30.03.2017 , Germany
___
أضحكُ بصخبٍ وأنا أنظرُ لنيِّلس وهو يلعب بـأزرار المصعد ، نصعدُ للطابق الثاني وننزل للطابق الاول ، نصعد للطابق الخامس ، ننزل للطابق الثالث وهكذا ..
فُتح باب المصعد في الطابق السادس وكانت هناكَ كارثة علىٰ وشكِ الوقوع ، احدهُم إكتشفنا ،
تنظر إلينا بنظرات مليئةٍ بالشكوك قائلة ، " ماذا تفعلونَ هنا يا رفاق ، أظنُ أنَ لديكم مهمة يجبُ عليكم القيام بها فيِ الدور الارضي ! "
هَذا ما يحدث عندما نلهو وننسىٰ أمرَ العمل !
نظرنا لبعضنا محاولين تبرير الموقف ، فتحدثَ بعدها بتلعثمِ "لـ لقد نَسينا بأي طابق كانت الجيم ، نعتذر ! "
نظراتُ الشكوكِ كانت ماتزال واضحة على وجهها وهيَ تصعدُ معنا للنزول للدور الأرضي .
__
أصوات الموسيقى العالية والكثير من المدربين والعجائزة ، جميعُهم مشغولين .
نظرت لنيِّلس لأجدهُ ينظر إلي ايضاً مشيراً برأسهِ إلىٰ باب الخروج ، نظرتُ إلىٰ المسؤولين وتأكدت بأنَ لا أحد ينظر ، لأسرع هاربةً من الصالة ، بعيدةً عن الضجة ، بعيدة عن كل شيء ، مع صديقيْ ، الوحيد !
ذهبت إلىٰ الخارج لأرىٰ نيِّلس يأخذُ أنفاسه ويمد يده إلي ،
هَل أمسكها ؟ ، هل أثق بهْ ؟
مَسكتُ يده لأول مرة وإذ بهِ يركضُ بعيداً ، إلىٰ الحديقة الخلفية .
-
جَلَسَ علىٰ العشب لأجلس بجانبهُ بتردد ، خائفةٍ مِن فكرة بإننا وحدنا في الحديقة الخلفية ، الهدوء يسيطرُ علَىٰ المكان ، فَقط صوتُ أنفاسنا وصوت الماء من النافورة .
" لَم أرد البقاء طويلاً ، لقد كانَ مملاً هناك ، فقررتُ تغيير الجو فقط ، هُم لن يلاحظوننا عَلىٰ كل حال " تكلمَ مبتسماً .
" نعم ، كان مملاً لي أيضاً ! " أجبتُ بتلعثم ، مازلتُ غير مرتاحة لهذه الفكرة .
" اليوم أصبحَ معي موقفٌ غريب ، والأغرب كانت ردةُ فعلي " ،
يجيدُ تغيير المواضيع بسهولة ، أتمنىٰ تعلمَ هذهِ الموهبة !
" ماذا حدث ؟ " اجبتُ بعدَ فترة من الصمت المخيف .
" إثنان زعجوني بسبب أسلوبي فيِ ملابسيِ ونظارتي ! " أجابَ منفعلاً .
نظرتُ إليه لأرىٰ معالم الإنزعاج والغضبَ تحتلُ ملامحهُ اللطيفة ، ركزتُ في وجههِ وفي عينيه ، في تلكَ النظارات اللطيفة والملابس الغريبة مع صور ورود أغرب ، بدا جميلاً جداً به !