المركب، ولأول مرة لاحظت أن الأرضية مهترئة، ولا بد أنها تشققت . حين اصطدمت بالصخرة.
كانت تجيد السباحة، لذلك لم تقلق كثيراً، لكن فكرة إغراق مركب العجوز ازعجتها. ، وكل هذا لأنها أرادت الابتعاد عن ليون!
تحسست الثقب، متسائلة إذا كانت تستطيع سدّه بشيء، لكن، حين تلمسته بأصابعها تكسر المزيد من الخشب، وسرت المياه بسرعة..بدات تجذف بسرعة، آملة أن تصل الشاطى، قبل أن يملأ الماء المركب، لكنه كان يغوص بسرعة، فتخلت عن التجذيف وحاولت تفريغه بيديها. . جهد لا جدوى منه، توقفت للحظات ثم اعتمدت الخيار الوحيد المتبقي. ..
كانت المياه باردة خطفت أنفاسها، والمسافة ابعد بكثير مما ظنت، على بعد مئة يارده من الشاطىء رأت العجوز يقف ويراقبها، وبدا مرافقه يشبه ليون....اقتربت بضع ياردات اخرى ورات انه فعلاً ليون، وهبطت معنوياتها ، أخر شيء تريده هو أن يراها ليون وهي هكذا....ما أن لامست قدماها الأرض حتى وقفت، وسارت ما تبقى من الطريق . كانت قد خلعت حذائها وتنورتها قبل القفز إلى الماء، فأذت الحصى قدميها،
وبقيت تتعثر، وكان وجه العجوز قلقاً جداً.
_ماذا حدث؟.... كنت أعرف أن القارب القديم مهترىء، لكني لم أتصور أنه قد يخذلك .
لكن ليون كان يضحك.
- هل تمتعت بالسباحة الصباحية جورجينا
شهقت طلباً للهواء اسنانها تصطك، واطرافها ترتعش
_كدت اغرق، وأنت لاتهتم،
_رأيت أنك سباحة ماهرة، لا خوف عليك.....هيا.....دعيني أساعدك للصعود إلى الطريق.
انتزعت ذراعها منه.
- لاشكراً.
وقالت للعجوز: أنا آسفة على مركبك أسفة فعلاً، لقد ارتطم قاعه
بصخرة، ، وأخشى أن يكون قد غرق .
هز كتفيه: لم يكن يساوي الكثير، ولا يهم طالما أنت بخير؟
ادركت جورجيا فجاة أن قميصها القطني قد اصبح شفافاً بعد ان ابتلّ...وأن ليون يتفحصها وهي تتكلم مع الرجل الآخر.
قالت: سأتي لاراك مرة أخرى، أريد أن أعوض عليك بطريقة ما ......يجب أن أعود الآن، أكاد اتجمد بردا
قال ليون وهو يفتح السيارة: سيارتي معي.
جاء ببطانية ووضعها على المقعد، وحين جلست لفها حولها.
_لا أريدك أن تصابي بالبرد.
_تخشى أن أمرض فأعجز عن العمل؟ أم لأنك قد تضطر للعناية بي بما أننا نعيش معاً ؟ أم ربما للسببين معاً؟
أنهت كلامها والحرج يجعل لهجتها حادة، كم هي حمقاء كيف أوصلت نفسها إلى هذا الموقف
صعد إلى المقعد الأخر وأدار المحرك.
- هل تصدقيني لو قلت إني لم أفكر بكل هذه الأمور؟ وإني كنت افكر بك
ليت ذلك كان صحيحاً لكنها تعرف تماماً موقفه منها.
وردت: لا لن اصدق.
_لا بأس....أخبريني كيف تمكنت من إغراق القارب، لقد راقبتك تجذفين بخبرة , والحق يقال جورجينا ، إنك أدهشتني فعلا.
تعمدت تجاخل سؤاله: أنا آسفة إذا كنت قد أيقظتك حين غادرت المنزل لكنك لم تكن مضطر للمجيء ورائي
_ظننت أنك ستهربين .
اتسعت عيناها: لكنت أخذت ثيابي لماذا ظننت هذا؟
- أنت لست سعيدة معي جورجينا أليس كذلك؟
هزت كتفها : احياناً أكون سعيدة، وأحياناً اخرى لا ذلك مرتبط بكيفية معاملتك لي.
- لا تعجبك فكرة أن تكون سجينة هنا.
- طبعاً لا، ولو كنت فعلاً مصممة، لرحلت، سواء هددتني أو لا ، لن
تتمكن من استبقائي.
ابتسم: تعجبني روحك القتالية جورجينا، لكنك تجيبي عن سؤالي .
_ولا أنوي الجواب.
_ما الذي كنت تفكرين به عندما ارتطمت بالصخرة؟
وكأنه يعرف، لكن كيف يمكن أن يراها من تلك المسافة؟. . قالت
معترفة : شردت افكاري للحظة فقدت التركيز.
وصلا إلى المنزل وأمسكت جورجينا مقبض الباب بيد والبطانية بالأخرى. لكنها كانت ملفوفة حولها بإحكام.
استدار ليون والتقطها كأنها طفلة، وحملها إلى المنزل رغم أنها طلبت منه أن ينزلها، ثم أنزلها لينتزع البطانية عنها ، وشكرت ربها لأن العمال لم يكونوا قد وصلوا بعد وإلا لأحست بحرج شديد .
ضاقت عيناه تقيمانها: أنت فعلا ساحرة بهذا الشكل ، ومن العجيب انك لم تسببي لذلك الرجل بنوبة قلبية.
_مضحك جداً.
- هل تبدين هكذا حين تخرجين من الحمام؟
لامس خصة مبللة من شعرها وقال: انت ترتجفين.. اذهبي وخذي حماما وارتدي ثيابا جافة قبل أن تصابي بالزكام.
صعدت جورجينا الدرج بسرعة كانت تشعر بعينيه عليها ، لم تكن تشعر بالبرد، بل احست بنار تحرقها ، كل هذا لأن حملها بين ذراعية سلطة هذا الرجل عليها مذهلة .
دخلت الحمام، ووقفت تحت رذاذ الدوش. ، وتركته يهطل كالمطر
عليها لمدة دقائق .. الطريقة التي كان ليون ينظر بها إليها جعلتها تضطرب إنه يرى أنوثتها، ويعرف انها تحس به وهو يراقبها..
ابعدت تلك الأفكار مشمئزة وأغلقت الماء، لفت المشفة حولها، وعادت إلى غرفة النوم لترتدي بسرعة، وهي تضع ساعتها في يدها، لاحظت انها لازالت السابعة وعشرين دقيقة ولم تصدق ان كل هذا حدث قبل بداية النهار.....في المطبخ ملات غلاية الماء وأوصلتها بالكهرباء، ، هل يتوقع ليون أن تعد له الفطور، واين هو على أي حال, وكانما عرف بماذا تفكر، فظهر فجاة.
سألت: هل ترغب ببعض التوست
- نعم من فضلك.
وجلس الى طاولة المطبخ يراقبها: كيف تشعرين الآن؟ أليس هناك أي ردة فعل
نظرت إلية، وأنفاسها متقطعة: أنا بخير.
كان هذا كل ما قاله . مع ذلك فقد أحسست أنه يعني تلك الكلمة.، لايريدها أن تصاب بالرشح.. ، وهذا لا يصدق.
جلسا معاً وتناولا التوست، وشربا القهوة، جلسة عائلية حميمة. ، لكن علاقتهما لم يكن حميمة في الواقع، تشعر بتوتر شديد.. هذا أول يوم لهما معاً وتشعر بكل هذا فكيف تكون الحال بعد اسبوع، أو شهرا؟ هل سيكون الوضع مستحيلاً؟ لماذا وافقت ؟ لماذا لم تصر على البقاء في الكوخ؟
لم يطل البقاء على الفطور ، وصل العمال في الثامنة، فنزل ليتاكد ان كل شيء يسير حسب الخطة، غسلت جورجينا الصحونن، وأغلقت على نفسها في الاستديو
صعد روبرت ليراها
_هل نقل لك ليون رسالتي؟
ابتسمت : أجل وبشكل يحسد عليه.
_اتخرجين معي ؟
_طبعاً لطف منك ان تدعوني وشجاعة كبيرة بعد الطريقة التي كلمك بها ليون.
هز روبرت كتفيه: نباحه أسوا من عضته لا يمكنه منعنا من الخروج معاً.
تقدم إلى طاولتها ووقف ينظر إليها.
- لا أعرف إن كانت إقامتك معه هنا مناسبة؟ هل هذا ضرورياً؟ اعتقد ان الكوخ كان مثاليا.
هزت كتفيها: كانت فكرة ليون ، ولم يكن لدي خيار.
- هل تحسنت علاقتكما
- تعلو وتهبط ولو أني اشك بأن نصبح يوماً مقربين ، فهو لم يغير رتيه بعد بالنساء عموما ، يظن أنا لانصلح سوى للاستغلال ثم الإهمال.
لم تدرك جورجينا كم كانت لهجنها مريرة إلى أن قال روبرت بحزن: إذن ، لا زلت تحبينه؟
_يا للسماء: هل هذا صحيح؟ هل افضح نفسي إلى هذا الحد؟
ابتسم: لا تجزعي جورجينا لايبدو هذت سوى لي.. لأنني أحبك.
أجفلت : أه....روبرت......أنا آسفة كثيراً.
- لا تأسفي . اعرف اني لن أكون الرقم واحد في حياتك، لكني مستعد للقبول بهذا، وسابقى أملاً.
_انت أطيب رجل عرفته روبرت.. أتمنى لو أحبك.
وقفت تواجهه، فوضع يديه على كتفيها : أعتقد أن كلانا مقدر له أن يحب من لا يبادله الحب على الأقل لدينا قاسم مشترك،
والتوت شفتاه سخرية،
فهزت رأسها: الحياة ظالمة كثيراً، الا تظن هذا؟
_جدآ
،وانحنى يعانقها:على الأقل، ساشعر بالشوق لهذه الليلة.
التفتا معاً حين انفتح الباب ووقف ليون مسمراً حين شاهدهما، واسودت عيناه: أرجو المعذرة إذا كنت أقاطعكما. . لكن أحد مندوب الشركات حضر ليقابلك جورجينا، أيمكن أن تمنحيه بعضأ من وقتك؟
كان الرجل وراءه ، وتحرك روبرت بسرعة مبتعداً.
_سأتي لأخذك حوالي الثامنة جينا.
هزت رأسها، تتجنب عيني ليون وتنظر مباشرة إلى الرجل الذي جاء ليقابلها وقال: مايك غولد من روس كاربت، ،
كان الوقت مبكراً بعد الظهر حين بدأت جورجينا تعطس، ومع حلول وقت الشاي كان الزكام قد أخذ منها مأخذاً. وراحت كل أطرافها تؤلمها كانت قد تناولت ساندويشا للغداء، متوقعة من ليون أن يأت لمواجهتها وارتاحت حين لم يظهر له اثر..... الآن، وهو يصعد السلم الى غرفته ألقي نظرة عليها وأمرها أن تذهب
إلى سريرها.
قالت متذمرة : هذا مجرد زكام بسيط، لا استطيع الذهاب إلى السرير ، سألتقي بروبرت
قال بحزم: لن تذهبي مع روبرت ولا مع اي كان يدو أنك أصبت
بالرشح خروجك بالقارب كان جنوناً.. كان يجب أن تعرفي انه مهترىء .
_لم يقل لي هذا
- قال انك بدوت متلهفة للخروج إلى البحيرة، وإنك كنت تحتاجين إلى السكون، فهل هذا بسبي؟ هل تشعرين بالبؤس ، لأننا تسكن هنا معاً؟
قبل أن تردعطست مرة أخرى ورفعت منديلها إلى انفها وعينيها المبللتين.
قال ليون بحزم: اذهبي إلى الفراش ، ساعد لك كوباً من الحليب الساخن تشربينه مع حبة أسبرين.
علمت جورجيا انها فعلاً مريضة، فأطاعته وخلعت ملابسها وتكورت تحت الغطاء شعرت بالحرارة، مع ذلك كانت ترتجف.
جاء ليون مع الحليب والدواء ووقف قرب سريرها وهي تبتلع قرص الأسبرين وضع يده على جبينها وقطب: حرارة مرتفعة جداً، ربما يجب أن استدعي الطبيب؟
كان الدليل الأول على سوء حالتها أنها لم تشعر بأي استجابة للمسة ليون،..لاخفقة قلب أو تسارع نبض .
- دعني أنام فقط .. سأكون بخير.
نظر إليها بارتياب، وعرفت أنه وقف هناك لدقائق بعد ان اغمضت
عينيها، لكنه أخيرا خرج.
بعد ذلك غلبها النعاس لكنها استيقظت عدة مرات، تتقلّب وتتلوى المأ....كانت تشعر بمنديل يمسح العرق عن جبينها، لكنها كانت اضعف من أن تعرف من يفعل ذلك.
أحياناً كان ترى ليون معها في الغرفة ، يجلس إلى جانب السرير، ينظر إليها بحنان حتى اقتنعت انها تحلم،....تهلوس،
لم يكن للوقت معنى. لكنها أخيراً استيقظت تشعر بتحسن ، طفيف، عبر النافذة استطاعت رؤية رؤوس اشجار الصنوبر الاسكتلندي تحني للريح،،،،وسماء زرقاء يظللها سحاب متجمع
يجب أن تنهض .. لكن حين نزلت ساقيها من حافة السرير، لم تستطيع حمل ثقلها لاعظام لها ولا قوة . ..
دخل ليون الغرفة وامرها على الفور أن تعود إلى الفراش ، فاحتجت: لكني أحس بتحسن كبير .
- لا يبدو عليك هذا، هل انت جائعةا لدي بعض الحساء.
- وهل أعددته بنفسك؟
بدا لها غريبا ان يطهو لها.
_أجل
_لأجلي؟
_تحتاجين بعض العناية ..
_تبدو وكأنك أمي.
التوت شفتاه
_صحيح؟ لا أشعر بالأمومة نحوك. ولا ما يمكن أن يشابه الأمومة،..
شمت جورجينا رائحة الرجولة فيه، فغمرها دفء، لا دخل له بمرضها....حاولت أن تعود الى الفراش لكن لا مجال للخلاص.
قالت، في محاولة لتغير الموضوع : كم الساعة الآن؟
- الثالثة
_الخميس
_هذا صحيح.
_لقد نمت أربع وعشرين ساعة تقريباً!
_النوم كلمة غير ملائمة. ، كنت محمومة تهذين معظم الوقت، ، لم تصابي برشح بسيط بل بالانفلونزا عدة عمال أصيبوا بها أيضاً
قطبت: إذا كنت مصابة بانفلونزا، لا يجب أن تسهر أنت معي، فسوف تنتقل العدوى إليك .
- لا، لن ألتقطها . لقد تلقيت لقاحاً ضدها منذ بضعة أسابيع إبقي
حيث أنت الآن وساحضر لك الحساء
كان حضور هذا الرجل كبير بحيث أن الغرفة بدت خاوية بعد خروجه..واغمضت جورجينا عينيها لتفكر بمشاعرها نحوه، هل روبرت على حق، وهل وقعت في حب ليون؟ لهذا تتحمل معاملته لها؟ وهل سيبادلها الحب يوماً؟
هل سيتغلب من معاملة انيتا له؟ هل سيتعلم الثقة بأحد مجدداً؟
ما من سبيل معرفة الرد على كل تلك الأسئلة؟ كانت لا تزال حائرة. حين عاد يحمل صينية وضعها على الفراش ، قدم لها الحساء الساخن ، ورغيف خبز صغير ، ولدهشتها قرنفلة حمراء في زهرية صغيرة.
رفعت جورجينا حاجبها: وهل ازعجت نفسك لأجلي؟
_أنا لست دون انسانية أمام مرض شخص ما.
_ربما يجب أن تطابقي مريضة دائماً؟
ارتفع حاجبه مؤنبا ولم يعلق على كلامها.
كان الحساء مليئاً بقطع طربطية من لحم الغنم، ومزيج من الحضار، وتناولت جورجينا ملعقةةمنه.. كان لذيذا جداً، لكنها لم تكن جائعة.
-أين تعلمت فن الطبخ
_حين يعيش الرجل لوحدة، لاخيار له. وانا اتمتع بالطبخ.
- أنت تدهشني ،لم أتصور ابدا انك تستطيع إعداد الطعام ، حتى ولو اضطررت.
تناولت ملعقة أخرى، وكسرت قطعة خبز وغمستها في المرق اللذيذ....راقبها وهي تضعها في فمها، وأحست بارتفاع الحرارة مجدداً تحت مراقبته .
ولوت ابتسامة خبيثة شفتيها
_الآن عرفت انك ماهر جداً، ونستطيع تقاسم مهام إعداد الطعام .
- لا أظن هذا جورجينيا
_أتعني أنك متعصب لجنسك؟
_قد يقول بعض الناس هذا.
_لهذا لم تجد بعد فتاة تستقر معها؟هل تسيطر عليهن لهذا الحد؟
اسوةطد وجه مع كل سؤال وعرفت أن عليها أن تصمت، لكن شيطانا ما كان يدفعها: هل يتركنك حين يعرفون من أنت؟
- أصمتي جورجيا وأكملي الحساء
كان في عينيه مطسواد مهدد وفي صوته لهجة خطيرة.
اخذت ملعقة أخرى لكنها احست بالتعب لم تعد تريد أن نأكل.
فوضعت الملعقة في الطبق: أنا آسفة ليون ، لا استطيع أن أكل المزيد ، لست جائعة.
زال الغضب من عينيه والتقط الملعقة محاولاً إطعامها كمن يطعم طفلاً.....التفت ذراعه حول كتفيها: جورجينا، يجب أن تأكلي
أحست بالروعة وهو يضمها إليه ليون وهو في هذا المزاج كان أكثر الرجال اكتمالاً، وأخذت تصلي بصمت ليخفف من قسوة وجهه ، ويمحو تلك النظرة المتصلبة، ويسمح لها بالزحف إلى حياته.
مع هذه الفكرة تناولت ملعقتين بعد ثم أدارت رأسها : أنا متعبة ليون ، لقد اكتفيت ، ، أريد أن أستريح.
التوى فمه ضيقاً، ورفع الصينية.. لكنه لم يكن مستعجلاً للمغادرة. فجلس إلى جانب السرير يراقبها وهي تسوي الغطاء وتعود إلى التكورتحته. وأرجعت خصلة شعر عن وجهها، وهي تفكر كم ساعة أمضاها هنا جالساً يراقبها هكذا،
وهي نائمة، ، جاءت الفكرة باحمرار دفء إلى خديها.
أغمضت عينيها، لكنها كانت تحس بوجوده، ولم تستطع النوم. كان جسمها لا زال يؤلمها، وتشعر براسها يدور، لكن مشاعرها
نحوه كانت اقوى وتزداد قوة مع الوقت ماذا كان حصل لو انها كانت لوحدها في الكوخ؟
هل كان سينتقل ليون إلى هناك ليرعاها؟
لاحت ابتسامة خفيفة على شفتيها، وفتحت عينيها تنظر إليه، لتتفاجىء بنظرته الحنونة، لكن هذا تلاشى في لحظة، وحل مكانه التعبير محايد، وعرفت أنها هذه المرة لم تتوهم، وهذه الفكرة جعلتها تشعر بتحسن.
- يجب ان اخرج جورجيا، هل ستكونين على ما يرام"
تسللت إليها خيبة الأمل .. فهذه لحظة نادرة لاتريدها أن تنتهي.
_إلى أين أنت ذَاهب؟
لا أحد يطرح عل ليون اليكسندر مثل هذا السؤال، لكنها أحست أن لها كل الحق في هذه الظروف.
_سأذهب لأزور فيرغسون الشاب فهو لازال في حالة الخطر.
كانت جورجينا قد نسيت أمر الحادثة بالأمس، أم كان هذا اليوم الذى قبل؟
كان دماغها مشوشآ جدا .
_أو، طبعاً، لا بد انك قلق جداً عليه
كانت تعرف أنه لو حدث شيء للشاب، فسيشعر ليون بالمسؤولية الشخصية
مدت يدها تقول بلهجة تامة: أنا واثقة أنه سيشفى ليون ، ولا داعي للقلق علي ، إبقى معه قدر ما تريد.
امسك يدها يضغطها بقوة
_لكني قلق جورجينا، لقد اصبحت جزءا من حياتي. ، ولا أستطيع تصور الحياة الآن من دونك.
.
![](https://img.wattpad.com/cover/152079081-288-k999590.jpg)
أنت تقرأ
ليلة نام السهر _مكتوبة_
Romansaعندما يتغذى الحب بنار الكره......ويصبح الهروب مستحيلآ....... والاستسلام للحب ممنوعآ.....عندما تعصف بنا فوضى من المشاعر المتناقضة...وتتركنا في حيرة من أمرنا _اكرهك...اكرهك بكل ذرة من كياني هيا حرك هذا المركب أريد العودة _أتعرفين جورجينا؟ انت لي...تذ...