الجزء التاسع

3.8K 154 28
                                    

.
.
.
* ياماها!...ياماها-سان اخرجي الان الان الان!*
قالت كورا وهي تطرق الباب على ياماها في الصباح الباكر بعد ان تركت صغيرها عند المربيه واخذت الاثنين الاخرين الى المدرسه...
* سأحطم الباب تعلمين اني سأفعل ذلك والله وحده يعلم مقدار الغضب الذي احتاج ان انفس عنه لذا ارحمي بابكِ المسكين وافتحي افتحي افتحي!الان!*
* حسنا! حسناً!* صاحت ياماها من وراء الباب وهي تحاول ان تفتحه وبعد ان نجحت بذلك تغيرت معالم وجه كورا من الغضب الى الفرح واخذت تقفز في كل مكان وهي تقول:
* ستخبريني كل شيء! كل شيء!*
* ادخلي فقط كورا-سان ستزعجين الجيران!*
نظرت اليها كورا بأستغراب وانطلقت بالضحك وهي تقول:
* لكنكِ لا تملكين اي جيران غيري!*
تمنت ياماها ان تنطلي عليها حيلتها حتى تخفف من حدة صراخها وحماسها ولكن كورا كانت فطنه للغايه وعلمت تماما ما تريد...
ابعدت كورا ياماها عن طريقها ثم دخلت الى غرفة الجلوس لتجلس عند اول اريكه قابلتها واشارت بأستعجال الى ياماها لتجلس امامها:
* الان تعلمين انكِ صديقتي العزيزه اليس كذلك، وتعلمين بأنني متزوجه لذا بأمكانك التحدث والخوض في جميع التفاصيل 21+ دون ان تشعري بالاحراج مني حتى ولن احكم عليك اذا وجدت ان الامر مقرف، وربما لا اعد احترم الهوكاجي مثل السابق لكن ذلك لا يعني بأنني سأغير نظرتي لكِ حسنا؟ حسنا؟ حسنا؟ ولا تتركي اي تفصيل صغير غير مهم خارجاً فكما تعرفين ان الفضول يقتلني في كل مره، انه ينتشر كالحساسيه في جسدي التي تجبرني على حك ونهش بشرتي المسكينه...لما لا تتحدثين؟ كان من المفترض ان تقاطعيني عند اول جمله ولكن ها انا استمر في الكلام وانتِ لا تقاطعيني حتى ...لما لا تقاطعيني ياماها-سان ان انفاسي ستنقطع قريباً، هيا تحدثـٓــــــــــــــــــي!*
انقطعت انفاس كورا وهي تعبر عن نفسها، لقد علمت ياماها العلاج المناسب لحماس صديقتها المفرط الا وهو جعلها تتحدث حتى تنقطع انفاسها او تسقط من الانهاك والتعب...
* لم يحدث شيء كورا-سان...* اجابت ياماها اخيراً بنظرة حياديه فأختفت معالم الحماس من على وجه كورا ...
* هل اناِ جاده؟* قالت لياماها فأجابتها...:
* اجل...كيف تتوقعين مني ان ادعوه الى فراشي بعد ان رأيته لأول مره منذ زمن؟ لا اريده ان يعتقد بأنني رخيصه كما لا اريد ان اكرر غلطة الماضي، كيف لي ان ادعه يدخل الى حياتي بعد ان عانيت ببنائها من الصفر بسببه؟...*
* لكنه الهوكاجي...* قالت كورا بحماس وهي ترسم هيئة كاكاشي بيديها وتبتسم بجنون...
* كورا-سان...لعابك يسيل...*
لمست كورا فمها لتتأكد، كانت ياماها تمزح معها بالطبع ولم تمانع من ذلك وقالت لها:
* انتِ لستِ ممتعه على الاطلاق!*
ساد السكون بين الاثنين، فكورا لم تتوقع هذه التفاصيل القاتله الممله من صديقتها خاصتاً بعد ان تركتها في المحل...
* ماذا الان؟...* قالت كورا لتكسر حاجز الصمت...
* لقد قال بأنه سيأتي لزيارتي الليله...*
* او يا الهي!!!* عاد حماس كورا واخذت تقفز وهي جالسه على الاريكه...
* جميع المصائب تحدث في الليل!*
* كورا-سان!*
* ماذا انتِ تعلمين ذلك!*
* اجل لكن... لا اعلم ماذا قصد، هل سيأتي على العشاء، ام بعده، ام ليبقى الليله او لنتمشى خارجاً*
* ليبقى بالطبع ليبقى!!*
* سيرحل غداً...* قالت ياماها بحزن فزاد حماس الاخرى وقالت:
* اذن عشاء وبقاء!* ضحكت ياماها من كلام صديقتها وقالت:
* ذلك يبدو كآسم لأحد فنادق البالغين* فأجابتها كورا بمكر:
* ربما...لن تعلمين الحقيقه...*
عاد السكون مجدداً لغزو الجو وكان الان دور ياماها لتكسره ، تلاعبت بأصابعها قليلا ثم قالت:
* اذن، عشاء؟* فأجابتها كورا:
* وبقاء، واذا كانت لديه خطط اخرى فقط امسكيه من ثيابه واسحبيه الى المنزل وافعلي فعلتكِ الشنعاء!*
ضحكت ياماها ونظرت الى كورا وقالت:
* يا الهي، اني اشفق على اطفالك، كيف تربيهم بعقل ولسان كهذين!* فنظرت اليها كورا نظرة سخريه واجابتها:
* عزيزتي، انا ايضاً اشفق على اطفالي مني!* وانفجرت بالضحك، ربما لو كان هناك جيران غيرهم في الارجاء فعلى الاغلب كانتا ستتلقيان الكثير من شكاوى الازعاج...
* ماذا تقترحين؟* قالت ياماها لصديقتها وهي تتجول في المطبخ وتفتح الثلاجه لتنظر الى ما لديها من مكونات وخيارات:
* كل ما سيتسبب لكِ بليلة سعيده!* اجابتها كورا فلم تستطع ياماها الا ان تحمر خدودها وتقول بدورها مؤنبة صديقتها:
* كورا-سان كوني جديه من فضلك!*
* لقد كنت كذلك!* اجابت كورا وهي تصطنع الشعور بالاهانه ثم اكملت:
* لكن اذا اردت عشائاً لطيفا فأفترح بعض المقبلات البارده مع القليل من السمك المتبل المشوي واخيراً شراب بارد وكب كيك بشوكولا...*
*ك-كاكاشي-سان لا يحب الاشياء الحلوه...* قالت ياماها بحزن، فلقد علمت مره من ساكورا انه في احد محاولاتها هي وناروتو لرؤية وجهه قاما بأخذه الى محل للحلويات لكنه رفض ذلك لأنه لا يحب الاكل الحلو...
* لا عجب انه نحيف هكذا، هل بأمكاننا ان نتبادل؟* قالت كورا بترجي ثم اكملت :
* اتحول لصانعة حلويات عندما يعود زوجي الى المنزل! حتى انه لا يترك للاطفال شيئاً*
بقيتا تضحكان وتتبادلان الاراء والحديث حتى حان موعد رحيل كورا الى المحل، في العاده كانت ياماها ترافقها الا ان الاخرى اصرت على بقائها والاهتمام بنفسها قليلاً وتطبخ عشائاً جيداً ووعدتها بأن تخبرها كل شيء غداً بعد ان يعود الهوكاجي الى القريه.
* ياماها-سان* قالت كورا وهي عند الباب فأجابتها ياماها:
* نعم؟*
* لا تحاولي ان تتظاهري بأي شيء واخبريه بكل ما يخطر في عقلك... لا تعلمين ربما كلمة واحده قد تغير كل شيء...*
لقد كانت كورا على حق، لقد اخفت ياماها الكثير عن كاكاشي في الماضي ولكن ليس بعد الان، ليس بعد ان عاد بصيص الامل بينهما...
* حسناً، سأفعل!* اجابتها ياماها وهي تبتسم، وبعدها رحلت كورا وهي تدعو لصديقتها بالسعاده بينما بقيت ياماها في المنزل وهي تقوم بتعديل الاثاث والتنظيف ثم بدأت بالطبخ، لقد وافقت كورا على المقبلات الملونه البارده والسمك المتبل لكن كان امر التحليه ما يزعجها حتى انها بقيت تفكر بماذا ستصنع حتى سمعت صوت قرع الباب...
جفلت ياماها بينما رفعت رأسها نحو الساعه المعلقه في حائط المطبخ التي اشارت الى السابعه...
* او يا الهي* هلعت ياماها وهي تدرك ان من في الباب قد يكون كاكاشي...*يا الهي* اخذت تقفز في مكانها بتوتر، كانت هذه احد العادات التي اكتسبتها من صديقتها...
* ق-قادمه!* قالت ياماها بعد ان طرق الباب للمره الثالثه وركضت لتفتحه وهي تقول * من هناك!* وما ان فتح الباب ليكشف عن كاكاشي حتى احمرت وجنتاها... لقد كان يبتسم بمرح وقال لها:
* لم تتغيري على الاطلاق ياماها-سان...*
*ك-كاكاشي-ساما!*
كانت ثياب ياماها مغطاة ببعض الصلصه حتى ان وجهها كان عليه القليل من الطحين نتيجة محاولاتها اليائسه لصنع حلويات غير حلوه!
* هل كنتِ تطبخين؟* قال كاكاشي وهو يمد يده الى جانب وجهها ليمسح الطحين...اجفلت قليلاً ولكنه تركته يفعل ذلك، لقد احبت دفئ يده على وجهها:
* أ-أجل...لم اكن اعلم ما اذا كنا سنخرج ام لا...* قالت له، فبادرها بأبتسامه لطيفه وقال بعد ان مسح الطحين تماماً:
* فتاة جيده...*
اشتعلت ياماها خجلاً بعد ان مدحها كاكاشي، لقد كانت اول مره ولكنها شعرت بأنها تقف داخل فرن حجري...
*ت-ت-تفضل!* قالت بعد ان ابتعدت عن الباب بأرتباك لتسمح له بالدخول فوطئ داخل المنزل وعندما ارشدته الى غرفة الجلوس ، قام بخلع عبائته وتناولتها منه لتضعها في المكان المناسب، ثم قالت بصوت مسوع وهي تعود الى غرفة الجلوس:
* هل انت جائع؟* فوجدته قد وضع قبعته جانباً بينما انزل قناعه واتكئ على الاريكه وهو مغمض العينين، لقد بدا متعباً اكثر من البارحه:
* هل انت بخير؟* قالت له، ففتح عينيه بعد ان شعر بها الى جانبه...
* اه...* كانت الكلمه الوحيده التي اجاب بها فشعرت بالقلق مجدداً وقالت:
* انت تبدو مرهقاً اكثر من البارحه كاكاشي-ساما...* ابتسم بلطف لها واجاب:
* اذن ماذا تعتقدين انني افعل هنا؟*
لم تفهم لوهله ما كان يقصد حتى مر بعض الوقت لتدرك انه كان يسعى الى الراحة الى جانبها...
* بأمكانك ان تأخذ قسطاً من الراحه انا لا امانع* قالت له بشكل جدي وهي تقصد كل كلمه لكنه ابتسم ونهض ليقف الى جانبها ويقول:
* لا استطيع التركيز ...ما هذه الراحه الجميله ، هيا لنأكل*
بالطبع ارادت ياماها ان يرتاح ولكنها ارادت ايضاً ان تمضي بعض الوقت برفقته قبل ان يختفي من حياتها مجدداً...
جلس الاثنان على الطاوله وهما يتحدثان بأمور كونوها وببعض الاحداث التي حصلت في السنين الماضيه، كان يبدو الامر طبيعياً للاثنين، لم يشعر اي احد منهما بالاحراج او الارتباك بل كان الحديث لطيفاً وجرى بكل سهوله وبعد ان انتهيا من تناول الطعام نهضت ياماها لغسل الصحون بعد ان سألته ما اذا كان يرغب ببعض الشاي ولكنه رفض وبدا كما لو كان ضائعا قليلاً في عالمه...
* ياماها-سان؟* سمعته ينادي عليها فأستدارت لتنظر اليه ورغوة الصابون تملئ يديها، لقد استغنت عن غسالة صحونها بعد ان انتقلت الى هنا، لانها فضلت ان تمضي وقتها وتغسل صحونها بنفسها:
* ماذا هناك؟...*
* هل بأمكاني ان استخدم حمامك؟ لقد خرجت منذ الصباح ولم اعد مرتاح بثيابي*
* اه بالطبع، كاكاشي-سان* غسلت يديها ثم اتجهت الى احد الغرف لتخرج منها بمنشفه بيضاء وفرشة اسنان جديده كانت تحتفظ بها تحسباً لحظور الضيوف او بقاء كورا وتمضيتها الليله عند رحيل زوجها.
ناولته اياهم ولم تستطع ان تتجاهل الابتسامه التي علت شفتيه عندما تلامست ايديهما، ثم قامت بأرشاده الى الحمام واتجهت الى المطبخ لتكمل غسل الصحون.
شعرت ياماها بالفرح والحزن في الوقت ذاته، لقد كان وجوده، كجزء لا يتجزأ من المنزل، بل ان المكان من دونه يصبح خاوياً...*ربما في المستقبل...* تمتمت ياماها الى نفسها بعد ان تذكرت ان خدمته ستنتهي عن قريب...
كادت ان تسقط الصحن من يدها عندما شعرت بذراعيه تحيطان خصرها وبصدره المبلل يلتصق بظهرها بينما داعب شعره المبلل جانب وجهها عندما دفنه في رقبتها. لقد شعرت بأنفاسه الدافئه وحتى بنبضات قلبه تتباطئ كما لو كان يشعر بالامان بينما اخذت نبضاتها تتسارع ...
*ك-كاكاشي-س-ساما* قالت وهي تحاول ان تستدير لتنظر اليه ولكنه منعها وضغط بذراعيه اكثر على خصرها...
* ا-الم اعطك منشفه؟ ستمرض هكذا...* كلمته مجدداً وهي تحاول ان تستدير وهذه المره تركها فلاحظت ان قطرات المياه تتسلل من شعره وعنقه لتسقط على جسده، لقد كان يرتدي بنطاله الاسود فقط وبدا وسيما كعادته.
لو لم تكن ياماها مهتمه بصحته لكانت قبلته الان عوضاً عن الذهاب الى غرفتها وخرجت بمنشفه اخرى، ثم اقتربت منه مجدداً، لقد كان صامتاً ولم يجد اي ضروره للحديث، لقد شعر هو ايضاً انه ينتمي الى هذا المكان...
وقفت على اطراف اصابعها ووضعت المنشفه على رأسه واخذت تجفف شعره وهي تتمتم بكلمات غير مفهومه، بدا كالطفل الصغير بييديها ولم يهتم بل اعاد ذراعيه حول خصرها ليجذبها نحوه وعندما فعل توقفت واخذت تنظر الى عينيه، لقد كانت تبعد عن وجهه انشات فقط وعلى الرغم من قامتها القصيره مقارنتاً به الا انه رفعها بذراعيه ليجلسها على حوض المياه وتوسط بنفسه بين ارجلها واخذ ينظر اليها بعينين مبتسمتين بلطف بينما مرر ابهامه على شفتها السفلى...
سمعته يقول بنبرة صوته الجميله والعميقه:
* لا احب المنشفات كثيراً* فأجابته بهمس ووجنتيها تشتعلان من الخجل:
* ل-لكنك ستمرض...*
*وماذا في ذلك؟...*
* لن اكون هناك...* قالت وهي تنظر الى الارض، لم تنسى ولو للحظه ان كاكاشي كان بمفرده في القريه ولم يعتني به اي احد...
* لكننا هنا الان...* همس في اذنها وهو يعانقها بقوه ولم يبالي اذا تإلمت او لا، لقد اشتاق لها كثيراً لمدة عشر سنين وقد حاول ان ينساها كثيراً الا ان الاقدار تجمعهما معاً في النهايه.
شعر بيديها ترتفعان لتحيطان رقبته وتبادله العاناق بعد ان دفنت وجهها في رقبته...
.
.
.
الان...
.
.
.
فقط الان
.
.
.
شعر الاثنان انهما وجدا مكانهما الصحيح في هذا العالم

كاكاشي والقدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن