الحي الذي تسكن فيه، كان عادياً جداً، جميع من فيه ذو حالةٍ متوسطه، وربما أقل. قامت بأخذي نحو منزلها، كان بسيطاً للغاية، ولكنه جميل رغم بساطته تلك، كان دافئاً.
سحبتني للداخل، لتعرّفني على والديها، كما يبدو أنها الابنة الوحيدة لهما. ما اعجبني هو أنها لم تخجل كونها بسيطة كالآخرين، بل كانت واثقة.
-"يمكنك دخول غرفتي، لا بأس هي فوضويه بعض الشيء" فتحت باب غرفتها لأدخل انظر نحو جدرانها المليئه بالرسومات واللوحات ذات الشكل الغريب والمعنى العميق، كانت وكأنها تمتلك المشاعر تشتكي بدلاً عن رسامِها.
ما جذبني أكثر هي تلك اللوحه المعلقة في زاوية الغرفة، كانت لوحه وحيدة ، ذات اسلوب خاص. -"هل هذه لوحاتكِ؟" سألتها
-"أجل، هل أعجبتك؟ " اجابتني مما اثار صدمتي، إذا هي تجيد العزف والرسم أيضاً، فتاة مليئة بالابداع المدفون.
-"اسمعيني infp يجب ان يرى العالم مواهبك هذه اجمل لوحه اراها على الاطلاق"
نظرت نحوي بابتسامه بلهاء. -"لا أظن ان أحداً سيحب لوحاتي، إنها عاديه"
زفِرت أنفاسي بقوة واضعا يدي على جبيني، ستيصبني بالجنون، هذا الفن هو المفضل لدي والأسلوب رائع للغاية قمت بإخبارها ذلك.
-"مارأيك ان افتتح معرِضاً خاصاً للوحاتِك هذه؟" -" كلا لا عليك، لا بأس انه.." اجابت بتلعثم تلوّح بيديها
-"ماذا؟ انا سأقوم بافتتاحه الآن" ثم اخذت هاتفي واتصلت على إحدى الخدم في منزلي وقد تم افتتاح المعرض بنجاح و عرض اللوحات بشكل رائع. امزح هذا فقط من صنع خيالي.
-"سأقوم بافتتاح واحد لنفسي في المستقبل" اردفت هي. -"حسنا هل نذهب الآن؟" ابتسمت باتساع تحمل القيثار.
-"هل تعلمين أنك فتاة مليئة بالمواهب؟" -"لا تبالغ كثيراً، انها فقط العزف والرسم" -"انهما اثنتين، ولكنهما رائعتين للغاية عندما تقومين بها بنفسك"
قهقهت بخفه-"شكراً لك" و تلك الابتسامه جعلت قلبي يرفرف قليلاً
