الفصل الأول

13.4K 233 9
                                    

من نافذة قلبي

كان جالساً كعادته دائما في تمام الساعة الثامنة صباحاً ، علي مكتبه ، محدقاً بشاشة حاسوبه المحمول أمامه ، يراجع جميع التقارير التي أُرسلت إليه ، لا يهدر الوقت مثل الآخرين في تناول الفطور أو أي شيء آخر ، فهو ليس مثل أي شخص أخر ، أنه سيف الحديدي ، مدير في شركة استثمار كبيرة بالقاهرة ، بالرغم من صغر سنه ، الذي لم يتجاوز الثانية والثلاثين من عمره ، ولكنه استطاع بمهارته ، وذكائه ، وجديته في العمل ، أن يصل لهذا المنصب ، يتسم بالجدية الشديدة ، لا يشغله في حياته سوى والديه وعمله ، لا يوجد أي شيء آخر يلفت انتباهه ، ولا حتى الفتيات الجميلات ، وما أكثرهم في مكان عمله ، وكم من مرة حاولت أكثر من فتاة أن تلفت انتباهه ، ولكنها كانت تُقابل بفتور شديد ، فبالرغم من جديته وصلابته التي تبغضها الفتيات في عمله ، إلا أنه لا يوجد أحد يختلف علي جاذبيته وشخصيته المثيرة ، فهو شاب ذو جاذبية خاصة ، لا تستطيع الكثير من الفتيات مقاومتها .
كان يجلس في مكتبه الفخم القابع بالبناية الزجاجية الكبيرة التي صُممت من الخارج علي أن تكون واجهاتها جميعها من الزجاج .
كان منخرطاً في عمله كالعادة ، لا يرفع وجهه من علي الأوراق التي أمامه ، سوى لينظر إلى حاسوبه ، حتيى قهوته التي يفضل أن يتناولها علي الأقل كل ساعتين ، لا يترك لنفسه فترة راحة ليستمتع بها ، بل يتناولها علي عجل وهو يعمل .
وبينما هو هكذا ، فإذا بضوءٍ قوي ، يسطع بقوة شديدة تجعله لا يستطيع الرؤية ، فيغشي بصره تماما ، ولا يستطيع ممارسة عمله .

من نافذة قلبي بقلمي مروة نصارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن