٤ يوليُو ... الأثنين
مذكّراتي ؛ اليومُ هو الأثنين ، يومُ الشؤوم ، إستيقظت أرتعِش وأناملي بارِده ، المرّة الأخيره لم تكُن هيّنه البتّه ، عجزِي يمزّقني إرباً إربا ونفسِي لاتحتمِل أكثر."
كانت مرتعبه للنّخاع.
وكانت تأمُل أن تستطِيع أن تجيب هذه المرّه على السؤال.
خرجت من منزِلها مبكّراً وراحت تسير بتأنّ فالوقتُ مبكر عن العمَل ، هي نصف ساعة فقط ثم إتّجهت لـ سانتراليّو ، لتراهُ مجدداً ، قربَ النافِذه يرمقُ الطريق..
إرتدت ثيابها وإتّجهت نحوه.
"قهوه سوداء؟"
إنتفضَ وإعتدل في جلسته بينما إبتسمت سيلينا وهمست
"آسفه"
أجابَ في المقابِل منتحباً
"لا ، لا عليكِ"
صمت لوهله ثم عاد يقول
"في الحقِيقه لا ، لاقهوةَ...اليوم سنخرجُ سوياً"
بانَ عليها الإستغراب وقالت مستنكره
"نخرج؟ لكن لديّ عمَل"
إبتسامةٌ إعتلت طرفَ شفتِه حينما أشار بسبّابتِه علَى كانديس الواقِفه قربَ طاوِلة الطلبات وقال
"لا عليكِ قد تدبّرت الأمر"
بدا عليها التردد حقاً ولا تعلمُ لما لكنّها خلعَت المريَله وخرجت معه..
طوالَ الطريق كانت تفكّر ، شاردة في العدم ، اليومُ هو الإثنَين ، زين لايفترضُ به أن يكونَ معها.
"إذا سيلينا؟ منذُ متى وأنتِ تعملين في سانتراليّو؟"
إستفاقت من شرودِها وأجابت
”منُذ عامٍ ونِصف"
إبتسم هو وأومأ ، كان يحاوِل بشدّه أن يخلقَ حديثاً لكن شرودُ سيل كانُ عائقاً بالنسبةِ له..
توقّفوا عن السيرِ أمام حديقةٍ عامّه ، غلب عليها أصواتُ ضحكات الأطفال ، وزقزقةِ الطيور.
بدا كُل شيءٍ مثالياً.
وبينَ اللحظةِ والأخرى كان زين يرمُق سيلينا مبتسماً ثم يعودُ ينظرُ لكفّيه المعقُودتين.
"سيل ، أنتِ لستِ على مايرام"
"بلا أنا بخير؟ ، لماذا؟"
تنهّد زين وقد بدا عليهِ الضّيق ... كانَ يشعُر بأنهُ هو وحدة الطرفُ المبادر ، لكِن ليتهُ يعلَم بالحديثُ المخبّأ في عينيها.
إستقامَ زين وقد همّ بالرحيل فأمسكتهُ سيلينا من ذراعةِ مستوقفةً إيّاه
”ارجُوك ، لا تذهب“
نظر إليها مطيلاً ثم عاد يجلِس وهمس
"أخبريني مابِك؟"
تنهّدت ، هي تعلمُ أنها لايجبُ أن تخبره وهي لن تفعَل ، على الأقلّ ليس الآن.
"أنا فقط..أريدُك بجانبِي ، حسناً؟"
صمتَ زين قليلاً ثم أردفَ مبتسماً
"حسناً ، بالطبع"
قرّبها إليه وأحاطها بذراعه.
شعرت بالأمان..شعورٌ لم تجرّبه منذُ أمد ، زين بالتأكيد كان شيئاً مختلفاً...وهذا حتماً كان بدايةً لشيءٍ ما.
لكِن كلّنا نعلم...ناقِص واحد تعاوِد الظّهور ، قاضيةً على كُل لحظةٍ جيّده في حياةِ سيلينَا.