الفصل الثانى عشر
ومع أشراقة شمس جديدة ، وصباح يوم جديد مفعم بالأمل والتفاؤل والحب ، ذهب الجميع إلي أعمالهم ، وبدأت ميس ودينا في العمل علي ديكورات شركة الأستثمار التي يعمل بها سيف .
أما سيف فكان في عمله غارقاً حتي أذنيه ، فلقد تراكمت الأعمال الفترة الماضية بسبب أنشغاله ورحيله المبكر كل يوم من العمل ، كان سيف يعمل بجد شديد حتي يستطيع أن يكون متفرغ في المساء ويعود إلي بيته ، ليصطحب والديه ويذهبوا جميعاً في زيارة لبيت ميس .
مرت فترة الظهيرة وبعدها وجد سيف أتصال قادم من ميس ، شعر بخفقات قلبه تزداد وقام بالرد سريعاً : الوووو
ميس : ألحقني يا سيف ، ألحقني بسرعة .
سيف وهو يهرول خارج مكتبه : في ايه ، ايه اللي حصل .
ميس ببكاء هستيري : صلاح خطف مريم .
ثم وجد فراغاً ، لم يسمع صوت بعد تلك الجملة ، قالت ميس كلماتها وأغلقت الهاتف .
كان سيف قد وصل إلي البناية الأخري واستقل المصعد ودخل المكتب مسرعاً ، ووجد ميس تبكي ودينا تحاول تهدئتها .
سيف بقلق شديد : ايه اللي حصل ، خطفها ازاي ؟. أجابت ميس وهي تكاد أنفاسها تنقطع من كثرة البكاء : ماما كلمتني وقالت أن مريم لسه مرجعتش ، اتصلت بالمدرسة وبسأل ليه السواق أتأخر ، ردت السكرتيرة وقالتلي أن بابا مريم جه وأخذها .
صرخ سيف قائلاً : يا بن الكلب ، والله ما هاسيبك . أنحني سيف ممسكا بكتف ميس قائلا لها : والله يا ميس لوده أخر يوم في عمري ، بنتك حتنام في حضنك النهارده، ثم خرج مسرعاً وقام بالأتصال بحازم وهو في طريقه لبيت صلاح : الووو حازم ، الزفت صلاح خطف مريم ، أنا رايح بيته ، حصلنى علي هناك بسرعة .
نهض حازم من علي مكتبه وهتف في الشاويش حسن وقال : شاويش حسن أنا طالع أحقق في بلاغ عايز كام عسكري وشوف الملازم أول بهاء لو فاضي خليه يجئ معانا ، ممكن أحتاجه .
أستقل حازم سيارة الشرطة ومعه بعض أفراد الشرطة، كان يحث السائق علي القيادة مسرعاً ، فقد كان شغله الشاغل أن يصل إلي هناك قبل وصول سيف ، وبالفعل وصل حازم أولاً وصعد مسرعاً هو ومن معه ، وظل يطرق الباب بقوة ولكن لا مجيب ، فأصدر أمر لمن معه بالأنتشار لأغلاق مداخل ومخارج البناية ، وقام الملازم أول بهاء بمساعدته في أستجواب الجيران للوصول لأي معلومات عن صلاح ، وبعد سؤال جميع من في الطابق ، وجدوا أن الأقوال تتطابق في سماع صوت صرخات متتالية صادره من منزل المدعو صلاح في وقت متأخر من الليل ، ثم بعد ذلك شاهده البعض يغادر ليلاً ولم يراه أحد مرة أخري . بعد أن أستمع حازم لاقوالهم ، قام بالأتصال برئيسه في العمل وشرح له الأمر ، وطلب منه الأذن بكسر الباب ، وبالفعل بعد الموافقة تمكن بمساعدة بعض الأفراد الذين معه من كسر القفل وبدءوا في عملية التفتيش ، كان حازم يقف في حجرة المعيشة حين استدعاه الملازم إلي غرفة النوم . دلف حازم مسرعاً إلي هناك ، فوجد علي الفراش امرأة شبه عارية ، يبدو عليها أثار التعذيب ، طلب حازم من مساعده أن يتأكد أن كانت علي قيد الحياة ، وبعدما عاينها وجد أنها مازالت حية ، ولكن حالتها خطيرة ، من شدة الأصابات التي بها ، والنزيف الحاد الناتج من الأغتصاب الوحشي الذي تعرضت له ، والظاهر للعيان ، أمر حازم بأحضار الأسعاف بأقصى سرعة ، ثم أنهي معاينته لموقع الجريمة وخرج ليجد سيف يقف علي الباب ، يحاول الدخول والشاويش حسن يمنعه . أشار حازم بالسماح له ثم وجه حديثه إلي الشاويش حسن : فين الزفت اللي كان مكلف بمراقبته ، مفيش أي أخبار منه ليه .
فأجابه الشاويش : عمالين نتصل بيه يا فندم ، بس تليفونه مقفول ، احنا وراءه لحد ما يرد .
فأصدر حازم له أوامر وقال : اتفضل اتصل بمباحث الأتصالات تحط تليفون صلاح تحت المراقبة ، عايز أحدد مكانه في أقرب وقت ، وعمم صورته هو والبنت في كل الأقسام ، وبلغ شرطة المطار ، وحاولوا تعرفوا اذا كان حجز تذاكر طيران والا لا ، عايز الكلام ده كله يتم في خلال دقايق ، ثم نظر إلي سيف الذي كان في حالة يرثي لها ، وبمجرد أن أنتهي حازم من الكلام ، بادر سيف بالحديث قائلاً : ايه يا حازم لقيت حاجة . فأجابه حازم : الجيران بيقولوا خرج من بالليل ومحدش شافه تاني ، وأنهم سمعوا صوت صريخ كتير ، كسرنا الباب ودخلنا لقينا واحدة جوه بين الحياة والموت ، واضح أنه عذبها جامد ومن منظر النزيف ، شكله أغتصبها بوحشية .
وقف سيف مذهولاً مما يسمع ووضع يده علي رأسه وهو يقول : أنا السبب ، أكيد عمل فيها كده بعد ما مشيت وسيبته ، مالقاش حد غيرها الغلبانة يطلع غله فيه . فأجابه حازم بسخرية : غلبانة أيه ، دي ست شمال . فنظر له سيف وقال : بس روح ، بنى ادمة ، متستاهلش يتعمل فيها كده ، مهما كان سلوكها أيه ، ثم صمت قليلاً وأضاف : طيب وبعدين ، كل دقيقة بتعدي علينا بتبعدنا عن مريم أكتر ، والله أعلم هما فين دلوقتي . فأجابه حازم : احنا مفيش قدامنا غير أننا نمشي في كذا اتجاه ، يعني نروح المدرسة ونسأل ونشوف لو في أي معلومات ، أي حد شافه ، كان معاه حد ، قال حاجة ، ركب أيه ، حد يروح شغله ويسأل زمايله ، وبيت أهله .
فقال سيف وهو يتحرك : طيب يلي مستني أيه ، تعال نروح المدرسة . فأشار له حازم بالتوقف وقال : استني كلم ميس خليها تبعت صورة مريم ، واحنا معانا صورة صلاح .
وبالفعل نفذ سيف ما طلب منه ، ثم غادر هو وحازم وتوجها إلي المدرسة ، في الطريق قال حازم متسائلاً : ميس عاملة ايه . فأجابه سيف بحزن : هاتجنن طبعا ، مبطلتش عياط ، ربنا يكون في عونها .
فقال حازم لصديقه مطمئناً : متخافش حنلاقيها أن شاء الله ، صلاح غبي وأكيد التصرف اللي عمله ده مكانش مخطط له ، فأكيد هايقع أن شاء الله .
فقال سيف : يارب .
وصل حازم وسيف إلي المدرسة وشرع حازم في أستجواب المديرة والسكرتيرة ولكن لم يجد أي معلومات مفيدة ، ثم أثناء مغادرتهم توقف حازم وتحدث مع البواب .
حازم : سلامو عليكم يا عمنا .
فأجابه البواب : وعليكم السلام يا بيه .
حازم وهو يظهر صورة صلاح ويقول : بقولك شفت الراجل ده النهارده .
فنظر البواب للصورة وقال : ايوه يا بيه .
فقال حازم : احكيلي بقي كل اللي شفته من طقطق لسلامو عليكم .
فأجابه البواب : الأستاذ ده جه قبل ميعاد خروج الكي جي يجئ بساعة كده ، وصمم يدخل قلتله لسه ميعاد مرواح الولاد مجاش ، بس صمم وقال ان بنته جوه وفِي ظروف عندهم ولازم يأخدها دلوقتي ، دخلته لميس أيمي ،
وبعد عشر دقايق لقيته خارج وبنته في أيده ومشي .
نظر له حازم وقال : طيب لاحظت عليه حاجة ، كان شكله طبيعي .
فأجابه البواب : هو شكله كان غريب شوية ، وعيونه كانت حمراء كأنه منامش طول الليل ، بس الأغرب يا بيه ، ان البنت كانت بتستنجد بيا ومش عايزة تمشي معاه ، ولولا أني متأكد أن ميس أيمي مش حتخرج عيل الا مع أهله ، مكنتش سيبته يأخدها . فعاد حازم للسؤال : طيب كان معاه حد .
البواب : لا كان لوحده .
حازم : طيب كان راكب ايه .
صمت البواب قليلاً يحاول أن يتذكر ثم قال : اه كان راكب عربية لونها لبني ، بس أبقي بكذب عليك يا بيه لو قلتلك أني أعرف نوعها ، هي عربية كبيرة ليها أربع أبواب ، بس ده اللي أعرفه .
فسأله حازم : مخدتش بالك من أرقامها أو الحروف اللي مكتوبة عليها ايه .
فقال البواب : لا والله يا بيه ، مخدتش بالي .
غادر حازم وسيف عائدين إلي ميس ودينا وفِي الطريق قال سيف : حازم ممكن أطلب منك طلب . فقال حازم : طبعا يا سيف أؤمرني .
فقال سيف : متعرفش ميس ودينا موضوع الست اللي كانت موجوده في البيت عند صلاح .
فنظر له حازم بتعجب وقال : ليه بقي أن شاء الله ، مش عايز تبوظ صورته قدام ميس ، والا خايف ميس تتضايق انه يعرف واحدة تانية .
فأجابه سيف قائلاً : أنت عبيط يا بني ، لا طبعا ، أنا بس مش عايز ميس تبقي محرجة مني ، مش عايزها تحس أنها محرجة بسبب سوء أختيارها ، كمان عشان سمعة بنتها .
فنظر له حازم وقال له : والنبي انت راجل جدع أوي يا سيف ، حاضر مش حأقول حاجة .
أنت تقرأ
من نافذة قلبي بقلمي مروة نصار
Romanceتتلاقى العيون فتتحدث بما لا تستطيع أن تتحدث به الشفاه ، وتصدر الأمر للقلب فيصبح هو الآمر الناهي ويسجن العقل في زنزانة حتي لا يعترض أو يحاول مخالفة ما تتمناه الروح ويعشقه القلب وتهواه العين ، فهل يستطيع العاشق الفرار بعد هذا ، أقوي الرجال ينهار أمام...