'⁶'

208 19 1
                                    

١٦ يوليُو ... السّبت
مرّ أسبوعٌ كامِل على ما حدَث ، ولم ترَا زين إلى هذه اللّحظه ... هيَ ليسَت على ما يُرام ، ولا حتّى قريباً من ذلِك
صحيحٌ أنّ اللعنةَ لم تباغِتها طوالَ الأسبوع لكّنها لَم تعُد كمَا كانَت وتأثيرُ رحيلِ زين عليهَا أقوَى مِن اللّعنة...
هي لا تعلمُ أينَ تجده وإلّا وجدتَهَا تجرِي لحيثُ يقطُن.
تعملُ في المقهَى وتشعُر بالسوء فهيَ ماعادت تراه.
”أنا أعتَذِر سيلينَا ، أنتِ مطرُوده“
تنهّدت وراحت ترمُق كاندِيس أمامها بصمت وكأنّما باتت بكمَاء.
لم تستطِع أن تجِد رداً لذا خطَت لخارِج المَقهى..
هي لا تلُومُها حقاً وهي تعلمُ بأن حالهَا تدهوَر لكنّها وجدَت قدميهَا تأبَى مغادرةَ سانتراليّو..
فقد باتَ جزءً منها.
لكنّها تنفّست الصعداء وخرجَت على أي حال.
فبِظنّها أنه لم يعُد لديهَا شيءٌ لتخسَره.
راحت تسيرُ بهوادةٍ على عكسِ عادتِها.
مطأطأةً ولم تبتعِد إلا حوالَي مِتر بعيداً عن سانترَاليّو
ما لبِثت حتّى سمِعت أصواتاً تعالت مِن المقهَى..
كانَ جدالاً حاداً على الأرجح.
بضعُ ثوانٍ ودُفعَ البابُ بِعُنف ، وخلفَه ظهَر..
النظّارةُ الشّمسيه ، والشّعرُ المُبعثر بإهمالٍ ... بديع.
وبينَ شفتيهِ سيجارةٌ رماها وقتَ خروجِه.
إستدارَ نحوها وخلَع نظّارتَه وراحَ يرمُقها مُنهكَ العينَين.
لم يكُن أفضلَ حالاً مِنها ، فقد تصلّبت وغطّت فمهَا بكفّها وراحت تذرِف الدموع.
هو يبدُوا مُتعباً ، مستاءً ، لكنّهُ تقدّمَ وإحتواها بجسدِه.
سرعانَ ماعادَ لها ذاكَ الشّعور ، الشّعور بالإنتماء.
وكأنّما العودةُ للوطَن بعدَ غربةٍ طويله.
إعتصرت قميصهُ بذراعيهَا وراحت تبكِي..
عدةُ دقائِقٍ وراحت تضرِب صدرهُ بكفّيها وتتمتِم.
”أبلَه! ، لمَ تركتنِي؟!“ .. ”أنتَ تعلمُ أننِي أحتاجُك!“
في أعماقِها تعلمُ أنّها المُخطِأه وأنّه برحيلهِ فعلَ ما رآهُ صواباً ، لكنّ هي تعلمُ بأنّها تحبّه ففَعلت ما رأتهُ مناسباً لشعورِها في هذِه اللّحظه.
قبّل زين رأسهَا وراحَ يهمِس
”أنا آسِف ، لاعليكِ“
حينمَا هدأت وفُصِل العِناق ، فتحَ زين فمهُ لينطُق لكنّها أصمتتهُ بقولِها..
”سأشرحُ لكَ كُل شيء ، أنا آسفه على مافعلتُه سابقاً لكنّي سأخبِرك..“
قالتهَا وهيَ واثقةٌ مِن قرارِها ، ستخبرهُ عن ناقِص واحِد ، وأيضاً فكّرت لحظتَها بأنها ستُفصِح بمشاعِرها له ، مشاعِرها التِي باتت ك كأسٍ فاضَ مِنهُ الماء.
أومأَ زين وقالَ مُتسائِلاً
”منزِلي؟“
هزّت رأسها بأن 'نعَم'
وتبِعت خطاه ، على الأرجَح منزِلهُ ليسَ بالبعِيد ، كونهُ شخصٌ يزورُ سانترَاليّو كُل يوم؟.
”لمَ زُرت سانتراليّو؟ ، أعنِي لمَ اليوم“
سألتهُ مستغربه
”أعيدُ لكِ عملَك..“
أجابَ بإختصار فتنهّدت هي وأردفت
”كيفَ علِــ...“
صمتت حينمَا وجدت الإجابه أمامها ، بالطبعِ هو سأل كاندِيس عن سببِ خروجِها الدرامِي من المقهَى وحدثَ ما حدث.
”لم تكُن مضطراً لفعلِ ذلِك“
”بلا ، أنا أعلمُ كم تحبّين العملَ هُناك..“
إبتسمت وأعادت النظَر لخُطاها
لم تلبَث حتّى توقّف زين أمامَ منزِلٍ بحديقةٍ أماميّه..
كانَ جميلاً حقاً كونهُ لشابٍ أعزب ، تقريباً؟.
فتحَ الباب وأزاحَ جسدةُ سامحاً لها بأن تدخُل قبلَه.
راحت تحدّق في الأنحاءِ مبتسمَه.
هو حقاً يملِك حساً راقِياً..
إتّجهَ للمطبَخ وعاد وبيديهِ زجاجتا صودَا وحينمَا دلفَ لحجرةِ المعِيشه أومأَ لها بأن تجلِس.
صمتٌ طغى على الخمسِ دقائِق الفائتَه ، وهو وقتٌ ظلّت فيهِ سيلينَا تِرتّب أقوالها ... وأخيراً نطقت.
تحدّثت بكُل شيء ، منذُ أوّلِ ليلةٍ حدثَ فيها الأمر حتّى...
”حينهَا أتيتَ أنت ، مُختلفاً عن البقيّه وكنتُ أعلمُ بأنكَ ستكونُ شيئاً آخر ، كنتَ الأمانَ لي ، وكنتُ أخفِي مشاعرِي تجاهك والآن بتّ تعلمُ السبب ، أعلمُ أن في قولِي مُخاطره ، لكنّي أُحبّك ، أحبّك حباً جمّا.. ، ولأنّي أحبّك لم أرِد أن يحدُث لكَ مكروه.“
إبتسمَ زين ، إبتسامةٌ أقربُ لشخصٍ منتصِر.
وكأنمَا فاز بقلبِها أخيراً..
نظرَ إليهَا مستبشراً وهمس
”وأنا أحبّكِ سيلينا..“
إبتسمت خجلةً وراحت تنظُر لكفّيها..
”بعدَ غدٍ هو الإثنَين!“
قالهَا بنوعٍ مِن الهلَع بينما رفعت رأسهَا مستغرِبه.
لم تكَد تصدّقُ أنه بالفعلِ صدّقها ، كانت تظنّ بأنهُ نسيَ ماقالتهُ سلفاً لكنّه لم يفعَل.
عادَ يقول قاطعاً حبلَ أفكارِها
”ستقضينَ الليلةَ عندِي ، ليلتَين على الأرجح..“
حاولت الحديث لكنّ زين أصمتها بأن وضعَ كفّه على شفتيها وإقتربَ هامساً
”لا نقاشَ في ذلِك يا صغِيره..“
نظرت لعينَيه ، يالَ شدّة سحرهِ عليها..
حلّ الظلام وإستعدّت سيلينَا للنوم ، قُرب زين على الفِراش..
لم تكُن معتادةً على النومِ بجانبِ شخصٍ ما لكنّها كانت مُتأكّده بأنّها ستعتادُ على ذلِك..
.
.
Back to the old cover! 😂

 ناقِص واحِد | Z.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن