'⁷'

211 16 0
                                    

١٧ يوليُو ... الأحَد

صباحٌ جديد مدّت فيه الشمسُ أذرُعها الذهبّيه عابرةً النّوافِذ ، إستيقظَت هي وراحت ترمقُ زين المستلقِي بجانِبها ، لن تملّ من النّظر إليه ، أبداً..
إتّجهت لتغييرِ ثيابِها وكانت هذهِ اللحظةُ التِي أدركت فيها أنها لاتملِك ثياباً!
تركَت مُلاحظه على إحدَى الأوراق التِي وجدتهَا على مكتبِ زين.
'صباحُ الخَير ، ذهبتُ لمنزلِي نظراً لأني لا أملِك ثياباً هُنا ، أراكَ في سانتراليّو'
نعم ، إكتفَت بهذهِ الكلِمات..
خطت خارِج منزلِ زين وفي الشوارِع الهادئَه ، وهاهِي الآن تدلفُ إلى منزِلها وتضيءُ أنواره..
بدّلت ثيابها ورمَت بجسدها على فِراشها لعدّة دقائِق. أعدّت لها شطيرةً وتناولتهَا ثمّ عادَت تخرُج متجهةً إلى المقهَى.
حيثُ وجدَت زين جالساً على الطاولةِ وأمامهُ كوبُ قهوةٍ إستطاعت حزرَ أنّها سوداء..
جلسَت بجانبِه مريحةً جسدهَا على المِقعد الجلدِي تعلمُ بأنّها يجبُ أن تعمَل ولا يجبُ أن تخسرَ عملهَا مرّتين لكنّها فكّرت بأنهُ لاضيرَ مِن عشرِ دقائِقٍ معَ محبُوبِها؟

”سيلينا ... أخبرينِي مزيداً عن ناقِص واحِد؟“
نظرت إليه ، هُو يبدو قلِقاً
أمسكَت بكفّه وراحت ترمقُ عينَيه ، وأردفت
”بدايةً لا يجبُ عليكَ القلق!“
صمتتَ لوهلةٍ ثم أكملت
”هي لعنةٌ باتت تُطاردني منذُ الخامسِ عشر من ديسمبَر قبلَ عامين...“

قاطعهَا بقولِه وقد شدّ بكفّه على كفّها
”لماذا؟ ... مالّذي حدث في هذا التّاريخ بالذّات؟“
هي لاتستطيعُ إجابةَ سؤالِه ، هي لاتعلمُ إذا كانت تستطيعُ نطقَ حروف هذهِ القصّةِ حتّى.
لا تريدُ أن تتذكّر! لكن كيفَ لها أن تنسَى أحداثَ هذهِ الليلةِ بالذّات؟ حيثُ الصراخ والبُكاء وصوتُ إطلاقِ الرّصاصِ المدوّي؟!

”هل أنتِ بخير؟ لا عليكِ ، لن أجبركِ على فعلِ شيءٍ لا تريدينَه ، لا يُهم إذا لم تخبريني المهِم هو أنّ نتخطّى هذهِ الضائقةَ سوياً..“

ولذا هيَ تحبّه ، مراعاتهُ لها وتقديرةُ لصمتِها...
صمتِها الذيِ لاتطيقهُ بذاتِها.
نظرت لهُ مبتسِمه وردّ لها الإبتسامه ، وسرعانَ ما دوّى صوت كاندِيس
”سيلينَا مارِي ، لا مانعُ في أن أطردكِ مجدداً...بل سيكونُ مِن دواعِ سروري! “
إنتحبت وإستقامت لترتدِي مريلةَ العمل وتستعد لعملِها المعتاد ، بينما كان زين يرمقُ تحرّكاتها مبتسماً
هو شاكِرٌ لوجودِها معه ، وهيَ ممتنّةٌ لكونِها محبوبتَه.
وكونهمَا معاً كفيلٌ بجعلِ كل شيءٍ أفضل.

سرعانَ ما مرّ الوقت وإستعدت سيلينَا للمُغادره ومعهَا زين ، أمسكَ بكفّها مستعداً للذهاب لمنزِله
”لا أملِك ثياباً يجبُ عليّ أن أعود لمنزلِي.“
أردفت حينمَا تذكرّت فعلاً ، لن تستطيعُ النومَ بهذه الثياب ، أقمِشتها جعلت منَ النومِ مُعضِله!

إستدار زين وراحَ يتبعُ خطاها هذِه المره ، وحدثَ كما حدثَ سابقاً
”منزِلكِ جميل!“ ...
”أوه ليسَ بجمالِ منزِلك صدّقني“
وإستمرّت المدائح حتّى خرجوا مِن المنزِل وحتّى طريقِ العوده ، حسناً ربّما أطالوا السيرَ قليلاً مروراً بالبحيره؟ ثمّ الحديقه؟ وحتّى طريقِ العوده ، ظلّ زين يُغرِقها بالكلامِ المعسول بينمَا راحت توكِزه بين الدقيقةِ والأخرى .... خجِلةً بالطبّع.

وصلوا لمنزِل زين ووقتهُا حلّ الظلامُ تقريباً ، أضواء الباحةِ الأماميّه كانت تومِض بشكلٍ مخيف ويخيّمُ الصمتُ على الأرجاء ، كانتِ الأوضاعُ مريبَه...أو هكذا شعرَت سيلينَا..
ربّما هذا يحدثُ فعلاً؟ أو ربّما أصابها الإرتيَاب..
عموماً هيَ تشعرُ هكذاً كثيراً مؤخراً ولا يحدثُ شيء ... هيَ تأملُ ذلك.

دلفوا إلَى الداخِل وخلعَ كلّ منهُما معطفَه وإستعدّا للنّوم ، غطّ زين في النومِ سريعاً ، لاتدرِي ربّما هيَ من سهِرت عاجزةً عنِ النّومِ طويلاً؟
ألقَت نظرةً على السّاعةِ أمامها الواحِده بعد منتصفِ الليل.. الواحِده والنّصف ، الثّانيه ... الثانيَة والنّصف وهاهِي تغفو...

١٨ يوليُو ... الإثنَين
الساعه الثانيه وخمسٌ وأربعون دقيقةً صباحاً.
الهمساتُ تلاحِقها ، هيَ تهرب لا تدرِي إلى أين لكنّها تجرِي على أرضٍ سوداء ... كما هوَ حالُ سمائِها..
قليلاً وتسمعُ زمجرةَ الرّعد ، هاهيَ عاصفةٌ تقترب
إلهَي كم هيَ تخشى العواصِف!
”سيلينَا؟“
”سيلينا عزيزتِي؟“
هُنا توقّفت ، أغمضت عينيهَا وراحت تُنصِت بإمعان
هذا صوتُ والِدتها ، هي متأكّدة!
راحت تجرِي تجاه الصّوت آمِله أن تجد صاحبتَه.
ولاوّل مرّة حدثَ ما تمنّته.
هاهيَ تقفُ أمامها ، بثوبٍ أبيض ، خصلاتُها تتطايرُ بفعل الرّياح
”سيل؟“
من دونِ وعيّ منها راحت تبكِي ، خطت عدّة خطواتٍ وإحتضنت والدتهَا
”أنا آسفَه أمّي ، لم أقصِد فِعلها أنا حقاً لم أقصد..“
”إشش لاعليكِ عزيزتِي ... كلّ شـ ...“
هُنا إنقطع صوتُها ودوّى صوتُ طلقٍ نارِي ، إبتعدت سيلينَا لتجدَ الدماءَ تغطّي ثيابها وثوبَ والدتِها ،
تحوّل بياضهُ للونِ الأحمر
وتحوّلت إبتسمتهَا لعبُوس ، تهاوَى جسدُها مِن إستقامتِه وسقطت ... كمَا إستنزِفت منَ الحياة.

خرّت سيلينَا على ركبتيهَا أمامَ جسدِ والدتِها
راحت تهزّها وتصرخ آملةً أن تكونَ حيّة...رغمَ أن كل ما أمامهَا ينفِي ذلِك ، راحت تصرُخ وكأنّما عادت ذكرَى الخامِس عشَر مِن ديسمبَر مجدداً.

صرخَت بـ "لا" ومِنها أدركَت أنها مستيقظَه..

إستيقظ زين مفزوعاً وإحتواها بجسدةِ حينما أدركَ أنّها تبكِي ، ظلّ يربّت على ظهرِها بينما إعتصرت هيَ قميصهُ بكفّيها.
أردف زين بعدَ عشرِ دقائقٍ بِلا صوت ... خلافَ شهقاتِها المتكرره
”مابكِ عزيزتِي؟“
تحدّثت هيَ بصوتٍ خافِت
”حلمٌ سيء“
عادَ زين يسأل قلقاً
”ناقِص واحِد؟“
”لا لا حلمٌ سيءٌ فحسب“
قبّل زين جبينهَا وهمس
”كلّ شيءٍ على مايرام ، أنا هُنا ولن أدعَ مكروهاً يصيبُك“
”أعلم ، أنتَ بجانبِي وهذا كلّ ما أريده“
إبتسم زين وقرّبها إليهِ أكثَر وإستلقيا سوياً
سرعانَ ما خلدَ كلّ مِنهمَا للنّوم ، حسناً ربما كلّ ما كانت تحتاجهُ هو أن يحتويها زين هكذَا ، ربّما لو إحتواها لم تكُن لـ ترا ذاكَ الحلمَ السيّء؟.

هذا ما تظنّهُ هيَ ، لكِن نحنُ نعلمُ أيّ يومٍ من أيامِ الأسبوع هوَ.
.
.
نهاية الروايه قريبَه جداً..💔❤

 ناقِص واحِد | Z.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن