.
.
.
* بـَعّـد شّـهْـر وَ نِـٓصَـفْ *
* انتِ تبدين شاحبه كل يوم اكثر من السابق*
قالت كورا لياماها وهي تقوم بنقل بعض البضائع الى واجهة المحل بينما وضعت ياماها نيكو في حضنها واخذت تعتني به:
* انا بخير حقاً لا اشعر ان هناك اي خطب بي* توقفت كورا عن العمل ونظرت الى صديقتها بعيون تملئها الشك وقالت:
* لماذا لا تزورين الطبيب ، عندها سأتوقف عن القلق*
* كورا-سان ، لا داعي للقلق ، قلت لكِ انني بخير!*
* تبدين ككومة من الاعصاب بالنسبة لي*
* حسناً اذا بقيتِ تشكين بي هكذا اذن ستنفجر كومة الاعصاب هذه!*
لم تكن ياماها بخير على الاطلاق، لقد شعرت ان هناك خللاً لكنها لم تكن من النوع الذي يقلق الاخرين عليه، وفجأه عاد اليها ذلك الدوار فأبعدت نيكو عن حضنها وتوقفت لتخرج خارج المحل لتستنشق بعض الهواء الطلق وفي تلك الاثناء دخل زوج كورا الذي قد عاد من مهامه بعد حصوله على اجازة طويلة الامد الى المحل:
* اه، مساء الخير ياماها-سان!* حيا ياماها وهو يلاحظ شحوبة وجهها
* مساء الخير ريجي-سان*
* هل انتِ بخير؟، تبدين شاحبه للغايه، هل تجعلكِ كورا تعملين وقت اضافي؟*
* تعلم انني لا افعل ذلك!* صاحت كورا من وراء المنضدة، فقال الرجل الضخم وهو يقترب من زوجته:
*لكن عزيزتي، انظري اليها، تبدو كالاشباح...*
* لقد اخبرتها ان تذهب للطبيب ولكنها لم توافق...* قالت كورا وهي تنظر الى صديقتها بقلق ثم اكملت تحدثها:
* لنذهب معاً ياماها-سان، اعرف طبيباً جيداً فماذا تقولين؟*
ارادت ياماها ان تحتج ولكنها شعرت بالدوار يصل الى مرحلة جديده اقوى من السابق، كانت تشعر بالتعب والغثيان والاجهاد وعندما حاولت ان تتمسك بالباب لتعيد توازنها لم تتمكن من ذلك لتسقط على الارض كجسد بلا روح...
.
.
.
* الم اقل لكِ انها لا تبدو بخير منذ ايام؟*
* تباً ريجي لقد اخبرتك انا بذلك!*
* اذن لماذا لم تصطحبيها الى المشفى!*
* الم ترها كم كانت عنيده!*
* ماذا قالت الطبيبه؟*
* هبوط بالدم وقالت بأنها ترغب بالحديث مع ياماها حالما تستيقظ...*
* هل تعتقدين ان هناك امر خطير...؟*
*ل-لا اعلم، انا قلقه للغايه...*
* هل يجب ان نخبر احدهم؟*
...
...
* هل تعتقد انه يجب ان نرسل بالخبر الى كونوها...؟*
*ك-كلا!* قالت ياماها بصوت متعب بعد ان فتحت عيناها لترى غرفة المشفى البيضاء وتستنشق رائحة المعقمات المزعجه التي اشعرتها بالغثيان...
*ياماها-سان!* صرخت كورا بصخب ثم دنت من صديقتها لتعانقها بشكل عنيف حتى سحبها زوجها وهو يعفي ياماها من الالم:
* كيف تشعرين ياماها-سان؟* قال ريجي فأبتسمت ياماها وقالت:
* افضل حالاً، لكن رائحة المشفى تسبب لي الغثيان، لم احضرتموني الى هنا، كنت متعبه لا اكثر...*
* الان اصمتي ايتها المهمله ، كيف تحسبين نفسكِ صديقتي وتقولين بأنكِ على ما يرام ثم تهبطي على الارض كشجرة مقلوعه!* صاحت بها كورا بعد ان تجمعت دموع القلق في عينيها فأخذها ريجي بين يديه وهو يهدئها بينما ابتسمت ياماها وقالت:
* لكني حقاً بخير كورا-سان...*
كادت كورا ان تنفجر من الغضب على صديقتها الا انها تشتتت بسبب طرق على باب الغرفه وبعدها دخلت الطبيبه التي تتولى حالة ياماها وهي تبتسم، كان شكلها مطمئناً حقاً ، امرأه في الخمسين من عمرها مكتنزه قليلا مع نظرة الامومه تملئ وجهها:
* ياماها رين؟ انا الطبيبه التي ستشرف عن حالتكِ، كيف تشعرين عزيزتي؟* قالت وهي تقترب من ياماها بينما جلست كورا على السرير وامسكت يد صديقتها بقلق وابتعد ريجي الى نهاية الغرفه ليسمح للسيدات بالحديث.
* ب-بخير سيدتي، فقط القليل من الغثيان ليس الا* قالت ياماها لتقاطعها كورا وتقول:
* لم تكن تأكل جيداً كما كان لونها شاحب لمدة الان، والغثيان كل يوم كل يوم كل يوم!* فآبتسمت الطبيبه بلطف مجدداً ونظرت الى ياماها واكملت :
* سأطرح عليكِ بعض الاسئله حسناً؟* اومأت ياماها برأسها كما فعلت كورا التي كانت مستعده لكشف كذب صديقتها في حال حاولت ذلك:
* هل تعانين من الغثيان كل صباح؟* اومأ الاثنان...
* ماذا عن تشنجات في منطقة البطن؟* اومأ الاثنان...
* ماذا عن رغبات ملحه لانواع من الطعام؟* اومأ الاثنان ولكن حينها توقفت كورا وحدقت الى الطبيبه بعيون واسعه كما لو شاهدت جدها الاول ينهض من قبره.
* ماذا عن دورتكِ الشهريه؟* شعرت ياماها بالاحراج لاضطرارها للاجابه عن اسئله كهذه ونظرت الى ريجي الذي فهم ما كانت تريد وترك الغرفة للسيدات، عندها تحدث ياماها بينما كانت كورا لا تزال متسمره في مكانها:
* ل-لقد تأخرت...* فضحك الطبيبة وقالت:
* بالطبع ستتأخر يا عزيزتي، ربما لن تعود حتى وقت لاحق!* فتحت ياماها عينيها والخوف يملئها ، ربما تكون مصابه بمرض خطير؟!
* لا تخافي!* قالت الطبيبه وهي تضع يديها على كتفي الفتاتين...
* مبروك عزيزتي انتِ حبلى! وللتحديد في الاسبوع السادس!*
لم يبدو ان ياماها فهمت ماذا قصدت الطبيبه لذا حدقت بها بأستغراب بينما عادت كورا الى الحياة واخذت تقفز وهي جالسه على السرير بفرح وتقول:
*اوه يا الهي! اوه يا الهي سأصبح خاله!* نظرت اليها ياماها بتعجب...ماذا كان يحدث، فهي لم تقترب من اي رجل...
* انتِ حبلى!* صاحت كورا بفرح وهي تعانق ياماها المصدومه والمشوشه...
* لا...هناك خطأ بالتأكيد...فأنا لم اقترب من اي رجل ...* قالت ياماها لتبرر موقفها ثم شعرت بكوع كورا يندسها وهي تقول بهمس:
* الاسد...الكبير...* فلم تعلم ياماها عن ماذا تتكلم، فقالت بهمس ومكر وهي تسعل :
* احم...كونوها...احم-احم...هوكاجي...*
توقف الزمن لدى ياماها ولم تعد تشعر حتى بصديقتها المتحمسه التي جلست الى جانبها...
* هل-هل انتِ متأكده؟* سألت ياماها الطبيبه التي اومأت بتأكد وقالت:
* كل التأكد عزيزتي، لكن يجب ان تعتني بنفسكِ جيداً لقد كدتِ ان تفقدي الجنين اليوم...يجب عليكِ الاستلقاء كثيراً والابتعاد عن العمل المجهد كما يجب اتباع نظام غذائي جيد حتى لا تتأثر صحتكِ او صحة الجنين*
*ك-كدت ان افقده؟* قالت ياماها وهي تضع يدها على بطنها بخوف، فأجابت الطبيبه:
* اجل فضغط الدم الحاد يتسبب بسقوط الاجنه خاصتاً في هذه المرحله...*
لم تعد بعدها تسمع اي شيء، عادت الى عالمها الخاص، مع جنين كاكاشي الصغير الذي كان ينمو داخلها، وشعرت بالفرح والحزن يغمرها مرة واحده، ارادت ان تضحك من الفرح وتبكي من الحزن، ارادت ان تركض وتخبره وترى كيف ستكون ردة فعله، هل سيكون فرحاً مثلها وتملئه البهجه بمجرد سماع الخبر ام هل سيحزن او سيغضب...هل كان يريد اطفالاً وعائله اساساً؟ ثم تذكرت...انه لن يعود حتى سنتين...اي انه لن يكون الى جانبها لتقرير مصير الجنين...كان القرار المصيري لها وبيدها ولم تكن لتتخلى عن الجنين حتى لو تخلى عنها كاكاشي في المقابل، لقد كان حياتها الجديده، واحبته دون ان تراه حتى...
كانت كورا والطبيبه يتحدثان الان عن الادويه التي يجب ان تلتزم بها ياماها وعن النصائح التي يجب ان تتبعها، كانت خبرة كورا كبيره في هذا المجال بعد ان رزقت بثلاث اولاد حتى انها انبت نفسها لانها لم تنتبه لما كان يجري مبكراً...
* ريجي!* صاحت كورا من الغرفه فدخل ريجي وهو يعتقد ان امراً ما قد جرى:
* اصطحب ياماها لاحقاً الى المنزل، سأسبقكما لأعد لها بعض الطعام حسنا؟* وافق الرجل حتى دون ان يفكر بالامر، لقد كان ريجي وكورا من اكثر العوائل الطيبه في القريه على الرغم من لسان كورا السليط وحماسها المفرط واعتبر الاثنان ياماها كالاخت الصغرى لهما لانهما كانا يكبرانها ببعض السنين.
وتماماً كما قالت كورا لزوجها، قام بأصطحاب ياماها الى منزلها بعد ان سمحت لها الطبيبه بذلك وهو يحاول ان يسير بشكل بطيء حتى تواكب خطواته ويسندها بيديه، فلقد علم كم تعاني المرأة الحبلى خاصتاً وان كورا كانت تذكره بذلك كلما فكر بالحصول على طفل جديد...
لم يلحظ الاثنان وهما يسيران في الشارع، ذلك النينجا الذي كان واقفاً فوق احد المنازل وهو ينظر اليهما...*ماذا سأخبر كاكاشي الان* قال وهو يحك رأسه بحيره واحباط...
.
.
.
* فّــيْ اَلٓقَـرّيـة *
عاد شيكامارو ليلاً وهو يطأطأ رأسه بحيره ، فلقد ارسله كاكاشي صباحاً ليتطمئن على ياماها دون ان تشعر، ولكن كل ما رأه هو رجل يحضنها بينما اخذا يمشيان خارج المشفى وهما فرحين...حتى انه رأى خاتم زواج على اصبع الرجل ولم يتمكن من ملاحظة يد ياماها...
وقف امام باب المكتب وهو متردد في طرقه، ثم سمع صوت يناديه من الداخل...لقد علم كاكاشي بمجيئه واراد ان يسمع ما لديه لذا طرق الباب ثم دخل وهو يتنهد ويتحضر لما سيأتي:
* تفضل بالجلوس شيكامارو* قال له كاكاشي الذي كان ينظر الى القرية عبر النافذه الزجاجيه الموجوده خلف مكتبه، وحالما جلس قام كاكاشي بالابتعاد عن النافذه واتخذ مكانه امام شيكامارو وهو ينتظر التقرير
* سيدي...* بدا انه ينازع ليقول شيئاً ما مما سبب القلق لكاكاشي:
* ماذا حدث؟* سأله بنبرة محايده ليخفي مشاعره فأجاب الاخر:
*لقد كانت بخير ، الا انها...*
* انها ماذا؟* تنهد شيكامارو مجدداً ولعن حظه الذي يضعه في مواقف غريبه ثم قرر ان يقول كل شيء :
* لقد كانت برفقة رجل اخر، بدا اكبر منها بقليل واستطعت ان ارى خاتم زفاف في يده، كما كان يضع يده خلف ظهرها وهما يخرجان من المشفى...*
نظر كاكاشي الى شيكامارو قطب حاجبيه...لم يتحدث لثواني كان هناك صراع داخلي يدور في عقله، لم يصدق ما سمعه من شيكامارو، ربما كان ما رأه يحمل معنى اخر، ربما كان صديق ليس اكثر...من المستحيل ان تتزوج ياماها بعد مرور بضعة اسابيع فقط! لو كانت تريد ذلك لما قبلت بأنتظاره!
* هل انت متأكد؟* سأل كاكاشي فأومأ شيكامارو .
نهض كاكاشي ثم سار مجدداً الى النافذه وهو يفكر، بماذا يجب ان يفعله الان، كان بأمكانه ان يطلب من مستشاره التحقق في الامر ولكن ذلك يعد تعدياً على الخصوصيات ولم يرغب ان يضهر ضعفه امام مستشاره...
* هل علمت لماذا كانا في المشفى؟*
اومأ شيكامارو بالنفي...
* حسناً اذن...هذا كل شيء* قال كاكاشي، فنهض شيكامارو بدوره ليرحل. شكره كاكاشي ثم تركه ليرتاح فلقد اتعبه بمشاكله الشخصيه، ولكنه لم يكن ليثق بشخص اخر ليحفظ سره غير شيكامارو...
ماذا يحدث...فكر كاكاشي في نفسه، لقد شعر بالغضب، لما قد يلمس شخص اخر ياماها بينما كان هو بعيداً؟، لماذا تركته يفعل ذلك؟، هل يعقل بأنها سئمت انتظاره بهذه السرعه؟. في المرة القادمه سيطلب من شيكامارو ان يبحث في المزيد من التفاصيل.
.
.
.
* بَــعّدْ ثَـٓمْــانِ أَشــهُـرْ *
كانت ياماها تعتني بنفسها بشكل يختلف عن المعتاد، لقد تدفأت جيداً عندما اوت الى الفراش واغلقت جميع النوافذ واستخدمت الاحذيه الطبيه كما ابتعدت عن الملابس الضيقه وفضلت الفساتين الفضفاضه خاصتاً بعد ان اخذت بطنها تكبر مع كل شهر، اصبحت الان في اسبوعها السادس والثلاثون وتبدو متإلقه وتشع بالسعاده والفرح، تركت شعرها ينسدل على كتفيها دون ان تقلمه كالعاده وتناولت الكثير من الطعام المغذي وفي اسبوعها الثان والعشرون شعرت بطفلها يتحرك وغمرتها السعاده عندما تذكرت انه طفل كاكاشي كما هو طفلها وعلى الاغلب سيشبهه!
ولكن بالرغم من هذا كله، كانت كورا وهي تشعران بالقلق فلقد حذرتهما الطبيبه من الجهد الزائد وان جسد ياماها الصغير قد لا يتحمل ايواء الجنين حتى الشهر الاخير ولكن ها هي الان في نهاية حملها وهي تبدو بأفضل حال.
* ريجي-سان انا بخير، بأمكانك الذهاب ومساعدة كورا-سان* قالت ياماها وهي تسير الى منزلها وتحمل بعض حقائب البقاله التي تناولها عنها بينما اخذا يسيران الى منزلها:
* هل تريدين ان تتسببي بمقتلي ياماها-سان؟ لقد وجهت الي اوامر صارمه لكي ارافقكِ حتى باب منزلك* قال للرجل الضخم ممازحاً، فضحكت ياماها ووضعت يدها على بطنها بعد ان شعرت بطفلها يتحرك.
أنت تقرأ
كاكاشي والقدر
Romance**مكتمله** *لا ...تفعل...ذلك بي ارجوك...* توسلت به حتى يبتعد قبل فوات الاوان ولكنها علمت ان الوقت تأخر، فبعد ان رأته، احبته اكثر من قبل بكم اكبر... * أنني مجبر...* قال لها بصوت حزين، فهزت رأسها بالرفض وهي تقول من بين شهقاتها... * لا استطيع...لا اس...