الجزء الحادي عشر

4.7K 269 64
                                    

.
.
.
.
*كورا-سان! يوكيا!*...
نادت ياماها على صديقتها وابنها الذي لم يبلغ العام الواحد بعد، لقد خرجوا منذ ساعتين الى احد الحدائق العامه برفقة ابناء كورا من اجل التخفيف من حدة مزاج والدتهم ، خاصتاً بعد ان اضطر ريجي الى الالتحاق مجدداً بصفوف النينجا والعودة الى اداء المهمات بعد ان انتهت اجازته...بالطبع كانت كورا حزينه الا انها لم تستطع ان تعبر عن مشاعرها امام ياماها التي كان قد مضى سنه ونصف تقريباً منذ ان رأت والد ابنها ولم تكن لتتحدث بالموضوع لان ياماها لطالما تجنبت ذلك...
كانت تشعر بالحزن، وربما القليل من الخيبة والخوف، فبعد ان رحل شيكامارو، لم يعد مجدداً حتى انها توقعت ان ترى كاكاشي او تتلقى منه خطاباً الا ان الاخر كان صامتاً.
لقد خافت ان يكون غير سعيد بما الت اليه الاحداث، وربما لا يريد ان يصبح مسؤولاً عن عائله او حتى ان يكون لديه ابن. وكلما فكرت اكثر وجدت نفسها تطرد تلك الافكار لتركز على تربية ابنها الذي كان يشبه والده كل يوم اكثر من اليوم الذي يسبقه، ففي اليوم السابق كان يوكيا يجلس في مقعده الخاص على طاولة الطعام بينما حاولت كورا ان تطعمه، الا انه بقي يقوم بسحب صدريته لأخفاء وجهه تماماً كوالده، كما انه لا ينام الا اذا سحب  الغطاء حتى منتصف وجهه، لقد كان غريباً بالفعل...
تذكرت ان كورا مره اخبرتها ان الصبي يبدو كنسخة مصغره من والده ولكنها سكتت ولم تكمل الحديث عندما رأت نظرة الحزن تعلو وجه ياماها...
*نيكو!* صاحت ياماها عندما رأت ابن صديقتها الصغير وهو يركض في الوحل بينما لم يكن هناك اي اثر لوالدته او حتى اخوته، ثم ركضت لتنقذه من السقوط وامسكته في الوقت المناسب...
* يا الهي...* قالت ياماها وهي تتنفس بسرعه وتحضن الصبي، وبعد قليل ابعدته لتنظر اليه جيداً وقالت:
* عزيزي، اين ماما؟*
لم يتحدث الصبي بل حاول التخلص منها والعودة الى الوحل وعندما شدت بقبضتها عليه، استسلم وتنهد كالبالغين ثم اشار الى حديقة الزهور فقط لتتركه وشأنه، وهذا ما فعلته ولكنها استدارت لتنظر اليه نظرة اخيره وقالت:
* وابق بعيداً عن الوحل!* فقام الصغير بأظهار لسانه لها وركض بعيداً.
* اقسم ان ابنك يكبر ليصبح مثلكِ تماماً كورا-سان* قالت ياماها وهي تتجه الى كورا التي جلست مع يوكيا على العشب وقد احاطت بهم الازهار الملونه، وحالما رأها الصغير بدأ يخطو خطوات خجوله نحوها وهو رافعاً يديه لها، بالطبع لم تقاوم ياماها المظهر اللطيف هذا وقامت بالتقاطه ثم جلست الى جانب كورا التي تنهدت بحزن ثم قالت:
*يجب ان اعود الى المنزل ياماها-سان، لقد نسيت ان اليوم دوري في اعداد الغداء*
كان الاثنتين يعيشان في منزلين مختلفين الا انهما تشاركا اعداد الطعام والاعتناء بالصغار عند اضطرار احدهما للذهاب الى العمل دون الاخرى...
* اه، حسناً، اعتقد بأنني سأبقى قليلاً مع يوكيا هنا* اجابتها ياماها فأبتسمت الاخرى وقالت:
* لا تتأخري حتى لا يبرد الطعام، تعلمين ان الاولاد لا يأكلون بدون يوكيا على الطاوله*
كان هذا صحيح، فلقد وجدوا متعة في اخذ الادوار لاطعام الصغير عند كل وجبه...
* لن افعل* قالت ياماها بأبتسامه فودعتها الاخرى وذهبت بعد ان جمعت اولادها المتفرقين واتجهوا الى المنزل...
* ما رأيك ان نصنع طوق من الزهور صغيري؟*
قالت ياماها وهي تخاطب ابنها بينما اخذت تلاعب خصلات شعره الفضية ، فلم يفعل الصغير اي شيء سوى التحديق بوالدته بعيون متلألئه.
جمع الاثنان القليل من الازهار الملونه من اجل صنع طوق، في الاغلب كان ليوكيا الذي لم يجعل الامر سهلا على الاطلاق، بل اخذ يحوم حول والدته ويخطف الازهار من يدها ويحبو بعيداً عنها بسرعه وهو يضحك بصوت لطيف، لقد وجد المتعة في مطاردة والدته له، وبعد نصف ساعه اكملت ياماها الطوق بعد معاناة ووضعته على رأس ابنها الصغير الذي حاول ان يخلعه مراراً وتكراراً بينما اخذت هي تمسك يداه وتبعدها في كل مره وبعد ان بدت عليه علامات الانزعاج والبكاء قررت ان تتركه وشأنه ليلعب من حولها بينما اخذت هي تراقبه، وفجأه جائها شعور توتر مألوف لديها، لقد شعرت به كل مره عندما كان كاكاشي في الجوار او كلما وقعت عينيها عليه، حاولت ان تتجاهله وتضع انتباهها على ابنها الا ان الشعور بدأ يصبح اقوى مع مرور الوقت حتى انها لم تستطع ان تتمالك نفسها ونهضت لتنظر في الارجاء، نظرت في كل مكان على يمينها وشمالها وخلفها وعندما لاحظت ان يوكيا يلاعب شخصاً ما حاولت ان تنظر الى اماكن ابعد وادارت ظهرها له ثم سمعت صوته و توقفت عن التنفس...
.
.
.
لقد كان ابنها يضحك وهو يحاول ان يمسك بأصابع ذلك الرجل الذي كان يرتدي ثياب النينجا و قرفص امام ابنها ليلاعبه وهو ينظر اليه كما لو كان معجزه صغيره...
*ما اسمك ايها الصغير...* قال للطفل كما يحاول ان يتأكد ، فتمتم الطفل بفرح وهو يقف على قوائمه الاربع لتساعده على النهوض
* وو...كـــي!* كانت تلك طريقة يوكيا ليقول بها اسمه ...
قام كاكاشي بأخذ يد ابنه الصغيره ليساعده على النهوض وعندما فعل سقط الطوق من على رأسه، فألتقطه كاكاشي له وناوله اياه وهو لا يبعد عيناه، فأخذه الطفل ونظر اليه لوهله ثم الى والده وبعدها خطى القليل من الخطوات المرتبكه ليقترب اكثر وقام بوضع الطوق على رأسه بطريقه غير معتدله...

كاكاشي والقدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن