'⁹' النهايَه "أتمنّى"

264 21 5
                                    

مرّ اليومُ في سانتراليّو عادياً كأيّ يومٍ آخر...
بدأت الشمسُ تتلاشَى وراءَ الأفق ولوّن الشفقُ المحببُ السماء الزرقاء لتمتزِج الألوان البديعَه.
وأسفلها وقفَ هو محملقاً في السماء...
وكأنما غابُ عن الوعيِ لعدّةِ دقائقٍ ثمّ إستعادةُ حينما شعرُ بذراعيها تحيطُ جسدة..
إبتسمَ بحنوّ فضحكِت هي..

”قاطعتُ شرودك؟“
”على الإطلاق...“
وقفت بجانبهِ ترمقُ مايرمُقه..
وعلى شفتيهَا إبتسامةٌ حانيه..
حلّ الظلام سريعاً ومعهُ حلّ السكون وإتضحَ القمر في وسطِ السماء..
”نجمةٌ تسقَط!“

قالتهَا فرِحه وهيَ تشيرُ بإصبعها للسماء حيثُ النيزَك
ضحِك زين على إسلوبِها الطفولِي وقالَ مصححاً
”إنّه نيزَك ، تمنّي أمنيُه“

نظرت إليهِ قليلاً ثمّ أغمضت عينيهَا وتمنّت..
تمنّت أن تشعُر بالسلام.. بالحياةِ الطبيعيّة
تمنّت بأن تحبّ يومَ الإثنين كأيّ يومٍ آخر مِن أيّامِ الأسبوع ، تمنّت أن تنامَ بلا قلق ولا بكاء ولا صراخ تمنّت أن تحلمَ ، حلماً جميلاً تتمنّى أن لا ينتهِي...
فتحت أعينهَا لتجدَ أن النيزك يكادُ يغادِر عابراً السماء وسامحاً للآخرين أن يخبروهُ بأمنياتهِم..
وعلى هذا الصددِ همست بإنكسار
”أتمنّى“

بعدَ عدةِ دقائق أمسكَ زين كفّها وهمس
”الوقتُ تأخّر“
أومأت هيَ وسارت معهُ متجهينَ للمنزِل.
كان زين قلقاً ، هو يفكّر كثيراً ويخطط ، لن يسمحَ للعنةِ أن تنالَ مِنها ... هو لا يعلمُ إن كانَ القادِم لكن إن لم ينقذ نفسهُ سينقِذها ، هو عازمُ على هذا الأمر.

دلفو إلى المنزِل وألقى زين نظرةً خاطفه على ساعةِ الحائط ...
الثامنَه مساءً...
زين يقفُ في الباحةِ الأماميّه للمنزِل بينما غلبَ سيلينَا النعَاس ، ضدّ رغبتِها ...
هيَ مستلقيةٌ على الفراش ونفسها تأبَى النوم لكن أعينهَا تخالفُ هذه الرغبه..
نفسُ الشعورِ البغيض بأنّها مجبرةٌ على النوم خالجهَا وحينها أدركت بأنها ناقِص واحِد ، هيَ من تفعلُ ذلك..
هاهيَ تغفو على أرضِ الواقِع وتستيقِظُ على النقيضِ في الجهةِ الأخرى..
تتنفسُ بصعوبه وتنظرُ حولها خائِفه..
شعرت بألمٍ في ذراعيها فأزاحت قميصها لتَرى كدماتٍ بنفسجيّة وجروحٍ تنزف في كلّ مكانٍ فما عادت ترا لونَ بشرتِها ، كانَ مؤلماً.
صرخت بألم

”ماهذَا؟!“
همسةٌ قربَ عنقِها أجفلتها
”هذا جزاءُ مقاومتِك“
”ماذا ... مقاومــ...“

صمتَت وراحت ترتّب الأفكارَ التِي إنهالت عليها
هذا جزاءُ مقاومتِك ... أجل اللعنةُ لم تظهر منذُ فتره وهذا يعنِي أنها كانت تُقاومها وبشدّة!

تقدمت عدةَ خطوات بصعوبة وتوقّفت حينما شعرت بجسدٍ يركلُ أمامها
”زين!“
جثت على ركبتيهَا أمامهُ ورفعت رأسه لتجدَ جرحاً عمقةُ لا يستهانُ به أعلىَ ناصيتِه..
”سيلينَا هذا ليسَ بحقيقَةٍ فإستيقظِي!“
راحت تنظرُ له وبقلّةِ حيلةٍ أردفت
”لا أستطيع زين صدقنِي!“

صوتٌ دوّى في المكَان ، آخرُ صوتٍ كانت تريدُ سماعه.
”أتفتقدِيننا يا صغيرَة؟“
ذاكَ الصوتُ ذاتُه الذي يلقِي السؤالَ المصيري ويتحدّثُ بصيغةِ الجمع بشكلٍ لا مبرر له.

بوعيٍ منها صرخت باكيَة
”إبتعد ، ليسَ هو أقتلنِي أنا بدلاً عنه!“
صرخَ زين بدورِة
”لا!“
أمسكَ ذِراعها وأردف
”لا تفعلِي سيلينا سنجدُ حلاً “.
ضحكةٌ عميقةٌ دوّت في الأرجاء وعلى صددِها إتسعت أعينُ زين كمن وجدَ فكرةً عظِيمَة
إستقامَ على قدمَيه تعباً وأوقفها معه.

"كُل لعنةٍ تكسرُ بقبله"

قالها وشدّها نحوه ممسكاً ذراعها...وقبّلها.
رُغم دموعها وحُزنها بعثت قبلتُه سلاماً داخِلها.. وإنعكس ذلِك على وجهها ، وفي الأرجاء.
إبتعَد قدرَ أنمله ومازال ممسكاً ذراعها..
نظرت لعينيه حالمَه ، تنتظِر مالذي سيحصُل بعدها.
متمسكةً به ، خوفاً من أن تفقِدهُ هو الآخر.
راحَ كيانهُ يتلاشى تدريجياً ، وفقدَ كثيراً من وجودةِ الماديّ حتّى إختفى تماماً...

وتماماً قبلَ أن تشعرَ هيَ إستيقظت مِن نومِها..
خرجَت لباحةِ المنزِل تجرِي مرتعبَه ، حيثُ وجدتهُ أمامهَا ، عاكِفٌ على الحشائِش الرّطبه ، ورأسهُ لأعلى..
يرمقُ السماءَ والنجومَ القليلة التِي قاومت أضواءَ المدينَه وظهرت في السماء.

همسَ على حينِ غرّه
"فعلنَاها ، كُسِرت اللعنَه"

إتسعت أعينهَا ، أيعنِي هذا أنهُ يتذكرُ كل مايحدُث؟ على عكسِ الآخرين الذينَ ينسونَ مايحدُث فورَ إجابتِها على سؤالِ اللعنه وإستيقاظِها؟!

لكنّ ذلِك لا يهِم الآن فهَي لم تكُن مدركةً لعمقِ مشاعرهِ نحوها حتّى إقتربت منهُ وجثت على ركبتيهَا أمامَه لتراهُ متسِع البسمَه ، رغمَ الجرحِ على جبينِه وإرهاقِه كانَ سعيداً بحقّ.
وحينما رآها ضحِك بخفوتٍ وأردفَ مجدداً
"لم أكد أصدّق ، فأنا لم أحبّذ سماعَ ماكانَ يحدثُ لكِ بسبب اللعنَه ... أنا من كانَ يشعُر بِك ، سئِمتُ رؤيتكِ تعِبه ، أرهقتِي عيناكِ الجميلتَين ، أنا فقط سعيد بأنّ كل شيءٍ إنتهى"

كانت منصتةً لكلِماته بشدّه ، وبدُون أن تلحظ راحت تذرِف الدمع ، إقتربت ونظرت لعينيه البنّيتين اللتانِ يكمنُ عالمُها فيهِما وقبّلته بشدّة...

هي تُحبّه ، تحبّهُ جداً.
ولِذا هيَ الآن بجانِبه ، ممسكةً بكفيه ، حبّه إنتصر على لعنةٍ ظلتّ تلاحقها منذُ سنوات ، هو حررها.
فـ لذَا هي الآن بجانِبه ، قد حاوطهَا بذراعيه... أعلاهُما ضوءُ القمر ... تحققت أمنيتُها وكُل شيءٍ كانَ بخير.
وهنا تماماً هيَ همسَت..

”تباً لكِ ناقِص واحِد“.

تمّت بحـمدِ اللّٰه
سعيددة جداً إني إنهيت هاذِي الرواية 😭❤ ، أتمنى تكونون إستمتعتوا بدوركُم وعشتوا الأحداث..
عن نفسِي إستمتعت في كتابتها وأتمنّى إنكم حبيتوها
رأيكُم فيها إنجلز؟ 💜.


تمّـت في 24 يوليُو 2018..♥

 ناقِص واحِد | Z.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن