حلم ولا علم 1 بقلمي/ منى لطفي

39.2K 796 8
                                    

حلم ولا علم
بقلمي/منى لطفي
الملخص
قديما قالوا "إذا حلمت فاحلم بحرص فقد تتحقق أحلامك يوما ما!!!"
لم تكن "هبة" تعتقد أن حلمها بـ.. "أمجد".. ممكن أن يتحول الى حقيقة، ولكنه استيقظت ذات يوم لتفاجأ أن الحلم أصبح..علماً!...
ولكن.. تئثرى.. هل سيطابق الواقع حلمها، أم أنها ستندم أن حلمها أصبح علما؟!!!!....
*************************************************
حلم ولا علم ....الحلقة الأولى..... بقلمي/ منى لطفي..
دخل الاستاذ ( أمجد) تسبقه هالة من الهيبة والوقار والاحترام الى شركته الهندسية الكبرى يسير في الرواق الرخامي الواسع بينما تسابق امامه الموظفون فيما حمل ساعي مكتبه حقيبة اوراقه بينما حمل هو حقيبة حاسوبه الشخصي ودلف الى جناح مكتبه حيث مر اولا على غرفة السكرتارية المكونة من 6 مكاتب لـ 6 سكرتيرات ومكتب اكبر لمديرة مكتبه مدام (ليلى), حيا موظفيه ودخل الى مكتبه يرافقه وكيل اعماله بعد ان اغلق الباب وراءهما..
اتى الساعي من فوره بكوب القهوة الامريكي وادخلها له في حين اخذت مدام ( ليلى ) البريد لتقوم بعرضه عليه .. طرقت الباب ودخلت بعد ان سمعت صوته القوي النبرات يسمح لها بالدخول , مشت الى ان وصلت لمكتبه ووضعت البريد امامه وقالت :
- البوسته يا ( امجد) بيه..
تناولها من يدها وسارع لفحصها وتذييلها بتوقيعه وبعد ان انتهى منها نظر اليها وقال :
- مدام ( ليلى ) اخبار الوفد الفرنساوي ايه ؟؟, عملتو استعدادتكو لاستقباله؟, انا عندى مقابلة مع وزير الاستثمار فمش هعرف هقابل الوفد.. انت عارفة المقابلة دى مهمة ازاى للشركة, يا ريت المترجم يكون جاهز.. وخدى معاكى اتنين من السكرتاريه و ( شوكت )...
فرفع هذا الاخير راسه ونظر لرئيسه الذي أردف موجها اليه الحديث:
- انت هتروح تقابل الوفد مع مدام ( ليلى ), واللي هتختاره من السكرتارية لازم تتأكد من حسن استقباله وطبعا مدير العلاقات العامة لازم يكون معاك واكيد المترجم ..
اشار ( شوكت) و( ليلى ) براسهما بالايجاب, فرفع يده آذنا لهما بالانصراف , جلست ( ليلى ) الى مكتبها وهى تتمتم بحنق موجهة كلامها الى شوكت الذي جلس على المقعد المقابل لمكتبها:
- افهم بأه.. ايش معنى المرة دي اطلع اقابل الوفد ومعايا اتنين كمان ومدير العلاقات العامة, وحضرتك يا أ.( شوكت) والمترجم؟, طيب المترجم ماشي علشان طبعا يسهل التفاهم مع الوفد واكيد حضرتك ومدير العلاقات العامة احنا ليه؟, انا عندى شغل كتيير اووى.. لسه هبيّض العطا بتاع مناقصة قرية الغردقة وطالب منى الاوراق دي تكون على مكتبه انهارده قبل الساعه 4 العصر, والوفد هيوصل الساعه 2 الضهر يبقى ازاي؟
رد عليها ( شوكت ) قائلا:
- طيب ما أولتيش ليه؟؟
نظرت اليه بغرابة وهى تجيب:
- ايه؟, معلهش ما سمعتش كويس.. حضرتك بتقول اقوله؟, حضرتك مش واخد بالك ولا ايه؟, من امتى ( امجد) بيه بيرجع في كلمة ولا قرار؟!, هو ما شاء الله عليه عنده استعداد يشتغل 48 س في الـ 24 ساعه.. عنده طاقه, انما احنا لا.. عن نفسي انا مقدرش, انا عندى بيت وزوج واولاد ولازم اتواجد في ساعه معينه في البيت..
سكتت لثوان ثم زفرت بعمق متابعة:
- لكن عموما انا هتصرف..
بعد انصراف ( شوكت) مكثت ( ليلى ) تتمعن في وجوه السكرتيرات اللاتى يعملن تحت امرتها في المكتب, وبعد ان استقرت عمن سيقابل الوفد معها بدأت تبحث عمن سيتولى امر اكمال ملف المناقصة وما إن وقعت عيناها عليها حتى همست في نفسها :
- ايوة هي دي.., البنت ما شاء الله عليها شاطرة وامينة , وبقالها معايا مده ومش بتتكلم مع اي حد من موظفين الشركة التانيين على اي حاجة بتحصل هنا, واضمن انها مش هتطلع اي حاجه من المناقصة بره ولو بالكلام..
ما ان استقر رأيها عليها حتى نادت هاتفة :
- هبة, عاوزاكى دقيقة لو سمحت ..
رفعت ( هبة) نظرها من على شاشة الحاسوب حيث كانت تعمل وعدلت من وضع نظارتها فوق انفها وقالت وهى تقوم مسرعه :
- تحت امرك أ. (ليلى )..
وسارت حتى وصلت مكتب الأخيرة وجلست حيث اشارت لها ( ليلى ) التي قامت بالشرح لها عما تريده منها وانه لابد ان يكون في منتهى السرية ..
انتهت ( هبة ) من العمل الذي كلفتها به ( ليلى) وقد ادى ذلك لتأخرها عن ميعاد الانصراف للموظفين لأكتر من ساعتين, نظرت الى ساعتها اليدوية المحيطة بمعصمها فطالعتها عقارب الساعه تشير الى 6 مساءا, امسكت بسماعه الهاتف وضغطت بعض الأرقام ثم تكلمت :
- الو.. معلهش حبيبي والله انا آسفه اتأخرت في شغلى ما تزعلشي منِّي ... ايه ...
أنصتت قليلا ثم ضحكت ضحكة عذبة صافية قبل أن تتابع قائلة:
- شغلي خلاني انساك!, ولا حد ابداا يقدر يخليني انساك ولا فيه في القلب ولا في العقل غيرك.. ربنا ما يحرمنى منك ابداا يارب..
استمعت قليلا ثم أكملت:
- لالا.. انا خلاص خلصت شغلى, بس الشغل اللي كلفتنى بيه مدام ( ليلى ) كان ضروري اخلصه انهرده.. هى حتى كل شوية تتابعني بالموبايل ..لالا حاضر مسافه السكة, وانا عندى كم حجوجة ربنا يخليك ليا ياارب ..
أنهت المحادثة الهاتفية وأغلقت الهاتف وهى تبتسم وما ان رفعت نظرها حتى شهقت شهقة عالية وهى تتمتم بذهول وتلعثم بينما تنهض من مكانها:
- أ ..أ..أ.(أمجد)..اهلا وسهلا..
تقدم ( امجد) الى داخل الغرفة وهو ينظر اليها بصرامه ويقول :
- انت ايه اللي مأخرك لغاية دلوقتي يا..... ( هبة) مش كدا؟؟
أومأت بالايجاب باضطراب ثم أجابت وهى تسدل عينيها وتعدل من وضع نظارتها التى لا تحتاج لأي تعديل:
- أيوة, تحت امر حضرتك يا فندم..
ارتسم على وجهه ارجولي الجذاب شبح ابتسامه وهو يلاحظ اضطرابها الواضح ومالبث ان تذكر محادثتها الهاتفية التي سمعها فعقد حاجبيه وقال :
- اظن ان الشغل اللي كلفتك بيه مدام ( ليلى ) سري وماينفعشي تتكلمى فيه مع اي حد تقدري.. تقوليلي ليه سمعتك بتتكلمى وتحكي عليه؟؟
قطبت جبينها وأجابت :
- انا ما جبتش سيرة الشغل لحد و ...
بترت عبارتها وقد فهمت ما يرمي إليه فتابعت:
- آه قصد حضرتك وانا بتكلم في التليفون؟, لا انا كنت بشرح سبب تاخيري مش اكتر.. ومدام ( ليلى) لو ما كانتش واثقة فيا ما كانتش كلفتنى بالشغل دا ...
وسكتت بعد ان عضت لسانها قائلة في نفسها :
- يعني لازم الكلمتين اللي في الاخر دوول.. هو له حق يقلق وانت شرحتيله.. خلاص لازمتها ايه اخر كلمتين دول؟, انت فعلا تمام زي ما ابوك بيقول سحبوك من لسانك ...
افاقت من شرودها على صوته يقول بصرامه :
- خلاص انتهينا.. اتفضلي لو خلصت شغلك علشان نمشي ..
رفعت الاوراق من على المكتب وقالت :
- حضرتك الاوراق دي لازم احطها في الدولاب واقفل عليها كويس علشان مدام ( ليلى ) تراجعها قبل ما تديها لحضرتك ..
قال:
- انت مش واثقة في شغلك؟
اشارت براسها بالايجاب فواصل وهو يحثها على الاسراع:
- خلاص هاتي الاوراق واتفضلي ياللا علشان متتاخريش اكتر من كدا ..
سلمته الاوراق ثم تناولت حقيبتها اليدوية, خرجا من الغرفة واتجها الى المصعد ليدلفا سوية وبعد ان ضغطت زر الطابق السفلي لغى الطلب وضغط طابق الجراج استغربت ولكنها لم تعلق قد يكون على عجلة من امره.. لن يضيرها تاخير 5 دقائق اخرى, وصل المصعد فخرج وفتح باب المصعد وهى تنظر اليه مستغربة :
- في حاجه يا أ.(أمجد) حضرتك عاوز حاجه ؟؟
أجابها بسخرية :
- هفضل ماسك باب الاسانسير كدا كتيير؟, اتفضلي اخرجى مش ناقصين تاخير ..
خرجت وهى لاتعي انها فعلت ذلك ثم افاقت من دهشتها وقالت :
- نعم... تاخير ؟؟, وانا مالى ومال تاخير حضرتك ؟؟
أجاب بفروغ صبر :
- آنسة (هبة ) انت متاخره وانا متاخر وبدل ما تتعبي زياده في المواصلات هوصلك في طريقي اظن واضح؟
قالت بتلعثم :
- لا معلهش مش عاوزة اتعب حضرتك و....
ليقاطعها قائلا بملل واضح :
- تتعبيني فـ ايه ؟, انا مش هسيبك تاخدى تاكسي دلوقتى وانا كدا كدا مروح فياريت بلاش مجادلة اكتر.. ممكن ؟؟
ثم نظر اليها باستفهام فهزت راسها بالايجاب وسارت معه....
طيلة مدة ركوبها بجانبه وهى لا تكاد تصدق نفسها :
- معقولة ؟ أ.(أمجد) اللي كنت بشوفه كل يوم من بعيد لبعيد واتمنى انه يبص بس ناحيتي, مش يبصلي وبس لا ويكلمنى واركب جنبه كمان!, اه.. اعمل ايه؟, لا اكون بحلم احلام اليقظة بتاعتى اللى بتوديني في داهية؟, معقولة ؟ ثم رمقته بنظرة خاطفة قبل ان تتابه همسها بينها وبين نفسها:
- لالالا مابتحلميش يا بت يا هوبة ولا حاجه, هو هو.. بشحمه ولحمه.. اخيرا بعد اكتر من سنتين, بعد ما كنت مقضياها احلام يقظة.. يتحقق حلم منهم, هو صحيح مش زي ما كنت بحلم بيه بالظبط, في الحلم كان بيقولى اركب العربية وهو بيضحك وفرحان علشان راكبه جنبه لكن اللى جنبي دا شكله مابيعرفش يضحك خايف يضحك لحسن وشه يشقق!, لكن انت هتطمعى.. واحده واحده احنا كنا فين ..
انتبهت من شرودها على صوته وهو يقول :
- آنسة هبة اظن دا الشارع مظبوط؟
نظرت حولها وهى متعجبة لوصولهما بسرعه في حين تاخذ ضعف هذا الوقت وان كان بسيارة أجرة ولكن هذا هو حال الوقت السعيد يمضي سريعا وما لبثت ان أجابت:
- اه تمام هو متشكرة اووى لحضرتك واسفه على تعبك..
ما ان همت بالنزول حتى سمعته يقول :
- انت تعرفي تتكلمي فرنساوي؟؟
اشارت براسها بالايجاب - فهى قد اتمت دورات تعليم اللغة الانجليزية والفرنسية والالمانية بجدارة فهى شغوفة بتعلم اللغات المختلفة - فتابع:
- كويس اووى... عاوزك معايا بكرة هنروح فندق (.........) نقابل الوفد الفرنسي بدل ما اخد معايا مدام ( ليلى) والمترجم , فهتيجي معايا منها سكرتيرة ومنها هتفهمي احنا بنقول ايه مش هتحتاجي حد يترجم لك وبكدا مش هتعطل في النقاش معهم ويكون تحركنا اسهل واسرع .. خلاص ؟؟
أجاب وهى لا تكاد تصدق سرعة الأحداث :
- حاضر يا افندم هكون في المكتب في ميعادى الصبح ان شاء الله.. مش هتأخر..
ثم ترجلت من السيارة وما ان همت بغلق الباب حتى قال لها قبل ان تبتعد :
- ويا ريت بعد كدا لما تتتكلمى من تليفون الشغل يكون صوتك واطى مش لازم اللي حواليك كلهم يعرفوا انك بتكلمى .... حجوجة!!
لينطلق فجأة بالسيارة والذي كان محركها لا يزال دائرا وهو يبتسم ابتسامة صغيرة قد لا تتعجب لها هبة لأنها لا تعلم من هو أمجد حقيقة ولكن من يراها ممن يعرفون شخصية أمجد علي الدين الحقيقية سيقفون مذهولين غير مصدقن أن شفاه أمجد قد رسمت خطا مستقيما بينما ارتفعت احدى زوايا فمه في اشارة الى ابتسامة صغيرة ولكنها تعد من العجائب لمن يعرفه؟, بينما كان كل ما يشغل عقل هبة أنه ابتعد قبل ان تستطيع ان توضح له من هو (حجوجة)؟!....
- يتبع -

حلم ولا علم رواية  شرقية  كاملة  بقلمي/ منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن