حلم ولا علم 18 بقلمي/ منى لطفي

15.1K 382 3
                                    

حلم ولا علم – الحلقة الثامنة عشر – بقلمي/ منى لطفي
جلست ( هبة ) تشرب كوبا من الشاي بالحليب وهي تستمع الى ( ام صابر ) وهي تروي لها نوادر ابنائها وهم صغار, كانت تستمع بأذنها فقط بينما عقلها في مكان آخر على بعد بضعة مترات منها.. مع رجل قد ملك عليها فؤادها ولم يبرح عقلها ولو للحظة واحده منذ هروبها من المزرعه!!
كانت قد رأت ( صابر ) صدفة, وفور علمه بما تنتويه أصرّ على مساعدتها, لم توافق في البداية خوفا عليه كي لا تكون السبب في أن يصب أمجد جام غضبه عليه إن علم بأمر مساعدته لها, ولكنه صمم على مساعدتها ليرد لها ولو جزءا بسيطا من جميلها معه ومع عائلته بل ومع خطيبته نفسها, فكرت ( هبة ) ان أأمن مكان للاختباء عن أمجد ريثما تفكر جيدا في خطوتها المقبلة هو نفس المكان الذي يعيش فيه!,فـ (امجد) لن يطرأ بباله ولو للحظة انها ما تزال في المزرعه, فقررت قبول استضافة عم ( حسانين ) لها والذي طمأنها انه لن يخبر أيّا كان بمكانها حتى وإن كان السيّدأمجد ذاته!, تابع بأن بيته المتواضع يتشرف بأن تكون هي من سكانه تريد ولفترة مفتوحة....
دخل ( صابر ) عائدا من عمله وعلى وجهه إمارات الوجوم, ألقى السلام بصوت هاديء شارد نوعا ما, استأذنت والدته من هبة وانصرفت لتجهيز طعام الغذاء رافضة وبشدة عرض ( هبة ) بمساعدتها...
لا تعلم هبة لما خالجها شعور بأن صابر يخفي عيلها أمرا ولكنه متردد في الإفصاح عنه؟!
تحدثت هبة بابتسامة لتشجعه على الحديث:
- ايه يا ( صابر ) شايفه على وشك كلام عاوز تقوله ؟, قول يا صابر في ايه ؟!
تردد ( صابر ) بادئ الامر ثم تشجع وتكلم مجيبا:
- ( امجد) بيه .. وقـ...وقع انهارده .. فـ .. في المصنع وجابولو الدكتور !! ...
شهقت شهقة فزعه وهتفت بفزع وخوف :
- اييه ؟؟ ( امجد ) وقع ؟! .. وقع ازاي يا ( صابر ) والدكتور قال ايه ؟؟
أجاب ( صابر ) بحزن :
- الدكتور بيقول ضغط عالي اووي مع ارهاق وقلة نوم وقلة أكل كل دا كان السبب في اللي حصل, و الدكتور نصحه بالراحه لمدة اسبوع على الاقل ويلتزم بتعليماته بالنسبة للأكل والدوا وشدد على الراحة النفسية...
لمعت عيناها بدموع محبوسة وقالت وهى مختنقة بغصة البكاء:
- وهو ...عامل ايه دلوقتى ؟ قصدي اتطمنت عليه ؟
أجاب بإبتسامة كي يخفف عنها قلقها الواضح:
- طبعا حضرتك, انا عدِّيت على ( سميرة ) قبل ما آجي وطمنتني ان الدكتور ماسابوش الا لما ظبط له الضغط.. خصوصا انه كان عاوزه يدخل المستشفى لكن الباشمهندس (امجد) اللي رفض !!
قالت بهلع وقد تسارعت دقات قلبها خوفا فقد هالها أن تصل الحالة به الى إدخاله المشفى:
- كان عاوزه يدخل المستشفى ؟؟ ليه هو حالته كانت وحشة اووي للدرجة دي ؟؟
أجابها ( صابر ) وهو يحرك رأسه بأسى:
- حضرتك ( سميرة ) بتقول انه من يوم ما حضرتك سبتي المزرعه وهو اتغير خالص!, لا في نوم ولا راحه و على طول قاعد في شقتكم فوق لوحده حتى الاكل مش بياكل معهم ونادر لو قعد مع ( علي الدين ) بيه, الوحيد اللي بيقعد معاه هو (يوسف) بيه والد حضرتك !! ...
ترقرقت عيناها بالدموع وهي تستمع الى ( صابر )وهو يشرح لها حال ( امجد ) بعد اختفائها ذاك, وشعرت بالحنين الشديد اليه والى والدها فهي لم تحدثه منذ أن تركت المزرعة خوفا من ان تضعف وتفصح له عن مكانها, التفتت الى ( صابر ) وقالت هامسة :
- ( صابر ) ممكن اطلب منك طلب ؟؟
انتبه اليها هذا الأخير وقال بحماس :
- اؤمريني يا مدام ( هبة )..
فتابعت:
- عاوزة ( سميرة ) تخليني اعرف اطمن على أ . ( امجد ) من غير ما يشوفني.. ممكن ؟؟
شرد ( صابر ) للحظات ثم قال :
- هو صعب !! فهزت برأسها بحزن وأسى ولكنه أكمل قائلا وابتسامة صغيرة ترتسم على وجهه الأسمر :
- لكن مش مستحيل !! ..ولا يهمك يا مدام ( هبة ) ان شاء الله هنقدر نخليكي تشوفيه وتطمني عليه كمان زي ما انتي عاوزه!!...
دخلت ( هبة ) من الباب الخلفي لمنزل ( امجد ) وقد تقدمتها (سميرة) لتراقب الطريق لتتأكد من خلوه, صعدا الى طابقها هي و ( امجد ) وفتحت لها ( سميرة ) الباب بهدوء فقد تركته شبه مغلق في وقت سابق حينما حضرت لأخذ صينية الطعام والذي لم يمس الا بنسبة بسيطة جدا بعد إلحاح كبير من السيدة سعاد عليه...
تقدمت ( سميرة ) الى الداخل تتبعها ( هبة ) التي كانت تتشرب بعيناها كل ركن من أركان منزلها فقد شعرت بالاشتياق الشديد له, وصلت الى باب غرفة النوم تسبقها ( سميرة ) التي طلبت منها ان ترى ان كان نائما ام لا يزال مستيقظا ؟؟
أكدت لها سميرة انه ما ان يأخذ الدواء الموصوف له حتى يغرق في النوم , اطلت ( سميرة ) في غرفة النوم برأسها فتأكدت من نوم ( امجد ) فأفسحت لـ ( هبة ) الطريق لتدخل وقالت هامسة :
- انا هخلي بالي يا ست ( هبة ) لا حد ييجي ولا حاجه, بس بسرعه الله يسترك... كتير الست ( سعاد ) بتيجي تبص عليه كل شوية.. قلب الام يا ولداه !! ..
هزت ( هبة ) برأسها موافقة ودخلت الى الغرفة حيث تركت ( سميرة ) الباب شبه مغلق خلفها...
تقدمت ( هبة ) الى داخل الغرفة حتى وصلت الى الفراش فرأت ( امجد ) الذي كان نائما وفوجئت بتغيّر قسماته حيث غارت وجنتاه بشدة وطغى الشحوب على قسمات وجهه الرجولي الناضح جاذبية مع انتشار الهالات سوداء أسفل عينيه, فمن الواضح انه قد خسر كثيرا من وزنه...
مالت عليه وهي تتشرب كل تقسيمة في وجهه المحبب إليها ليسترعي انتباهها صوت تنفسه العالي, قطبت حائرة ثم مدت يدا مضطربة الى وجهه ووضعتها على جبينه لتفاجئ بسخونة شديده تنبعث من وجهه!, ابعدت يدها سريعا فزعه وما لبثت ان كررت المحاولة فلسعتها حرارته الشديدة فاتجهت من فورها حيث فتحت الباب وقالت بلهفة لـ ( سميرة ) التى تنتظرها خارج الغرفة :
- ( سميرة ) بسرعه هاتيلي طبق فيه مايه ومكعبات تلج وقطن, ( امجد ) بيه حرارته عالية جدا...
ذعرت ( سميرة ) مما سمعته وذهبت من فورها لتحضر ما طلبته ( هبة ) منها من المطبخ الملحق بالجناح بينما عادت ( هبة ) ثانية الى ( امجد ) حيث احضرت كرسيا ووضعته بجانب الفراش وجلست عليه وهي تراقب ذرات العرق التي تفصد بها جبينه وصوت تنفسه العالي وقد منعت نفسها وبصعوبة من البكاء حزنا لما آل اليه حالهما!!..
هرولت ( سميرة ) عائدة حيث سيدتها بسرعه وقد جلبت ما طلبته منها ( هبة ), فتناولتها ( هبة )وهي تخبرها ان تظل بالقرب منها خارج الغرفة تحسبا إن احتاجت اليها!!..
خرجت ( سميرة ) بعد أن أومأت برأسها بالايجاب وهي تدعو الله أن يخفف عن سيدها وتعود المياه الى مجاريها بينهما, فيما وضعت ( هبة ) الاشياء على الطاولة الصغيرة المجاورة للفراش وبدأت بعمل كمادات مياه بارده لتساعد على خفض درجة حرارته, عندما وضعت أول كمادة اذ به ينتفض ويفتح عينيه فشهقت فزعه بينما لاحظت انه لا يراها هي و كأنه لايزال نائما ولكن مفتوح العينين!, ثم سمعت همهمة صادرة منه لم تستطع ان تفسرها اول الامر فمالت باذنها على فمه لتسمعه جيدا, فتحت عيناها من الدهشة فهو لا يردد سوى كلمة واحده :
- ( هبة ) ...( هبة ) ..( هبة )....,
ترقرت الدموع في عينيها واكملت وضع الكمادات الباردة بالتبادل وكانت كل مرة تقوم بمسح يديه ورقبته بقطنة مبللة بالماء البارد, ومكثت على هذا الحال فترة طويلة حتى بدأ تنفسه ينتظم وحرارته تنخفض, فنهضت متجهة الى الصيدلية المنزليه المعلّقة في الحمام فوق الحائط وفتحتها وتناولت منها قرصين من دواء خافض للحرارة ثم عادت اليه فساعدته لتناول الدواء رافعة اياه بذراعها قليلا الى الأعلى واضعه قرصي الدواء في فمه ثم قربت كوب الماء منه فابتلع الدواء وكان مغمض العينين, ولكنه ما لبث ان اشتم رائحة يعرفها جيدا بل ويعشقها, ففتح عينيه لتثع نظراته السوداء على عينيها الرماديتين فهمس بصوت ضعيف اصطبغ برجاء بينما هربت بنظراتها متشاغلة عنه بوضع الكوب بجواره :
- ( هبة ) انت جيتي؟!
أعادت انتباهها اليه وأمسكت يده بحب واجابت بإبتسامة حانية :
- نام يا ( امجد )...
قال بحزن ونظراته منصبة عليها:
- لا.. لو نمت مش هلاقيكي لما اصحى!
أجابته بحب وهي تربت على يده التي تُمسك بها:
- نام يا ( امجد ) وارتاح دلوقتى انت تعبان !
همس بصوت ضعيف حزين:
- انا مش هرتاح طول ما انت مش جانبي...
قالت برجاء:
- ( امجد ) .. علشان خاطري...
فمد يده الحرة اليها قائلا بينما عيناه تنهلان من تقاسيم وجهها الذي افتقده وبشدة:
- طيب بس بشرط !!
مدت يدها اليه فتناولها بلهفة قابضا عليها وإن كانت قبضته ضعيفة ولكنها لا تزال تبعث الأمان في قلبها, وأجابت بابتسامة:
- شرط ايه؟
قال برجاء كالطفل الصغير الذي يترجى والدته:
- خليكي جنبي... ما تمشيش!
نظرت اليه بهدوء دون تعقيب أولا ثم ابتسمت ابتسامة واسعة وهي توميء برأسها موافقة, فابتسم براحة وأفسح لها مكانا بجواره لتجلس وما غن استوت جالسة بجواره حتى مد ذراعه العضلي ليحيط بها خصرها ثم ارتمى براسه فوق صدرها بينما مررت أناملها البيضاء وسط خصلات شعره الابنوسية الناعمة تمسّدها له وسرعان ما انتظمت أنفاسه غارقا في سبات عميق وقد ارتسمت على شفاهه ابتسامة راحة من وجد ضالته بعد طول عناء!! ....
استيقظ ( امجد ) صباح اليوم التالي وهو يتمطى فوق الفراش بسعادة وهو لا يتذكر من احداث الليلة السابقة سوى ان ( هبة ) كانت برفقته طوال الليل بل وانها قد وعدته أنها لن تتركه ثانية أبدا ليس هذا وحسب.. لكنها نامت بين ذراعيه !,..... ذراعيه؟!!, هب جالسا في الفراش ناظرا الى ذراعيه الخاويتين, ثم جال بنظره فيما حوله فلم يجد سواه!!
قفز مسرعا من مكانه وخرج من الغرفة مفتشا عنها في أرجاء الجناح ثم هبط الدرج مسرعا وكان لا يزال بثياب النوم ,حافي القدمين !!
فوجئ به جده وهو يراه يهبط راكضا قافزا لدرجات السلم بهذه الطريقة, تقدم اليه فرحا وهو يهتف:
- ( امجد ) حبيبي.. ايه المفاجأة دي ؟! حمدلله على السلامة يا ( امجد ) ..
أجابه ( امجد ) وبصره زائغا يفتش بعينيه بيأس في الأنحاء:
- الله يسلمك يا جدي ..
لاحظ الجد نظراته الزائغة فعقد جبينه متسائلا :
- مالك يا ( امجد ) فيه إيه؟, شايفك عمال تتلفت حواليك وبعدين من امتى وانت بتنزل بالبيجامة من فوق لا وحافي كمان؟
لم يعر أمجد بالا لملاحظة جده عن هيئته وبدلا من الرد على سؤاله قال برجاء:
- جدي ماشوفتش ( هبة )؟
قطب الجد مجيبا بدهشة حزينة:
- هبة ؟! غريبة يا ( امجد )... انت عارف ان ( هبة ) غايبة بئالها شهر, هو ايه اللي فكرك بيها دلوقتى؟, احنا ماسيبناش مكان الا و دورنا عليها فيه , انت قلبت عليها الدنيا بحالها !! , بس عموما ما تقلقش اكيد هنلاقيها ان شاء الله ..
فهز ( امجد) برأسه معترضا وبقوة وهو يهتف:
- لا يا جدي... ( هبة ) كانت معايا امبارح انا متأكد!, انا حسيت بيها... فضلت جنبي طول الليل تعملى كمادات ووعدتنى انها مش هتسيبني تاني, انا متأكد يا جدي, وما تبصليش كدا... انا مش مجنون!
ربت الجد على كتفه قائلا برجاء :
- ماحدش قال انك مجنون يا ( امجد ) ... هبه هترجع يا ( امجد ).. ان شاء الله هترجع ....
زفر ( امجد ) بضيق وقد وضع اصابعه في شعره مغمضا عينيه وقلبه يصرخ مناديا اياها بينما يكاد يفقد عقله من الألم الرهيب الذي يعصف به, ترى هل شارفت على الجنون يا هبة؟, هل ما حدث الليلة السابقة محض تخيلات؟!, ولكن...ماذا كان يفعل طبق المياه الباردة الكمادة التي استيقظ ليراها ملقاة بجواره فوق الوسادة؟!, سيجن لا محالة ان استمرت هذه التساؤلات تعصف برأسه!, ولكن مهلا....سـيجن...سـ ! لا... إنه يكاد يُقسم أنه قد جُنَّ وانتهى الأمر!! ....
**************************************************
دخلت ( هبة ) الى الشقة التي استأجرتها في المدينة وقد وضعت كيس مشترياتها فوق الطاولة الخشبية المستديرة التي تتوسط الصالة في حين سمعت صوتا من الداخل ينادي :
- ( هبة ) حبيبتي انتي جيتي ؟!
أجابت ( هبة ) الصوت المتسائل وهي تجذب كرسي خشبي بصعوبة لترتاح عليه وهي تزفر بعمق وراحة بعد ان جلست :
- ايوة يا ( رشا ) جييت ...
ظهرت فتاة سمراء شابة في العشرينيات من عمرها قادمة من المطبخ وهي تجفف يديها في منشفة قماشية و اقتربت منها وهي تقول مقطبة جبينها:
- مالك يا ( هبة )؟, شكلك تعبان اووي!!
فتنهدت ( هبة ) بتعب وأجابت :
- انهارده كنت واقفة طول اليوم, انت عارفة حفلة آخر السنة خلاص قربت ولازم ادرب الولاد كويس أوي عليها, الحفلة هيحضرها مدير المنطقة التعليمية والمحافظ علشان المدرسة اللي انا فيها تعتبر اكبر مدرسة هنا وكل سنة لازم المحافظ بيحضرها...
قالت ( رشا ) وهى تقف امامها بجدية:
- انت كدا بتيجي على نفسك كتير!, خلي بالك انت حامل وفي التامن كمان... يعني مش عاوزين اهمال وتدخلى في مشاكل ولادة بدري احنا في غنا عنها...
ابتسمت هبة ابتسامة صغيرة واجابت :
- شغلي يا ( رشا ), وانت بنفسك قولتيها... كلها شهر بالكتير ويمكن اقل وأولد.. وهحتاج لكل قرش ساعتها, وإنتي عارفة أنه....
سارعت رشا بمقاطعتها متذمرة:
- انا مش فاهمه انت دماغك دي ايه؟!, بأه يكون جوزك وابو اللي في بطنك اكبر رجل اعمال في مصر كلها وانت بتشتغلي مدرسة موسيقى في مدرسة و ساكنه في شقة ايجار وشِرْك كمان!
تابعت وهى تضع يدها على كتف ( هبة ):
- ماتزعليش مني يا هبة انت عارفة غلاوتك عندى ولما (علاء) كلمني علشان تيجي تسكني معايا هنا وهو عارف اني وحدانية وياما اشتكيت له من الوحدة اللي انا فيها.. انا أد ايه رحبت بيكي, وصدقيني انت بئيتي اختي بجد و علشان كدا لازم انصحك ..( هبة ) انت بتكدبي على نفسك !! انت لسه بتحبيه وعمرك ما هتنسيه, والا ما كنتيش سكنتي في بلد بينها وبين مزرعته مايجيش ساعه الا ربع بالعربية!, انتي رفضت من جواكي انك تبعدي عنه يا ( هبة ) .. و كأنك طول ما انت في مكان قريب منه بتحسي بالأمان !! يبقى ليه العذاب اللي معيشة نفسك ومعيشاه معاكى فيه؟...
سكتت منتظر سماع جوابها ولما لم تجد منها اي ياستجابة سوى ابتسامة حزن صغيرة ارتسمت على وجهها ودموع لمعت في عينيها, واصلت بحماس:
- انت عارفة ان ( علاء ) كل مرة بيقولك انه لسه بيدور عليكي, ما فقدش الأمل يا هبة, وانتي حتى والدك فين وفين لما بتكلّميه وكل مرة تنبِّهي عليه ما يجيبش سيرة له خاالص والا ما عُدتيش هتكلميه تاني, ليه كل دا يا ( هبة ) ليه؟
أجابت ( هبة ) بحزنىوهي تنظر الى رشا التي جلست أمامها:
- انت يا ( رشا ) بتسأليني ليه؟, ما انت عارفة ليه!, انا تعبت اني اكون مسخ يا ( رشا )!, انا بحبه ومش بحبه وبس لا... وبعشقه كمان, ومش ممكن هحب حد غيره أبدا, بس الحب لوحده مش كفاية !, ( امجد ) لازم يعرف ان حبه ليا لوحده مش كفاية بالنسبة يا رشا!, لازم يديني مساحه اني اقول آه او لأ .. ( امجد ) كان بيعاملني اني بنته اللي بيخاف عليها من الهوا.. كل دا جميل, بس انا مش بنته... انا مراته وشريكة حياته, لازم يتقبل قرارى ويحترمه, خوفه المرضي انه يخسرني هو فعلا اللي خلّاه يخسرني..
سكتت قليلا ثم تابعت بجدية:
-أنتي صح يا ( رشا ), انا فعلا اخترت اني اقعد عنها جنبه, انا مش بكره, انا بحاول أرجّع هبة من تاني!, هبة اللي أمجد كان السبب اني أخسرها, وعلى فكرة هبة دي بردو اللي أمجد حبّها, ومع الوقت لو كنت استنيت وعديت الموضوع وسامحت كان هو اللي هيبتدي يزهق مني لأن مش دي الشخصية اللي جذبت أمجد ليها وخليت المستحيل بالنسبة له يحصل وانه يقع في حبها, ووقتها بقه كان هييجي يدور على خبة القديمة هيلاقيها مش موجودة!, ماتت واتولدت بدالها مسخ... من غير شخصية, وهو ساعتها اللي كان هيرفضها!, النا حاولت أنقذ حبنا يا رشا, مش شرط كل قصة حب تنتهي نهاية سعيدة في اتنين بيعشقوا بعض زيّنا كدا لكن الظروف حكمت انهم ما يكملوش...
سكتت قليلا ثم تابعت بنبرة طغى عليها الحزن بينما انسابت دمعة وحيدة تجري على وجنتها المرمرية سارعت بمسحا براحتها:
- رشا انا حبيت أحافظ على ذكرى حلوة لهبة عنده, وفي نفس الوقت حبيت أبعد قبل ما يتحول حبي ليه لغضب منه ومن نفسي, حبي عمره ما هيتحول لكره لكن لو اتحول لغضب هيكون غضب اسود هيخليني أكرهني أنا مش هو!
شردت قليلا بينما ربتت رشا على يدها الموضوعه على الطاولة امامها وتابعت بعينين تغيمان في الذكريات:
- عارفة, انا بعد ما مشيت من عنده يوم ما كان عيان واتسحبت وسيبته نايم وهو محاوطني بدراعه زي العيل الصغير اللي نايم في حضن مامته ومش عاوزها تسيبه, نزلت بسرعه وشوفت (علاء) بالصدفة, وقتها طبعا ما صدقش عينيه وكان هيصرخ اني رجعت لكن منظري ودموعي مش منظر واحدة سامحت ورجعت ابدا, سألني فقلت له انى عرفت ان امجد تعب وحبيت أشوفه وبعدين طلبت منه يساعدنى انى اسيب بيت عم (حسانين) لاني كنت متأكده ان ( امجد ) اول ما هيصحى هيقلب المزرعه والبلد كلها عليا, وفعلا ( علاء ) ساعدنى, في الاول نزلت في بنسيون جنب الكلية بتاعته, وبدل ما ارجع بيتي انا وبابا لاني متأكده ان ( امجد ) هيحط اللي يراقبه 24 ساعه او اشوف سكن في مصر... ومصر كبيرة الناس تتوه فيها, فضلت انى افضل هنا جنبه, آه كفاية عليا انى احس انه جنبي ولما أولد عايزة ابنه او بنته يتربو في نفس المكان اللي موجود فيه باباهم وهتساليني لما اولد هعرفه ولا لأ.. هقولك معرفش!, كل اللي اعرفه دلوقتي.. اني مش قادرة ارجع لـ ( امجد ) طول ما أنا مش متأكده ان بعادي عنه خلاه يتغير, وخلاه يعرف ان هبة دي انسانة بيحبها مش حاجة بيمتلكها, حب يعني احترام ليا ولرأي, لكن امتلاك يعني شيء او جارية لاغية عقلها وشخصيتها, وطول ما انا لسه شاكّه انه لسه زي ما هو حبه حب امتلاك مش هرجع!, المشكلة دلوقتي انه فيه بيننا طفل, ماينفعش أربيه وأوجهه وأنا طول الوقت مش عارفة أقول رأيي وفي اللي فوق دماغي يقول اعملي وما تعمليش ومحسسني اني فاقدة الأهلية!...
همت رشا بمقاطعتها فأسكتتها هبة رافعة يدها وقد علمت ما الذي تريد قوله:
- من غير ما تقولي, أمجد بيحبني أنا متأكدة, لكن دا مش حب طبيعي, أمجد عاوز يمتلك كل حاجه فيا.. قلبي ومشاعري وعقلي!, عاوز يكون هو المحور الوحيد اللي حياتي كلها بتدور حواليه!, عاوز اللي يقرره هو اللي يحصل وانا أبصم وراه على طول!, تقدري تقوليلي جه مرة سألنى وقال لى ايه رأيك في اي شئ يخصنا؟ ...لأ... كل حاجه هو اللي كان بياخد القرار فيها من غير اي اهتمام برأيي أنا والمفروض اني أنا شريكه معاه في القرار دا, أنا الطرف التاني يا رشا!, كتب الكتاب بالأمر, الجواز بالأمر, حتى لما افتكرت والذاكرة رجعت لي ما ادانيش مساحه انى ازعل واراجع نفسي وانا كنت متأكده انى هسامحه وارجع له لاني بحبه غير اني انا اتاكدت من كلامه.. بابا أكدهولى وانا عارفة ( امجد ) كويس ..( امجد ) مش كداب ..لكن بدل ما يديني وقتي اني ازعل او حتى اغضب .... بردو اتعامل معايا بالامر المباشر.. انسي يا (هبة)!, لا.. انا آسفة.. انا مش روبوت بزراير يضغط على الزرار... أحب , يضغط... أنسى!, انا انسانه من لحم ودم ومشاعر...
لم تستطع المتابعة وانفجرت في بكاء حار يقطع نياط القلوب فنهضت رشا متجهة اليها وقد احتضنت رأسها بين ذراعيها بينما صاحت ( هبة ) وقالت وسط دموعها الغزيرة التي تهطل كما المطر في فصل الشتاء:
- بس ... بس بحبه .. وتعبانه... تعبانه اووي يا ( رشا ) من غيره, انا مش عارفة اكمل حياتي وهو مش فيها لا انا قادرة اكمل ولا انا قادرة ارجع .. اعمل ايه يا ( رشا ).. اعمل ايه ؟؟
ربتت ( رشا ) على راسها وقالت لها مهدئة :
- خلاص يا( هبة ) يا حبيبتي كفاية, حبيبتي ماتفكّريش دلوقتي في أي حاجة, المهم دلوقتي انك تخلّي بالك كويس اوي من اللي في بطنك وتقوميلنا إن شاء الله بالسلامة, لكن انا هقولك كلمة واحده بس.. حبكم دا خسارة انكم تضيعوه.. سواء بالامتلاك او بالعناد ...
نامت ( هبة ) قليلا بعد الغذاء والذي لم تتناول منه الا قليلا فيما ذهبت ( رشا ) الى معهد الحاسوب الألي حيث تدرس دورة مكثفة في احدث تقنيات برامج الحاسوب ..
استيقظت ( هبة ) على ألم قوي في أسفل بطنها فتذكرت المجهود الذي تبذله منذ فترة في الإعداد للحفل المدرسي السنوي, وكانت قد وجدت هذه الوظيفة كمعلمة موسيقى في مدرسة لغات خاصة عن طريق علاء والذي ساعدها كثيرا كي تستطيع ايجاد هذه الوظيفة معتمدة فيها على مواهبها وقد لجأ علاء الى ( ممدوح ) مخرج العرض المسرحي والذي اشتركت فيه مع ( علاء ) سابقا في حفل الجامعة, حيث توسط لها لايجاد هذه الوظيفة بل وأعطاها خطاب توصية لتتمكن من العمل في هذه المدرسة الخاصة والتى تدفع لها مرتبا مجزيًّا يُمكِّنها من دفع نصيبها في الايجار لرشا وأيضا أجرة متابعة الطبيب بلْ والادخار للولادة, مسدت بطنها تهمس لطفلها بحب وهى تبتسم:
- معلهش يا روح ماما انت تعبت معايا اليومين دوول, بس خلاص هانت يا قلبي, انا دلوقتى في نص التامن يعني خلاص هانت ان شاء الله واووي كمان وهتشرف قريب وتنوّر لي حياتي كلها...
سمعت رنين جرس الباب فنهضت ببطء وهي تتأوّه ممسكة بأسفل بطنها, لبست خفّها المنزلي ووضعت روبها عليها وتوجهت حيث باب الشقة وهى تضع يدها الأخرى أسفل ظهرها ممسدة إيّاه..
اتجهت الى الباب الذي يرن بالحاح شديد وهى تقول بصوت ضعيف ضاحك وبتعب:
- يعني كل مرة كدا يا ( رشا )!, تنسي المفتاح.. وتكهربيني انا!, انت حلالك تفضلي ملطوعه كدا شوية علشان تتعلمي الادب انت ...
وفتحت الباب فيما هى تتابع كلامها لتبتر حديثها بغتة فمن ظهر امامها لم يكن ابدا ( رشا ) بل كان .....( امجد ) ....!!
شهقت ( هبة ) دهشة من فرط المفاجأة واضعة يدها على فمها وقد تركت الباب مفتوحا ومكثت تنظر اليه فزعة فيما دخل هو واغلق الباب خلفه ونظر اليها قليلا ثم قال بهدوء:
- ازيك يا ( هبة )؟
أزاحت يدها بعيدا عن فمها وأجابت بذهول وارتباك:
- أمـ .....أمـ ....( أمجد)!, انت ازاي...
قاطعها بسخرية خفيفة وهو ينظر اليها بعتب:
- ازاي عرفت عنوانك؟ , انا قولتلك يا ( هبة ) قبل كدا.. عمرك ما هتقدري تهربي مني! المسألة كانت مسألة وقت مش أكتر و...صبر!, والصبر دا الفضل فيه لك انتي!, لأنه كان لازم يكون عندى صبر طويل وانا بدوّر عليكي ... وهوّ دا اللي خلاني اتحمل الشهور اللي فاتت دي كلها ....
اعتدلت ( هبة ) في وقفتها وقالت بهدوء نوعا ما :
- ماشي يا ( امجد ) وأديك لاقتني, تقدر تقولي ايه اللي يرضيك علشان نخلص من لعبة القط والفار دي؟, لاني فعلا تعبت!
تقدم منها حتى وقف امامها على بعد انشات قليلة وأجاب وهو يميل عليها لينظر في عينيها هامسا بجدية وبقوة بينما نظرات عينيه يسودها العزم والإصرار:
- انتي!
طرفت بعينيها قليلا غير متأكدة مما فهمته, ثم أعادت كلمته باستهجان:
- أنا!, ازاي يعني؟
مد يديه قابضا على ذراعيها مقتربا بوجهه منها حتى لقد لفحت أنفاسه الساخنة بشرة وجهها الحليبية بينما ينظر الى عينيها بنظرات أشاعت الفوضى في حواسها, وتعالت دقات قلبها خوفا و...شوقا!, تحدث بقوة هاتفا:
- عاوز مراتي وابني!
وكأن عبارته قد قطعت الخيط السحري الذي كان يربطها به, فابعدت يديه عن ذراعيها وادارت له ظهرها وهى تقول:
- للاسف يا ( امجد ) ماعادشي ينفع! ف
رفع يديه قابضا برفق على كتفيها وهو يقول بهدوء بلهجة من يقرر أمرا واقعا لا سبيل للنقاش فيه:
- للاسف يا ( هبة ) دا الشئ الوحيد اللي يرضيني ومش عاوز غيره ابدااا...
نفضت هبة كتفيها لتسقط يديه والتفتت اليه وهي تهتف بغضب صارخة:
- كل حاجه انت .. انت .... انت ...انت عاوز .. انت اللي يرضيك ....وانا... أنا فيين؟, انا فين يا ( امجد )؟, انا ايه بالنسبة لك؟
صمتت فجأة عندما شعرت بعودة التقلصات في بطنها ولكنها لم تعرها بالا فيما سمعته يهتف مجيبا بحدة نوعا ما :
- انتي ايه؟, بأه لسه ماتعرفيش انتي ايه يا ( هبة )؟, انتي كل شئ بالنسبة لي ..كل حاجة في حياتي, انت مراتي و أم ابني , انت اللي كنت ميت من غيرك بئالى اكتر من 5 شهور وانهارده بس.. رجعت لي الروح من تاني, ايه.. زعلانه علشان بفرض عليكي رأيي؟, اكيد لازم اجبرك كمان مش أفرض رأيي وبس لما احس ان روحى بتروح مني وان الشئ الوحيد اللي حسسني اني لسه عايش اللي هو حبك عاوزة تمنعيه عنى!.. لما أحس ان الانسانه الوحيدة اللي ملِيت عليا دنيتي كلها وخلتني احس بأحلى مشاعر عمري ما كنت أتصور انى أعيشها عاوزة تبعد عني!, انا مش بس اجبرك... لأ!, انا ممكن اعمل اي حاجة تتخيليها او ما تقدريش انك تتخيليها علشان ماتروحيش مني ...
التمعت عيناها بالدموع وهى تنظر اليه فيما اضطرت الى وضع يدها اسفل بطنها والاخرى لتمسد ظهرها وقالت ببكاء مكتوم :
- عمرك فكرت انك تسألني؟, يمكن ما كُناش مرِّينا بدا كله لو كنت فكرت انا رأيي ايه ولا عاوزة إيه؟!!, لكن انت اتجاهلتني يا ( امجد ), وخلتني احس اني واحده جاهله او قاصر او عقلها فيه حاجه غلط بتجاهلك ليا ولمشاعري .. انا تعبت يا ( امجد ) تعبت ...
اقترب منها ومد يديه مترددا ليقبض على ذراعيها برفق وهو يقول برجاء حار غريب عنه:
- وانا كمان ...تعبت ...( بصراحه محدش تعب أدي انا واللي متابعين معايا الرواية من الاول ماتخلصي يا ست هبة وتصالحيه وانت اهدى عنها شوية يا سي امجد اووف ما علينا نكمل ) اديني فرصة أخيرة يا قلب ( امجد ) وانا هتغير, وافقى انك ترجعي لي, لو مش علشانى... علشان ابننا اللي جاي في السكة , بلاش اول ما يفتح عينيه يلاقي كل واحد مننا في ناحية.. انا لا يمكن أسيب ابني أبدا, مستحيل!
قاطعته بحدة :
- وانا يستحيل اسيبه !!
قال بهدوء حان :
- خلاص, يبقى ارجعيلي تاني , انا مش بهدد يا ( هبة ) بس انا فعلا مش هسيبك ومش ممكن اسيبك ابداااا, بإرادتك أو من غيرها هترجعيلي... قولي عليا مستبد, ديكتاتور, اللي انتي عاوزاه, بس انا مش ممكن هتخلى عنك ابداا يا ( هبة ) ولا عن ابننا, فهمتيني يا قلب أمجد؟
أجابت هبة وهى تغمض عينيها بينما الألم أسفل بطنها وظهرها يشتد وصوتها قد بدأ يضعف من قة هذه الآلآم: آه ...
سارع بإحتضانها فرحا وهو يهتف مندهشا من سرعة استجابتها له :
- يا قلب ( امجد ) يا ( هبة ), حقيقي؟, هترجعيلي بجد؟!
قالت وهى لا تزال مغمضة عينيها وقد بدأت نبرة صوتها تعلو قليلا:
- آه ...
لم ينتبه أمجد لنبرة صوتها التي بدأت تعلو من شدة سعادته لموافقتها على العودة اليه, أبعدها عنه قليلا هاتفا بسعادة:
- هترجعي معايا بيتك انهارده يا قلب أمجد مش كدا؟ ف
هتفت وهى تعض على شفتيها:
- آآآآه ...
قطب ( امجد ) جبينه بحيرة وهو يشعر ان هناك شيئ خاطئ لا يفهمه!, قال في شك:
- في ايه يا ( هبة ) مالك؟
داهمتها موجة ألم قوية ففتحت عينيها واسعا و نظرت اليه ونظراتها تغشاها بالدموع وهى تعض على شفتيها بقوة مجيبة بألم شديد :
- انا ...انا تعبانه أووي يا ( امجد ) ..
هتف ( امجد ) بجزع :
- تعبانه؟, تعبانه حاسة بإيه؟
نظرت اليه قليلا وهى تحاول سحب نفسا عميقا ثم تطلقه لعله يهدأ من حدة الألم قليلا كما سبق وأرشدها الطبيب:
- انا .. بيتهيألي اني ...اني ...اني هولد!!
نظر اليها بدهشة قائلا:
- طبعا هتولدي اومال هتوديه فين يعني؟
طالعته بسخط هاتفة بغيْظ:
- ( امجد ) ركّز.. انا اقصد اني انا هاولد... دلوقتي يا (امجد)!
لم تعلم هبة أتضحك ام تبكي حالما شاهدت وجه ( امجد ) ما ان أنهت عبارتها حيث فغر فمه واسعا ثم ارتبك ثم سار قليلا روحة وجيئة قبل أن يقف امامها وهو يهتف بحدة وإرتباك:
- انتي مش المفروض في التامن لسه؟, يبقى تولدي ازاي دلوقتي؟
أجابته بسخرية بالرغم من ألمها:
- ( امجد ) الولادة دي مش بقرار هي كمان منك!, لما ابنك يحب ييجي مش هيستأذنك الاول!, ولا انا هعمل حاجه مايصحش إني اعملها من غير ما أخد رأيك قبلها!!, ايه تحب استأذنك الاول واقولك ممكن تحدد لي الوقت اللي يناسب حضرتك علشان أولد؟, انت ....
بترت عبارتها فجأة محدقة بفزع الى أمجد وقد داهمتها موجة ألم شديد جعلها تصرخ هاتفة بصوت عال:
- ( امجد ) الحقني ..آآآآآآآآآآآآه ...
ووقعت بين ذراعيه حيث فوجئ ببركة مياه بين قدميها ....
ترى هل ستلد ( هبة ) ؟؟ ما هو قرار ( هبة ) النهائي ؟؟ هل ستكمل حياتها مع حلم حياتها ؟؟ ام انها ستستيقظ من الحلم لتعيش ...العلم ؟؟؟؟
تابعونا في احداث الحلقة الاخيرة من ....( حلم ولا علم ) ...
- يتبع -

حلم ولا علم رواية  شرقية  كاملة  بقلمي/ منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن