_____
28.03.2017 , Germany
__
إنهُ ثانٍ يوم لي في العمل !
أفعلُ بالضبط ما يلزم عليَّ فعله ، لا أزالُ أساعدهم علىٰ الأكلِ ، الشربِ والتنزه خارجاً . لا يزالون يتكلمون عن ماضيهم وعن أحبائهمْ ، سابقاً كنت أملُّ دائماً عندما يتمحورَ الموضوع عن الماضي والحب ، الأن أحبُ سماعها أكثر من أيَّ شيء آخر ، ربما بسبب مواقفهم أو طريقه سردهم ، لأنهُ وكما أسمع من فتيات المدرسة ، دائماً تكون مثيرةً للاشمئزاز ، كنت تستطيعُ أن ترىٰ بخط عريض كلمة ' مصلحة ' .
رغم كبر سنهمَ ، عندما تنظر في أعينهمْ ستفهمُ كلَّ شيء ، عن كمية الحب ، الأحترام ، التفائل والسعاده الموجودة بداخلهمْ . يتكلمون ويضحكون وكأنهم لم يرو بعضهم منذ سنوات ، وكأنني انا كبيرةَ العمرِ هُنا . بطريقة ما أحببتُ ذلك ،
لقد كنت أفضلُ دائماً جواً كهذا ليخلصني من تفكيري اللامنتهي و من كآبتي قليلاً ! .
" لقد أقترفتُ الكثير من الأخطاء في حياتي ، ندمت علىٰ الكثير من القراراتْ ، الكثير من الناس خيّبوا ظنيِ و بقيت لفترةٍ طويلة وحيدة بدون أن يساندني أحد . لم أسمع يوماً شخصاً يقول لي : هاكَ كتفي عندما تشعرُ بأن كل شيء ينهار من حولكَ .
لقد بنيت نفسي بنفسي ، لقد حققتُ هدفي ، لم يكن سهلاً ولكنني فعلتْ .
الأن انا راضية عن حياتي مع إنني أعيش بين مجموعة من الحمقىٰ!"
قالت واحدةً منهم ، لينفجرَ الجميعُ ضاحكاً ، إبتسمتُ علىٰ تعبيرها الأخير ، إنهم رائعونْ ! .
إن كانت في مدرستنا وبين فتيات هذا الجيلِ ، لكانتْ ميتة لا محالْ !
إنتبهت لـنِيلْس وهو يراقبني بإبتسامة لطيفة علىٰ وجهه بينما يساعد أحدهم علىٰ الأكل ، غريب ! ، رديتُ الإبتسامة وتابعت عملي .
__
" يبدو إنكِ تندمجين بسرعة ! " أتاني صوت من الخلف ، إلتفتُ ورأيتُ نِيلْس مع إبتسامتهِ المعتادة .
" أحببتُ العمل هنا " أجبت ببساطة وأنا انظف الطاولة بعد خلود الجميعَ للنوم .
" سعيدٌ لأجلكِ ! " هَتَفَ قائلاً ، هل هو حقاً كذلك أم مجرد كلام قاله ليضيع الوقت معي بما إنه ليس لديه أيَّ شيء لفعله !
أصبحت لا أصدق أيَّ شيء يقال لي ، أعتبرهُ فقط كلام لتضييع الوقت ،فقط بدون معاني ، لكن عندما قالها شعرت بشيء غريب ، جزء صغير بداخلي صدقهُ !
" شكراً ! " والإبتسامة البلهاء على وجهي .
" يمكننا العودة معاّ إلىٰ المنزل ، إنني أسكن في نفس الحي ، هَيا لقد إنتهىٰ الدوام . "
لأنظرَ للساعة غير مصدقة ! بهذهِ السرعة إنتهىٰ الدوام !
__
في الطريق إلىٰ المنزل كان الجو صامتاً ، إلىٰ أن بدأ -عندما لاحظ صمتي- بالتحدث عن أشياء مضحكة حدثت معه .
بطريقةٍ ما أحببت ذلك ، معه لا أشعر بإنني وحيدةٍ علىٰ الإطلاق .
طوال الطريق وهو يتكلم عن طفولتهُ ، عن مواقف طريفة حدثت معهُ ، عن أول قبلة حظىٰ بها وكيف كانت محرجة بالنسبة له لانه لم يكن يتِقنها بعد . كنت أضحكُ طوال الطريق . الشيء الغريب هو إنني لم أضحكُ هكذا مع أقربائي قط !
بطريقةٍ ما كسر الحواجز التي بنيتها حولي ، بطريقة جميلة جداً ، بدون تصنع أو مثالية .
" لماذا يا ترىٰ ؟" ليخرجني صوتهُ من تفكيري ،لأعود للواقع البائس .
" ماذا قلت ؟ ، أسفة لم أكنْ منتبهةَ . " قلت معَ تلكَ الإبتسامة البلهاء علىٰ وجهي للمرة الثانية .
ليبتسم إبتسامة خفيفة ، لديه إبتسامةٍ جميلة ،
" في الواقعْ كنت أسألكِ ، لماذا أنت منعزلة ووحيدة دائماً ، لم أرك يوماً تبتسمين بإبتسامة حقيقية ، لماذا يا ترىٰ ؟ "
" لا أعلم نِيلْس . "