٩ يوليُو ... السّبت.
عملُها في سانتراليّو ، عودتُها للمنزِل.
فزعُها ماقبلَ النّوم, كُل شيءٍ كانَ كما هوَ.
عدى خروجِها مؤخراً مع زين بعد إنتهاءِ عملِها كُل يوم..
وهيَ معه ، تشعُر بخير ، وكأنما اللعنةُ تهابُ الظهورَ في حظورِه ، هذا وأيضاً ، هي تميلُ إليه... بشدّه.
"إذاً...؟"
تحدّث زين فجأة فأردفت سيلينا مستنكِره
"إذا ماذا؟"
"لا أعلم ، أتريدينَ الخروج؟"
ضحكَت هي ونظرت حولها قائِله
"لكننَا بالفِعل في الخارِج"
تنهّد زين ثم عاد يقول موضّحاً
"أعني ، للخارِج للخارِج ، لا أعلم أمسيَه في مطعمٍ فاخِر ربما؟"
إبتسمت وتنفّست الصعداء.
لا تعلم لمَ لكنّها شعرت بالسعاده
"أتحاوِل أن تسألني للذهابِ في موعِد؟"
نظرَ إليها زين مبتسماً ثم أدارَ نظرهُ وهمس
"فتاتِي الذكيّه"
لم تكُن نيّته أن تسمعه لكنّها فعلت ، رغمَ ذلك تظاهرت بأنها لم تفعل وأجابت
"أجَل مِن دواعِ سروري."
إبتسمَ زين بتوسّع
بينما صمتت هي لوهله وراحت تفكّر ملياً بما قالته
هل هِي مستعدّةٌ لأن تخطو خطوةً أخرى مع زين؟.
اللعنَة لم تقم بما هيُ بارعةٌ فيه منذُ فتره.
لكنّ سيلينا توقّفت عن المُخاطره منذُ أمد .
وأدركت أنها لا تستطيعُ المخاطرَة هذه المرّه.
ليسَ مع زين..
لكِن قد فات الأوان..
وشقٌ آخرٌ منها ظلّ يخبرها بأن تخرجَ معه وكانَ هذا الشقُ غلّاباً.
عجباً لـ زين ، هي لا تستطيعُ مقاومتَه.
"الثامِنه مساءً ، سآتِي لأقلّكِ"
أومأت موافِقه وأدلتهُ بعنوانِ منزِلها.
خمسُ دقائِقٍ أخرى قضوها سوياً ثم إفترقَ كلّ منهمَا متجهاً لمنزِله..
طوالَ طريقِ العودَة كانت تفكّر ، وحينمَا تنغمِس هي بالتّفكير تنسَى كُل شيءٍ حولها...
هي عدّة دقائِق حتّى أدركت أنها تعدّت منزِلها بكثِير فعادت أدراجها وقد كانت المسافةُ كافيه لأن تقضي ساعةً وهي تسير.
كانت تنظُر للساعه كل خمسِ دقائِق منتظرةً الثامِنه مساءً ، أصابها الضجَر ... لاتعلمُ لمَ هي متحمّسة لهذا الحد!
هاهُو عقربُ الساعه يشيرُ نحو السابِعه و خمسُ وأربعون دقيقَه ، تنهّدت وراحت تستعد لليّله.
لاشيءَ مكلّف حقاً لكنّها بدت جميلَه وهاهِي الآن تفتحَ البابَ لموعِدها لليّلَه ... يقفُ ببدلتهِ وقد مدّ ذراعهُ لها وهمس.
"تبدينَ فاتنه.."
ضحكَت بخجل وترجّلت للمَركبه..
مرّتِ الليلةُ بشكلٍ جيّد ، كانت رائِعه بالأحرى.
أحادثُ زين اللطيفَه ، ضحكهُ ، إبتسامته ، هو مثاليّ
كانت سيلينَا مُدركةً بأنها واقِعةٌ ل زين ، وهي لا تنفكُ تميلُ إليه أكثرَ فأكثَر كُل يومٍ وكُل ليلَة.
قلبُها لا يُمانع! لكنّ عقلها يرفِض هذه الفكرةَ قطعياً
هي في صراعٍ مع ذاتِها لكنّها قررت أن تختارَ الحذَر ، ستتبعُ سيلينَا عقلهَا هذِه المرّه.
إقتربَ زين منها وهمس
"أريدُكِ في الخارِج."
صمتٌ كساهَا وهي لاتدري مالذي ستفعَله.
قادها زين لخارِج المطعم ، حيثُ بدت الليلةُ مثاليه.
أمسكَ بكفّيها وأردف
"سيلينَا ، حينما رأيتُك أول مره علمتُ بأني سأقعُ لكِ ، كل يومٍ كنت أزور سانتراليّو فيه كانَ لأجلِ أن أراك ، وليسَ للقهوةِ السوداء كما تظنّين ، قد سحرتِيني ، أنا مغرمٌ بكِ سيلينَا"
لم تتوقّع سماع هذهِ الكلِمات ، أعينها تتلألأ ، لايزالُ الصمتُ يخيّمُ عليها ، تأبى النظر لعينيه ، لم تُرِد أن ترى خيبتهُ حينما نطقَت.
"أنا آسفه ، يجبُ أن أذهب.."
راحت تسير مبتعده ، خطواتُها تزادُ سرعةً حتّى توارت عن نظرِه.
عادت أدراجها للمنزل بعيونٍ مكتضّه... بالدموع ، وبالمشاعرٍ ، وبحديثٍ غيرِ مُعلن.
مِن الصّعب على المرءِ أن يتصرّف عكسَ كينونتِه.
أو أن يقومَ بأفعالٍ عكسَ ما يشعرُ به ، هذا ما كانَ مرهقاً بالنّسبةِ لها.
هيَ تحبّه ، تحبّه جداً .
ولذا هيَ لاتريدُ أن يصيبهُ مكروه.
اللعنةُ لاتلبثُ حتى تَقضي على كلّ من يعزّ عليها ، فكيفَ بشخصٍ هي تُحبّه؟..
هي تظنّ بأنها تحميه ، ولأنّه لايعلم ، هوَ ظنّ بأنها لاتريدُه ، وأن مشاعره من طرفٍ واحدٍ لا أكثر.