'⁴'

207 19 1
                                    


٤ يُوليو ...مساءَ الإثنين.
حلّ الظلام..
وقد مرت نصفُ ساعه منذُ أن ودّعها زين ورحَل بعد أن أصرّ على أن يوصِلها للمنزِل لكنّها رفضت..
هي جامِدةٌ على كرسيّها لا تدري ماذا ستفعَل
لاتريدُ العودَه للمنزِل فهي تعلمُ أن النّعاسَ سيغلِبها. وبظنّها أنها لن تنام إذا ظلّت جالسةً على كرسيّ الحديقه...
كانت تحدّقُ مشدوهةً في الأرجاء.
الجوّ يزدادُ بروده وهيَ ترتَعش.
أعينها مرهقه لكنّها لا تُريد النوم.
لاترِيد أن ترا زين في لعنتِها.
وتأبَى أن تسمَع سؤالاً لن تستطِعُ إجابتَه.
وجرّاءَ تلك الأفكار وخِلافَ إرادتِها...غفت سيلينَا.
"لا مفرّ منّا ياصغيرَه ، لامفرّ لكِ من مصيرِك ، ناقِص واحِد ستُعاوِد الظّهور ، دائِماً"
تقفُ متصلّبه ، لا ترى أحداً أمامها مما أشعرها بالطمأنينُه نوعاً ما ، راحت تنصِت للأصواتِ حولها ، الهمسات التِي راحت تعلو شيئاً فشيئاً
"ناقِص واحِد".." ناقِص واحِد" .. "ناقِص واحد"
هلعت ، وراحت تدورُ حولَ نفسِها كمن أضاعَ طريقه..
ضوءٌ وميضٍ شديد ومعهُ سمعت صوتاً يدوّي حولها.
"بالمُناسبة ، أنا زين" ... "قهوة سوداء"...
"اخبريني مابِك؟" ... "اليومَ سنخرجُ سوياً".
صرخَت بعلوّ وجثت على ركبتيها
"ليسَ هو ، أتركوه!"
لم يبدوا الأمرُ كالمُعتادِ لها ، بدا أقربَ إلى الحُلم ، كانت تشعر وكأنما اللعنةُ تريدُ أن تخبرها شيئاً..
سرعانَ ما إزداد الضوءُ وأحسّت كأنما ستفقِد بصرها...
فأغمضَت عينيها بشدّة.
٥ يوليُو ... الثلُثاء.
َإستيقظت مِن نومِها هالِعه وهمست
"زين!"
ألقت نظرةً حولها لتجد أنها في ذاتِ الحديقة ، مستلقيةً على الكرسي الخشبي ذاتِه ولم يتغيّر شيء.
إستقامت وراحت تجري..
تجرِي مشدوههً لدرجةِ أنها راحت تعبُر الشوارِع دون حذر ، متّجهةً ل سانتراليّو ، آملةً أن تراهُ جالساً مُخفياً رأسهُ خلف لائِحة الطعام ، مستعداً لطلب قهوتهِ السوداء.
هاهِي تصِل ، دفعت البابَ بشدّة فاستدارَ كلّ من كانوا هُناك ، ألقت نظرةً سريعه...لكنّهُ لم يكُن هناك.
كادت تصرُخ حتّى إستوقفها إندفاعُ البابِ من خلفِها وصوتُه...
"سيلينَا؟"
إستدارت وعانقتهُ بشدّة..
بانَ عليهِ الإستنكار لكنّه إستقبل عِناقها مبتسِماً...
"مالداعِي لهذَا العناقِ المُفاجىء؟"
ضحكَت سيلينَا خلفَ الدموعِ على وجنتيها وهمست
"لاشيء ، زين..أنا فقط إشتقتُ إليك"
كانت فرِحه ، رغم أنّه كانَ يومَ الإثنين.
وقد سمِعت صوتَ زين ...
شعرت وكأنمَا كانَ مُختاراً لكنّهُ نَجى..
هي لاتعلمُ ماحدث تماماً ، لكنّها شاكرةٌ أنّه أمامها وبخَير.

 ناقِص واحِد | Z.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن