الجزء الخامس

3.6K 198 32
                                    

*يحتوي هذا الجزء على صور*🙄😉
.
.
.
كان كاكاشي متعجباً عندما لم تعد ياماها لزيارته بعد ان تأخر نقل النينجا الى كونوها لمدة شهر بأكمله، بالطبع كان قد تحسن ولم تعد هناك اي اصابات تذكر في جسده سوى فقدانه للشارينغان الخاصة به وبعض الخدوش التي تمكن من اخفائها بواسطة قناعه...
* يجب ان اعود الى المنزل...* قال في نفسه وهو ينظر خارج خيمته، تلك الصعوبات التقنيه التي واجهها اطباء كونوها والعدد الكبير للجرحى الذي لم تتمكن المشفى من استقباله جعل عودته الى القرية تتأخر كل يوم ليصبح افضل اولاً ويصدر الاوامر والتوجيهات التي تتعلق ببقايا الحرب ثانياً بما انه كان مستشار تسونادي الاول، ومع ذلك كان يجب ان تزوره، هذا ما شغل تفكيره بينما اخذ يحدق الى السماء التي امتلئت بالنجوم وببعض الشهب العابرة.
نسيت ساكورا ان تخبره ان ياماها قد عادت الى القرية منذ مده، فلقد تبعت ساسكي وناروتو الى كونوها بعد ان استقرت حالتهما لتلقي العلاج بعد ان كانت تسونادي منهكه ولا زالت تتعافى جراء الحرب.
من الجانب الاخر كانت ياماها تعيد ترتيب بيتها بين الحين والاخر وغسلت كل ما يمكنها غسله لتنشره في سطح المنزل يومياً، لربما عاد كاكاشي وجلس ليقرأ كتابه في احد تلك الايام.
كانت تفكر به كثيراً وتسأل عنه ساكورا بأستمرار حتى ان الاخيره طمأنتها بإنه قد شفي تماماً وقد يعود في اي يوم الا انها لم تكن لتصدق ذلك حتى تراه بأم عينها. وبالطبع لم تنسى تسونادي التي كانت تجلس بغضب في غرفة المشفى بعد ان منعوها من الخروج وتناول بعض اصناف الطعام وحرمانها من المشروبات الكحوليه.
كانت قد بدأت تتذمر عن حاجتها للراحه وكيف ان الوقت حان لتتنحى وتترك شخصاً اخر يقوم بالمسؤوليه، الا انها لم تلمح الى من قد يكون بالرغم من ترشيحها لأحدهم.
في احد تلك الايام وتحديداً عند غروب الشمس وبعد ان انهت ياماها زيارتها لتسونادي، توجهت الى منزلها وهي تلاحظ ان لون الشمس قد اختفى بسبب الغيوم المظلمة التي اخذت تحل محل السماء الزرقاء دون سابق انذار. سمعت القرويين يقولون ان السماء تبكي على من قتل في حرب النينجا العظيمه ولكنها لم تصدق بخرافات مثل ذلك، وعلى عكس الناس فضلت ان تسير ببطئ وهي تشعر بأول قطرات مطر الخريف تسقط وتحط على وجهها ووجنتيها اللتين عادت اليهما الحياة تدريجياً بالرغم من هالات عينيها السوداوتين ولكن ليس كما سبق.
ربما احب الناس المطر بالرغم من هروبهم منه واحبوا الجو الذي يصنعه والشعور الجميل الذي يتركه في الانفس، كانت ياماها منهم، ولكن...ربما ليس اليوم، فلقد اشعرها المطر اليوم تحديداً بالوحده، وجدت نفسها تسير في الشوارع لوحدها بعد ان تساقط المطر بغزارة وبلل الاشجار المحيطه كما بللها تماماً ليترك شعرها ملتصقاً على وجهها. لم تبذل اي مجهود لأبعاده بل رحبت به لانه اصبح كالغطاء يحمي عينيها المحمرتين اللتين ملئتهما الدموع، تلك اللتي سرعان ما اختلطت بمياه الامطار...
* تباً...* قالت في نفسها، لم تكن ياماها لتترك دموعها تنهمر دون سبب يذكر، ولكن بدا كما لو ان كل شيء مرت به عاد لهاجمها ويتركها ضعيفه...*اين انت...* لم يكن من المعقول ان يتأخر هكذا دون سبب، ربما حدثت له احد المضاعفات الصحيه ، او لربما لم تنتهي الحرب تماماً...لقد اصبحت تشعر بالرعب فقط لمجرد تذكر أسمها ...ماذا كانت ستفعل لو رحل الان؟...
لقد احرزا تقدماً في اخر مرة رأته فيها ولمحت الأمل في كلامه، حتى انه لم يجعل المحادثه تدور عنها فقط، بل رحب بما لديها من اسئله تجاهه.
غابت في تفكيرها عن الواقع واخذت تتجه الى المنزل ولم تدرك بداية ذلك الرصيف الذي غالباً ما تعثرت به عندما عادت مسرعة من شراء بعض المشتريات او عندما خافت المسير ليلاً لوحدها في الطرقات ، فتعثرت ولم تستطع ان تحافظ على توازنها وسقطت على ركبتيها وهي تستند على يديها...
شعرت بموجات الالم المفاجئة تتغلل في جسدها من ركبتيها ويديها حتى قلبها ولم تفهم لما...
* لن...ابكي* قالت وهي تنتحب بصمت *لن ابكي...لن ابكي...لن ابكي...تباً ماذا حل بي!*
ليس كما لو ان الوحدة كانت شيئاً جديداً عليها!
اذن لماذا تشعر بذلك الضيق بي صدرها كما لو ان شيئاً سيئاً قد حدث او سيحدث! انتحبت قليلا وهي جالسه على الارض، كان بيتها يبعد شارعاً واحداً الا انها شعرت بعدم قدرتها على اكمال الطريق.
سمحت لنفسها بالبكاء وهي تقول القليل فقط...لربما ترتاح حتى تحول البكاء القليل الى نحيب متواصل، لقد يأست من البلل والمطر والالم والوحده واحست بالشفقة على نفسها...وتعجبت من ذلك، فهي لم تشفق على نفسها حتى عندما كانت تتعرض للضرب والتعنيف، ولكنها الان في حالة مزريه، لم تتوقع ان تملك ذلك الكم من المشاعر تجاه شخص لم تعرف عنه سوى القليل ويكاد ان يكبرها بأحد عشر سنه! كما ان يدها التي استندت عليها قد تجرحت بفعل سقوطها فأغمضت عينيها بيدها الاخرى واستسلمت حتى شعرت بعد فترة بتوقف المطر، لم يعد يسقط عليها...
ماذا جرى انها تسمع صوته ولكنها لا تشعر به...
رفعت رأسها لترى الغير متوقع تماماً ...
كان كاكاشي يقف فوقها بثيابه المعتاده وقد حمل مظلة معه ووضعها فوقها تماماً...
هل كان هذا حلم؟ قالت في نفسها وهي تنظر اليه بعيون واسعه ، فأبتسم لها وقرفص الى جانبها ليقول:
* هل تحاولين المرض ياماها-سان؟*
كان الان هو من تبلل وتساقط شعره قليلاً:
* ك-كاكاشي-س-سان...*
* نعم؟* قال بمرح، لقد كان بخير، سالما معافى وتماماً كما كان قبل الحرب، حتى ان الحزن قد اختفى من عينيه وحل محله المرح المعتاد الذي لمحته فيهما...لا خدوش...لا جروح...لا ضمادات... لا عيون فارغه وخاويه...
* هل انتِ بخير؟...* قال لها وقد بدا القلق يظهر عليه، لم تجبه على الاطلاق بل اكتفت بالتحديق اليه كما لو كان مجنوناً او كائناً غريباً عن هذا العالم. استخدم اصبعه ليحك جانب وجهه وقال :
* هل هناك شيء على وجهي؟*
اصبح الان قناعه مبللاً تماما حتى التصق بوجهه ليظهر معالمه بشكل اوضح...
* انت...انت هنا...* قالت له وهي تصارع مشاعرها التي اختلطت بين السعادة والحزن والفرح والغضب وتسببت بأرتجاف شفتها السفلى جراء صدمتها...
* اجل... لقد وصلت قبل قليل في الواقع...*
تملكه القليل من الخوف عندما رأى بأنها لا تزال مصدومه من وجوده وقرر ان يستسلم للبلل وان يجلس على الارض امامها وهو يحمل المظلة ليحميها...
* هل يجب ان ابدأ بالقلق الان؟...* قال لها وهو يطأطأ رأسه الى جانب اليمين...
*لا...لا اعلم ماذا...اقول...* اجابته وهي تحاول ان تتنفس بشكل طبيعي وتجوب وجهه بعينيها في محاولة يائسه لتصديق ان الذي امامها حقيقه وليس خيال...
قهقه كاكاشي واخذ ينظر اليها ثم اجاب * ماذا عن...مرحباً بعودتك؟*، فأبتسمت هي بحزن بعد ان طرد وجوده من قلبها كل شعور سلبي كانت تشعر به قبل ان تراه...
* مرحباً ...بعودتك...* ثم اخذت تمسح بعض قطرات المياه التي صبت من شعرها لتدخل في عينيها بكم الكيمونو الخاص بها، راقبها كاكاشي وهو يدرك ان شعور الفراغ الذي تملكه عندما كان بالخيمه، لم يكن ليملئه اي احد سوى حظور هذه الفتاة، ان وجودها يسبب له الراحه والطمأمينه، كان بأمكانه الجلوس والتحديق بها لوقت طويل دون الحاجة لقول كلمه واحده وعلم بأنها ستفهم ما به. جذب انتباهه ذلك اللون الاحمر القرمزي في كمها فأخذ يدها دون سابق انذار ليجفلها وينظر الى تلك الجروح التي سببها الرصيف لها عند وقوعها...
* لقد اذيتي نفسكِ...* قال لها وحاولت ان تسحب يدها الا انه منعها من ذلك وتمسك بها بقوه...
* انها...لا شيء كاكاشي-سان ...لم اشعر بها حتى...* لقد كانت تكذب، فلقد لسعتها تلك الخدوش حالما مرر كاكاشي ابهامه عليها وتجمعت الدموع في عينيها من جديد.
انتابه شعور بالغضب تجاه تلك الجروح وحزن في الوقت ذاته، لم يكن يريد ان يراها في هذه الحال، لم يتوقع ان يجدها هكذا، ماذا حدث لتلك الفتاة القوية؟ وفجأه شعرت ياماها بالدم يتدفق بسرعة كبيره الى وجهها وبقلبها ينبض اسرع من اي ارنب خائف عندما قرب كاكاشي يدها من وجهه وقبل بدفئ بطانة كفها التي ملئتها الجروح بعد ان علم ان الافعال لها تأثير اقوى من الكلمات...

كاكاشي والقدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن