أضطرت دينا أن تترك العمل في المكتب بعد ان داهمها الوقت ، ووجدت اتصال من والدتها لتنبيهها الا تتأخر ، نظرت في ساعتها ووجدتها قد شارفت علي التاسعة ، فأجبرت أن تترك ما تفعله علي ان تنهيه غدا . هبطت في المصعد وخرجت من البناية ، وقررت أن تمشي لتخرج علي الطريق العام ، فهناك فرص إيجاد سيارات الأجرة أكثر بكثير من أن تقف في الشوارع الجانبية . بعدما غادرت البناية وبدأت تتوجه لطريقها سمعت صوت اقدام خلفها ، ثم شخص يقول : بس .. بس.. بس ...يا. ارتعبت دينا وحاولت الأسراع ولكن عندما شعرت ان الأقدام أصبحت قريبة منها ، فتحت حقيبتها وأخرجت رذاذ الفلفل ، والتفتت بأقصى سرعة وقامت بالرش في وجه من خلفها .
الله يخربيتك ، ويخربيت اليوم اللي شفتك فيه ، اااه يا عيني ..... ااااه .
ألجمت الصدمة لسان دينا ، ووقفت تحدق بحازم وهي لا تستطيع الكلام ، لم تكن تتوقع أنه هو . ثم عندما افاقت من صدمتها ، هرعت اليه وهي تبحث في حقيبتها عن زجاجة مياه ، وبدأت تصب المياه في يدها وتضعها علي عينيه وهي تقول : أسفة والله معرفش أنه أنت ، انا قلت واحد قليل الأدب وبيعاكس .
حازم وهو يتألم ويفرك في عينيه بشدة : كمان ، مش كفاية عمتيني ، كمان بتقولي قليل الأدب . دينا بقلق : طيب تعال ، هات إيدك ، ندخل الصيدلية دي ، عشان يعملوا الإسعافات اللازمة . حازم بعصبية : حأدخل أفرج الناس عليا .
دينا وقد نفذ صبرها : بقولك ايه اخلص بقي ، هيا مش ناقصة سيادتك ، اتفضل تعال من سكات ، خلينا نلحق عينيك ، قبل ما تتعمي .
حازم : هي مين دي اللي مش ناقصاني .
دينا وهي تصرخ في وجهه : حازم اسكت خالص وامشي معايا ، ايه الهم ده .
حازم بأستفزاز : هو انتي كل ما تشوفي وشي تقوليلي اسكت مش عايزة اسمع صوتك ، يعني حتي كمان مش مستحملاني بعد ما شوهتي عينيا . أمسكت دينا بذراع حازم لترشده إلي الصيدلية ، وهناك قام الصيدلي ببعض الأسعافات اللازمة لعينيه ، حتي أستطاع اخيرا فتحهما بدون ألم ، ولكن صار بها بعض الالتهابات والأحمرار ، الذي طمئنه الصيدلي انه مع الانتظام في العلاج سيزول بعد أيام قليلة .
خرجا الأثنان من الصيدلية وبادرت دينا بالحديث : sorry يا حازم بجد مكنتش أعرف أنه أنت ، ثم استطردت قائلة : وبعدين تعال هنا ايه اللي انت هببته ده ، ازاي تمشي ورايا وتقعد تبسبس زي الشباب اللي بتعاكس ، يا بني أنت مجنون .
نظر لها حازم وأجابها بمنتهي البرود : خلاص خلصتي وصلة كل مرة ، والا لسه في مصطلحات تانية في قاموسك عايزة تقوليها .
فأجابته بهدوء : خلصت .
فأشار لها في اتجاه السيارة وقال : اتفضلي قدامي يلي أركبي عشان أوصلك .
توقفت دينا في منتصف الطريق وقالت له : يا بني هو أنت مش بتفهم الكلام ليه ، هو اللي هأقوله هأعيده .
عاد حازم خطوة إلي الوراء وجذبها من ذراعها وهو يتجه للسيارة وقال : بصي بقي عشان أقسم بالله هاصور قتيل النهارده ، انا تعبان ومصدع ، ومش شايف كويس بسببك ، ومش طايق نفسي ، هاتركبي من سكات وتسمعي اخر أخبار الزفتة القضية بتاعتكم والا أخذ منك الرشاش بتاعك ده وأعميكي بيه ، عشان ميبقاش حد أحسن من حد ، ثم صرخ بها وقال : أخلصي ، أركبي .
صعدت دينا السيارة وهي تتأفف وتهمهم بكلمات غير مسموعة ، وعندما جلس حازم بجوارها وسمعها قال : اشتمي ، اشتمي براحتك يا هانم ، ما أنتي لسانك طوله مترين .
فأجابته ببرود : علي فكرة أنا مش بشتم .
حازم : عيب تبقي كبيرة كده وتكذبي .
فنظرت له بغضب شديد وعصبية وقالت : انا مش بكذب ومش بطيق حاجة أسمها كذب ، وطالما قلت مكنتش بشتم يبقي مكنتش بشتم ، انا كنت بقول ربنا يأخذك ، ارتحت كده .
فصرخ بها حازم قائلاً : الله يخرب بيتك يا شيخة ، بتدعي عليا ليه انا ناقص ، يخربيت كده ، ثم استطرد قائلاً : بصي بقي أنتي تقعدي ساكتة ، مش عايز أسمع صوتك ، وحسك عينك تكلمي أو تدعي عليا ، اسمعي وانتي ساكتة .
فقامت دينا بوضع يدها علي فمها وقالت : اتكتمت ، اتفضل أرغي .
حازم بتأفف : اللهم طولك يا روح ، ما علينا ، بصي يا ستي من التحريات اللي عملتها لاحظنا ان البواب بيراقب ميس ، وبيوصل تحركاتها أول بأول لحد بالتليفون ، للأسف اللي عملوا موضوع التخريب عندكم مسابوش بصمات ، البصمات تقريباً كلها ليكي أنت وميس ، مفيش قدامنا غير البواب بس ، وهاحط مراقبة عليكم كمان عشان نتأكد ان مفيش حد تاني بيتابعكم .
دينا : ايه القرف ده ، كمان مراقبة علينا ، اللهي تولع يا صلاح مطرح ما أنت قاعد .
أنت تقرأ
من نافذة قلبي بقلمي مروة نصار
Romanceتتلاقى العيون فتتحدث بما لا تستطيع أن تتحدث به الشفاه ، وتصدر الأمر للقلب فيصبح هو الآمر الناهي ويسجن العقل في زنزانة حتي لا يعترض أو يحاول مخالفة ما تتمناه الروح ويعشقه القلب وتهواه العين ، فهل يستطيع العاشق الفرار بعد هذا ، أقوي الرجال ينهار أمام...