الجزء السابع

3.8K 168 16
                                    

.
.
.
.
استيقظ كاكاشي وهو يشعر بالراحه، لا بالوحده مثل كل ليلة يمضيها في منزله، ففي كل مره اراد ان ينهض مباشرة ويترك المنزل، الا ان الوضع اختلف الان. كان نائماً على بطنه عندما شعر بأصبع صغير يتتبع وشم الانبو الاحمر الذي تموضع عند اعلى ذراعه...علم بأنها ياماها، وانها استيقظت قبله منذ مده واخذت تراقبه بينما غط هو في نوم عميق لأول مره.
فتح عينيه ببطئ ليراها الى جانبه وقد تساقط شعرها الاسود على خديها وعلى الوساده، كان مشهداً يمكن ان يعتاد عليه حياته كلها. ابتسم لها بلطف بينما سحبت يدها عندما لاحظته وتوسعت عيناها بينما علا اللون الاحمر فوق خديها.

 ابتسم لها بلطف بينما سحبت يدها عندما لاحظته وتوسعت عيناها بينما علا اللون الاحمر فوق خديها

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

* اوهايو...* قال لها بصوت اجش غلب عليه النعاس فأبتسمت له بحزن واجابت:
* اوهايو...*
كان الشك يملئ كاكاشي في الصباح، فيما كان قراره صحيح ام لا وما اذا كان هنالك اي بديل ولكن للاسف عاد عقله الى العمل مجدداً ليستولي عليه ويبعد قلبه بعيداً.
نهضت ياماها في محاولة للهرب منه، لقد استيقضت منذ الفجر واخذت تحفظ جميع تفاصيل وجهه الذي استلقى بجانبها على الوساده ،خاصتاً بعدما اطلت الشمس من نافذتها لتسقط عليه ويصبح كل شيء فيه واضحاً، لقد احبت كل شيء، شعره الفضي المتناثر، تلك الندبه التي توسطت عينه اليسرى، حتى انها رسمت عظام فكه برفق بأصابعها ثم تنبهت الى الوشم الاحمر على ذراعه، وعندما كانت تحفظه، فتح عينيه ليتسبب لها بالاحراج، ولكنها كانت فرصة اخرى لرؤية عينيه في ضوء النهار وحفر لمعتهما في ذاكرتها...
* سأ-سأقوم بأخذ حمام، بأمكانك استخدامه من بعدي... ثم سأعد... الفطور في حال رغبت...بذلك...* قالت له بصوت يتدرج الى الهمس بينما اخذت بعض الثياب بسرعة من ادراجها واتجهت خارج الغرفه وخلال ثواني سمع صوت جريان المياه. نظر الى مكان استلقاء رأسها على الوساده وعادت اليه ذكريات البارحه بأكملها، لم يكن نادماً الا على الالم الذي تسببه وسيتسببه مستقبلا لياماها، تأمل قليلاً حتى تنبه ان صوت جريان المياه قد توقف فنهض واتبع سمعه الذي ارشده الى مكان وجود الحمام...
عندما كانت ياماها في الداخل ، وجدت ان دموعها عادت بالتكون والسقوط على خديها، فمسحتها بعصبيه وهي تشتم نفسها وهي تحصي عدد المرات التي بكت بها خلال الفترة التي قضتها في كونوها...
فتحت المياه الدافئه لتسقط وتبلل شعرها ثم تمر الى جسدها، تذكرت لمسات كاكاشي من الليلة الماضيه، مقارنتاً بهذه المياه، تلك كانت بدفئ الشمس... شعرت بنفسها ستنفجر وتنهار مجدداً لذلك اسندت نفسها بأحد يديها على الحائط بينما غطت بالاخرى فمها لتخفي نحيبها...لقد كان كاكاشي نينجا وخافت هي من ان يسمعها ويعطف عليها...
*ماذا ستفعلين الان يا ياماها...* سألت نفسها بصوت خافت متقطع تلاشى في الجو مع صوت المياه، لم يكن بمقدرتها ان تنسى الان، لقد جعل كل شيء اصعب عليها بمائة مره!، كيف ستتمكن من سماع صوته مجدداً او تلقي التحيه عليه كما لو ان شيئاً لم يحدث؟ كيف ساقف لتهنئه كصديقة وكأحد افراد القريه عندما يتوج؟ كيف ستنظر في عينيه والى قناعه وهي تعلم تماماً ان ما يوجد تحته هو لا شيء سوى تلك الشفتان التي قبلتاها بعنف البارحه، وتلك العيون الناعسه التي قالت لها صباح الخير عند طلوع الشمس وداعبتها في الليل؟
* ستنسين...* قالت وهي تواسي نفسها، لكنها علمت ان ذلك محض هراء، لم تكن ستنسى ، كل شيء يذكرها به ، الشوارع، الناس، الشينوبي، والان الليل، ومنزلها اخيراً...
اعترفت بأنها لا تستطيع ، وعندما اغلقت المياه وقفت مبلله وهي تنظر الى الارض كما لو ان شيئاً ما خطر على بالها...لقد وجدت الحل، الحل الذي سيؤلمها لكن سيحميها منه ...
*سأرحل!...* قالت بهمس...*اجل...سأرحل...* اكدت بصوت مسموع، ذلك كان الحل الامثل، لكنها لم ترغب ان يعتقد بأنها يائسه لدرجة الهرب منه، لذلك عندما انهت حمامها كانت قد قررت ان تترك المنزل وتأخذ ما احتفظت به من اموال والدها والرحيل عن هنا بحجة عدم مقدرتها على الانتماء والاندماج مع القرية، حتى انها حددت ابعد وجهة عن هنا الا وهي قرية المياه المخفية، او ربما ستساعدها تسونادي بعد ان تبدي لها رغبتها في الرحيل، فهي للان الهوكاجي .كان يجب ان تزورها، وهذا تماماً ما ستفعله بعد ان تتأكد من رحيل كاكاشي...
خرجت من الحمام وهي ترتدي تي-شيرت كبير الحجم نسبياً وردي اللون وشورت ابيض، شكلت صورة مختلفه عن مظهرها اليومي ، ولكن لم يعلم احد بإنها ترتدي الملابس الرسميه كالكيمونو خارج المنزل، وفي داخله تقوم بأرتداء ثيابً كثياب الفتيات العاديات في عمرها، وهو شيء تمكنت من تجربته بعد ان مات والدها.
بدأت بتحضير الطعام عندما سمعت خطى كاكاشي نحو الحمام، شكرت حظها لآنها تركت منشفتها الجديده دون ان تستخدمها في الحمام لكي لا تجبر على الذهاب ومناولته واحده، وضحت بترك شعرها المبلل ينسدل على وجهها ورقبتها بأهمال. حظرت بعضاً من فطائر البيض الملفوفة والرز المسلوق والفواكه، ثم قامت بغلي الشاي وتحظير القليل من القهوه فهي لم تكن تعلم ماذا يتناول على الفطور، ابتسمت لنفسها بحزن وهي تضع يدها الى جانب قدر الشاي وهي تفكر ان هذه اول مره واخر مره يفعلان بها شيئاً كتناول الافطار، ثم شعرت ببعض قطرات من الشاي الحار تسقط على يدها بعد ان بدأ الاخر بالغليان. اطفأته واتجهت لتحظر المائده، لم تدرك الا بعد ان انتهت ان كاكاشي كان يقف عند باب المطبخ وهو يطالعها بينما اخذت تعمل:
*ق-قهوه اما الشاي الاخضر...؟* سألته بأرتباك ، فإجاب :
* الشاي...*، سكتت قليلاً ثم اشارت له بالجلوس على احد المقعدين الذين احاطا طاولة الطعام ،فعل ذلك دون ان يرفع عينيه عنها. عندما قدمت له الشاي وجلست امامه لتحتسي كوبها الخاص نظرت اليه لتجد ان شعره كان مبللاً ايضاً بينما ارتدى ملابسه بأكملها عدا قناعه الذي كان يتمسك ببداية رقبته حتى لا يقع...
لم يتناول اي منهما الطعام بل اكتفيا بالنظر الى بعضهما والهرب ...وجدت ياماها انها اكتسبت اهتماما جديداً نحو غسالة صحونها وبأصابعها ثم اضافرها حتى وجدت نفسها تنظر الى كل شيء في المطبخ عدا الشخص الذي امامها...
* آلن نتحدث؟...* قال لها ليقطع سلسلة اهتماماتها بالجمادات التي من حولها وهو يضع كوبه الذي لا يزال نصفه ممتلئ...
* عن...ماذا؟* سألت بحذر كما لو تريد ان تتجنب موضوع ليلة البارحه.
* عن البارحه * اجاب وهو يخيب امالها، لقد كان صريح للغاية ومباشراً في كلامه دون ان يتعب الشخص الاخر في اللف والدوران.
تنهدت ياماها كما لو ان صوته يألمها ثم وضعت هي الاخرى كوبها الممتلئ على الطاوله، لم تشعر بإي طعم للشاي في رشفتها الاولى لذلك قررت ان تتركه وان لا تجبر نفسها خاصتاً وانها كانت تشعر بالأمتلاء منذ الصباح.
* ماذا عنها؟ * قالت بحزم ليجيبها:
* ماذا عنها؟ * سأل بأستغراب، ثم ادرك بأنها ستستخدم كلمات وعبارات من العيار الثقيل حتى تحصن نفسها وتخفي ما تشعر به حقاً بل هي ستكذب حتى لتحفظ كبريائها ولكنها فاجئته عندما قالت:
* لقد كانت كل ما حلمت به ، وانا اشكرك لذلك، على الرغم من اني ارجح وافضل لو انك رحلت وقتها دون ان تفعل اي شيء...ولكن، في النهايه، يجب ان نستيقظ من الحلم لنعيش في الواقع اليس كذلك؟*
لم يتمكن كاكاشي من معارضتها لآنه وجدها ايضاً كالحلم، اراد ان يخبرها بذلك الا انها اشارت له بيدها ليتوقف واكملت:
* بأمكانك ان تتظاهر ان شيئاً لم يحدث، او انها علاقه عابره، او حتى تحتفظ بها في ذكرياتك، لن اهتم، انا اتمنى لك التوفيق في منصبك الجديد، وسأدعو لك، وصدقني ...انا لا اكرهك، ولن اكرهك، ولا استطيع ان اكرهك حتى...*
* ياماها-سان...*
*كلا... هذا كل ما يجب ان يقال ولا اريد سماع اي شيء اخر، حسناً؟*
اراد ان يتحدث بالكثير ، بما تعني له تلك الليله، وكيف سيتذكرها طالما عاش، وكم شعر بالضعف وهو يفكر بأن يخطي خارج بابها دون ان يتمكن من العوده مجدداً، لكنه اومأ برأسه بالايجاب واحترم رأيها.
بعد ذلك نهض لكي يرحل، فأتجه نحو الباب وياماها تتبع خطواته وتحفظ شكل ظهره وهو يبتعد عنها حتى تتذكر كم المها ذلك وتبتعد عن جميع الرجال. عندما فتح الباب استدار ليراها تنظر اليه بعيون خلت من الحياة، حتى ان لمعتهما اختفت تماماً، لقد اعماها الحزن، عندها تقدم نحوها ليضمها بين ذراعيه بقوة ولحسن حظه لم ترغب ياماها بالمقاومه بل تمسكت به ولفت ذراعيها حول رقبته حتى ان احد يديها تسللت الى شعره الفضي لتمسكه فترة اطول بينما دفن هو رأسه في شعرها ليستنشق عبيره الذي فاح برائحة الشامبو ليتذكر كل التفاصيل :
* اعتني بنفسكِ حسناً؟* قال لها بهمس في اذنها فإجابت:
* حسنا... وانت كذلك* فأومأ برأسه دون ان يبتعد عنها ثم سكت فتره قصيره وعاد ليقول:
* وداعا ياماها-سان...* وبادرت هي بقول:
* وداعاً...* لينسل من بين ذراعيها ويبتعد خارج المنزل دون ان يلتفت ورائه...
.
.
.
لملمت ياماها شتات نفسها وذهبت مباشرة الى تسونادي التي كانت قد عادت الى مزاولة اعمالها اليوميه في مكتب الهوكاجي، ورحبت بها بموده وفرح بعد ان سمحت لها بالدخول واغلقت الباب لكنها غيرت رأيها حالما لاحظت الاحمرار الذي احاط بعيني ياماها. جلست الى جانبها وقطبت حاجبيها بينما اخذت تنظر لها بقلق وقالت:
*هل كل شيء يخير ياماها-سان؟...*
اومأت ياماها برأسها وابتسمت لتطمأن صديقتها واجابت:
* اجل، اجل كل شيء بخير، لا تقلقي...*
*اذن لماذا عيناك حمراوتين؟* سألتها تسونادي لتحاول كشف كذبها لذا قررت ياماها ان تدخل في صلب الموضوع قبل ان تتمكن تسونادي من استجوابها ومعرفة ما حدث.
* اريد ان اطلب منكِ معروفاً...* قالت ياماها بصوت منخفض وهي تنظر في عينا صديقتها التي اتسعتا واجابتها:
* اي شيء! فقط قولي!...*
*اريد...* ترددت قليلاً ثم اكملت:
* اريد ان ارحل عن هنا...*
نظرت لها تسونادي بأستغراب، ماهذا القرار المفاجئ فكرت في نفسها ولكن لم يسعها ان لا تعبر عن افكارها لذا قالت بصراحه:
* لكن ما هذا القرار المفاجئ؟، لماذا ترحلين والى اين؟ هل هناك من يزعج او يقلق راحتك؟*
هزت ياماها رأسها بالرفض، فهي لم تكن لتحمل احداً اي ذنب حتى لو كان ذلك سيفتح لها باباً للهروب...
* انا...انا لا اشعر بالانتماء هنا...* كذبت ثم اكملت * لقد اشتقت الى قريتي...واريد العوده الى هناك ليس الا...*
*لكن لماذا الان؟* تسائلت تسونادي، لقد شعرت ان شيئاً ما كان خطأ وارادت ان تعلم ما هو...
* لقد انتهت الحرب...واستقرت الاوضاع...لا يوجد وقت انسب من الان...* كانت هذه حجه متينه، ولوهله تراجعت تسونادي عن استجوابها وبدأت بتصديق ياماها.
* وما هو المعروف ياماها-سان؟*
* اريد معرفة ما إذا كان هناك اي البيوت الشاغرة في قرية المياه الساخنه...لدي ما يكفي من المدخرات لشراء منزل، ولكن لا يوجد لدي وقت للذهاب ورؤية المنازل هناك، اريد ان اشتريه وانتقل مباشرة...* زل لسان ياماها لتعود تسونادي الى شكها القديم وتقول:
* من ماذا تهربين ياماها-سان؟*
*م-ماذا؟* اجابت بأرتباك، فقالت الاخرى:
* من ماذا تهربين؟ لقد قلتِ لا يوجد لديكِ وقت، انتِ تهربين من شيئاً ما!*
*انا...انا...* حاولت ياماها ان تجد اجابه ملائمه ولكن توقف عقلها عن العمل وامتلآت عيناها بالدموع لتربك تسونادي ثم قالت نصف الحقيقه:
* انا اختنق هنا تسونادي-ساما، لا يمكنني البقاء، لا اعرف اي احد هنا سوى بعض الفتيات، ولم اتمكن من الاندماج مع القرويين، في-في قريتي اعرف الجميع، والجميع يعرفونني، كما انني متعوده على الجو هناك، اشعر بأني اعاني نقصاً في الهواء هنا، كما لو انني سأموت بشكل بطيء اذا بقيت ...* بالطبع لم تكن تقصد الجو والهواء ، كان وجود كاكاشي هو من سيقتلها ببطئ اذا ضلت في القريه.
تعاطفت تسونادي مباشرة معها، فلقد شعرت هي الاخرى بالاختناق والعجز في احد فترات حياتها وغادرت القريه...
وضعت يدها على كتف ياماها وقالت بلطف...
* حسنا، لا بأس ، لا تبكين، سأخبر شيزوني بأحضار معلومات عن المنازل المتوفره وسأخبر كاكاشي بأحضارها اليكِ الليله*
*كلا!!* صاحت ياماها برفض وهي تقف مما اجفل تسونادي، ثم انتبهت الى نفسها لتجلس من جديد وتنظر الى الارض وتقول لتوضح موقفها:
* كلا ، سأبقى هنا حتى تجهز...، لا يوجد لدي اي شيء لأفعله اليوم، ...بأمكاني ان ارافق شيزوني-سان واساعدها...*
اومأت تسونادي وهي لا تزال مستغربه من ردة فعل الفتاة المفاجئه ثم نادت على شيزوني التي رحبت بفكرة تمضية بعض الوقت مع ياماها ولم يغب عنها احمرار عينا الفتاة وتعابيرها الخاليه من الحياة.
شكرت ياماها تسونادي ثم خرجت برفقة شيزوني للمباشرة بالعمل، استمرا بالبحث حتى وجدا معلومات عن بيت صغير ذا حديقة واسعه في قرية المياه الساخنه ، وبشكل سريع تمسكت بالملف كما لو كان اخر امل لها ثم شكرت شيزوني وخرجت الى مكتب تسونادي، كان قد غابت الشمس والاثنان منشغلتان في البحث.
طرقت الباب وعندما سمعت صوت تسونادي يسمح لها بالدخول، دفعت الباب وكما لو كانت قد حبست انفاسها من الفرح قالت بسعاده:
* لقد وجدت منزلاً تسونادي-سان!!* نظرت اليها تسونادي بأبتسامه بينما رفع الشخص الذي وقف قرب تسونادي يطالع بعض الخرائط على المكتب رأسه لينظر اليها...لقد كان اسوأ كوابيسها، كيف يجد الوقت المناسب والمكان المناسب لأفساد مخططها؟
* هل اعجبكِ؟* قالت تسونادي وهي سعيده بتغير مزاج الفتاه الى الاحسن لكن تلك الاخرى لم تجب، بل تسمرت في مكانها تنظر الى كاكاشي وبادلها هو نفس النظره...
ابعدت نظرها عنه وحولت انتباهها الى تسونادي بصعوبه واجابت:
*أ-أجل، انه ...مثالي...*
* حسناً اذن، بأمكانك الدفع الان او لاحقاً اذا رغبت، واذا سمحتِ لي قد ادفع انا قيمته لقاء ارضك فكما ترين لم انسى ما فعلتِ*
هزت ياماها رأسها بالرفض وقالت كما لو انها تخاطب كاكاشي:
* كلا...سأبدأ بحزم امتعتي الليله، وسأدفع غداً قبل ان ارحل...*
اتسعت عيناه من كلماتها التي دوت كجرس انذار في رأسه، حتى انه تدخل ليسأل:
* هل انتِ راحله؟!*
ابتسمت تسونادي وربتت على ظهره لتجيب مكان ياماها:
* اليس ذلك محزناً كاكاشي؟، سيفوتها تتويجك الاسبوع القادم...*
تصلب في مكانه بينما بقي يحدق بها ويرسل نظرات تكاد ان تخرقها من الغضب.
هل هو غاضب الان؟، سألت ياماها نفسها بأستهزاء، ثم قالت *جيد، على الاقل تسببت له بشيء ما...* ثم ابتسمت له ابتسامه مليئه باليأس وقالت كما لو تريد اخباره انه فضل الواجب عليها وتخلى عنها عند اول عقبه واجهته:
* لا بأس بذلك، ستكون القرية كلها هناك...انا متأكده ان غياب شخصاً واحداً لن يشكل اي فرق*
تغلغل الرضا في نفسها بعد ان رأت وقع كلماتها عليه، ثم اكملت:
* يجب ان ارحل الان، شكراً لكِ تسونادي-ساما، سأراكِ غداً*
* حسناً عزيزتي، اراكِ غداً* اجابتها تسونادي بينما فرت ياماها من المكتب كما لو كان يحترق، ثم تسللت الى شوارع كونوها وهي تسير بسرعه لم تعتقد انها تملكها خاصتاً بكيمونو كالذي ترتديه الان...
* ياماها-سان!* سمعت صوتاً يصيح بها من خلفها وعرفت لمن يعود، لكنها لم تتوقف بل اسرعت اكثر فأكثر حتى كادت ان تتعثر لتشعر بذراع حول خصرها تسندها للوقوف والتوازن...
* ياماها-سان...* قال كاكاشي بهدوء فدفعته بعيداً وقالت له وهي تصطنع ابتسامه:
* ك-كاكاشي-سان...ماذا هناك؟*
تراجع هو بدوره ونظر اليها، لم يفكر بماذا سيقول لها وبعد ان اصبح امامها الان، حتى لو اراد ان يتمسك بها فهو يعلم تماماً انه لا يملك الحق بذلك:
* هل انتِ راحله بسببي؟* قال لها بشكل صريح، لم تتوقع ذلك لذا انزلت رأسها الى الارض وتمسكت بقوة بالملف الذي بين يديها ثم اجابت:
* ك-كلا... كنت اريد الرحيل مسبقاً...ولكن لم يكن الوقت مناسباً...*
*ياماها-سان...* ناداها كما لو كان يعلم بأنها كاذبه...
لم يكن هناك داعِ للكذب اساساً، فهي راحله وهو سيبقى عالقاً في القريه والله وحده يعلم حتى متى، لذلك رفعت رأسها وابتسمت له بيأس وقالت:
* هل انا راحله بسببك كلياً؟...كلا ولكنك كنت الجزء الاكبر في قراري...لا يمكنني ببساطه التعايش مع وجودك هنا ومعاملتك كغيرك من الاشخاص، لا يمكنني مشاهدتك تتوج فوق ذلك السطح واللوح لك بسعاده كباقي اهل القريه...انا لست خالية من المشاعر كاكاشي-سان...*
كان الان دوره لينظر الى الارض، لم يعد لديه اي شيء يقوله، بالطبع لم يكن يرغب ان تقف كغيرها من اهل القريه وتلوح بفرح وابتهاج كما لو لم يحدث اي شيء، ولكنه توقع ان تكون دائماً هناك وامام عينيه...
* ياماها-سان...لقد اخفقت بشكل كبير ...انتِ لا تستحقين اي شيء سوى السعاده...* قال وهو ينظر الى الارض فشعر بأناملها البارده فوق قناعه وعلى جانب وجهه ترفعه لينظر اليها، لقد كانت تبتسم له ابتسامه صادقه، لم ترد ان يحمل الذنب ويعذب نفسه هكذا بعد ان ترحل...
* لا تقلق...* قالت له مطمئنه، ثم اكملت:
* ما حدث كان خطأنا نحن الاثنان، سأرحل لبدأ حياة جديده، واعدك ان اكون سعيده، ربما سأقع في الحب وسأكون اسرة، لا تعلم ماذا سيحدث، فقط اعتني انت بنفسك، وكن القائد الذي يرغبون به...*
كان وقع كلماتها عليه كالخناجر، لم يتخيلها قط مع رجل اخر، وبالاحرى مع عائله، لكنه تقبل الوضع خلال ثواني، لم يكن هذا لشيء مكتوب له، لم يكن مقدراً له الحصول عائله ...زوجه تقلق عليه وتنتظره...اطفال ليستقبلوه عند باب المنزل...
وضع يده فوق يدها التي حطت على وجهه وقال:
* سأفعل...* فأبتسمت له مجدداً وسحبت يدها لتسير بعيداً دون ان تقول الوداع...
كان الان دوره ليرى ظهرها وهي تسير بعيداً عنه، شعر بالعجز، الحزن، الوحده، الالم، الاختناق، ولأول مره فكر في ان القريه قد اثقلت كاهله وحرمته من السعاده، وانه لن يستطيع ان يحقق حلمه البسيط الا بعد ان يكبر ناروتو ليتنازل له عن المنصب، وذلك لن يحدث حتى سنين قادمه...
.
.
.
.
يتبع...
—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•—•
ملاحظة الكاتب:
*هذه مو النهاية...مومعقول اترك كاكاشي حزين 😌😢...
* البارت الي بعده في مفاجأه 🙊🏃🏻‍♀️

كاكاشي والقدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن